03-09-2009, 08:27 PM
|
#123
|
المشرف العام
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 1,353
|
وكتب"؟بنو قاسط بن هنب
واشتقاق قاسطٍ من قولهم: قَسَطَ علينا، أي جار علينا وفي التنزيل: " وأمَّا القاسِطُون فكانوا لجهنْمَ حَطَباً " . أي الجائرون، والله عزّ وجلّ أعلم. والمُقْسِط: العادل. والقِسْط: النَّصيب من الشَّيء، والجمع أقساط. واشتقاق هِنْب من الوَخَامة والثِّقَل. امرأةٌ هَنْبَى: بَلْهاء.
فمن بني قاسطٍ: النَّمِر بن قاسط.
ومن رجال النَّمر: عامرٌ الضَّحْيان، وكان سيِّدهم في الجاهليَة وصاحبَ مِرباعِهم، وكان يَجلِسُ في الضُّحى فسمِّي ضَحْيان.
ومن رجالهم: أبو حَوْطِ الحظائر، وكان سيِّداً، وسمِّيَ حَوطَ الحظائرِ لأنَّ عمرو بن هندٍ أخذَ قوماً من النَّمرِ بن قاسط فخطَرَ لهم حظائرَ ليُحرِقَهم فيها، فكلَّمه أبو حَوطٍ فيهم فأعتَقَهم له، فسمِّي بذلك.
ومنهم: ابنُ الكيِّس النَّمَري، كان مِن أعلَم النَّاس بالنَّسَب.
ومنهم: ابن القِرِّيَّة أيوبُ بن زَيد، الذي كان مع الحجَّاج. والقِرِّبّة والجِرِّيَّة من الطَّير: الحوصلَة.
ومنهم: صُهَيب بن سِنان بن عبد عمرٍو صاحبُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ويعرف بصُهَيْبٍ الرُّوميّ، وكنت له قَدَمٌ في الإسلام، وأمره عمرُ رضي الله عنهما أنْ يصلِّيَ بالناس في أيَّام الشُّورَى حتَّى يَجتمِعوا على رجلٍ وصُهَيبٌ: تصغير أصهب. والصُّهبة من ألوان الإبل: بَياضٌ يعلوه شبيهٌ بالصُّفرة، وبذلك سمِّيت الخمرُ صهباءَ.
ومنهم: الجعد بن قَيس، صاحبُ طاقِ الجَعْدِ بالبصرة، وكان على شُرَط عُبَيد الله بن زِياد، هو وعبدُ الله بن حِصْنٍ صاحبُ مقبرةِ ابن حِصْن."
وكتب" بنو وائل بن قاسط
بكرٌ، وتَغْلبُ، وعَنْزٌ، وشُخَيْص.
دَرَج شُخَيص.
فمن بني عَنْزٍ: إراشَة، ورُفَيْدَةُ. واشتقاق إراشَةَ من أرَّشْتُ بينَ القومِ تَأريشَاً، إذا حَرَّشْتَ بينهم. ويمكن أن يكونَ من أرشِ الجِراحة، أي ديتها، ورُفَيدة: تصغير رَفْدةٍ، وهي العطيَّة. رفَدْتُه أرفِدُه رَفداً، إذا أعطيتَه. و الرَّفْد المصدر، والرِّفد: القَعْب الذي يُرفَد فيه، وهو المِرفَد. وكلُّ شيءٍ وطَّدْتَ له فقد رفَّدتَه ترفيداً.
ومنهم: عامر بن ربيعة، شهد بدراً، عِدادُه في بني عَديّ بن كعب.
بنو تغلب، من رجالهم: القَرْثَع الشَّاعر. والقَرْثَع من قولهم: تقرثَعَت الضَّائنةُ، إذا اجتمع.
ومنهم: الأخنَس بن شِهابٍ الشَّاعر، فارسُ العصا.
ومن بني تَغلبَ: أُفنونٌ الشَّاعر، وإنما سمِّي أُفنوناً لبيتٍ قاله:
إنَّ للشبَّان أُفنونا
ومنهم: الأرقم، وهم جُشَمُ، ومالكٌ وعَمرو، وثَعلبة، والحارث، ومُعاوية، وإنَّما سُمُّوا الأراقمَ لأنّهم شُبِّهت عيونُهم بعيون الأراقم. والأراقم: ضَربٌ من الحيَّات. ولهم حديث.
ومنهم: عَمرو بن الخِمْس، وهو الذي قَتَل الحارثَ بن ظالمٍ بأمر الملكِ الأسودِ بن المُنْذِر. والخِمْس: ظِمءٌ من أظماء الإبل.
ومن رجالهم: الهُذَيل بن هُبَيرة، قد رأَسَهم في الجاهليَّة وكان جَرّاراً للجُيوش، أسَرَه يزيدُ بن حُذَيفةَ السَّعدي.
ومنهم: كعبُ بن جُعَيل، وهو تصغير جُعَل، وهو الذي يقال فيه:
سُمِّيتَ كعباً بشرِّ العظامِ ... وكانَ أبوك يسمَّى الجُعَلْ
وإنَّ مَحَلَّكَ من وائلٍ ... مَحَلُّ القُرادِ من استِ الجَمَل
ومنهم: عمرو بن أَيْهَمَ الشاعر، وقد مرّ، والأيْهَم مشتقٌّ من الأيْهَمَين، وهما السَّيل والبَعير الهائج. وأصل الأيهمِ الذي يَركَب رأسَه فلا يرجِع عن الشَّيء. وقد سمِّتْ أرضٌ يَهماءُ لا يُهتَدَى فيها.
ومنهم: بنو عِكَبٍّ، وعِكَبٌّ: فِعَلٌّ إمَّا من الغُبار، وهو العَكُوب، ومنه اشتقاقُ عُكابة، أو من قولهم: أمَةٌ عَكْباء غليظةُ الشَّفَتين.
ومنهم: السَّفَّاح بن خالدٍ واسمه سَلمة، وكان جَرّاراً للجُيوش في الجاهليَّة. وإنَّما سمِّي السَّفَاحَ لأنَّه سفَح المزادَ، أي صبَّها، يومَ كاظمة، وقال لأصحابه: قاتلوا فإنّكم إنْ انهزمتم مُتُّمْ عطَشاً. قال الشاعر:
وأخوهما السَّفّاحُ ظمَّأ خيلَه ... حتَّى ورَدْنَ جِبَا الكُلابِ نِهالا
ومنهم: عَلقمة بن سَيف، كان شريفاً رئيساَ في الجاهلية.
ومنهم: عُتْبة بن الوَغْل، أدرَكَ عليَّاً رضوانُ الله عليه، والوَغْل: الدَّاخل في القوم ليس منهم. والواغل: الدَّاخل على قومٍ لم يَدْعُوه لشرانِهم. قال الشاعر:
فاليومَ أُسقَى غيرَ مُستحقبٍ ... إثماً من الله ولا واغلِ
ومنهم: كُلَيب بن ربيعةَ، الذي يُضَرب به المثلُ فيقال: " أعزُّ من كُليبِ وائلٍ " . وله حديثٌ قتَلَه جسَّاسُ بن مُرَّة الشَّيبانيُّ، فكان سببَ الحربِ بين بكرٍ وتغلبَ أربعين سنةً. وأخُوه مُهلهِل بن ربيعة، وهو الذي قام بحربهم، وكان شاعراً وهو الذي يقول:
فلو نُبِشَ المقابرُ عن كُليبٍ ... لخُبِّر بالذَّنائبِ أيُّ زيرِ
وذاك أنَّ كليباً كان يسمِّيه زِيراً. والزِّير: الذي يُعجِبه حديثُ النِّساء. وهو الذي يقول لجسَّاس.
كُليبٌ لَعمرِي كانَ أكثَر ناصراً ... وأيسَرَ جُرْماً منكَ ضُرِّج بالدَّمِ
رمَى ضَرعَ نابٍ فاستمرَّ بطعنةٍ ... كحاشية الُبْردِ اليَمانِي المسهَّمِ
واشتقاق مُهلهِل م قولهم: ثوبٌ هَلَهالٌ، إذا كان رقيقاً. وذكر الأصمعيُّ أنَه إنّما سُمِّي مهلهلاً لأنَّه كان يُهلهِل الشِّعر، أي يرقِّقه ولا يُحكِمه.
ومنهم: عمرو بن كُلثومٍ الشاعر، الذي قتل عَمرَو بن هندٍ الملك، وإيَّاه عنَى الأخطل:
أبنِي كُليبٍ إنَّ عَمَّيَّ اللذا ... قَتَلاَ الملوكَ وفكَّكا الأغلالا
يعني عَمراً ومُرّة ابنَيْ كُلْثوم.
