حيّاك الله يا أبو مشاري وجزاك الله خير على حسن الظّن بأخيك ومعرفة للبحوث الصادقة من البحوث الملفقة والأكاذيب المزيفة وبالنسبة لفخر حرب ذي قار فأنها ثابته لقبيلة بكر وعنزة والنصر وهزيمة الفرس هي الفخر وليس الدّحة ومع الأسف أن بعض الأخوة الذين ربطوا الدّحة في ذي قار بموجب ما أشيع في هذا العصر وجعلوها فخر فأن السبب عدم الأطلاع على تاريخ العرب وأيامهم في الجاهلية والإسلام ولا توجد قبيلة ألا ولها عادات وتقاليد وتراث ولا يوجد قبيلة تفتخر بلعبتها لأنها مجرد لعب في أيام الفرح حيث يوجد الدّحة والعرضة والقلطة والدبكة والهوسة وغيرها من الألعاب
أما معركة ذي قار فقد حدثت معارك جهاد المسلمين ضد الكفّار والملحدين والوثنيين ومنها معركة القادسية بقيادة الأبطال المثنّى بن حارثة الشيباني والقعقاع بن عمر التميمي ومعركة نهاوند بقيادة البطل النعمان بن مقرن المزني وغيرها عشرات المعارك في الشّرق والغرب والذي يميّز معركة ذي قار لأن تلك المعارك بين الجيش الأسلامي وعناصرة من كافة أطياف المسلمين وبين الكفّار بينما معركة ذي قار بين قبيلة ودولة والقبيلة هي بكر بن وائل وعنزة بن أسد ضمن جمع اللهازم والدولة هي امبراطورية فارس وقد انتصرت القبيلة على الدولة وصارت تلك المعركة مفخرة للعرب
كما يميّز معركة ذي قار عن بقية المعارك لأن معارك المسلمين لنشر الإسلام بينما ذي قار دفاع عن الدخيل وهذه من عادات وتقاليد العرب الأصيلة ونحن نفتخر في ذي قار لأننا عنزة وشاركنا مع بكر كما قال أبو جويرية :
لولا الفوارس لا ميل ولا عزّل *** من اللّهازم ما قضتم بذي قار
والمعروف أن الدواحيح عزّل فكيف ينتصرون على الفرس في الدّحة أهيب في أخواننا بترك هذه الأشاعة المخجلة والتركيز على النصر بالرماح والسيوف ويسرني أن أعيد نشر هذه القصيدة لكي يرعوي الذي يأخذ بالأشاعة المزيفة :
قال عبدالله بن دهيمش بن عبار هذه القصيدة من شعر التصدي للحمله المغرضه :
قال من سجّل من اشعاره قطـوف *** يـبدع القيفان مـن فيض القريح
قلت جزل القاف والهزل محذوف *** وأهـدي المنظوم للـوجـه الفليح
من يريد الصّدق نعطيه الوصوف *** يفهم المظمون من عقله رجيح
البصير الـواعي المبصـر يشوف *** يدرك المقصود والقول الصريح
من وضع في جد عزوتنا صدوف *** ليت لـوهـو عن بحوثه يستريح
أصـلـنـا ثـابـت موثـّق ومعـروف *** حتى عند الـلي عبد دين المسيح
حنا عنزه يـوم كان الوقت خـوف *** نحـمي القطعـان بالـدو الفسيـح
من قبيله مـا تهـاب مـن الحتـوف *** مـن يلاقي جمعهـم ياقع طـريح
طبعنا ندعس عل روس الحظوف *** والضراغـم مـا يخـوفهـا النبيح
فعـلـنـا مبـطي مسجّل بالحـروف *** مـا نـبي تلفيـق يكفـينـا الصحيح
يوم حـرب الفرس كنا بالصفوف *** مع بـني بكـر حمينا الـلي تصيح
مجـدنـا مـاهـو بتصفيق الكفـوف *** ولا فـخـرنـا يا جـماعـه بالدحيح
ولا كسبنا المجد في هـز الكتوف *** والصـدور الـلي تـبـالـغ بالفحيح
الـمـفـاخـر بـالـرمـاح وبالسيوف *** وهمّة الشجعان في دحر النطيح
جـارنـا يـدلـه ونـفـرح بالضيوف *** يوم غلو الـزاد والمسعر شحيح
كـم منـا ريف من يشكي الظروف *** مثـل من صوّت بزاده في شبيح
الصخي عـز المحاويج الضعوف *** الكـريـم أبـو المحـرول والكسيح
نفتخـر بالـلي عـلى ربعه عطوف *** الحليـم وصاحب القـلب النصيح
ولا بـنـا عـن باقي الأجواد نـوف *** بالعـرب من طاب يظفر بالمديح
لا تـطـيـعـون المطـبّـل بالـدفـوف *** الحـذر يشظّى القبـيلـه كـل تـيـح
لا يـشق صفـوفكـم كـل مهـفـوف *** في عـلـوم الهيـف مكنونـه يبيح
دوم عـن فعـل النقـا نفسه عيوف *** مـا نفع محـرج ولا سـوّى مليح
بـس يسعّـى بـالـدياويـن ويـلـوف *** يرتعش وبكـل مجلس لـه نـفيح
في كـلام الـزور بالعـزوه يطـوف *** ويلفظ المنطوق بالهـرج القبيح
كـنّـه الـلي مسكنه وسط الكهوف *** أوكما اللي عادته نبش الضريح
وأود أن أقول لكل عنزي أن هذه اللّعبة لو وجدت مصدر يذكرها أنها في ذي قار فأننا نرغب أن نجد سند ولو وجدت مصدر يذكر أنها خاصة بعنزة لأخذنا بالمصدر ولو كانت فخر لم يسبقني عليه أحد وأبنة النعمان وتركته أودعها عند هاني بن مسعود الشيباني واستعد بحمايتها مما يحمي منه أسرته وقد حماها بوقوف قبيلته معه ولم يدح لها لذلك فأن دعاية الدحّة ما يمكن تتوارثها عنزة منذ السنة العاشرة قبل الهجرة حيث مضى على حدوثها 1450 سنة بينما الرواة ما يتعدّى حفظهم قرن وطالما أنها ما توجد في مصدر والرواة ما تحيط بما حدث قبل الإسلام دون مصدر لذلك فأن تكذيب الأشاعة ما يحتاج شهود أسأل الله أن يهدي من أضل