02-16-2011, 07:29 PM
|
#1
|
مشرف قسم المستشرقين
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 724
|
علم من اعلام الفرات الشيخ العلامة جعفر الصادق ويس الرحبي
علم من اعلام الفرات الشيخ العلامة جعفر الصادق ويس الرحبي
جعفر الصادق ويس الرحبي وهو أحد أبناء العلامة ويس الرحبي و هو علم من أعلام وادي الفرات البارزين ولد في مدينة الميادين عام 1869ميلادي و هو من عائلة اشتهرت بالعلم و الأدب و الدين في هذه الأسرة نشأ و تعلم فيها العلوم العقلية و النقلية كافة حيث كان جده الذي يقيم في قلعة الرحبة القريبة من بلدة الميادين و يشغل منصب قاضي القضاة ( فخر المعتمدين دوردار ) في المجلس الشرعي الشريف ولم يكتف بما تلقاه من علماء المدينة بل غادرها إلى دمشق بهدف الدراسة و تلقي العلوم من علمائها و مشايخها فأخذه من محدث بلاد الشام الكبير الشيخ بدر الدين الحسني و حصل منه على الإجازة العلمية , كما التقى شيخ الطريقة الرفاعية الشيخ إبراهيم الراوي الرفاعي البغدادي , و قد لازم الشيخ أحمد الراوي الكبير مؤسس الطريقة الرفاعية و الذي أسس التكية الرفاعية في بلدة الميادين و مدينة دير الزور . و التي كان لها دور كبير في نشر العلوم الدينية في وادي الفرات . كما أخذ العلم على يد الشيخ حسين الأزهري الذي لازمه كثيراً و أجيز منه , و لم تنقطع علاقته مع علماء دمشق فقد استمرت الصلة معهم وكان يتردد عليهم بين الفترة و الأخرى , كما كان يلتقي بعلماء آخرين من حلب و حمص و حماه ويُجري معهم الحوارات العلمية و الدينية و يأخذ منهم و يأخذون منه , حتى علا شأنه العلمي وذاع صيته في البلاد , و لهذه المكانة العلمية نُقل من الميادين إلى دير الزور وعُين المدرس الأول للواء الفرات .
تزوج من فتاة من عشيرة البو ناصر ( الهجو ) و أنجب منها ولداً هو محمد رشيد الذي تسلم مجموعة من المناصب الإدارية و لما توفيت زوجته تزوج من زوجة أخيه المتوفى السيدة رويحة الدخيل من عشيرة البو خليل و أنجب منها مجموعة من الذكور و الإناث توفي الذكور و لم يبق سوى البنات .
وتزوج بعد ذلك من فتاة عراقية الأصل يقيم أهلها في مدينة الميادين و أنجبت له عبد الجبار الرحبي و محمد كافي و مجموعة من البنات .
كان له ديوان ( مجلس ) خاص يؤمه أهل العلم و طلابه من أبناء الفرات و الجزيرة .
و قد تتلمذ على يده الكثير من أبناء الفرات و الجزيرة ومنهم الشيخ محمد سعيد المفتي رحمه الله و أجازه في علوم اللغة بفروعها و الدين , و أُجيز على يده كذلك الأستاذ محمد صالح بربندي ومن أبناء الميادين الذين تلقوا على يده العلوم الفقهية و اللغوية السيد صالح العليوي الإبراهيم و السيد عبد الرحمن الجاسم و من تلاميذه ابنه الشاعر عبد الجبار الرحبي الذي تلقى على يده العلوم الفقهية و اللغوية و أصبح بعد وفاة والده مرجعاً في اللغة و النحو و الصرف , و كان العلامة الشيخ جعفر صادق الرحبي يتقن علوم العقائد و المنطق و النحو و البلاغة و الفقه بالإضافة إلى أنه كان ينظم الشعر و أكثر ما كتب في الشعر الصوفي كما أن أبرز الأغراض التي تناولها في قصائده الرثاء ودرس طلابه كل هذه العلوم على اختلاف أنواعها .