ومنهم: عُصْم بن النُّعمان، ويكنى أبا حَنَش، وهو قاتلُ شُرحبيلَ بنِ الحارث بن عمرٍ والملكِ يومَ الكُلاَب. وزعم قومٌ أنَّ إياهُ عَنى الأخطلُ بقوله: عَمَّيَّ.
ومنهم: بنو الفَدَوْكَس، الذين منهم الأخطل. والفَدَوْكَس: الغليظ الجافي. واسمُ الأخطل غِياثُ بن غَوْث. وإنَّما سمِّيَ الأخطلَ لسفَههِ واضطرابِ شِعْره، هكذا قال الأصمعيُّ، والخَطَل: الالتواء في الكلام. يقال: رمْحٌ خَطِل، إذا كان شديدَ الاهتزاز. وشاةٌ خَطْلاء: طويلة الأذُنين. وقال شاعرٌ من بني جُشَمَ الذين منهم عَمرٌو:
أَلْهى بَنِي جُشَمٍ عن كلِ مكرُمةٍ ... قصديةٌ قالها عَمرو بن كُلثومِ
يُفاخِرون بها مذْ كان أوَّلُهمْ ... يا للَرِّجال لِشعرٍ غير مَسؤومِ
ومنهم: زِياد بن هَوْبر، وهو قاتل عُمَير بن الحُبَاب السُّلميِّ في الإسلام.
ومنهم: القَطَاميُّ الشّاعر. والقَطَاميُّ: اسمٌ من أسماء الصَّقر. وأصل القَطْم العَضُّ، أو قطْعُ الشَّيء بالأسنان، قطمتُ اللَّحمَ أقطِمُه قَطْماً ذا قطعتَه بأسنانك؛ وبه سمِّيت المرأة قَطَامِ. والقُطامة: كلُّ ما قطعتَه فطرحتَه من شيءِ فهو قُطامة.
؟بكر بن وائل
ولد بكرٌ: عليَّاً ويَشكُرَ وبَدَناً.
فأمَّا بَدَنٌ فقيل. وقد مرّ تفسير عليّ.
ويَشْكُرُ: يفعل من الشُّكر من قولهم: شَكَرت لك النُّعمَى. والشَّكير: ما نَبَتَ من العُشْب تحتَ ما هو أغلَظُ منه. وكذلك الشَّعَر الضَّعيف تحتَ الشَّعر القوي. قال الراجز:
والرأسُ قد صارَ له شكِيرُ ... ونامَ لا يَحذَركَ الغَيورُ
وامرأةٌ شكور: يستبين عليها أثر الغِذاء سَريعاً، وكذلك الفَرَس. وقد سَمَّت العربُ شَكْراً، وهم بطنٌ من العرب. وبنو شاكرٍ: بطنٌ من هَمْدان.
وأمّا بَدَنٌ فاشتقاقه من شيئين: إمَّا من الدِّرع القصيرة. وذكر بعضُ أهل التَّفسير في قوله جلّ وعزّ: " فاليومَ نُنَجِّيكَ ببَدَنِكَ " أي بدِرْعك. قال: والبَدَن: الوَعِل المسِنُّ. قال الراجز:
وضَمَّها والبَدَنَ الحِقابُ
والحِقاب: جبَلٌ معروفٌ من جبال بني يشكر.
ومنهم: عبدُ الله بن عمرو، وهو الذي يقال له ابنُ الكَوِّاء، وكان خارجيّاً وكان كثير المُسايَلة لعليِّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه كان يسألهُ تعنُّتاً.
ومنهم: الحارثُ بن حِلِّزةَ الشاعر، قديمٌ صاحبُ القصيدة المشهورة بين يَدَي الملك المنذرِ بن ماء السماء. وحِلِّزة اشتقاقُه من الضِّيق. رجلٌ حِلِّزٌ، إذا كانَ بخيلاً.
ومنهم: سُوَيد بن أبي كاهلٍ الشّاعر، وهو سُوَيد بن غُطَيف. وكان سُوَيدٌ إذا غضِب على قومه ادَّعَى إلى غَطَفان، فقال رجلٌ من بني شَيبان:
مَن يَشترِي مَسجِدَيْ ذُبيْانَ إذْ ظَعَنوا ... إلى فَزَارةَ أو مَن يشتري الدَّارا
فأجابه سويد:
إنَّ المساجد لا تُباع وإنَّما ... باعَتْ كُحَيلةُ بَظْرَها البَيْطارا
يعني أمّه.
