*- قال : الكاتب خطأ استخدام ابن عبار لفظ (الطيار) لوصف الجعفريين ، وهي محاولة من العبار لتاكيد أن اسرة الطيار العنزية هم من عقب هؤلاء الجعفريين ، كما ان ميول العبار لأن يكون الحق معهم دون الآخرين غير مبررة فضلاً عن التلميح لعداوة العباسيين لهم .
*- وأقول : الاسم الصحيح المعروف عند عنزة هو الطيار أما الذين يقال لهم الجعفرين من سلالة الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه فانهم ليس مع قبيلة عنزة واسم الطيار يكفي عن اسم الجعفري وقد وضحت سابقاً أن ذرية جعفر قسم يقال لهم الجعافرة وقسم يقال لهم الطيايرة ولا أحد يجحد اسم الطيار.
*- قال : الكاتب ويستمر ابن عبار في تشريقاته وتغريباته وقد استرسل بكلام طويل إلى قوله لم تذكر مصادر التاريخ قبيلة عنزة عندما تناولوا الحرب بين الجعفريين والعلويين ، ولم تكن عنزة قد اشتركت مع غيرها إلى قوله كانت عنزة في تلك الفترة داخلة في بكر بن وائل ومساكنها في العراق بعيداً عن الحجاز وخيبر يدلك على ذلك ان المؤرخ الطبري ذكر حوادث لعنزة في نفس الفترة الزمنية كانت مسرحها في ديار ربيعة ، ومنها معركة الزابيين مع الازد سنة 253هـ والتي قاد بني شيبان وعنزة فيها القائد برهومة العنزي ،إلى قوله فلم تذكر قبيلة عنزة في كتب المؤرخين في الوقت الذي يبالغ فيه ابن العبار ويجعل تلك العلاقة المحتملة التحاماً أبدياً!
وأقول : ما أرى داعي لسرده لأحداث بين بني هاشم وكما قلت كل ما ذكر في هذه الأحداث لم اتخيلها بل منقولة من مصادر مكتوبه ومن عنده تعقيب عليه ان يعقب على المصادر وليس على أبن عبار وقد وضحت أن جميع ما يخص الاحداث التي تحدث عن تاريخ الطيار كتبها احد رجال الطيار نقلاً عن مصادر تخص هذه الأسرة أما أبن عبار فأنه ذكر علاقة الطيار مع قبيلة عنزة .
*- قال : الكاتب لم تعد عنزة بن اسد التي لايزال اسمها حياً الى اليوم بطناً مستقلاً من ربيعة ، بل دخلت في بكر بن وائل منذ حرب البسوس واصبحت بطناً بكرياً وائلياً ولاتزال تحمل هذا اللقب الى اليوم ، إلى قوله حيث كانت تقطن في العراق مع قومها بكر بن وائل ، ومع حلول القرن السابع الهجري او اواخر القرن السادس بدات بطون عنزة ترحل من العراق الى الحجاز مستهدفة خيبر الارض ذات النخل والزرع ، فالسجلات التاريخية التي كتبها معاصرون لانتقال عنزة من العراق الى الحجاز لاتضع سببا لنزوح قبيلة عنزة من العراق ، التي يبدو انها من ضغط قبيلة غزية من طيء ، اذا اضفنا اليها تقلص دور القبائل العربية في التنظيمات الحكومية،
وأقول : لتفنيد هذه المزاعم عندما نزحت عنزة من العراق لم تكن في معية بكر ولم تدخل مع بكر ولم تعد من بكر وكانت عنزة بعين التمر وعين التمر في شمال العراق تابعة لديار ربيعة ومعظم سكانها من ربيعة تغلب بينما بكر كانت في شرق العراق ما عدى بنو شيبان حيث كانوا في طارف ديار ربيعة الشرقي وعنزة قبيلة مستغله باسمها ونسبها ولم يتغير اسمها فهي عنزة بن أسد بن ربيعة ولم تشترك في حرب البسوس وحرب البسوس بين بني تغلب وبني شيبان من بكر فقط وقد اعتزلت