مشرف قسم المراجع والكتب المتخصصه
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 129
|
قصة وقصيدة حطاب وابنه غالب وقصة حكمهم
الشاعران الاميران/ حطاب السراح وابنه غالب وقصة حكمهم
(( حطاب السراح وإبنه غالب )) ,,
شاعران يرجع نسبهما الى قبيلة شمر العريقة,, من فخذ الجربان من سنجارة
وإسرة السراح كانت ومازالت تملك الجوف بمزارعه وحصونه ولها من الشهرة والقوة والكرم ,,ما أهلّها لتتبوأ القيادة بها في إحدى الفترات لعدة قرون (خمسة قرون) حيث توالا على حكم الجوف ابناء السراح من الحطاب و الحبوب و السلمان ,,
فقد كانوا يحكمون الجوف منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي.وحكمهم كان (حكم مستقل) في الفترة التي أعقبت سقوط الدولة السعودية الأولى عى يد حملة إبراهيم باشا..
أسٍرة السراح ظلت هانئة في الجوف تملك المزارع ولها من شهرتها وقوتها وكرمها وسخائها ما جعلها تتبوأ مركز القيادة في الجوف كله ، الى أن بدأ ظهور آل رشيد على مسرح الاحداث في منطقة حائل، وكان عبيد و عبدالله العلي الرشيد اللذان استلما حكم حائل ، ثم أرادا التوسع والهيمنة على القبائل التي حولها مستغلة قوتها والتفاف بعض القبائل حولها ..
وكان عبيد يتطلع الى الجوف طمعا بإلحاقه الى أماراتهم وطمعا في السيطرة على القبائل البدوية بالجوف وأخذ منهم الاموال ( الزكاة ) لدعم إمارتهم وقوتها ومن ثم
اعتبار الجوف نقطة انطلاق لهم نحو منطقة الشمال حيث ابن شعلان في القريات ووادي السرحان ،
لذا كان من المؤكد أن يقوم عبيد الرشيد بغزو الجوف الادنى أولا وهي
(( سكاكا )) وقام بذلك فعلا واصطدم مع أهالي سكاكا في موقع اسمه ((اللقائط)) بالقرب من سكاكا ولم يوفق وردوه على أعقابه حينذاك ونراه يقص علينا بمرارةهذه الغزوة
حيث قال :
من العنا جينا نحارب هل الجوف ،,,,,,,,,،،، ذباحة الطيب نهار الزحامي
ملبوسنا جوخ وملبوسهم صوف ،،,,,,,،، وردوا علينا مثل ورد الظوامي
اللي نكس معنا على الهجن مشنوف,,,,,,,,, واللي وقع بالطعس تسعين رامي
لقد كان السراح يراقبون الموقف عن كثب ، ونراهم قد شمتوا بفشل عبيد العلي وجيشه ولقد لاموا على أهل سكاكا عدم قضائهم عن عبيد قضاءً تاما ولو كانوا هم المعنيون بذلك لاذاقوا عبيد مر الهوان لانهم علموا انهم الهدف القادم لعبيد وانة قادم لتوسيع نفوذة لامحالة …
لقد أوصل أعوان عبيد الرشيد هذا الكلام اليه منقولا عن سراح وخليف وغالب ابناء حطاب زعيم السراح وكذلك ابنة غالب بن سراح الذي كان شديد العداء لعبيد الرشيد ، ولما علم عبيد الرشيد بهذا الموقف من السراح غضب وقام بارسال هذه القصيدة مهددا ومتوعداً
وسأختصر القصيدة:
يالله ياللي للجزيلات وهاب ،،،، تعطي ولا جزل العطا منك ممنون
ياغافر الزلات يارب الارباب ،،، ياناصر موسى على قوم فرعون
الى أن يقول :
ياراكب اللي لامشى يوثب اوثاب ،،، لاشفت زوله يختفق تقل مجنون
عقب اربع يلفي عزيزين الاقراب ،،، اللي على الديره قديمن يحامون
قل لولاك ما كزيت خط ونجاب ،،،، لابد ما نمشي وناصل على الهون
ان كان تشكي لي خليف وحطاب ،،،، فالله خبير بعهود ناس يبوقون
ان كان تنخاني على اعوج الاطناب، فلا ترى سيفي على الضد مسنون
الى أن يقول:
ان سهل الباري وجينا بلااطواب ،،، السعر ما ينقص على اللي تعرفون
اتيك بجموع يعايون الاداب ،،،، وا ويل من باشناق نزله يحلون
ضياغم ترخص حلاله والارقاب ،،،، ودون الرفيق بمالهم ما يدارون
اللي رمي برصاص نرميه باطواب ،،،، عقب الهدير أن ساعف الله ترغون
وهذه القصيدة كانت إجابةً لشخص من الجوف أرسل لعبيد بن رشيد رساله يشتكي بها من حطاب وابنائه ويستحثه على غزو الجوف ..
