المكرّم أبو عبدالله الشيخ متعب بن عبدالهادي الفققي حفظك الله الموضوع الذي تطرقت له هو موضوع مهم لأن السرقة الأدبية اعظم من سرقة المال وعند العرب منذ القدم يحتقرون الرّجل حتى لو انتحل بيت من الشّعر وكانوا العرب عندما ينبغ الشاعر يلازمه راوي يحفظ شعره ويرويه وكان الشاعر الأموي بشّار بن برد عنده الراوي الذي يحفظ شعره شخص يسمّى سلّم الخاسر ويذكر الأصفهاني أن سلّم ورث من أبيه مصحف وباعه واشترى في ثمنه عود واطلقوا عليه سلّم الخاسر وقد انفصل عن شاعره بشّار ونبغ بالشعر واخذ معنا بيت لبشّار وهو الذي يقول :
من راقب الناس لا يحظى ببغيته *** وفاز باللّذة الفاتك اللهج
وقد صاغه سلّم وقال :
من راقب الناس مات همّا *** وفاز باللّذة الجسور
ثم أن بيت سلّم سار مع الناس وبيت بشّار أندثر لأن بيت سلّم أخف على اللّفظ فبلغ بشّار الخبر وأرسل على سلّم يطلبه أن يزوره فزاره سلّم وكان بشّار غاضب من سرقته لمعنا بيته وكان بشّار كفيف وصاحب جسم ضخم ولما جاه سلّم فرط عليه وبدأ يضربه ويكرر البيت الذي انتحل معناه وسلّم يصيح حتّى اشبعه ضرب ولا عاد يستطيع الحركة فقام عنه وقال : كنت اسهر الليالي استنبط المعاني واستولدها من بنات أفكاري حتى إذا انتجتها تأتي أنت وتاخذها جاهزة ؟
وهنا أقول الذين يسرقون يحتاجون إلى مثل بشّار بن برد وأذكر بعض الشعراء الذين سرقوا قصائد ليس لهم وقدموها لمسئولين لقصد التكسب أقيمة ضدهم شكوى وحصلهم ما حصل وكما ذكرت يا أبو عبدالله والله أني صرت أكره أن اطلع على الكثير من منتديات القبيلة حيث أجد الكثير يسرق من الأنساب التي في كتابي ولا يشير للمصدر وقد أطلعت على كتاب صدر عن أحد قبائل عنزة ووجدت نقل كل ما ذكرت عن هذه القبيلة حرفياً من كتابي وكتب حدره نقلاً عن الشيخ حمد الحقيل والذي كتبه الحقيل عن هذه القبيلة فيه أخطاء ونقص وهو موجود في كتابه وهو خلط يعرفونه ولكن الكاتب تجنب أسمي خبث وحسد ويعتبر نقص في أمانته ونويت أقدّم على الجهات المختصّة ولكن من عادتي أن ما اشتكي على عنزي وأقول حسبه الله ونعم الوكيل
وقد ذكرت في مقاطع من قصائدي عندما أتمثّل بمعنا بيت أو شطر بيت أشير لصاحب السّبق حسب ما تمليه الأمانة ومما قلت في أحد قصائدي :
خلّك تولي مثل ما قال راكان *** نشوم عنك ونقتدي بأبن حثلين
وقولي :
قبلي بداها الشمـري بالمثـالي *** أنا أشهد أنه صادق بكل ما قال
عليك فـي دوٍ من النـاس خـالـي *** الياعاد ما أنت للمست الخشم حمّال
وأزيد في قوله كلام طرالي *** قلته على معناي والقلب دلاّال
الياصار ما ترافق من الناس غالي *** مالك بدرٍ للمباغيض منزال
ومن قصيدة أخرى قلت :
سمعت من قول السديري ارشادات *** عزالله أنه ما كذب في مقاله
وقلنا كما قال السديري بالأبيات *** لو المعاني ما يجوز انتحاله
الياخاب ظنّك في دوانيك بالذات *** مالك على باقي الخلايق مساله
ومن قصيدة :
قبلي محمد بالمثل قالها جهار *** مقصود لفظ الزايدي نستعيره
يا عل قصراً ما يذريك ينهار *** تصبح قواعده العميقه حفيره
والأمثال على هذا كثيرة والأمور ترجع لأمانة الرجّل ومع الأسف أن الكثير ليس عندهم أمانة أما الذين يشكرون السارق فأن اكثرهم يدري أنه سارق ولكن ينطوي ضميره على خبث والبعض منهم قد يكون جاهل وشكراً لك على هذا المقال الصريح