وتحضرني قصة رواها لي أحد الزملاء الذين درسوا في محافظة الحسكة وقال أننا دعينا إلى مأدبة في مدينة عامودا التابعة لمحافظة الحسكة إلى دار الزميل الأستاذ عبد الحليم الحامدي والذي كان موجهاً لمادة التربية الدينية في محافظتي دير الزور و الحسكة قال : في البيت الذي كنا فيه مدعوين لفت نظر أحد الزملاء شهادة ممنوحة لوالد صاحب الدعوة من الأزهر الشريف فسأله يا عماه هل كنتم تذهبون إلى الأزهر لأخذ العلم و متابعة الدراسة في ذلك الوقت ؟ لأن الشهادة كانت مصدقة من الأزهر الشريف .
فأجاب : لا يا بني كنا نتلقى العلم على أحد مشايخ دير الزور وهو الشيخ العلامة جعفر الصادق الرحبي و نحصل على الإجازة منه فقد كان معتمداً من قبل الأزهر في منح هذه الإجازات التي بالنهاية يصادق الأزهر الشريف على منحه لنا هذه الإجازة رحمه الله و أسكنه فسيح جناته وهنا الكلام لوالد الزميل صاحب الدعوة و صاحب الإجازة .
كان رحمه الله عالماً نقي القلب صافي النية محمود السيرة يحب الناس جميعاً ويحبه الناس أجمعين .
يؤم مجلسه الكثير من الرواد فمنهم من يود التعلم و منهم من يود الاستماع و قد كان يخصص ساعات طويلة لمن يود تعلم علوم اللغة الصرف و النحو أو العلوم الفقهية و الدينية في حديثة تجد متعة كبيرة وتنوع غير محدود في طرحه للمواضيع فالدين و الفقه أهم ما يتطرق له في حديثه ومجلسه بالإضافة إلى علوم اللغة ( الصرف و النحو ) و للتاريخ مكانة ليست بقليلة في حواراته و مناقشاته مع من يجالسه و يزوره حتى أنك يمكن تحصل على إجابات عديدة لأسئلة كثير تدور في فكرك دون أن تسأله.
كان خطيباً مفوهاً و محدثاً يجذب السامع بحديثه فقد كان تلاميذه يجلسون يستمعون و يستمتعون حتى ولو أطال في الحديث ساعات طويلة دون ضجرٍ أو ملل.
وقد كان يقصد مجلسه الكثير من الناس يستفتونه في الكثير من أحوالهم الدينية و الدنيوية يحصلون
من خلال هذه الفتاوى على ضالتهم التي ترشدهم إلى الطريق الصواب تمتع بأخلاق من أخلاق
السلف الصالح من الرجال الصالحين , فهو عالم بعمل بعلمه , لا يتكلم إلا إذا طلب منه الكلام
’ مشاركاً في أعمال الخير في أعمال الخير لا يقول إلا صدفاً وإذا وعد لا يخلف وعده , لا بعرف الأذى للآخرين وعرف بين الناس جميعا بالسماح و العفو فنال ثقة الناس يعودون إليه لحل القضايا الاجتماعية التي تستعصي عليهم يصلح بين المتخاصمين و يخرج منه المتخاصمان راضين بما حكم لهم . أحب الزراعة و عاش مما تدر عليه أرضه في بلدة العشارة . ترك عدداً من المخطوطات أهمها .
- ديوان شعر يغلب عليه الشعر الصوفي و الرثاء
- رسالة في النحو
- رسالة في المنطق
- رسالة في الاستعارات
- شرح المقاصد المهمة في الحديث
و بعد مضي السنين قال أحد أحفاده يذكره في أبيات شعرية قليلة مبرزا مكانتة و مكانة أجداده معتزا بهم .
لرحبة مالك نسبي وويس منتهى عصبي
ميادين أعيش بها و ماء الدير في قربي
و أجدادي مدارس في علوم الدين والأدب
فأزهرمصر يشهدها لجعفر صادق الرحبي
معظم المعلومات مأخوذة من حفدته
وثيقة عثر عليها في قلعة الرحبة
من كتاب شذرات من حياة رجل
|
|
|