وهنا كان يقصد انه اللي بدأ بالاساءة وخان رفيقة هم السراح لانهم شمتوا بعبيد وكانوا مع اهل سكاكا ضد عبيد ابن رشيد. وقد اتخذ السراح بالمقابل هذا الموقف ضد عبيد الرشيد ووقوفهم مع اهل سكاكا لتأكدهم بأن الحرب آتيه لهم لامحاله من قبل عبيد الرشيد لانة مُصّر على توسيع نفوذة شمالاً وذلك بأخذ الجوف كاملة والدليل بيت حطاب السراح عندما قال:
ياعبيد ما قصدك زكاةً ونواب …..كلام فاضي مار ياعبيد تكمون
وصلت قصيدة عبيد الى السراح فجاوبه حطاب بن سراح على قصيدته بهذه القصيدة :
ان جيبتنا يا عبيد نفتح لك الباب ,,,,،،،، حنا نقيف وفن ربعك يخشون
الجوف تلقى به خليفٍ وحطاب ،،,،،، ماهم فريق حروب عنكم يهجون
والله لو جّمعت جندك والاطواب ،،،,،، ذي ديرة السراح دونه يعييون
اللي دفس بربوعكم جر الاسباب ،،،، اللي له الدّفات ياعبيد تكـــسون
يا عبيد ماقصدك زكاة ونواب ،،،،،،،، كلام فاضي مار ياعبيد تكمون
نسيت يوم انك رفيقً لحطاب ،،،،,,, والدبس عند حسين يغرف بماعون
والبيت الاخير فية اتهام لعبيد بالمثل اي بمثل قصيدة عبيد التي ارسلها للسراح عندما قال ان السراح خانوا الرفيق يقصد نفسة ..فهنا حطاب يتهم عبيد بالخيانه ويقول حطاب انك انت ياعبيد من خنت العشرة ونسيتها وتريد الحرب بحجة جمع الزكاة.ونسيت العشرة والرفقة
حسين المقصود هنا في البيت الاخير أحد رجال عبيد الرشيد المخلصين اللذي عناه
عبدالله الرشيد بقوله :
ياحسين مايشتكي كود الرديين ،,,،،، والا ترى الطيب وسيعن بطانه
المهم وصل جواب حطاب لعبيد وسارع عبيد لتجهيز حملة قوية بمدافع تجرها الجمال
متوجها الى حيث السراح الذين هم يقيمون في دومة الجندل وقال بها ابيات مشير الى خط مسيره وسيره :
من قفار لحايل نشرنــــــا ،،,,، معتلين ظهور النـــــــجايب
مع مضيق الشعيب انحدرنــا ،،،,، تقل سيل تحده هــــــــبايب
كم صبيٍ لعمره قصرنــــــا ،،،، مسكنه مابين عوج النصــــايب
عند خذما مباني خبرنــــا ،،،، طـــايب والا على غير طايـــب
وخذما هذه موقع شرق دومة الجندل حيث عسكر فيها عبيد وحاصر الجوف مدة ستة شهور متوالية
ولم يستطيع دخولها نظرا لمنعتها واستعداد أهلها للدفاع عنها كما ان من اسبباب فشل الحصار ما عرف عن الجوف,,,,, بأنها منطقة مجوفة تكثر بها عيون الماء المتدفقة والتي لاتنضب والنخيل والخيرات الموجودة الى وقتنا الحالي مما جعلها منطقة محصنة لاتتأثر بالحصار حتى لو استمر لسنوات طويلة بخلاف المناطق الاخرى من الجزيرة العربية التي تشح فيها موارد الحياة والمياة وهذا ما ساعد على صمودها امام حصار ابن رشيد
ولقد كان للشيخ حطاب ولد اسمه غالب,, وغالب هذا كان على درجة عالية من الشجاعة والفهم وقوة الشكيمة وحسن التدبير وكان يكره عبيدا كرها شديدا ، فقام بصنع مدفع من الخشب وقام بحشوه بالبارود والملح
وبدأ بضرب معسكر عبيد بعدة ضربات وكان لوقعه أثر كبير في دب الهلع والخوف في نفوس عسكره عنئذ أمر عبيد مستشاريه للاجتماع والتداول في أمر هذا الواقع وطلب منهم المشوره ، مبينا لهم بأن السراح متعاونين مع دولة أجنبية وأن هذه المدافع هي مدافع دولة فما الرأي ؟
أشاروا عليه بأن المدة التي قضيناها هي مدة طويلة وأن أهل دومة الجندل لديهم من المؤن مايكفيهم ، أما نحن فنأكل من لحم ابلنا التي ينقص عددها يوما بعد يوم ، اذن لابد من اللجؤ الى طريقة نضمن فيها سلامتنا ..