ومن رجالهم في الجاهليّة: أرقمُ بن عِلباءُ بن عَوْف وهو صاحبُ الكبْش الذي كان النُّعمان يعلِّق في عُنِقه سكيِّناً وزَنْداً لينظرَ من يَجترئ عليه. فذَبَحه أرقم.
ومنهم: عُرفُطة، كان من أشرافهم في الجاهليّة. والعُرْفُط: ضرب من الشَّجر.
ومن قبائلهم: بنو غُبَرَ بن غَنْم. وغُبَر فُعَلُ. وذاك أنّ أباه تزوَّج بأمِّه وقد أَسَنَّت، فقيل له في ذاك، فقال: لعلَّني أتغبَّرُ منها ولداً، فسمِّي ابنُها غُبَر. وغُبَّر الشَّيء: باقِيهِ، وكذلك غُبَّر الحَيض. قال الشاعر:
ومبرّإٍ من كلِّ غُبَّرِ حَيضةٍ ... وفَسادِ مُرضعةٍ ودَاءٍ مُغْيِلِ
أي لم تحمله أمُّه وبها باقي حَيضٍ، والغُبار معروف. وتغبَّرتُ الشَّيءَ، إذا أخذتَه قليلاً قليلاً. والغابر من الأضداد عندهم، يقال للماضي غابر، وللباقي غابر. وفي التنزيل: " عَجُوزاً في الغابِرِين " أي في الباقين، والله عزّ وجل أعلَم. والغُبْرة: كُدْرةٌ في الألوان. وزعموا أنَّ التغبير: تَردِيدُ الصَّوت بقراءةٍ أو غناء.
ومن رجالهم في الجاهليَّة وسادتهم: عامرٌ ذو المَجَاسد، كان سيِّدَهم في الجاهليَة، وصاحبَ مِرباعِهم. وسمِّي ذا المجاسد لأنَّه كان يصبُغ ثوبَه بالجِساد، وهو الزَّعفران. والجَسَد: الدَّمُ بعينِه. وثوبٌ جَسِدٌ: مصبوغَ بحُمرة أو صُفرة. قال الشاعر:
فلا لَعَمْرُ الذي مَسَّحتُ كَعبتَه ... وما هُرِيقَ على الأنصاب من جَسَدِ
يعني الدم.
وقيل للزَّبرقان بن بدرٍ: إنَّك من بني عامرٍ ذي المجَاسد، فقال:
إنْ أكُ من كعبٍ بن سعدٍ فإنِّني ... رَضِيتُ بهم من حَيِّ صِدقٍ ووالدِ
وإنْ يكُ من كعبِ بن يَشكُرَ مَنْصِبي ... فإنَّ أبانا عامرٌ ذو المَجاسدِ
ومنهم: الحارث بن قَتَادة بن التَّوأم، الذي كان يناقِض امرأَ القيس بن حُجْرٍ ويتعرَّض له والقَتَاد: ضربٌ من الشجر كثيرُ الشَّوك، وبذلك جَرَى المثل: " خَرْطُ القَتَاد " . التَّوأم: ضدُّ الفَرد. وكلُّ اثنينِ توأمٌ. ومنه قيل: أتْأَمَتِ المرأةُ، إذا ولدت اثنَين. وجمع تَوْأم تُؤَامٌ. و للحارث هذا يقول المتلمِّس:
أَحارثُ إنّا لو تُشاطُ دماؤُنا ... تَزَايَلْنَ حتَّى لا يَمسَّ دمٌ دَما
ومنهم: القعقاع، كان شاعراً في الجاهلية، وكان امرؤ القَيس بن حُجْرٍ مرَّ بهم فاستنشدهم فأنشدوه، فقال: عجِبتُ كيفَ لا تحترقُ بيوُتكم عليكم ناراً؟ فسُمُّوا بَنِي النَّار.
ومنهم: قَتَادة بن مُعْزِب، كان يهجو زياداً الأعجمَ في الإسلام، وهو الذي يقول يهجُو إباداً:
إذَا تعشَّوْا بصَلاً وخَلاً ... وكَنْعَداً وجُوفِياً قد صَلاَ
باتُوا يسُلُّون الفُسَاءَ سَلاَ ... سَلَّ النَّبيطِ القصَبَ المتبلاَّ
ومنهم: مالك بن ثَعلبة، وهو أوَّل مَن قَتَل فارساَ من الأعاجم في يوم ذي قار؛ وله عَقِب. وكان عَصَى على الحجَّاج أيّ؟امَ ابنِ الأشعَث، وتحصَّن في قلعةِ إصْطَخْر، التي تسمى قَلعةَ منصورٍ، حتَّى مات فيها.
