قصّة خلف بن دعيجا ومحيسن الرويلي
الشيخ الفارس الشاعر الكريم : خلف بن محمد بن دخيل الله بن دعيجا من الحلسه من قبيلة الشرارات أطلعت على كتابات عنه ووجدت أختلاف في بعض أبيات القصائد والقصّة وكنت اسمع قصيدته المشهورة وقصّته مع محيسن بن محيجين الربشاني القعقعي الرويلي والكثير من قصص وقصائد خلف بن دعيجا كتبت وقد أطلعت على ما كتب ووجدت نقص في بعض القصائد واختلاف في الروايه وهذه قصّته مع محيسن بن محيجين الربشاني القعيقعي الرويلي وصيغة الروايه الذي سمعتها منذ الصغر كان يتحدّث بها أحد كبار السّن فقال : كان محيسن قد شاهد فتاه من بنات قومه وهو متزوج فأعجبته وكلمها بخصوص أنه يرغب أن يخطبها فقالت له ( رمانتين ما ينمسكن باليد طلّق زوجته وأوافق على الزواج منك ) فقال : ( سأمسك كل رمانه بيده ) ولكنها أصرت على أنه يطلّق زوجته وهو لم يمضي على زواجه منها وقت وليس له منها عيال ثم بدأت قصّة غرام محيسن وصار يهوم وكل ما كلمها طلبت منه أن يطلّق زوجته وأخيراً وافق على طلبها وطلّق زوجته حسب ما طلبت البنت التي هام بها وذهب لأهلها وخطبها فرفضته وحاول أن يقنعها وذكّرها أنه على وعد منها وهذا طلبها ولكنها قالت أني كنت أمزح معك وكذلك أهلها رفضوا أن يزوجونه فغضب وتأثر وندم وتوجه إلى الرجل صاحب الجاه والقدر عند القبائل الشيخ خلف بن دعيجا الشراري وشرح له قصّته وتوجه خلف إلى أهل البنت وطلبهم البنت لمحيسن فرفضوا وصار فداوي عندهم يحاول لعله يقنعهم ولكنهم رفضوا وقال قصيدة منها قوله :
أنـا بـلـونـي الـنـاس وأنــا تبلـويـت *** وصارت عـلـيـه من كـبـار البـلاوي
ذا لـي ثـلاثـمـيـة وخمسين مضيـت *** وأنـا بسبـبـهـا عـنـد أهـلهـا فـداوى
ومن خلال اضافة أبو عبدالله الشيخ متعب الفققي يبدو أن الرجل الذي يشكي على خلف
هو أبو رشيدة ومن قصيده هذه الأبيات :
يـا خـلــف الـيـاعـاد كـلـن شـكـالــك *** أنـا عـلامي يـا خـلـف مـا اتـنـصّاك
مـا أريـد مـن مـالـك ولامـن حـلالـك *** الـلـه بـلاني يا خـلـف مـثـل بـلـواك
وهذا رد خلف على أبو رشيده :
يـا أبـو رشـيـده ان جـاك شـي هـيـالـك *** انسف عـلى الوجناء زهابك ومدلاك
ان سجت وان سوهجت وان ضاق بالك *** ابـعـد مـراحـك عن محاري مغداك
وبـالـك تـراعي مـن لايـراعـي خـيـالـك *** لـو كـان مثـل الشمس ولا القمر ذاك
عـلـيــك بــالـي بـالــمــوده صــفــالـــك *** الي يبيع الغـيـض ويشري بـه رضـاك
وهذه قصيدة محيسن الذي يشكي لخلف بها حسب ما سمعتها من رواتها منذ الصّغر يقول :
يـا راكـب حـمـراً مــن الـنـي تـبـني *** ومرودمن غـيـر الدفوف السنامـي
تـرعـى زهــر نـوار بــرقـاً جـذبـنـي *** مرباعهـا مـا بـيـن شـرق وشـامـي
وعيـونـهـا جـمـر الـغـضـا يلتـهـبـني *** ولا سـراج مـروطـنـيـن الـكـلامـي
الـيـا شـدّت ايـديـنـهـا واكـتـربـنـي *** جـدعـيـةٍ تـقـطـع قـوي الـعـصـامي
تـلـفـى لـبـيـت كـنــه الـحـيـد مـبـنـي *** راعـيـه قـطـاع الـفجوج المظـامي
لا يــا (خـلـف) يكفـيـك هــم ركبـنـي *** حيثـك علـى الشـدات رجـل تحامـي
غـش الـعـراق الله يجيـرك ضـربـني *** وقـام يتساوق مع مفـاصل عظامي
عـلـى حـبـيـبـن بـالـمـودة سـلـبـنـي *** سلبـة عباتـن فـي يـديـن الحـرامـي
أشـكي مـن الـلي حـبـهـا زاد غـبـني *** تجرح ضميري يـوم ترخي اللثاّمي
مـن صـلنـي بالبـيـر مـن لا جـذبـني *** صل الرشا من فوق هـدف المقامي