قبائل بكر الحرب غضباً على بني شيبان بسبب مقتل كليب ولم تشترك بكر الا بعد اربعين سنه حيث اسرف الزير في القتل وشكن نساء بني شيبان للحارث بن عباد البكري زعيم قبايل بكر من أن الزير قتل رجالهن ويتم ابنائهن ولم يعف وارسل الحارث ابنه بجير للزير وقال اذا بقي لك من ثار اخيك شي فاقتل بجير وتوقف عن القتال وقال الزير ( بقي شسع نعل كليب لم اخذ بثأره) وقتل بجير أبن زعيم بكر بثار شسع نعل كليب وهو السبتة التي تمسك اصبع الرجل ولم يصلح الزير وثارت ثائرة الحارث بن عباد وجمع قبائل بكر واتفقوا على انهم يحلقون شعر روسهم لكي يفرقون البكري من التغلبي وهجموا على تغلب وتقاتلوا في قضة وهي مكان في نجد وبدأت المعركة الحاسمة وتسمى يوم قضه ويوم تحليق اللمم وانتصرت بكر على تغلب وهاجرت تغلب لبلاد الشام والقصة طويله ولم تشترك عنزة في حرب البسوس، والادعاء ان عنزة شاركت مع بكر في حرب البسوس لفّق لكي يوحي للقاري أن عنزة دخلت في بكر وعنزة هي عنزة وليس هي بكر وفي العصر الجاهلي هاجرت قبائل ربيعة للعراق ولبلاد الشام ولمناطق متفرقة ولم يبقى في نجد ألا عنزة وبكر وأحاطت في بكر قبائل قيسيه وقضاعية وحصل بينهم حروب واشتركت عنزة مع بكر في ثمانية عشر موقعه وكانت بكر قد تشكلت ثلاث جموع وهم الجمع الاول : بنو يشكر وهي قبيلة من اقدم قبائل بكر والجمع الثاني: الذهلين وهم بنو شيبان بن ثعلبة وبنو ذهل بن ثعلبة والجمع الثالث اللهازم ويشمل : بنو عجل بن لجيم وبنو قيس بن ثعلبة وبنو تيم بن ثعلبة وانظمت قبيلة عنزة مع جمع اللهازم لقصد الفزعة وانضمامها في جمع وليس في نسب لأن نسب قبيلة عنزة واضح وصريح ومن يدعي انها صارت بكرية لا صحة لما يدعي به ولا يوجد في أي مصدر ومن أهم المعارك التي خاضتها عنزة مع بكر حرب ذي قار بقيادة حنظلة بن ثعلبة بن سيار العجلي واسم عنزة ما تغير منذ أن عرف جد القبيلة عامر بن أسد بن ربيعة إلى الآن والتفليق الذي حصل في خلط نسب قبيلة عنزة وقبيلة بكر والادعاء أنها صارت بكرية هو قول باطل وهو الذي سبب الشكة في نسب عنزة وصار وسيلة للجهلاء الذين عبثوا بنسب قبيلة عنزة ومن يدعي أن عنزة انتسبت لبكر بسبب التلهزم فانه أخطأ في حق هذه القبيلة لأن اللهازم ليس نسب وعندما يرد خبر ان بكر الذهلين واللهازم فان المعني لهازم بكر قبل ان تلهزم قبيلة عنزة وكل ما حصل لنسب قبيلة عنزة من التزييف والتحريف بسبب كتابة العبارة التي تقول ان عنزة من بكر وهذا تضليل وغير صحيح وعنزة قبيلة صريحة النسب والحسب وجدها وايل عنزي ولا علاقة لها بوائل ابو بكر وتغلب وعنز ولم يذكر هذا الخبر أي نسّابة واللهازم جمع تجمع بالعصر الجاهلي وصدر الإسلام ثم اندثر ولا يعرف لا عند عنزة ولا عند بكر وعنزة منذ وجودها في خيبر في اوائل القرن الرابع الهجري ما تعرف اللهازم ولا يقال لها بكر ولا تزال هي عنزة ولا احد ذكر هذا التخبط لا من الرواة ولا كتب بالمصادر لذلك ما يجوز التكهن والتلفيق ولا يشّرف عنزة أن تكون حليفة وضعيفة وجدها مستعار بل هي قبيلة عريقة وعزيزة في جميع الأزمنة .