عندئذ لجأ عبيد الى الحيلة والحرب خدعة …وأرسل مرسالا من قبله الى حطاب يطلب منه مواجهته والاتفاق معه على التفاوض الذي يتضمن ((عهدا من الله)) أن لاتكون فيه خيانة ولانقض، ولقد لبى حطاب هذه الدعوة بناءً على نية عبيد وتقابلا حيث قال له عبيد :
إننا لانريد الجوف طمعا ولا مصلحة لنا فيه الا أن نريد زكاة بادية الشمال عن طريق الجوف
، وأنتم منا ونحن منكم لذا فمن الواجب أن نقيم فيما بيننا حلفا :
- أنتم حكام الجوف في الشمال
- نحن حكام حائل في الجنوب
- ونحن نمدكم بالرجال والمال
ان تلك الشروط لم تكن شروط حقيقية وانما شروط تكتيكية تظليليه… وشروط وهمية لأقناع حطاب فقط لاغير..
وهناك روايتان مثبته للقصه …
الرواية الاولى تقول…ان حطاب لم يقابل عبيد شخصياً ولكن كان بينهم مراسيل ثقات من الرجال ….
والروايه الثانية وهي الاقرب تقول ….ان حطاب قابل عبيد شخصياً وكانت مقابلة في مكان محايد وكانت خارج القصر ولكن كلاً معة رجالة ومتساوين بالقوه ….وهناك وسيط يضمن الهدنة ….ويثق به كلا الطرفين …كما ان تلك المقابلات كانت على مرأى ومسمع من الناس…
وما يثبت ذلك قصيدة غالب الشهيرة والتي تقول …
حنا بأمان الله علية انحدرنا …..وكل العرب سمعت عهوداً عطانا
- وافق حطاب على ما قدمه إليه عبيد ودعاه الى الغداء في قصره ، وعندما علم غالب ابنه بالامر استشاط غضبا ،وقال معاتبا أبيه مبينا له سوء ما اتفق عليه مع عبيد وأن عبيد ما جاء ليفاوض بل جاء متحديا ومقاتلا الا أن أباه رفض كلام ابنه وبيّن له بأن عبيد قد أعطاه عهدا بالله ورسوله على ماتفقا عليه ، وأن عبيد قادم الى القصر حسب الدعوة الموجهة اليه ..
