قصة قديمة لشاب من اليعيش شيوخ المصاليخ
روايات من الذاكرة عن بعض نوادر رجال من عنزة
قصّة شاب من اليعيش
اليعيش مشايخ قبيلة المصاليخ من المنايهة من بني وهب من ضنا مسلم من عنزة وهم من الخليفة من الخرشة من المصاليخ يروى أنه عندما هاجرت موجات من قبيلة عنزة إلى بلاد الشام واستولت على صحاري شاسعة للمراعي وتوغلت في المعمورة وخافت من عنزة أهل القرى والبلدات والفلاحين وكانت الدولة التركية قد تصدّت لقبيلة عنزة كما ذكر الرحالة والمستشرقين وكتّاب اليوميات في تلك البلاد ويروى أن أقوى قبيلة في بلاد الشام آنذاك قبيلة الموالي ومشايخهم الأمراء الذين يقال لمفردهم الأمير وهم أمراء العرب في عهد قديم وقرر أبو ريشه وقبيلته التصدي لقبيلة ضنا عبيد المهاجرة من نجد بقيادة أبن غبين وأرسل أبو ريشه الأمير شيخ الموالي رسول إلى أبن غبين يطلب من أبن غبين العوده إلى بلاد نجد وأن لا يقدم إلى البلاد التي بها الموالي فأبلغ أبن غبين المرسال بالرفض القاطع وأنه لن يعود حيث وجد بلاد خصبة وفيها مراعي للحلال بينما ديار نجد كانت محل فرجع المرسال وأبلغ أبو ريشه الأمير فعاد أبو ريشة وأرسل مرسال آخر يخيّر أبن غبين وقبيلته بين العودة أو الأستعداد للحرب في يوم عيّنه أبو ريشه وعندما جاء المرسال لأبن غبين وأخبره بما قال أبو ريشه بلّغ أبن غبين الرسول بأنهم مستعدين للحرب وعلى الموعد الذي حدده أبو ريشه بالمكان والزمان
والمراد من قصتنا ليس ذكر الحروب والمناخات بين القبائل في الزمان الماضي لأنها كثيرة وسجل معظمها من قبل المستشرقين والرحاله والكتّاب العرب ولكن صميم القصّة حول بطولة الشاب الذي من اليعيش 0
نعود لأبن غبين وما حصل بحيث عندما ذهب مرسال أبو ريشة بدأ أبن غبين يعبي القبيلة للحرب ومن ضمن الوسائل طلب من الذي يصب القهوة أن يصب فنجال ويقول هذا فنجال أبو ريشه من يشربه وينطح أبو ريشه ؟ وكانوا الأمراء من شجعان العرب الذين لا يشق لهم غبار ومن الأمراء الذين عاشوا في العصر الماضي القريب الشايش الأمير يقال أنه محسوب عن مائة فارس المهم أن القهوجي ساق الفنجال قام شاب كان حاضر في مجلس أبن غبين ولا أحد يعرفه وأخذ الفنجال وشربه وقال ( أنا انطح أبو ريشه وعليه معونه من الله ) وقام من المجلس وذهب لبيته فقال أبن غبين ردّوا الشاب لكي نعرف من هو فلحقه أحد الرجال ( وقال : الشيخ يقول أرجع وأخبرنا من أنت ؟ ) ( فقال الوعد في المعركة فأن قتلت فليس داعي في معرفتي وأن وفيت بالوعد سوف يعرفني ) فرجع الرجل وأخبر أبن غبين فقال أبن غبين أذهب خلف الشاب واقلط عنده بصفتك ضيف وأخبرني ماذا يعمل فأن كان نام فهو لاشي وأن كان هذا الشاب أهتم وسهر فأنه حاسب حساب لقاء أبو ريشه وذهب الرجل وضافه بصفته ضيف فقلطه ورحّب به وعشّاه وقال الضيف اسمح لي يا معزب أرغب أن أنام فقال أنت في محلّك وحيّاك الله فتضاهر أنه نايم فأضطجع الشاب بالقربه من الضيف وعندما أخذ وقت قصير قام ودخل وسط الأبل فقام الضيف وتخفّى في جنب أحد النياق وسمع الشاب يقول : ( أبل ياوي أبل ولكن ما أعلم هل هي لي أو ليس لي ) ثم ذهب للخيل ووقف عندها ( وقال : خيل ياوي خيل ولكن ما أدري هل هي لي أو أنها ليس لي ) فقام الضيف وذهب لأبن غبين وأخبره بخبر الشاب وقال : طالما أنه هذا تصرّفه فهو عنده علم
وعندما جاء الوعد والتقا الجمعان تقدّم الشاب ومعه رمح وسيف وقال وين أبو ريشه يا أهل الخيل فبرز له أبو ريشه ثم أنتخى وقال ( خزنة المضهور وأنا أبن يعيش ) وكانت هذه نخوة اليعيش فعرفوه ويقال أنه فعل وهكذا شجاعة الأبطال ومواقف الشجعان
ملاحظة كلمة ( يا وي ) من لهجات عنزة وتعني مدح
كنت اسمع هذه القصّة وأثرت عدم تدوينها في كتابي لأنني تحاشيت القصص المرتبطه بأحداث مع تحيات أخيكم عبدالله بن دهيمش بن عبار الفدعاني 0
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 11-02-2022 الساعة 09:28 AM
|