الأخوة الكرام أسمحولي فقد أقرغتكم بالقصص والقصائد من مآثر هذه القبيلة التي حاولت أن التقط كل تراثها من صدور الرجال الذين عاصروا أسلافهم ونقلوا عنهم قبل أن نكون مخضرمين بحيث زحفت علينا الحضارة والتهمت ما مضى من أفعال الجدود رحمهم الله وهذا جهد المقل ولي الشرف أن أنشر ما تيّسر من محتويات كتابي ( المجموعة الكاملة لقطوف الأزهار ) وحسب طلب بعض الأخوة بأن انشر لكل قبيلة من قبائل عنزة وهذا هو مبداي منذ أن كتبت فأنني أعتبرت هذه القبيلة أسرة واحدة عيال رجل ولم أفرّق بين قبائل عنزة بل أن كان لي ما أفتخر به فأنني افتخر بأن جمعت شمل هذه القبيلة في كتبي وفي هذا المنتدى وأني أعتذر بحيث سوف أتوقف عن الكتابة لفترة أثناء سفرى لأحد دول الخليج
[ من مواقف الفارس محمد الصهيبي ]
الماء وما أدراك مالماء
قال الله سبحانه في محكم كتابه ( وجعلنا من الماء كل شي حي ) ومن قصيدة محمد الدسم يقول :وتاسع وصاتي عـن مناقـر شريبـه *** لا صار ماهو من وساع المساريب
خـلـه ويـلـقـا بـالـمـوارد لـعـيـبــــه *** عـنـد الـمـوارد يكثـرون اللواعيـب
ومـن دوّر العيـلات غـربـل نصيبـه *** حسب حسابه من حساب المذاهيب
ومن تـرك الشيطان حقه غـدي بـه *** ومن هاب طبات الملاعيب ما هيب
عـن واحـدٍ يـبـلاك أو تـبـتـلـي بـــه *** حـديــكـم يـنـاحـر ديـار الأجـانـيـب
ونظراً لشح الماء في بعض الأحيان وخصوصاً في أيام القيظ وعند الموارد يحدث الكثير من المشاحنات على الماء ويضيق صدر بعض الرجال فيجحف بحق قريبه وبعد أن تنتهي الشحناء وتروى الأبل وتفرج الضيقة تجد من يكسب جمالة في عفوه وتسامحة ومن يكسب رزالة في شفحته ويكسب الغانمة عظماء الرجال الذين وصفهم المتنبي بقول :
تعظم في عين الصغير صغارها *** وتصغر في عين العظيم العظائم
* ومن مواقف الفارس محمد الصهيبي من قبيلة الحجور من الفقرا من عنزة حيث توارد محمد الصهيبي مع رجل من جماعته على عد وكان الماء شحيح فوقف هذا الرجل ضد محمد موقف مضاد ورفض أن يقدم عليه محمد حتى تصّدر أبله وكان محمد رجل شجاع ولكنه صبر على ما بدر من قريبة حفاظ على الصلة وخشية أن يحدث شر وقد تحمل محمد تجاوز هذا الرجل وذهب كل منهم في شأنه ثم بعد مضي مدة من الزمن أغاروا قوم وأخذوا أبل الرجل الذي كان بينه وبين محمد سؤ تفاهم فبدأ يستفزع من حوله لرد الأبل ولم ينصره أحد فذهب إلى محمد ونخاه فركب محمد الصهيبي فرسه ولحق بالغزاة وحالفه حظ فرد الأبل فلاموا عليه أخوته أنه رد أبل الرجل الذي لم يوجبه عندما تواردوا في ذلك الموقف وكان محمد بعيد نظر ويرى أن التجاوز عن هفوات القريب أفضل من توسيع الشق بين افراد القبيلة فقال هذه الأبيات يرد على من يلومونه :
يـا تـايهـيـن الـراي سـووا سواتـي *** مـثـل الحـليـب الـلي قـلـيـل زيـوده
ماني من الـلي شاش عـنـد البناتي *** في مجمع المقطان يسحب عموده
أفـعـالــنــا لا حـل كـون وبـيــاتــي *** يـفـرح بـنـا مـن ينتخي عـنـد ذوده
وأن حـل هـرج بـين الأجواد يـاتي *** افـعـالـنـا عـنـد الـرجـال مـحـمـوده
عـاداتـنـا نـشبـع وحـوش الفـلاتي *** ويـلـعـنـك هـرج مـا تـورد شهـوده
مار انشدوا فرسان علوا العصاتي *** مـنـا ومنهـم مـن شكا راس عـوده
* ومن مدونات قطوف الأزهار هذه الأبيات من شعر عويد بن محمد بن نهار الشبو المصلوخي يمدح قبيلة السلقا من العمارات فيقول :
ودك تـشـد مخـمـره عـدلـت الـزور *** منـوت غـريـب منـتـوي لـه بـنـيـه
حـمرا ردوم وفـوقهـا الـدل منـثـور *** خبـيـب ذيـب إلـى أعـتـدا بالشليـه
وإلى لكشتـه بالعصى تـقـل ماطـور *** أو لــمـع بـرق حـاديـتــه ابــرديـه
مـدت مـن المدرع عـلى فجة النـور *** وقبـل غـيـاب الشمس بالعجرميـه
وان اعترضت فروعها كت بحـدور *** تـلـقـا الـبـيـوت مشيـده بـالـركـيـه
مشـولحـات عـدهـن شـمـّخ الـقـور *** كـلـن بـكبـر البـيـت غـالـط خـويـه
وأن جيتهـم مـا وفـروا كـل مذخور *** وعقب التعب يرتاح راعي المطيه
صابورهـم عسر على كـل صابـور *** سـلـقـا يـردون الـعــدو عـن نـويـه
وأن انكسر ضل العصرشبر شابور *** الـدخـن يسمـك بالـربـاع الفـضيـه
توحي صليل انجورهـم تقل مزهور *** يجذبك للمسيـار ممشى اضحويـه
مـا هـو دنيـن مليوي باوسط الدور *** تقول يسحن لـه حاجـة مـن دويـه