وذكر الكاتب قال : ابن خلدون نقلاً عن البيهقي وابن سعيد ان عنزة كانوا في عين التمر العراقية ثم انتقلوا الى خيبر وورثت ديارهم غزية من طيء ، الا ان علاقة عنزة بخيبر والتي لاتزال معروفة لدى عامة عنزة اليوم ، لم تبدأ قبل القرن السادس الهجري وفي اواخره تحديداً ، ولا صحة لمن يقول ان عنزة بخيبر او بالحجاز منذ اوائل قرون الهجرة ، فلم يشر أي مؤرخ او رحالة او جغرافي الى تواجد عنزة في الحجاز الا بعد الربع الاخير من القرن السادس ، فحملة بغا الكبير سنة 231هـ كانت تقاتل قبائل غطفان وسليم في جهات خيبر والمدينة المنورة وفدك كما ذكر الطبري ومن المعلوم ان الطبري فصل دون المؤرخين الآخرين كثيرا في القبائل التي اشتركت في الافساد والتي انشغل بغا في تاديبها ، ولم يذكر الطبري أي شيء يشير الى ان لقبيلة عنزة صلة بتلك الاحداث بل ان القبائل التي قاتلها بغا في خيبر هم من فزارة الغطفانية حيث ذكر الطبري ان بغا توجه الى خيبر لقتال من تجمع بها من فزارة وسليم ، وعندما نقفز لمؤلفي القرن السابع مثل ياقوت الحموي( ت628هـ) الذي انتهى من مسودة كتابه ( معجم البلدان) سنة 626هـ نجده يتحدث عن حرة ليلي قرب خيبر ويؤكد ان سكانها كانوا من غطفان حيث يقول : حرة النار بين وادي القُرى وتيماء من ديار غطفان وسكانها اليوم عنزة أ.هـ
*- وأقول :آخر خبر عن وجود قبيلة عنزة في العراق ذكره صاحب كتاب الكامل في التاريخ الإمام العلامة عمدة المؤرخين عز الدين أبي الحسن علي بن الكرم محمد عبدالكريم بن عبدالواحد الشيباني المعروف بابن الأثير الجزري المتوفي سنة 630هـ وقد ذكر نتف من أخبار عنزة فقال : كان من نظام قبيلة ربيعة في أجتماعهم للحرب أو الغزو أن يكون اللواء للأكبر فالأكبر فكان لواؤهم أي زعامتهم في عنزة وكانت سنتهم أي طريقتهم أن يوفروا لحاهم أي يطيلوها ويقصوا شواربهم ولا يخالف ذلك من ربيعة إلا من يريد حربهم ثم تحول اللواء إلى عبدالقيس وكان لهم سنة وتحوّل إلى النمر بن قاسط وذكر سنتهم ثم تحول إلى بكر بن وائل ثم تحول إلى تغلب بن وائل وكان لهم سنة وذكر خبر أشتراك عنزة في يوم الشيطين وأورد ابيات من قصيدة رشيد بن رميض العنزي وذكر عنزة في يوم النباج كما ذكر ابن الأثير فتنة بأعمال الموصل فقال : في سنة 253هـ كانت حرب بين سليمان بن عمران الأزدي وبين عنزة وسببها أن سليمان أشترى ناحية من