وما أن وصل عبيد ورجاله الى أمام القصر حتى صعد غالب ومعه بندقيته الى ((السقيفه )) وهي الطابق العلوي للقصر بقصد قتل عبيد ، فعلم أبوه بذلك وقام بمنعه من تنفيذ مانوى عليه ،خوفا من العار والخيانة بحق الضيف ، عندئذ قرر غالب عدم المشاركة في استقبال عبيد ، فلما دخل عبيد ورجاله ردهات القصر وجدوا الطعام وقد أعد لهم من قبل حطاب,
وقبل الشروع به سأل عبيد حطاب عن ابنه غالب مستغرب عدم حضوره
وأنه يريد التعرف عليه لما علم من سيرته الحميدة وشجاعته النادرة ولابد من التزامه بالعهد الذي تم اتفاقنا عليه وأنه اذا لم يحضر فلن نتناول الطعام وسنعتبر كأن شيئا لم يكن بيننا ، عندئذ دخل حطاب على غالب وأحضره على كره منه ، فلما دخل حطاب وابنه غالب وهم اعزلين من السلاح فأمر عبيد رجاله على عجل بالقاء القبض عليهما في غفلة من امرهما ووضع الحديد بأرجلهم وايديهم ونفذ فيهم ما كان قد خططه ضدهم من حيلة ناجحة ،
نعم استطاع عبيد ان يكون اقوى من حطاب بالرغم من انه داخل قصرحطاب وبين اهله وجماعته … اتعلمون لماذا …..لان عبيد كان متآمر مع بعض المقربين لاسرة السراح الذين كانوا داخل وخارج القصر ….وكانوا فقط ينتظرون ساعة او لحظة الصفر لينقلبون مع عبيد ابن رشيد ويساعدوه على السيطرة على الأمور وللأسف …..
كما ان الظروف التي حصلت لاسرة السراح مشابهة لتلك التي حصلت لاسرة الرشيد في نهاية حكمهم من خيانات تماما …
بعد ذلك أمرعبيد رجاله بالاستيلاء على القصرو بتقطيع اشجار النخيل وقض القصر, وبعد الاستيلاء على القصر (قصر الحكم) سقط الحكم واصبح من السهل الاستيلاء على الديرة بأكملها ، وحمل الاب وابنه في محمل واحد على عجل وكذلك تم حمل النساء والاطفال على محامل أخرى ، وهناك في حائل زجا في السجن سوية .
وقد أِشرف عبيد بنفسه على دخولهما السجن وشتم عبيد حطاب مما
أُثار غالب ذلك الفتى الجريء الذي لايهاب الموت فرد على عبيد ردا قاسيا وشتمه شتما
لاذعا حين قال :
عن لعنتك حطاب ملعون أبوك أنت ،،، معلون أبوك وخيرة العمر فاني
الفين لعنة يامن بالعهد خنت ،،،,,,، يالضبع الاسود ياغراب السواني
فقال له عبيد : إني أعرف يا غالب بأنك زاهد في حياتك وتريد أن تموت
لكنني لن أقتلك وسأدعك تموت في سجنك هذا قهراً وفي السجن قام غالب يلوم أبيه مبيناً له صحة موقفه مع عبيد سابقا وخاطب ابوه بهذه
الابيات التي تظهر بها لهجة الشاعر الشمريه الاصيلة :
يا ونتي ونة معيدٍ ضعيــفــــه ،،،، على ديار ٍ خابرينه ورانـــــــــــــا
من قبل ماحنا ذراها وريفـــــــــه ،،، ,اليوم صارت تحت وطية اعـــدانا
اشوف تمر الكسب عندي طريفه ،،، ,من قبل ما نأكل مذانب حلانا
وانا اشهد أن عبيد جانا بحيفــــه ،،،، وأنا أشهد انه سلطتن من سمانــا
ولو البكا ينفع بكينا منيفـــــــــــه ،،،، الغرست اللي فرعوا به اعدانــــا
ما طعت شوري يوم أنا بالسقيفه ،،، انت تقول هنا وانا اقول هانــــــا
واليوم يا حطاب مابه حسيفــــــه ،،، هذا جزى ما تستحقه لــحانــــــــا
وقوله انا اشهد ان عبيد جانا بحيفة اي بحيلة …
المهم لم ييأس غالب من الوضع الذي هو فيه بل ظل يراوده الامل في أن يقوم بعمل مافي سبيل خروجه من السجن هو وأبيه ،فبدأ على الفور بتنفيذ خطة هروب محكمة من السجن وذلك عن طريق بعض العظام
التي كانت تأتيه عن طريق الطعام وهي عظام ضلع الابل ثم بدأ بنقب حائط السجن المصنوع من الطوب والتراب بعد أن يرشه بالماء لتبليله وتليينه ثم بدأ يحاول تحرير رجليه من القيد الخشبي عن طريق حزه بالعظام الصلبه وقد استطاع ان يفتح ثغرة في الحائط وطلب من والده أن يصحبه في الخروج من السجن لكن حطاب رفض ذلك نظرا لكبر سنه ومرضه الذي يمنعه من تنفيذ ذلك وطلب من غالب أن يخرج, داعيا له بالتوفيق، وغادر غالب السجن بعد أن ودع أباه ، غادر مسرعا وفي قلبه وتفكيره أمل أن يعيد مجد أبائه من جديد
وان يخرج والدة من قيده بالقوه، فوصل الجوف واجتمع مع بعض اعوانه فأجيب بأن الناس قد خافت وتفرقت وليس له فيها طيب مقام وعليه أن يغادر الجوف والا سيتم الفتك به عن طريق المنصوب الوالي الذي عينه عبيد حاكما على دومة الجندل بعد مغادرته لها …
احتار غالب في أمره وجلس يفكر بالاولوية الآن التي لايمكن تأجيلها وهي كيف له ان يخرج والدة والنساء والاطفال من السجن وشعر بأن القوه لاخراج والدة لن تأتي الابعد
وقتٍ طويل وربما بعد ان يكون والدة قد مات على يدي عبيد بالسجن.
