::«قصيدة رثاء بالوالد العم جويسر بن مقبل بن دوهان رحمه الله - شعر محمد بن دوهان »::

قصيدة رثاء بالوالد العم جويسر بن مقبل بن دوهان أبو محمد الذي توفّاه الله عز وجل فجر يوم الإثنين التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك لعام 1440هـ الموافق لـ 2019/06/03م، والذي ذكّرنا برحيل الوالد عايد بن مقبل بن دوهان والوالد العم جاسر بن مقبل بن دوهان والوالد العم عيد بن خلف بن عقاب بن دوهان رحمهم الله تعالى وأنزل على قبورهم شآبيب رحمته، وهي مسندة على الإبن عبد العزيز بن محمد بن عايد بن مقبل بن دوهان سلمه الله تعالى:

الله مــن عـلــمٍ لـفـانـا يـــا مـعــزي فـــي عـيــد الإســـلام
الـنــاس الـكــل يتـعـايـد وأنـــا ربـعــي جــونــي يــعــزون

عـلـمٍ لفـانـي وصبحـنـي بـإخـو عـايــد عـــز المـنـضـام
زلــزل وجـدانـي وكيـانـي وهـلّـت مـــن وقـعــه الـعـيـون

مــا نـدّنـا والله مــن الـمــوت ولا عـــن الـقـضـا مـهــزام
مـار البـلا بـدورات الأعيـاد تجـي علـى أبــوك شـلـون

يــــا مــعــزي تــجــددت بـقـلــب أبــــوك اجــــروحٍ اقــــدام
على أللي بحشمتهم نحشـم وكـل القبيلـة ينحشمـون

راحوا أهـل العوجـا أللـي بصيتهـم كـل القبيلـة احشـام
إخوان غرّا أللـي مقـدم أهـل العوجـا فـي نهـار الكـون

أهــل الصـبّـة ألـلـي لأهــل العـوجـا عـزنـا ذرى واحــزام
ولا عسكـرت الخيـل الـدوهـان هــم أول مــن يغـيـرون

أهـــل الـركـضــة عــلــى دلاق إرمــــاحٍ ومـسـكــا وإدوام
رآس حربـة جـمـع دلاق وعـلـى ألـلـي بعِـبِـده يـدعـون

مـن بـيـارق أهــل العـرفـا اكــرام ومــن ســلالات اكــرام
أهـــل الـمـجـد التـلـيـد ألـلــي فعـلـهـم بـالـكـرم مـبـخــون

يـا معـزي عـز اللآبـة أقفـوا ألـلـي لأعــز لآبــه مـقـدام
أسـودٍ كـلٍ يرهبهـا ومـن قبـل الـزيـت وســاع صـحـون

بيـوتـهـم لـعـنـزه فـنــدق وواحـدهــم صـقــرٍ إلــــى حــــام
والله يــبــارك بتـرثـتـهـم ويجـعـلـهـم مـثـلـهــم يـمــشــون

عـايــد والـجـواسـر وعـيــد سـلايــل دوهـــان الـضـرغــام
عسـى مثـواهـم الجـنـة وعـلـى حــوض النـبـي يــردون

صيـتـهـم مـســكٍ وعـنـبـر وتـشـهـد لــهــم كــــل الأنــــام
أهـل الرحـم وأهـل الكـرم ومـن عاداهـم أقفـى مهَيـون

نستودعهم ربي الأعلى أهـل النخـوة ووصـل الأرحـام
يا كيـف أبـى أنسـى ذكراهـم وأنـا مـن فقدهـم مطعـون

رثـيـت إبـعـاد الهـقـوات بالحقـيـقـة مـــا هـــو بـالأوهــام
تشـهـد لــهم كـهـول عـنـزة وكــل اجــواد الله يـشـهـدون

علـيـهـم مـنـجـرحٍ قـلـبـي وأرثـيـهــم عــــامٍ بــإثــر عــــام
أسـلافـي رمــز الكـرامـة والـلـي مـثـل اسـلافـي يـرثــون

عزاويـنـا بمقـادمـنـا ألـلــي واحـدهــم سـيــفٍ صـمـصـام
حـافـظـيـن الـمـجــد الأول ونـرويـهــا لإحــفــادٍ يــآتــون

ويـــا ونّـــةٍ ونـيـتـهـا عــلــى ألــلــي يــقــودون الـجـهــام
على سربة الدوهان وعلى اللي بليل الختمـة مدفـون