المرج فطلب منه إنسان من عنزة أسمه برهونة الشفعة فلم يجبه إليها فسار برهونة إلى عنزة وهم بين الزابين فاستجار بهم وببني شيبان واجتمع معه خلق كثير فنهبوا الأعمال وأسرفوا وجمع سليمان لهم بالموصل وسار إليهم فعبر الزاب وكانت بينهم حرب شديدة قتل فيها كثير وكان الظفر لسليمان فقتل منهم بباب شمعون مقتلة عظيمة فقال حفص بن عمر الباهلي قصيدة يذكر فيها الوقعة :
شهـدت مـواقـفـنـا نـزار فاحـمـدت *** كــرات كــل ســمـيــذع قــمــقــــام
جــاؤا وجـئـنـا لا نـفـيـتـم صـلـنــا *** ضـربـاً يـطـيـح جـمـاجـم الأجـسـام
وهذا الخبر ارجحّ أنه سبب نزوح عنزة إلى خيبر حيث أن الخليفة في ذلك الزمن إذا حدثت فتنه بين قبيلتين متجاورتين فأنه يبعد أحدهما عن الأخرى بموجب اتساع رقعة الخلافة العباسية واعتقد أن هذا سبب نزوح قبيلة عنزة إلى خيبر وأول خبر ذكر عنزة في خيبر عام 322 هـ ذكره الهمداني كما وضحت سابقاً أما برهونة فلم يكن رئيس عنزة بل هو رجل من عنزة ظلم من قبل الوالي وطلب الفزعة من عنزة وبني شيبان وهو السبب في معركة الزاب الذي قتل بها الكثير من رجال عنزة في جسر شمعون بمنطقة الموصل .
*- قال : الكاتب ومن نص ياقوت وقوله ( ان سكانها اليوم عنزة) يتضح ان علاقة عنزة بخيبر بدات بعد نزوح غطفان وغيرهم من الحجاز الى مصر والعراق ، وياقوت الحموي معاصر للشاعر الشهير ابن المقرب العيوني الذي ذكر ظروف انتقال عنزة الى خيبر في شرح ديوانه ، وقد اسفت لما رأيته من بتر عبد الله العبار لقصة الحرب الدائرة بين بني جعفر وعنزة والتي ذكرها شارح الديوان المقربي كاملة ، ففي كتاب ( تاريخ اسرة الطيار وولد علي ) طبعة 1418هـ ذكر ابن عبار القصة كما يلي في صفحة 60: ان لعيباً رجل من عنزة وابن ذكاء الصبح ، وخيبر بلد يسكنها بنو جعفر الطيار ابن ابي طالب ، وكان الحديث ان قوما من أسد ابن ربيعة اكثروا الغارات على خيبر وهي ارض ذات انهار ونخيل وزروع وظهروا عليها لكثرتهم وقوتهم ومل اهلها الحرب ، ودخل عليهم خراب الثمار فصالحوهم على شطرين من ثمار نخلها ، فصاروا ينزلون عليها مدة القيض واقاموا على ذلك مدة مديدة ، ثم صاروا كل عام يحولون بينهم وبين الثمار حتى لايزيد لهم شيء ، فمازال ذلك دابهم حتى لم يبقى لبني جعفر الا القليل ، ثم أنهم لم يرضوا منهم بذلك ، فحاربوهم حربا حالوا فيه بينهم وبين الثمار .