فجلس يفكر الى اين يتجه ومن هو الرجل المقرّب لابن رشيد والذي لايمكن لابن رشيد
ان يرد له جاهه او طلب مهما كلف الامر فتبادر الى ذهن غالب السراح الشيخ ابن عدوان في البلقا والذي كانت تربطة علاقة قوية جدا بابن رشيد اقوى من علاقة الجربان جماعة السراح بالجزيرة(بادية الشام والعراق) بالرشيد فكان همه هو اخراج والدة بالحسنى وليس الشوشرة وطلب فزعة الجربان التي ربما لن تجلب له سوى المشاكل
ومنها الخوف من قتل والدة قبل الوصول الية في سجنة والمصير المجهول الذي ينتظر عوراته واهلة النساء والاطفال الذين هم في اسر عبيد بن رشيد..حيث قرر اخيرا مغادرة الجوف الى البلقاء حيث قبيلةالعدوان التي تربطها مع آل رشيد روابط صداقة قوية جداً وثقة متبادلتين عله يجد عند العدوان حلا لمشكلته
وصل غالب الى مرابع العدوان ودخل بيت الشيخ وقد حان وقت العشاء فاقبلت الناس على الطعام فدعوه ليأكل وهم لم يعرفوا من هو بعد , فعزت علية نفسه واشتاق لديارة وجلس يقارن بين العادات بالطعام عندما رءاهم صفوفا خلف بعضهم البعض يتناولن اللحم وكانوا اهل البلقاء يقطعون اللحم ولايضعون الذبيحة على حجمها كماهو معروف بتقديم المنسف وليس كما يفعل اهل نجد والجوف
وعندما انتصف الليل وخلا الى نفسه أنشد هذه القصيدة وكانت ابنة الشيخ تسمعه وهو
لايعلم :
يا محلا والشمس يبدي شعقها ,,,,,,من حّدر الزرقا على نقرة الـــــــجوف
نسقي بها غيدٍ ظليل ورقهـــــــا,,,,,,أنقلط نماها للمسايير وضـــــيوف
أطيب من البلقاء وحامي مرقها,,,,,,مقلطة للضيف كرعان وكتـــــــــوف0
كم حايل للضيف نجدع شنقهـا,,,,,,,يقلط حثث ماهو على الزاد مردوف0
شعقها : شعاعها أو أشعتها ..
الزرقا: عين ماء جنوب الأردن
نقرة الجوف: موقع شرق قصر مارد وهو ملك للسراح
حايل : الحايل طبعا الطيبة من الغنم التي حال عليها الحول ولم تلد
ولان بادية الشام يجلسون على الزاد صفين يعني واحد ياكل قدامك ويعطيك وهذه العادة لم تعجب ابن سراح وبسببها قال هذه الابيات0
أبلغت ابنة شيخ العدوان والدها بقصة ذلك الشاب وأنه ليس رجلا عاديا ولديه قصة لابد
وأن تكون ذات أهمية خاصة ، وأنه من أهل الجوف ومن عائلة كريمة فأراد الشيخ التحقق من قصيدته وأمره ، وأبلغه بأنه سيظل عنده حتى يتحقق من صحة ما قال فان ثبت عدم صدقه سينال جزائه الصارم ، وإن ثبت خلاف ذلك فسينفذ له عندئذ كل مطاليبه .