والله يرحم عمي جويسر اللي مات بآخر ليله صيام
بـفـجـر الإثـنـيـن وعـلـيــه بــصــلاة الـعـصــر يـصـلــون

بتسعـة وعشريـن مـن رمضـان وفـي آخـر ليلـة قـيـام
عـسـاه برحـمـة المـولـى ألـلـي رحمـتـه تـآسـع الـكـون

يـا راع العوجـا والله ان مـوتـك فطـنـي بمـوتـة صــدام
ألـلــي ســـرّت النـشـامـا وخـلّــت كـــل الأعـــدا بـغـبــون

ولا إلــــــــه إلا الله ولا بـــــــــه حـــــــــيٍ غــــيـــــر الله دام
وحــــده لا شــريــك لـــــه وألا خـلــقــه كـلــهــم يـفــنــون

وارحـمـنـا يالله برحـمـتـك يالله لا مـــن جـفّــت الأقـــلام
مــن أول ليـلـة بالقـبـر يـــوم أقـــرب الـقـرايـب يـقـفـون

واعتبـر ياللـي تسمعنـي تـرى أتلـى الدنيـا قطعـة خـام
مـا يبقـى الا الذِّكِـر الطيّـب وأهـل العلـم الغانـم يبقـون

ما نملك ألا أن ندعوا للفقيد بالرحمة والمغفرة ونسأل الله أن يدخله فسيح جناته وأن يجعلكم خير خلف لخير سلف وهذه القصيدة العصماء خلّدت ذكرى أسلاف المهوهي الذي يتكرر على المسامع ذلك الموقف الذي يذكره الكثير من الرجال وكأنه مع الأحياء ونحمد الله أن الذرية باقية ومن خلّف ما مات ونحمد الله أن جعل خاتمته في شهر فضيل وفي يوم فضيل وما للشدات ألا الرجال وقد حصل مني قصور لأسباب خارجة عن الأرادة ومثلك يا أبو عبدالعزيز من يعذر وأنت صاحب المواقف الذي لا يمكن انساها في الأنصاف وتبيان الحقائق رعاك الله وحفظك بحفظه وقد ذكرتني بقصيدة رثاء بأخي كان رحمه الله مرقّد في مستشفى الملك فهد وهو في خطر وليلة وفاته كان عندي ضيوف من الزملاء والاصدقاء القداما وكنت مبطي عنهم وقبل أن أقلط عشاهم جاني خبر وفاته وكنت أحاول أن الضيوف ما يعلمون فحاولت أكتم العبرة وقلطت عشاهم ورحّبت بهم وبعد أن تعشوا جلسوا يريدون يتعللون ولكني صرت أخرج كل عقب ثواني ثم اتعبّر ثم أكتم الحزن وأعود لهم وصار عندهم شكّة واستغربوا حركاتي وكان حرصي الشديد أن لا يعلمون وبعد أن سروا رحت للمستشفى لأشوف أخي وثاني يوم جوني يعزون بعد أن علموا وقد لاموا عليه أني ما علمتهم وهذه القصيدة :

* وقال عبدالله بن دهيمش بن عبار يرثاء أخيه حمدي بن دهيمش بن عبار رحمه الله المتوفي في صبيحة يوم السبت 22/10/1417هـ
ويسند على صفوق بن حمدي بن دهيمش:

نشكي على الله جايح الحزن يصفوق *** نصبـر تجـلـد والضمايـر جـزوعـه
حاولت كظم الغيض والقلب محـروق *** جـض الخفـوق وجاوبنه اضلوعـه
أعول عويـل الـلي تهوبـل مع النـوق *** تـخـلج حـنيـن وكـل خـايع تبـوعـه
حـن الـفـواد ولايـعــه كـل مـعـلـــوق *** والفكـر هاجـوس الروابع تـلـوعـه
هاضت كوامن لاعج الوجد والشوق *** عـزي لمـن نومه على عظم كوعـه
والدمع من عيني على الخـد مدفـوق *** مفجـوع والناظـر تهاشـل ادموعـه
وش عاد لو دمعي تحـدر من المـوق *** فـي مهجتي حسره وبالقلب لوعـه
دنياي عـقـب غيبتـه صـابـهـا ضـوق *** وقع الخبر غـث الضماير شيوعـه
يشكى من اللي سبب الوهن والعـوق *** ولا عاد نرجي من سريره طلوعـه
من شفت تقريره بـه الـورم مرفـوق *** زاد الخـطر تحديـد حجمـه ونـوعـه
صابه خبيث العـل والجنـب مشقـوق *** ومـن حـر ما صابـه تكدر اطبوعـه
الـزاد عـافـه مـا يـمـالـح ولا أيـذوق *** والـلي يذوقـه من طعـامـه يـتـوعـه
ولا باقي الا هيكــل العظـم واعـروق *** والنفس في رجوا شفـاه امخدوعـه
نادى منادي داعي الحــق مـن فـوق *** جاه المصير وحان موعد أسبوعـه
جـتـه المنيـة والأجـل ليـس مفهـوق *** ومـن عـاش فنجال المنيـه قـدوعـه
والعبد لا بده عـلى الحـتـف مسيـوق *** ينقـاد مـا هـو باخـتـيـاره وطـوعـه
المـوت بـرقـاب الملأ كــنـه الـطــوق *** المـوت منجـل والخـلايـق زروعـه
المـوت ما وفـر مـن النـاس مخلـوق *** وكل البشـر سيف المنايـا يصوعـه
ما أظن يوجد بـاب ما قـيـل مطـروق *** ودنيـاك لـو تصفـي تـبـدل وقـوعـه
والعمر لو يزهر تقـل عـود زمـلـوق *** عـقـب الطـرى لا بـد تذبـل جذوعـه
والعـمـر كانـه زال مـا هـو بملحـوق *** وخـطـو الفـقيده يفـقدونـه ربـوعـه
واخـوي الـلي يـكـره الغـدر والبـوق *** قـرم العـيـال الـلي بـعـيـده رمـوعـه
ما يـوم بهـروج الخطأ قـال منطـوق *** وجـهـام ربـعـه مـا يفـرق نـجـوعـه
ودعـته بغـرفـة تقـل جـوف صندوق *** والنـفس بالـلي قـدر الـلـه قـنـوعـه
وسـط اللحد فـوقـه صلافيح طابـوق *** وصار العـزا فقد الأمل في رجوعـه
يا الله يا اللي غيـث مزنـه لـه بروق *** تسقي ثرى جرد السهل مع فروعه
نطلبـك يا مـن كـل مـا قـلت مصدوق *** يـا رب في يـوم الفـزع لا تـروعــه
نطـلب لعـلـه عن سنـا النـار معـتوق *** بالخـلد عـن ظامي عذابك وجوعـه
والحمد للمولى له أنجـاب وأعمـوق *** أنجال من عـقبـه تضافـر ادروعـه
ما بهم قاصر عن مواجيب واحقـوق *** درب المراجـل ما تخفاهم اسنوعـه
أنجالـه الـلي ما ذكـر فـيهـم أعـقـوق *** ولا ناشهم عرق القلوب القطوعه
ولا فيهم اللي بـه سفاهـه ومطـفـوق *** ولا فيهم الـلي قـيـل نفسه دنـوعـه

وصلوا عـلى من نـور الحق بشروق *** وضّح منـار الحق تضوي شموعه

المكرم جناب مؤرخ قبائل ربيعة العزيز الأديب عبدالله بن عبار حفظك الله ورعاك صح لسانك وبنانك على هذه القصيدة الرثائية التاريخية وأعلى بالدارين منزلتك وأسأله عز وجل بعزيز آلاءه وأسماءه وصفاته الحسنى أن يجزاك عنا وعن جميع أبناء قبيلة عنزة خاصةً وقبائل ربيعة عامةً خير الجزاء في الدنيا والآخرة وأن يرزقك من كل خيرٍ خزائنه بيده ويعيذك من كل شرٍ خزائنه بيده ويلبسك ثياب الصحة والعافية ويهنئ بالك بصلاح العزوة والسميّة.

ولا نقول إلا ما يرضي الله عز وجل ونسأله جلت قدرته بأعز أسماءه وعزيز صفاته وعظيم سلطانه أن يغفر لهم ويرحمهم جميعاً ويجعل قبورهم روضةً من رياض الجنّة ويديم عليهم عفوه ورحمته ورضوانه وستره تحت الأرض ويوم العرض وجميع موتى المسلمين أجمعين وأن يجمعنا بهم في الفردوس الأعلى يوم الدّين وأن يبارك في أبناءهم وذرياتهم ويصلحهم لكل ما فيه الخير والعزّة والرفعة ويجعلهم خير خلفٍ لخير سلف إنه ولي ذلك سبحانه والقادر عليه.