وصاروا يصبحونهم الحرب ويراوحونهم ، فقالو : يا سبحان الله ماذا تطلبون عندنا ؟ّ فقالوا : نطلب ان نجعل فيها رجلاً يكون معكم من قبلنا ، فاجتمع بعضهم الى بعض وتشاوروا في أمرهم فلم يجدوا من ذلك بداً ، فبعثوا اليهم ان حبا وكرامة لما دعوتم اليه ، فولوها رجلاً من قبلهم يقال له ( لعيب) وجعلوا معه 400 رجل من مقاتلتهم وشجعانهم ورحلوا حتى تباعدوا لطلب المرعى لمواشيهم ، ثم ان بني جعفر مشى بعضهم الى بعض وتشاكوا الامر فيما بينهم،وقال بعضهم لبعض : الموت اسهل وألذ مما نحن فيه ، وضربوا للقيام على لعيب واصحابه ، فقبضوا عليهم فلم يفلت منهم انسان ، فصالحوهم ودفنوا ماكان بينهم ورجعوا الى العادة الاولى أ.هـ هذه قصة الحرب التي استولى ابناء قبيلة عنزة الوائلية فيها على خيبر من اهلها كما اوردها عبد الله العبار ، وقد اورد ابن عبار قصيدة علي ان المقرب التي كان من ضمن ابياتها :
تركوا لعيبا فـي مئيـن أربـع *** جزرا قبيـل تنـور ابـن ذكـاء
فهناك طابت خيبر واستبدلت *** من بعدها السراء بالضـراء
وقال : الكاتب ان الامانة العلمية تستوجب النظر حيال هذا البتر من قبل الاديب عبد الله العبار ، فالقصة التي اوردها لم تكن كما جاءت في ديوان ابن المقرب ( الطبعة الهندية) ، لان القاري لما كتب ابن عبار يستنتج ان نوعا من السلم قد حل بين بني جعفر وعنزة وانتهى الى اندماج الفرع الجعفري والتحامه داخل عنزة القبيلة البكرية الوائلية !! ولعمري كيف يقتل الجعفريين أربع مئة فارس من عنزة ثم يسالموهم عنزة على هذا وهم- أي عنزة- الطرف القوي في هذه المواجهة ؟! انها اساءة واضحة لقبيلة عنزة وطمس متعمد لحقيقة وردت في كتب التاريخ ويراد لها ان لا تظهر ، اما القصة الحقيقية الكاملة كما وردت في الديوان وتحديدا في الجزء الاول من الطبعة المحققة ، ان قبيلة عنزة عندما علموا بما حدث لرجلهم لعيب الذي تركوه في خيبر وان الجعفريين قد قتلوه لم يسكتوا على ذلك وهذه ردة فعل عنزة كما وردت في نفس الكتاب ولم ينقلها ابن عبار وكأ نه لم يقرأها : فبلغ الخبر الى عنزة ( أي خبر قتل لعيب) فأقبلوا حتى حلوا على البلد ، واغاروا عليها فتحصن ( الجعفريين) عنهم فمالوا الى الارض يخربونها ، فأرسلوا لهم بأن ان اردتم خرابها أخرجنا لكم الفؤوس لتقطعوا نخلها ، فصالحوهم ، ودفنوا ماكان بينهم ، ورجعوا الى العادة الاولى أ.هـ قوله : رجعو للعادة الاولي بمعنى انهم حالوا بين بني جعفر وثمار خيبر كما ورد في بداية القصة ، بل أن محققي ديوان ابن المقرب انفسهم انتقدوا مدح ابن المقرب لبني جعفر رغم ان عنزة هي الطرف المنتصر ، لتصبح خيبر منذ ذلك الوقت والى اليوم ملكا لقبيلة عنزة خالصاً، ويصبحوا اهل مدر بعد ان كانو اهل وبر فقط ، وهذا الجزء من القصة ( اعني انتقام عنزة لقتل لعيب) لم يورده عبد الله العبار وتجاهله وهذا اخلال بقواعد الامانة العلمية ، واضرار واضح بتاريخ القبيلة العربية البكرية الوائلية التي تعد اشهر واعرق قبائل العرب قاطبة .
