المكرّم العزيز جناب مؤرخ قبائل ربيعة الأديب عبدالله بن عبار حفظك الله ورعاك وصح الله بدنك وأعلى بالدارين شآنك وأمد بعمرك وألبسك ثياب الصحة والعافية وتقبّل كل الشكر والعرفان على ما قمت بتدوينه وتوثيقه عبر كتابنا المجموعة الكاملة لقطوف الأزهار للأجيال وحفظت هذا الإرث العظيم لقبائل عنزة التي هي من أكبر قبائل العرب ويعجز الرجال سواك الإلمام بتاريخ أمراءها وشيوخها وفرسانها وأعيانها وأيامها ، وما قيل من أشعار عظيمة وها نحن كل يوم نكتشف أن لديك مخزون تاريخي وأدبي جديد.
هنا يسمح لنا مؤرخنا وأديبنا حفظه الله تعالى أن أقوم بالتعريج على أحد أبيات الشاعر بنيدر بن منديل الرّماحي رحمه الله تعالى لشرحه وتوضيح معناه، وهو قوله:
ركــض بـنـا مضـنـون عـيـنـي فـــارس *** يامـن خلقـت الـروح يـا معتـنـي بـهـا
فتوضيح معنى هذا البيت الذي قاله الشاعر بنيدر رحمه الله تعالى ، أن الركضة هي لفخذ الرّماح وأول من تركض هي خيل الدوهان ولو لم يبقى منهم إلا رجل ومن ثم تركض كافة خيل فخذ الرّماح العوجان ( أهل العوجا) فهو يتكلم هنا بلسان حال الرّماح وكما أنه معروف ومتوارث فقد كان الشيخ علي الوايل العقيد في مناخ عفر، وتكون ركضة الخيل أو هيضة الخيل بعد إصطفاف جمع دلاق ( رأس الحربة هم فخذ الرماح أهل الرّكضة والميمنة والمسيرة هم فخذ المسكا وفخذ الدّوام )، لذلك قال الشاعر بنيدر رحمه الله في البيت الذي يليه:
وإن جا جمع دلاق يحـدا ويحتـدي *** كالسـيـل يـنـف الـعـذا عـــن شعيـبـهـا
ويقوم بصف الجموع راعي الأدب الفققي، ولقب جمع دلاق يطلق على الرّمَاح والمسكا والدّوام وكما هو معلوم فإن الأدب أو مسئولية الأدب هي مهمة عسكرية بحته وهي إرث لحمولة الفققي شيّوخ فخذ الدّوام حيث لقب حمولة الفققي مدّب قبيلة السّبعة وكذلك مدّب جمع دلاق كما كان الأدب للفققي في سابق العصر على كافة قبائل بشر وقبائل ضنا عبيد إذا حصل مناخ يجمع كافة هذه القبائل ومن ثم كانت على قبيلة السّبَعَة عامةً وبعد الأحداث التي جرت بين قبيلة السّبَعَة إنحصرت مهمّة الأدب على قبائل العِبِده السبع جموع وهم:
١- الرّمَاح ( أكبر أبناء معلا ).
٢-المسكا.
٣-العبادات.
٤-الدّوام.
٥-البيايعة.
٦-العِرِفا.
٧-الوثرة.
وبذلك قال العرقان الدّوامي في مدح الشيخ رمضان الفققي رحمهم الله تعالى جميعاً:
يتليـه جمع الـلي كما ضـلع سنجـار *** سَبعـة جـمـوع بالمـلاقـى صنـاديـد
كما أنه أثبت رحمه الله تعالى أن نخوة قبيلة السّبَعَة عامةً هي ناقة وليس خلاف ذلك وذلك بقوله:
وإن حــنــت الـعــرفــا وحــنـــا حـديــنــا *** عـاداتـنــا بـالــكــون نـفــلــج طـلـيـبـهـا
وفي هذا الصدد يسمح لنا الموقف حفظك الله ورعاك بنشر هذه الأبيات التي وجتها لإبنكم عبدالعزيز بن محمد بن دوهان في إحدى المناسبات في عام ٢٠١٥م :
يـا معـزي يـا جملـي حِـذرَاك المَعَـايـب *** يموت الحرّ الشامخ ما يداني حَقَبَها
إحفـظ ماجـوب العـزوة وكــل القـرايـب *** تـبـقـى تـواريــخ الـعــز لــمــن كـسـبـهـا
وجّب عـزّك ربعـك عوجـان العصايـب *** مــقـــدم دلاق لــيـــا صـفّــهــا مــدّبــهــا
حـــنـــا مِـقـدامــهــم بـــيـــوم الــحــرايــب *** يــوم الأصيـلـة تـشـوش لـمــن نـدبـهـا
حنا هل الركضـة حنـا عيـال الشايـب *** يـــــا نــوّخـــت وايـــــل لــضـــدٍ حَـرَبــهــا
وهذا الحديث يقودنا كذلك إلى أن نوضح معلومة أخرى ألا وهي مصطلح البطينات الذي هو حلف بالأساس وكان وبآن وإنتهى بعصره وليس جد حيث كانت جميع فخوذ قبيلة السّبَعَة تعتزي بنفس العزوة (عِبِده) نسبةً لعبيد الجد الجامع للسّبَعَة والفدعان وولد سليمان.
فكما هو معلوم أن حمود بن معلا بن سبيع بن عبيد يتسلسل منه فخذ العِرِفا وفخذ الوثرة ( عِبِدَه ) وفخذ المصاربة (بطينات) والمصاربة كذلك من سلالة حمود بن معلا ولكنهم إنضووا تحت حلف البطينات وتباطنوا مع بقيّة الفخوذ الذين شكّلوا حلف البطينات في ذلك العصر، وإذا قام أحد أبناء الفخوذ الأربعة الذين أطلق عليهم البطينات بتعداد سلسلة نسب آباءه وأجداده فإنه لن يجد في سلسلة نسبه وصولاً إلى معلا أي جد أو عمود نسب يحمل إسم بطيّن، والشاهد على ذلك ما قاله الشاعر إبن سنيان الحميطري الرسلاني:
وبطيّـن مـا هـو جـد هـذي تصانيـف *** حلـفٍ عـن الضدات نـاس امشاهـاه
وللأجيال وللتاريخ وجب التنويه والتوضيح لهذه النقطة المهمة التي ذكرناها فيما يخص مسمى حلف البطينات الذي إنقضى في عصره ولم يعد له أي دور أو صفه ولله الحمد والفضل والمنّه فجميع أبناء معلا أبناء رجل واحد.
وفي الختام أكرر بالغ الشكر وعظيم الفخر لنا بجنابك الموقر الذي هيئك الله عز وجل سبحانه لحفظ وتدوين وتوثيق إرث هذه القبائل العظيم الذي لولا الله سبحانه ثم جنابكم المكرم لكان في طي النسيان ولطواه الزمن مع صحائف الآباء والأجداد وها أنت كل يوم تخرج لنا من فرائد التاريخ ودرر القصيد الذي لا يملكها سواك في هذا العصر.
ونسأل الله العلي العظيم رب العرش العظيم أن يطيل لنا بعمرك ويلبسك ثياب الصحة والعافية وأن يرزقك برّ وصلاح ورفعة جميع أبناء القبيلة كما تحب وتتمنى حفظك الله ورعاك كما ونسأله عز وجل أن يتغمد بواسع رحمته الشيخ دهام بن قعيشيش مسواط بقعا وجميع جيله وأن يحفظ ويبارك في الشيخ عبداللطيف بن نفل بن قعيشيش وجميع أحفاد دهام بن قعيشيش وحمولة القعيشيش الأجلاء المكرمين أجمعين.