نــــــــــداء عظيم
مجلة الدعوة : العدد 1492 - ص 39 – 26/12/1415هـ - 25/5/ 1994م
أيها المؤمن اقرأ وادخل ما تقرأه في سويداء القلب ، أقرأ وأدخل ما تقرأه في صميم العقل ، وإذا سمعته فأصغ له الأذنين وشدد إليه الناظرين لماذا هذا لأنه نداء عظيم من أعظم موجود وممن هو إنه نداء من رب العالمين 0
إنه نداء بأسلوب جميل إنه نداء بأدب رفيع إنه نداء من كلام غير مخلوق إنه في كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل بأي حال من الأحوال وهذا النداء موجه للمؤمن لا لغيره إن هذا النداء لا يستحقه إلا المؤمن ففيه التكريم له حيث يقول الحق تبارك وتعالى ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) 0
هذا النداء يشير إلى التمسك بالتقوى تلك التي عرفها الإمام علي بن أبي طالب حيث قال ( الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاقتناع بالقليل ولاستعداد ليوم الرحيل ) ، بهذا المفهوم تدخل بإذن الله ....... الجنة ؟
أخـي الحبيب مم نقي أنفسنا 00 من الفقر 000أم من المرض 000 الموت 000 الغدر 000 الغيلة 000 لا ليس هذا كله بل نقي أنفسنا مما هو أعظم وأهم وأشد إنها النار التي أعدت للكافرين الفاجرين العاصين المتمردين على حدود الله المتجاوزون لأوامر الله نار ورد في وصفها قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ) أما حجمها فقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم كما كان عند مسلم ( يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها ) وأما قعرها فبعيد حيث أخرج مسلم صحيحه قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( 0000 هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفا فهو يهوي في النار الآن حتى انتهى إلى قعرها ) 0
أخي الحبيب 000 بماذا توقد النار هل توقد بالخشب 000 الحطب 000 الغاز 000 النفط ومشتقاته 000 أم بماذا توقد ؟
إنها توقد بشيئين أحدهما الإنسان الظالم لنفسه 00 المتجاوز لحدود وأوامر الله 000 وأما الآخر فتلك الحجارة التي لا تتحول إلى رماد أو سماد 00 تلك الحجارة التي تحافظ على خاصيتها فتصبح جمرا تعذب به الأجساد 0
أخي الحبيـب هل تتصور أنك سوف تهرب من النار من النار ولن تدخلها مغترا بذكائك أو بقوتك أو غير ذلك ، كلا وحاشا فلن يحصل هذا ولمـــاذا ؟ لأن النار عليها ملائكة يحرسونها ولهم صفات خاصة ألا وهي الغلظة والشدة والطاعة والتنفيذ لأوامر الله 0
أخي الحبيب هل يليق بك بعد كل هذا أن تتجرأ على معصية الله عز وجل أقول فكر بعقلك رعاك الله وصلى الله على محمد 0
محمد فنخور العبدلي
المعهد العلمي في القريات