ومنهم: عليُّ بن عليّ بن بِجَاد، كان أعْبَدَ أهلِ البَصرة، وله عَقِبٌ بها. ورآه أنسُ بن مالكٍ فشَبَّهَ عينَيه بعيني رسول الله صلى الله عليه وسلم. والبِجَاد: الكِساء المخطَّط، والجمع بُجُدٌ.
ومنهم: مَعْمَر بن شُمَير، كان شَهِدَ فَتْح الأبَّلة وأخَذَ الدَّرهمين. وشُمَير: تصغير شَمِر.
ومنهم: عُبيدة بن هِلال، كان مع قَطَريِّ بن الفُجاءة، ثم وليَ بعدَه أمرَ الخوارج. وهو الذي يقولُ في حِصارهم لمَّا حاصَرَهم سفيانُ بن الأبَرد الكلبيُّ بالرّيّ:
إلى الله أشكو ما نرى مِن جِيادِنا ... تَساوَكُ هَزْلَى مخُّهنَّ قليلُ
وأيَّاه عني الشاعر:
حتَّى تُلاقي في الكتيبةِ مُعْلماً ... عَمرو القَنا وعُبيدة بن هِلالِ
عمرو القنا، من بني عَبشمسِ بن سعد، وكان من رؤساء الصُّفْرية.
وأمَّا عليُّ بن بكرِ بن وائل فولد: صَعْباً، ولُجَيماً، وجُدَيّاً.
ولُجَيم: تصغير لُجمٍ، وهو دُويْبَّة تحتفر في الأرض.
فمن قبائلهم: بنو زِمَّان. واشتقاق زِمَّانَ من الزَّمّ. زمَمت الشَّيءَ أَزُمُّه زَمّاً. وزمَمت البعيرَ، إذا جعلتَ الزِّمام في بُرَتِه. والإزميم: ليلةٌ من لَيالي المَحَاق.
فمن بني زِمّان: الفِنْد، واسمُه شَهْل بن شَيبان، وكانَ شُجاعاً فارساً عظيم الخَلْق، وأرسلَتْه بنو حنيفةَ في الجاهليّة إلى بكر بن وائلٍ يُحثِّثهم على قِتالِ بني تغلب، فلما رأته بكرٌ قالت: أين أصحابك؟ قال: ليسَ معي أحدٌ. قالوا: فما لَنا عندك؟ قال: أقتُل أوّلَ مَن يطلُع عليكم. فطلَع فارسٌ قد أردف رجلاً خَلْفَه، فطعَنه فأنفذَ الرّجُلين، وقال:
يا طعنَةَ ما شيخٍ ... كبيرٍ يَفَنٍ بالي
تفتَّيْتُ بها إذكَ ... رِهَ الشِّكِّةَ أمثالي
ومن بني لُجيم بن صَعب: عِجلٌ، وحَنيفة، والأوقص، ولُهَيم.
فأمَّا الأوقَصُ ولُهَيمٌ فلا عَقِبَ لهما.
ولُهَيم: تصغير لَهْم. واشتقاق اللَّهْم من الالتهام، وهو البَلْع. يقال: الْتَهمَه إذا ابتلعَه. وبذلك سمِّي الجيشُ العظيمُ لُهَاماً، لأنَّه يَلتِهمُ كلَّ ما قدَر عليه.
؟بنو عِجْل من رجالهم: الوَصَّاف، وهو الحارث بن مالك، وإنَّما سمِّي الوصَّاف لأنَّ المنذر الأكبر يومَ أُوَارةَ قَتل بكرَ بن وائلٍ قتلاً ذريعاً، وكان يذبحُهم على جبلٍ، فآلَى أنْ يذبحهم حتَّى يبلغ الدَّمُ الأرضَ، فقال له الوصَّاف: أبيتَ اللَّعنَ، لو قتلتَ أهلَ الأرضِ هكذا لم يبلُغْ دمُهم الحَضيض، ولكنْ تأمرُ بصبِّ الماءِ على الدَّمِ حتَّى يبلغَ الدَّمُ الأرضَ. فسُمِّي الوصَّاف.
