قصيدة عبد العزيز بن إبراهيم المسيحل في رثاء والدته رحمها الله التي وافاها الأجل في يوم الثلاثاء الموافق11 / 8 / 1440 هـ
بسم من يعلم بحالي عز علام الخفيه
ابتدي نظم القوافي واكتم العبرة معاها
كل ما سجلت بيتٍ هلت دموع عصيه
واختلط دمعي بقافي واغرق أبياتي ومحاها
والقلم لا سار حسه مثل نوح الراعبيه
لا اعتلت حدب الجرايد تشتكي الفرقاء وعناها
لا كتب كم حرف وقف سار غصب بمكرهيه
كنه إليا خط كلمة يشرق بحبره وراها
حتى افكار القريحة ما لها رغبة ونيه
هوجرتني واهجرتني ضفها الحزن وطواها
ما طرى بالبال أنظم قاف بحروفٍ شجيه
وبدموع عيوني أرثي قرة عيوني وماها
مؤمنٍ بأقدار ربي جل خلاق البريه
وراضي باللي كتبها خيرها ولا سواها
بيده أعمار الأنام وبيده أسباب المنيه
محصي الأنفاس يعلم مبتداها ومنتهاها
ما اشكي لغيره وأنا أدري ربي يعلم بالشكيه
عالم بسري وجهري عالم بنفسي ورجاها
أسأله يجبر مصابي وأسأله نفس رضيه
آتصبر وآتجلد واتبع أقوال ارتضاها
واسأله يلطف بحالي ويلطف بعينٍ شقيه
حالفت سهر الليالي وعافت النوم وجفاها
من هموم فوق صدري كنها ساق وطميه
دكت ضلوعي بقساها وكدرت بالي بغثاها
والسبايب علم أقشر يكسر عزوم قويه
سم حالي وهد حيلي وفطر الكبد وفراها
آه من علم لفاني نقض جروحٍ طريه
متعبتني ما تشافت في الحشا سالت دماها
صاب قلبي بحده اللي مثل حد الحضرميه
طعنةٍ بين الحنايا واطرحتني من قساها
حين قالوا يا بو فارس راحت الروح الزكيه
مع ملك بالموت موكل حزة أقبل ثم دعاها
الله اكبر يا المصيبة والله اكبر ياالبليه
تذهل الروح وتزلزل ساسها وتبحث خفاها
راحت بليا موادع في العناية اضحويه
حالها حالٍ خطيره مرتجي من الله شفاها
ما اصعب وداعٍ جرى لي ما اصعبه ذيك العشيه
هل دمعي غصب عني وبلل ثيابي وثراها
بس أناظر قبر أمي وعلتي علة جليه
وأدري إن الموت سنة ربي قدرها وقضاها
عضدوا لي ما اقدر أوقف ما بي حيل ومقدريه
وما اقدر امشي كن رجلي شدها القيد وثناها
حالي حال الضاحي اللي تاه وسط المهمهيه
يطرد اللال يتعثر مهلكٍ كبده ظماها
هيه ياللي تعذلوني كان فيكم مرحميه
كفوا عن عذلي اتركوني حالي جاها ما كفاها
ما تحسون بلهيبة تحرق الكبد اللظيه
قيل مبطي ما يحس الجمرة إلا من وطاها
ما ندوم الدايم الله خابر الد نيا مطيه
لكن الفرقاء توقد نار يصلاني سناها
حين جيت الدار أمست عقبها قفراء خليًة
راح عنها اللي زهاها وخيم الحزن وغشاها
شفت سجادة طوتها تشهد لروح تقية
وشفت مرقدها وغطاها وطيبها وباقي دواها
فاح صدري في مكاني فاح فوح الشاذليه
لا توقد ثم تزايد واهج النار وصلاها
والله اني عقب فرقاء تاج راسي يا السميه
ضاقت بعيني الوسيعة واظلمت ر و ح ضياها
وانبرى الحال وترد ى يشبه لعود النصيه
في فلاةٍ ابطا عنها الغيث ما جاها وسقاها
فاقدٍ نور الحياة وفاقد الأم الوفيه
فاقد اللي ما اتركتني دوم تسال من وفاها
فاقد الوجه السموح وفاقدٍ ضحكه نقيه
فاقدٍ قرة عيوني وفاقد دعاها ورضاها
فاقدٍ جلسه معاها في الصباح وبالمسيه
والقدوع والبن الأشقر والسواليف وحكاها
غيب الموت الحشيمة غيب النفس السويه
غيب اللي بالتواضع كاسبه كل اقرباها
غيب اللي ما تمل كفوفها دايم نديه
بالمكارم والعطايا من وفاها ومن صخاها
يا ما عانت من تعبها من سقوم داخليه
ما شكت تثني على الله والتصبر هو جداها
راحت بقلبٍ كبير وراحت أمي الأجوديه
ما شكى منها القرايب ما شكى منها اقصراها
لحقت الغالي الحشيم الجزل محمود السجيه
يا عسى الفردوس الأعلى ملتقاهم في رخاها
ويا عسى قبر احتواها روضةٍ رحبه عذيه
من جنان الخلد خضراء المسك والعنبر شذاها
واسال الرحمن ربي جل غفار الخطيه
غافر الزلا ت يغفر ذنبها ويكرم لقاها
واساله ربٍ كريم وقادر جزل العطيه
يجعل الجنة جزاها رؤيته غاية مناها
ربي ارحمهم كما ربوني يا ر ب البريه
وربي اجمعني معاهم في رخاء الجنة وجناها
والصلاة على النبي عد المزون العقربيه
وعد ما نبت الخزامى فاح بفياض وكساها
وبالصلاة الوافية على رسول الله ونبيه
اختتم نظم القوافي وانتثر من عيني ماها
صح لسانك يا بوفارس، وغفر الله للوالده ورحمها وموتى المسلمين آجمعين