البـيـض يا خـلـف هـواهـن غـلبـني *** بـيـض الـعـواتـق لـيـنـات الكـلامـي
وهذه قصيدة الشيخ خلف بن محمد بن دعيجا الذي يرد على محيسن الرويلي ويقولون الرواه أن أهل البنت وافقوا أخيراً على تزويجها لمحيسن بوجاهة خلف ولكن القدر كان أسرع حيث أن محيسن خطفته يد المنون وتوفي وعندما قال خلف هذه القصيدة جاء الخبر أن محيسن توفي فأردف بالبيتين الأخيرين :
يـا راكــب الـلـي للـبـلـد مـا جلـبـنـي *** قـطـم الـفخـوذ مـعـربـات الأسامـي
مـا لافــتـت مع تالي الــذوذ لا بـنـي *** ولا خـايـلـت مفـرودها بالفـطامـي
مـن نسـل هـرش بالهـدد لـه يجـبني *** يـطـلـق علـيـهـن يـوم كـل يـنـامـي
ومـا قـيـظـن يـرعــن رمـام وتـبـني *** ولا صفرن قاع الجـوى والوخامي
مـربـاعـهـن فـيـحـان ثـم اقـتـلـبـنـي *** يرعن زهـر نـوار عـشب الوسامي
مـن مـزنـتـن وديـانـهـا يـنـهـذبـنـي *** وديـان تـرعــابـه فـروق الـنعـامـي
يلفن على اللـي مـن ربوعـي ندبنـي *** يـا جـايـبـيـن العـلـم ودوا سـلامـي
إن كــان ذودي لـلـحـبـيّـب يـجـبـنـي *** دونـك نـيـاقـي قـد لـهـن بالتـمـامي
دونــك قـعـود البيـت والبـيت وابـني *** وعن قـولت العقلا عـليـنا حرامي
مـع بـنـدق لفـظـات فـمـهـا يصبـنـي *** ولها عـلي خـطـو المجنح مـرامي
البـيـض قبـلـك يـا محـيسـن لعـبـنـي *** لـعـب الهـوى بـرهـيفـات الخيامي
والببـض جعـل البيـض مـا يرتحبني *** هـويّهــن يـرمـى عـلـيـه التهـامي
لـو وردن ضحـضـاح مـا ينقضبـني *** تصبح علوم البيض مـثـل الحـلامي
وبعد أن جاه الخبر أن محيسن توفي أردف بهذين البيتين :
عـلمـن لفـاني عـن رفـيـقي رهـبـني *** يا جـايـبـيـن العـلـم دمـتـم ودامـي
محيسن عـلى حوض المنايا عقبني *** ضرب عـلى الجنـه عساه الرحامي
ويقول بعض الرواه ( ضرب على الجمّه قليل الرحامي ) ولكن ما يمكن خلف يقول هذا الكلام والأصح ما ذكرنا
ومن قصص خلف بن دعيجا كان بين الشرارات وبين أحد القبائل مثل ما يحصل بالزمان السابق من سلب ونهب وعداء وحصلت معركه بينهم وكان خلف مطلوب لهذه القبيلة ووقع خلف بالأسر بيد القوم الذين هو مطلوب لهم وكان من كثر ما رمى من طلقات وهو متنطّح الهوى صار وجهه أسود من الملح وعندما اسروه اشتبهوا هل هو خلف أو ليس خلف وكان مع القوم بيت منهم كان قد جاور خلف فنادوا أبنته لكي تفيدهم عنه لأنها تعرفه وعندما شاهدته ضحكت وهي قد عرفته أنه خلف وخشيت أنهم يقتلونه فقالت : هذا ليس خلف بل هذا من عبيد الموالي وحسب شجاعة خلف وهو يعرف هدفها تريد أنهم يطلقونه ولكنه ما قبل أن ترد عنه قصّة أنه تسمّى بعبد من عبيد الموالي وأعتق وفضّل الموت على السلامه وقال هذه الأبيات يشهّر بنفسه ويلوم على البنت لأنها حاولت تخفي نسبه وتغطي عليه فقال :
أبـدت عـلـي مـبـيسـم بـه تـشـافـيـق *** في مـفـرق القـذلـه سوات الهـلالي
تجـرح قـلـوب الوالهيـن العشاشيق *** خشف المهـا يتـلي فـروق الغـزالي
استغـفـري يا بـنـت رب المخـالـيـق *** عـن قـولـك أنـي مـن عبيد الموالي
أنا خلف يا بنـت وأن نشّف الـريـق *** لا جـن من الضبضاب لهن اجتوالي
أصــلـهـا والـلـه عـلـيـه التـوافـيـق *** وأثـنـي خـلاف الـوانـيـات الهـزالـي
وبعد أن سمعوا الرجال قصيدة خلف وقد كشف عن شخصيته عظم عندهم أكثر وقالوا خلف ما يستحق من يقتله لأنه من كرماء وشجعان العرب فأطلقوه