فقام الشيخ وأرسل بعض رجاله على ركائب خاصة وأفهمهم مهمتهم وأنها الى الجوف دومة الجندل والتحقق من هذا الرجل وقومه هناك ثم العودة وابلاغه صحة الموقف ،وسألوه عن منازل قومة هناك حتى يذهبون اليهم بدون علمهم وبدون ان يعلموا هويتة. ولما تجهز الركبان استعدادا للمغادرة
طلب منهم غالب أن يتمهلوا حتى يزودهم بقصيده الى أهله فأنشد ::
يـا موفقين خير يا اهل الركايب ،،،، عسى السعد بنحورهن يوم تلفـــون
ريظوا وخذوا لي حلي الغرايب ،،،، غد انكم عند القرايب تحلــــــــــــون
اليا لفيتوا حول ذيك النصــايب ،،،، حذرا لايدين الركايـــــــــب تعقلـــون
قـــل اخسوا خسيتو ياكبار العصايب ،،،، هو ليه ياكرام اللحا تستهـيــنون
حتى الصليب لهم شيوخ وطنايب ،،،،، وارداهم اللي بالملازم يعييــــــون
لــومي على اهل الدلال التعايب ،،،،، وابن صليع ولابته مايلامـــــــــون
ومــع النقيب ادعوا طريق الركايب ،،،،، غدن انكم عند ابن جارد تلفون
تلقــون ناصر مثل حر الجذايب ،،،، ماكر ولا عمر المواكر يبـــــــورون
وتلــقون فنجال من البن رايب ،،،، زود ٍ على الي بالمناسف يحطـــــون
يا حــيف أخو عينه يقولون شايب ،،، لا واهني من حط شيبه على العفون
قـــل حنا لكم بالجوف مثل الرقايب ،،،، نسهر عيون الضد وانتم تنامون
وحــنا لكم سيف عطيب الضرايب ،،،، يا طيبنا من طيبكم كان تـــــدرون
وحنـا لكم بيت ٍ وسيع الطنايب ،،،،، يا قيكم من البرد لاهب كـــــــــانون
والزيـــــن منكم باطل الهرج عايب ،،، وتراكم مثل ماقالت حميده تقولون
ثم سارت ركايب ابن عدوان الى الجوف ووصلت الى هناك لتقف على حقيقة ما ذكره غالب ، لقد وجدوا في الجوف الكرم والسخاء وسألوا عن ذلك الرجل وعلموا انه غالب وان أسرته هم من اعز القبائل وأصفاها، ثم عادوا بعد أن أمضوا هناك مدة خمسة أيام ، عادوا ليخبروا شيخهم بأن غالبا إنما هو أمير وابن أمير
وأن له من الافعال ما تحمد ومن السيرة ما تذكر ، عند ئذ قدره ابن عدوان وطلب من غالب أن يطلب بما جاء له ؟
فذكر له قصته مع ابن رشيد وكيف أن والده حطابا لازال قيد السجن عنده ورجاه أن يتوسط له لدى ابن رشيد لتسليم والدة والاطفال والنساء … لما تربطه معه علاقات وديه وثقة متبادلة ، فبادر ابن عدوان لتلبية هذا الطلب وغادر على الفور مع مجموعة من رجاله حيث ابن رشيد في حائل واصطحب معه غالبا ، فلما وصلوا الى ابن رشيد
أكرمهم وأعد لهم الطعام حتى يلبي المعزب طلبه ، وهكذا فعل ابن عدوان ، رفض أن يتناول طعام ابن رشيد حتى يتعهد بتلبيهه طلبه ،
فوافق ابن رشيد فحدثه بموضوع غالب وموضوع عودته الى الجوف...
طبعا في اثناء رحلة ابن عدوان علم بموت حطاب السراح في سجن عبيد ابن رشيد وهو في طريقة الى حائل .. ولكن قرر اكمال المسيرة
كي يسترد غالب الاطفال والنساء الذين هم في اسر عبيد ابن رشيد
واستطرد ابن عدوان وهو يقول لابن رشيد ان غالب في وجهه وانه يريده أن يعود الى الجوف ، فوافق عبيد على عودته وعودة ذراريه معه على أن لايطالب بأي حق له في دومة الجندل وأنما يلتزم ببيته ، وهذا شرط أكده عليه عبيد ووافق ابن عدوان وغالب عليه ،
عند ئذ كتب ابن رشيد الى عامله ويسمى المنصوب على استقبال غالب واهله ، وتم ذلك وأقام لابن عدوان حفل تكريم وودعه ابن عدوان بعد ذلك بعد أن قام بواجبه تجاه غالب ، وعاش غالب في ديرته والحسرة تلف قلبه على والده والايام الخوالي التي كان يعيشها في ديرته ..