ومن رجالهم: مذعورُ بن دَوْكَس، له خِطَّة بالبَصرة، وكان له ثمانونَ ابناً. واشتقاق مَذْعور من قولهم: ذعَرتهُ أذعَره ذَعْراً فهو مذعور، وأنا ذاعر. وذو الأذعار: ملكٌ من ملوك حِمَير. والدَّوكَس: المَدَد الكثير؛ يقال: شاءٌ دوكسٌ، أي كثيرة.
ومن رجالهم: بُجَير بن عائذ، كان شريفاً رَبَع الجيوشَ من صُلبه عشرون رجلاً قال أبو النَّجم:
عُدُّوا كمن رَبَع الجيوشَ لصُلبه ... عشرون وهو يُعَدُّ في الأحياءِ
فمن ولده: حَجَّار بن أبجَر بن بُجَير، وكان شريفاً أدركَ الإسلام وأسلمَ على يدِ عمر رضي الله عنه.
ومنهم: أبو النَّجم الفَضْل بن قُدَامة الراجز.
ومنهم: العُدَيل بن الفَرْخ الشاعر، والعُدَيل: تصغير عِدْل أو عَدْل. والعَدْل: ضدُّ الجَوْر.
ومن بني عجل: بنو الظَّاعنيَّة، وأمُّهم من بني ظاعنة.
ومنهم: دُلَف بن سَعْد بن عِجْل، ودُلَفُ مشتقٌّ من الدَّليف، وهو مَشْيٌ سريعٌ في تقارُبِ خَطْو.
ومنهم: الأغلبُ الراجز الجاهلي، وأدرك الإسلام. والغَلَبُ غِلَظ العُنُق.
ومن رجالهم: حَنظالة بن ثَعلبة بن سَيّار، صاحب القُبَّة يومَ ذي قار ويوم فَلْج وابنه: النَّهَّاس بن حَنْظالة. وعُتَيبة بن النَّهَّاس كان أشرفَ عِجْليٍّ بالكوفة.
ومنهم: جَهْوَر بن المرَّار، كان من فُرسانهم وأشرافهم. جَهْوَرٌ: فَعْوَل من الجَهَارة، وهي عِظَم الخَلْق والرُّواء. يقال: اجتهرتُ الر؟ّجلَ، إذا عظُم في عَيْنك. ورجلٌ جهيرُ الصَوت، أي عالٍ. والجَهْر: ضدُّ السِّرّ. واجتهرتُ البئر، إذا أخرجتَ ما فيها من التراب. والأجهَر: الذي لا يُبصِر في الشَّمس.
ومنهم: الفُرَت بن حَيَّان، كان دليلَ أبي سُفيان إلى الشَّام، وأسلمَ بعد ذلِك. واشتقاق الفُرَات من الماء العَذْب. وفي التنزيل: " هذا عَذْبٌ فُراتٌ وهذا مِلحٌ أُجاج " .
ومنه: حِراشُ بن جابر، كان شريفاً.
ومنهم: غَضْبان بن العَقَّار، كان مِن أشرافهم، ولِيَ ديوانَ البَصرة، وكنت دارُ تَسنيم بن الحُوَاريِّ له. وعَقَّار: فَعَال من العَقْر. والعَقْر معروف، عَقَرته أعقِرُه عَقْراً، فهو عقيرٌ ومعقور، وعُقْر المرأة: بُضْعها. وعُقْر الدَّار وعَقْرها: ساحتُها. والعَقْر: القصر الخَرِب. ورجلٌ مِعْقَر، إذا كان يَعقِر البعير. وكلبٌ عَقورٌ. وامرأةٌ عاقر: لا تَلدِ، وكذلك الرجُل. ومن أمثالهم: " رَفَعَ فلانٌ عقيرتَه يتغنَّى " . وكانَ الأصلُ في ذلك أنَّ رجلاً قُطِعت رجله فوضَع المقطوعةَ على ركبتِه الصحيحة، وأقبَلَ يبكي على رِجْله فصار مثلاً.
ومنهم: أصْرَم بن الهُذَيل، كان شريفاً في الجاهليّة، وهو الذي يقول فيه أبو النَّجم:
أو مثلَ أَصرمَ إذا يَفِيض بجُوده ... فيضاً بلا كدَرٍ ولا بجَزَاءٍ"
|
|
|