*- أقول : الامانة العلمية أين هي عن تزوير نسب عنزة ونقله أما القصة فهي كما ذكرت في شرح مخطوطة ديوان أبن المقرب العيوني نقلتها حرفياً دون زيادة ولا نقص وليس فيها بتر وبخصوص استبعاد أن ما حصل لم يحصل هذا حسب قول الكاتب أما ابن عبار فهو لست شاهد عيان ولا يستطيع يغيرّ في نصوص المؤرخين وهذا نص ما جاء في شرح مخطوطة ديوان ابن المقرب الشاعر أبو الحسن علي بن المقرّب بن منصور بن المقرب بن الحسن بن عزير بن ضبار بن عبدالله البحراني العيوني الربعي المتوفي سنة 629هـ وله ديوان طبع في مكة المكرمة سنة 1307هـ وطبع بالهند سنة 1311هـ قال الشارح في تفسير قصيدة ابن المقرب الهمزية وهو يشير لحدث قديم قبل عصره قال ابن المقرب من قصيدة يريد العيونيين يفعلون كما فعلوا الطيايرة والعهده على المصدر :
تـركـوا لـعــيـبـاً فـي مـئـيـن أربـع *** جــزراً قـبـيــل تـنـــور ابــن ذكــاء
فهـنـاك طـابـت خيـبـراً واستبدلـت *** مـن بـعـــدهــا الـضــراء بالســراء
قال شارح الديوان : لعيب رجل من عنزة وابن ذكاء الصبح رجل من عنزة وخيبر بلد يسكنها بنو جعفر الطيار ابن أبي طالب وكان من الحديث في وقتنا هذا أن قوماً من بني أسد بن ربيعة أكثروا الغارات على خيبر وهي أرض ذات أنهار ونخيل وزروع وظهروا عليها لكثرتهم وقوتهم ومل أهلها الحرب ودخل عليهم خراب الثمار فصالحوهم على شطر من ثمار نخلها فصاروا ينزلون عليها مدة القيض وأقاموا ذلك مدة مديدة ثم صاروا كل عام يحولون بينهم وبين الثمار حتى لايزيد لهم شيء فما زال ذلك دأبهم حتى لم يبق لبني جعفر إلا القليل ثم أنهم لم يرضوا منهم بذلك فحاربوهم حرباً حالوا فيه بينهم وبين الثمار وصاروا يصبحونهم الحرب ويراوحونهم فقالوا ياسبحان الله ماذا تطلبونه عندنا فقالوا : نطلب عندكم أن نجعل فيها رجلا يكون معكم من قبلنا فاجتمع بعضهم ببعض وتشاوروا في أمرهم فلم يجدوا من ذلك بداً فبعثوا إليهم أن حباً وكرامة لما دعوتم إليه فولوها رجلا منهم يقال له لعيب وجعلوا معه أربعمائة رجل من مقاتليهم وشجعانهم ورحلوا حتى تباعدوا لطلب المرعى لمواشيهم ثم أن بني جعفر مشى بعضهم إلى بعض وتشاكوا ذلك الأمر فيما بينهم وقال بعضهم لبعض الموت أسهل وألذ مما نحن فيه وهل تطيب حياة لمن يملكه عدوه وضربوا للقيام على لعيب وأصحابه ميعاد في يوم عرفوه فلما طلع فجر ذلك اليوم أحاطوا بلعيب وأصحابه فقبضوا عليهم فلم يفلت منهم إنسان ثم أنهم تشاوروا على قتلهم فقتلوهم أجمع فبلغ الخبر عنزة فأقبلوا حتى دخلوا البلد فتحصنوا عنهم بنو جعفر فمالوا إلى الزروع يخربونها فأرسلوا إليهم أن أردتم خرابها اخرجنا لكم الفئوس لتقطعوا نخلها فصالحوهم ودفنوا ماكان بينهم .
هذا نص الخبر كامل وابن عبار لم يتعود على لوي اعناق المصادر لكي تلائم الهدف وأبن عبار يكتب بأمانه وصدق ثم هل قبيلة عنزة في ذلك العصر وائلية ؟ ومن أين جاها وائل ؟ هل هي انتحلت وائل بن قاسط ودخلت في للعنة وهل معها احد من بكر او تغلب ومن ذكر ذلك ؟ وطالما ان وائل بن هزان الذي يرد في سلسلة نسب عنزة نبذ وحقّر به ووائل جد بشر ومسلم لم يخلق في عصر وجود عنزة في خيبر آنذاك لأن عنزة وجدت في خيبر بالقرن الرابع وعناز بن وائل ابو بشر ومسلم عرف بعد القرن السادس ونسب قبيلة عنزة غير قابل للتزوير وهي عنزة منذ القرن الثالث الميلادي إلى لحظة كتابة هذه السطور واسمها مشهور ومعروف وليس له رديف وهي مثل جميع قبائل العرب القديمة والمعاصرة معروفة كل قبيلة بالاسم والشهرة دون رديف .