وقال بوالده هاذه الابيات::
كلن نهـار العيـد عايـد وعايــــــــد
وأنا نهار العيد عايدت الأمــــوات
الرأس مايطـرب لليـن الوســـايـد
ياعلي لو صفق عليه الرياحـــات
ياديرتي غـادن شنقهـا جعايــــــــد
وقهاوي منا ضحى العيد حلــوات
ياحيف يا خطو الولد طولزايد
يموت مايستر خواتـه وعـــورات
طول زايد والمقصود هنا عبد من عبيد اسرة السراح الذين يدعون ولازالوا موجودين حتى الآن,,,,,بالجوف وخارجه…حتى انهم اكثر من عمامهم السراح..
الا أن عبيداً أنىّ له أن يهنأ له بال ، وغالب هناك في الجوف ينغص عليه مطامعه ، فلم يترك غالبا وشأنه بل مالبث يحيك له مؤامرة تلو الاخرى للتخلص منه نهائيا ، كما ان غالب لم يرضى بحقيقة ان يكون حاله حال بقية الشعب ولكنه استمر بالبحث عن الحكم الضائع وحاول استنهاض الناس اكثر من مرة والدليل قصائدة التي سنوردها والتي فيها من الاستنهاض والتحدي ما اثار حفيظة عبيد ابن رشيد حيث كان غالبا يرى ان كل ما كان يفعلة حقاً مشروع وحصل ما كان متوقعا ،
أذا أوعز عبيد ابن رشيد الى المنصوب أن يكلف بعضا من رجاله لتعسيف النخل ، وطلب منهم أن يأمروا غالبا بالعمل معهم على التعسيف وأن لم يرضى ذلك عليهم أن يجبروه غصبا ، فلما قدموا اليه وطلبوا منه ذلك استشاط غضبا واستل سيفه وقتلهم جميعا…
وكانت هذه بداية الشرارة الثانية ، والتي ستكون نهايتها هي نهاية غالب على يد ابن رشيد لقد عرف غالب المصير الذي ينتظره منذ زمن بعيد فخرج من الجوف قاصدا ً الشيخ فيصل بن شعلان امير وشيخ قبيلة الرولة الذي كان في القريات وحاكما عليها ومستقلا فيها قصدة لقربة ولانة كان ضد عبيد ابن رشيد( وهذا يفسرالنسب المصاهره المستمرة بين الشعلان والسراح الى يومنا هذا)
فأزبن غالباً الشاعر عليه فاستقبله ابن شعلان وأكرمه غايه في الاكرام الا أن غالبا والذي عجمته الايام ما لبث أن أنشد هذه القصيدة والألم يعتصر قلبه متوجدا ومتأسفا على الحالة التي وصل اليها ومستنهضاً ربعة وجماعتة على الوحدة والحرب :
يالله ياللي فوقنا معتلينــــــــــــا ،،،، ,حنا ومن يرجي ثوابك احذانــــا
حنا بليا فزعتك ماسوينـــــــــــا ،،، , وحنا بليا فزعتك من عنانـــــــا
من عقب ما نادي القبايل ودينا ،،، , واليوم لو يأتي سفيه ودانــــــــا
من بعد ما حنا بعز هفينــــــا ،،،،,,,, تفتحت بيبانها لقبلانــــــــــــــــــا
الى ان قال :
ياالبيـض حطن ملاثمكن علينــــــــا ،،،،، حطن ملاثمكن وخوذن لحانا
حطن خلاخيل الذهب في يدينـــــــــا ،،، وتقلدن بسيوفنا يا نسانـــــــــا
لا صــار من زمل ((المحامل))نشينا ،،،، وحنا علينا حردهم وش بلانا
دابـان ما هو باطلن باليمينــــــــا ،،،، دابان لاصخر ناقله ما يدانـــا
والمــاء مايفديه كثر الدفينـــــــــــــا ،،،،، والحق ماياتي بليا مشـانـا
دابان سيف غالب بن حطاب
والمقصود بالماء مايفدية كثر الدفينا:
