بسم الله الرحمن الرحيم
الاسترجال .. مظاهره وأسبابه.
===================
د. حمد بن عبد الله القميزي .
تعتبر ظاهرة الاسترجال من الظواهر التي أخذت تتفشى في المجتمعات العربية،هي ظاهرة تسفر عن أوضاعٍ لا تحمد عقباها وتجلب شروراً تدفع بالمجتمع نحو الهاوية وخراب القيم والأخلاق؛ لأن الاسترجال خلاف الفطرة التي فطر الله المرأة عليها. فالمرأة مفطورة على رقة المشاعر ورهافة الأحاسيس وضعف البنية الجسمية وحب النعومة والدلال. وخلافه مخالفة لكافة الأديان السماوية والأعراف والتقاليد الاجتماعية وانتكاس في الفطرة السليمة.
وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال. كما في الحديث الذي رواه البخاري. قال الذهبي رحمه الله: تشبه المرأة بالرجل في الزي والمشية ونحو ذلك من الكبائر.
وقال الشيخ العثيمين رحمه الله: لا يحل للمرأة أن تمارس من اللباس وغيره ما يختص بالرجال؛ لأن ذلك موجب للعنة الله واللعنة هي الطرد والإبعاد عن رحمة الله.
فتشبه المرأة بالرجل كبيرة من كبائر الذنوب.
ومن مظاهر استرجال بعض الفتيات ما يلي:
التشبه بالرجال في لبس الملابس الخاصة بهم أو تفصيل ملابسها كملابس الرجال، وكثرة الخروج من المنزل بغير حاجة، ومزاحمة الرجال في الأسواق والأماكن العامة، ورفع الأصوات معهم أو عليهم ومجادلتهم، وقص الشعر أو حلقه كقص الرجال وحلقهم لشعورهم، وتقليد الرجال في المشية والحركة والخشونة في التعامل والأخلاق.
ويرجع استرجال الفتاة إلى عددٍ من الأسباب من أهمها:
ضعف الإيمان وقلة الخوف من الله؛ لأن الوقوع في مثل هذه المعصية ناتج عن نقص في الإيمان وضعف لمراقبة الله عز وجل.
ومن الأسباب: عدم التربية السليمة؛ فالفتاة التي تعيش في ظل بيت تنعدم فيها التربية الصالحة ويسوده الانفتاح غير المنضبط معرضة للانحراف غالباً.
كما أن لوسائل الإعلام بمختلف أشكالها وأنواعها المرئية والمسموعة والمقروءة من خلال ما تبثه وتنشره من أفكار -عبر برامجها- دور في إغراء الفتاة وتشجيعها في التمرد على دينها ومبادئها السليمة وعلى رفض قوامة الرجل. ومن خلال ما تعرضه من أنواع الملابس الفاضحة والمشابهة لملابس الرجل باسم الموضة والأزياء.
ومن الأسباب كذلك: شعور بعض الفتيات بالنقص النفسي وحبهن للفت الأنظار: فبعض النساء تشعر بالنقص، ولسد ذلك النقص تفرض شخصيتها عن طريق التشبه بالرجال في اللبس والتصرفات.
ولضعف التحصيل العلمي -الشرعي- عند الفتاة وحبها للتقليد والرفقة السيئة وكثرة حضور الحفلات والمناسبات الكبيرة والمفتوحة دورٌ كبير في ذلك الاسترجال.
ومن أهم وسائل العلاج لهذه المشكلة: تربية الفتيات على الالتزام بتعاليم الشرع الإسلامي، وتربيتهن على حب الرقة والنعومة، وعلى الاعتزاز بنفسها وجنسها ومكانتها كامرأة، وأن تسهم وسائل إعلامنا في معالجة هذه الظاهرة لا زيادة وجودها.
ولاستشعار أفراد المجتمع بأن هذا منكرٌ يجب إنكاره تحقيقاً لقوله تعالى: (( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )) دورٌ مؤثر في علاج هذه المشكلة ووقاية المجتمع من شرورها.