مقال قديم
أدب الحوار والمناقشة خلق فاضل عظيم تميز به المصطفى صلى الله عليه وسلم فقد وصفه به رب البرية فقال وإنك لعلى خلق عظيم فقد كان يصغي للمتحدث ولا يلتفت عنه يمنة ولا يسرة، بل إنه قد يسمع أو يرى ما يغضبه من المتحدث ومع ذلك لا يعنفه أو يزجره بل يعتلي منبره ويقول بأدب الواثق بنفسه ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا، ومن أدبه حسن ملاطفة الكفار في الدعوة إلى الله ففي سورة عبس قصة دعوته لذلك المشرك حيث قال له في نهاية المقام هل ترى فيما أقول بأسا ، فأين نحن من هذا الخلق الرفيع؟.
وسار على نهجه صحابته الكرام ومن تبعهم بإحسان إلى يومنا هذا ومنهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمة الله عليه فمع كثرة ردوده ونصائحه وتوجيهاته لم أقرأ أو أسمع منه او عنه رداً سيئاً او عنيفا بل يقول ويرد على مخالفيه بعبارات طيبة مثل هداه الله أخونا وفقه الله ونحو ذلك.
ولكن من خلال مطالعتي لكثير من الصحف أو المجلات فأجد ردودا وتعقيبات طيبة وجيدة ولكن لا تخلو من قسوة الكلام وشدته,.
إن النقاش والحوار المؤدب المنضبط بميزان الشرع مطلوب ومحبب فيه اذا كان يهدف الى الوصول الى الحق وعليه فإني أوجه نصيحة أخوية لكل كاتب كريم ان يلتزم بأدب الحوار والنقاش فنحن اخوة إنما المؤمنون اخوة وان يكون الهدف من الردود والتعقيبات هو الوصول الى الحق.