يعني الماء الصافي اللي يجري مايضرة الدفن مهما دفنتة الاما يطلع النبع ولاينتهي وهنا اشارة الى ان ابناء السراح سيخرج منهم من هو قادرٌ على اخذ ثأر ابائة واجداده لانهم اصيلين ولن ينتهون مهما تعرضوا للدفن والقتل من قبل عبيد ابن رشيد او غيرة
والحق مايصفي بليا مشانا:
يعني الحق ما ينوخذ الابالحرب والقوة
مادام من زمل ((المحامل)) نشينا: المقصود هنا الجربان من شمر
ويوم وصلت القصيدة ( لاحد اعوان آل رشيد بالجوف) رد عليها بقصيدة منها هذين البيتين :
يا ابو طواري يوم دورك صبرنا ،،،، وش مزعلك من دورنا يوم جانا
ياما لعوراتك وزملك سترنــــــا ،،،، عيت عن الشيمة سواعد لحانــا
وهنا يقول احد اعوان عبيد الذي كان تحت حكم السراح بالجوف اول دورك يابن سراح وحكمك والحين حكمنا ويوم كان الحكم لك صبرنا عليك وعلى حكمك ..وانت ليش يوم انك تزعل ان الدور جانا …
فرد عليه غالب بهالقصيده :
لايغركم جدَّة عبيد لثمرنــــا،،,,,,,,,، بالبوق واللا بالنقا ما ولانا
حنا بامان الله عليه انحدرنا ،،،، كل العرب سمعت عهودن عطانا
وحنا اليا ثار الدفق وانتشرنا ،،،، رويت مراهيف النمش باقبلانا
إن سعف الباري وركب جهرنا ،،، بالقنب المصيص نملي ادلانـا
يامـا بوسط المناطر نظرنا ،،،،، وسط المناطر ماترفرف اشوانـا
وهنا يقول لايغركم جدة عبيد لنخلنا وما حصل فهذا لم يحصل الابالغدر اما بالنقا لم يستطيع ان يعمل شي ويقول حنا اللي انحدرنا علية وصدقنا العهود التي سمعتها كل العرب وكل القبائل ..اما لو ان الموضوع بالقوة والحرب ورجل لرجل فنحن اذا ثارت الحرب وانتشرنا تروى (مراهيف النمش) السيوف تروى من دم عدونا..ثم يقول ياما بوسط المناطر نظرنا …يعني ياما شاركنا بحروب وكل الحروب التي نشارك بها لا يعيش لنا عدو من قوتنا ولا يبقى له اثر … ولكن ؟
هل أمن غالب من مكائد ابن رشيد رغم أنه في ديرة ابن شعلان ؟
والذي كان مناوئاً لاطماع عبيد الرشيد في الجوف .
فكان يراقب الطرف الثالث في الاتجاهات الجوفية :
فقسم من أهل الجوف كان مع العثمانين
وقسم آخر كان مع فيصل الشعلان
اما القسم الجديد الاتجاه فهو مع آل رشيد ،
اما العثمانيون فلم يكن تدخلهم بالشكل المباشر وانما كانوا ينتظرون من ستكون له الجولة المربحة ثم ينقضوا على الطرف الرابح ليقضوا عليه ضمانا لسمعة دولتهم في تلك البلاد …
نعم …! لم يسلم من كيد ابن رشيد الذي أرسل سرا أحد الرجال الذي أظهر لغالب كل حب وتقدير وظل يلازمه فترة طويلة كأحد الرجال المخلصين له ، لكن نية الغدر مبيتة عنده ، فأقدم على قتله غيلة دون ان يشعر، وبذلك انطوت صفحة ذلك البطل الشجاع الذي كان وحيداً في ساحةٍ اطبقت عليه احكامها من كل الجهات فكان الفارس ، الذي خرج منها منتصرا بارادته القوية وبايمانه الصلب وبموقفه الذي لم يعرف التردد والتراجع ..
بموت غالب انتهى نفوذ السراح بالجوف , وخلدوا من بعده الى حياة الاستقرار والهدؤ
السلام عليكم . منقوووووووووووووووووووووول.
|