*- يقول : الكاتب في الخلاصة من المبحث :
1- أن اسرة الطيار المعروفة بهذا الاسم في قبيلة عنزة هم شيوخ بني وهب من عنزة الوائلية ، وان بني جعفر بطن من الاشراف الطالبيين من قريش ينقسم الى فخذين هم الزيانبة والثعالبة وهم ينزلون مصر ومكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة في وقتنا الحالي ، ولا توجد بينهم وبين قبيلة عنزة اية نوع من العلاقة لا تجاور او احتكاك ..
2-أن قبيلة بني جعفر الهاشمية لما حكمت في المدينة وتحاربت مع ابناء عمومتها
من العلويين في القرن الثاني والثالث والرابع الهجري ، لم تكن لقبيلة عنزة وبطون ربيعة أي دور او ذكر في تلك الصراعات ، حيث كانت قبائل ربيعة ومنها عنزة في ذلك الوقت في العراق في ديار ربيعة وبكر بالموصل وعين التمر والبصرة والكوفة والانبار. والقبائل التي حول خيبر في ذلك الوقت هي سليم وفزارة وغطفان ، وليس لعنزة صلة بخيبر قبل ان يحتلوها في القرن السادس ويطردوا بني جعفر منها .
3-أن قبائل ربيعة ذاب اسمها مع مطلع القرن الخامس الهجري تحت مسمى قبيلة عنزة الوائلية الحالية وهاجروا من العراق الى جهات خيبر ، ثم تصارعوا مع سكان خيبر الجعفريين واجلوهم عن خيبر ولم تنتهي الحرب بين الطرفين الا بخلاص الثمار والنخيل لعنزة ، ولاصحة لمن يقول ان هذه الحروب انتهت بوئام وسلام بين الطرفين !
4- ان لقب اسرة آل طيار العنزية الوائلية لا يدل على انهم من ذرية جعفر الطيار ، لان ابناء جعفر انفسهم لم يتلقبوا به فكيف بمن يفترض انه جلا عنهم الى قبيلة اخرى ؟!
وختاما ارجو من اخواني قراءة المبحث بتمعن واحضار المصادر ومضاهاتها بكتاب عبد الله العبار ( موجز تاريخ الطيار ) ليتبين لهم ان التاريخ الوائلي يتعرض لتسويف وضرب ومحاولة نسبته لغير اهله وورثته ونسأل الله ان يوفقنا لما يحب ويرضى .
*- أقول : الرد على الخلاصة من المبحث :
1- يقول : أن اسرة الطيار المعروفة بهذا الاسم في قبيلة عنزة هم شيوخ بني وهب من عنزة الوائلية .
1- وأقول : أسرة الطيار كانوا مشايخ قبائل عنزة كافة منذ دخول عنزة في خيبر ولا يوجد اسم عنزة الوائلية بل يوجد اسم عنزة فقط .
2- يقول : ليس لعنزة صلة بخيبر قبل ان يحتلوها في القرن السادس ويطردوا بني جعفر منها .
2- وأقول عنزة وجدت في خيبر في مطلع القرن الرابع الهجري وليس القرن السادس وعنزة لم تطرد الطيار من خيبر بل تحالفوا معه والجعافرة الذين هاجروا لمصر ومنهم عوائل في اماكن متفرقه هم هاجروا كغيرهم من القبائل ولم يحصل طرد ولا ذكر هذا الخبر أي مصدر .
3- يقول أن قبائل ربيعة ذاب اسمها مع مطلع القرن الخامس الهجري تحت مسمى قبيلة عنزة الوائلية الحالية وهاجروا من العراق الى جهات خيبر ، ثم تصارعوا مع سكان خيبر الجعفريين واجلوهم عن خيبر ولم تنتهي الحرب بين الطرفين الا بخلاص الثمار والنخيل لعنزة ، ولاصحة لمن يقول ان هذه الحروب انتهت بوئام وسلام بين الطرفين ! .