وقفة مع بداية العام الهجري...
تعودنا دوما النظر لحادثة الهجرة كجزء هام من سيرة النبي الكريم صلى الله عليه و سلم , أمر خاص به انقضى في زمانه ,
و لكن كيف نحول الهجرة إلى حدث متجدد يومياً في حياتنا؟؟
إلى معنى وثيق الصلة بكل أمورنا؟؟
طبعا الدروس المستفادة من قصة الهجرة واسعة و لكني أركز على معنى آخر...
الهجرة أن تهجر كل ما نهى الله عنه..
تهجر مع بداية العام غفلتك عن ربك إلى رحاب التوبة النصوح..
تهجر ذنوبك و تقصيرك في جنب الله إلى رحاب الطاعة..
تهجر السلبية و الخمول إلى الإيجابية البناءة والنشاط..
تهجر العصبية وسوء الخلق إلى مكارم الأخلاق وسعة الصدر..
تهجر الأنانية إلى الإيثار ..
تهجر الظلم سواء لنفسك أو لغيرك إلى رحاب العدل..ولا تنس أن الظلم ظلمات..وكما تدين تدان..
تهجر اللامبالاة و التشاؤم إلى روح التفاؤل والأمل...
تهجر التواكل إلى رحاب التوكل الحق...
تهجر العجز والكسل إلى بذل الجهد والعمل..
تهجر التسويف إلى المسارعة بالخيرات....
تهجر إضاعة الوقت.. إلى حسن استثماره في كل مجال...
تهجر إهمالك لنفسك وعملك إلى الإتقان والاهتمام بكل ما ومن حملك الله أمانته..
ابدأ مع عامك الجديد صفحة بيضاء..
اهجر الألم والتردد والحيرة.. ثق بنفسك.. ولا تضيع أي فرصة للسعادة لك أو لغيرك.. فما أندر الفرص .. وقلما تعود إن أضعتها..ولات حين ندم..
اهتم بمن حولك.. واهجر القسوة.. ولا تؤلم ولا تهجر أي قلب يحمل لك الخير .. فهو جوهرة نادرة ونعمة من الله واجبة الشكر تستحق منك كل الاهتمام بها..وإياك أن تزهدها لأنها متاحة ..فمن منحك إياها قادر على سلبها وحرمانك أبد الدهر..
اجعل عملك مصداقا لكلامك وقناعاتك.. وتحمل مسؤولياتك كاملة.. وإياك أن تكون ممن يقولون ما لا يفعلون..
اهجر الكبر.. والعناد والتمسك الأعمى بالرأي.. فالقوي حقا من يعترف إن أخطأ ويبادر للتصحيح..
تعلم أن تجعل إحساسك بالآخرين مرهفا .. فلا تؤذهم ولا تجرحهم..ولا تفكر في مصلحتك وحدك بغض النظر عنهم..
كن دائم العطاء.. جدد نيتك وأخلصها لله..واجعل حليتك دوما مكارم الأخلاق..
مهما عصفت بك الدنيا كن من السباقين المبادرين لكل خير.. واجعل من نفسك مثالا وقدوة.. وخذ بيد الناس لرحاب الخير..
وأخيرا..
تذكر حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام باغتنام خمس قبل خمس..
وأكثر من زاد التقوى.. فهي خير الزاد كما قال ربنا سبحانه..
خذ خطوة جادة و حازمة ...
توكل على الله و استعن به..
التغيير صعب و لكن حلاوة مجاهدة النفس في طريق الطاعة لا يعلمها إلا من ذاقها..
اللهم ثبتنا و اجعلنا دوما على خطى الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم