فأين العينان لتبصر وترى ؟؟
أين اليدان لتتحرك ؟؟ وأين ذلك الجسد ؟؟
انه ممدود على لوح وقد جرد من ملابسة بلا روح ولا قوة ولا حراك ...
والله المستعان
وقام من كان حب الناس في عجل ** نحو المغسـل يأتينـي يغسلنـي
وقال يا قوم نبغي غاسـلاً حذقـاً ** حراً أديبـاً أريبـاً عارفـاً فطـن
فجـاءنـي رجــل فجـردنـي ** من الثيـاب وأعرانـي وأفردنـي
الحين قاعد يضغط على بطنك ويعصره ليخرج منه ما هو مستعد للخروج
هل تخيلت أخي الحبيب أو أنتي أختي هذا الموقف ..؟
والآن يغسلون جسدك لكن هل تريد أن تسقط منها الذنوب..؟
وأودعوني على الألواح منطرحاً ** وصار فوقي خرير الماء ينظفني
وأسكب الماء من فوقي وغسلني ** غسلاً ثلاثاً ونادى القوم بالكفن
وكذا يكفنون الميت وهذا كفنك ..
وألبسونـي ثيابـاً لا كمـام لها ** وصار زادي حنوطي حين حنطني
وأخرجوني من الدنيا فـوا أسفـا ** علـى رحيـل بـلا زاد يبلغنـي
وبكذا تصير جاهز للصلاة عليك ..
إذا كانت الجنازة صالحة قالت : قدموني .. قدموني .. وإذا كانت غير ذلك قالت يا ويلها أين تذهبون بها ..؟
وحملوني على الأكتاف أربعة ** من الرجال وخلفي من يشيعني
بيتك شف زين ضيق هالحفرة فبعد الغرفة والبيت والفلة والقصر تصير بالحفرة !!!
نعم أخواني هذا القبر بيت الوحشة بيت الغربة بيت الدود بيت اللحود هذا هو القبر
اللي ناسية وهذا هو اللي أبكى الصالحين والعلماء والمجتهدين ،
نعوذ بالله من ظلمة القبر ووحشة القبر وضمة القبر وضيق القبر...
ليس الغريب غريب الشام واليمن ** إن الغريب غريب اللحد والكفن
الحين الجنازة جاهزة للدفن
الله المستعان
فسبحان الله كما أتى ابن آدم وحيداً خرج من الدنيا وحيداً لا مال ولا أهل ولا أولاد أنما خرج من هذه الدنيا بعمل وكفن
في ظلمة القبر لا أم هناك ولا ** أب شفيـق ولا أخ يؤنسنـي
بعد وضع الجنازة في اللحد تفك أو تحل الأربطة ماعدا الرأس والرجلان..
تخيل لو لحظة أنك هذا الذي وضُع في القبر ماذا تتمنى ؟؟؟؟
مهما كنت تتمنى فأعمل لتلك الحفرة مادامت روحك في جسدك ,
و بإمكانك أن تتوب وتصلح مابينك وبين ربك فباب التوبة مفتوح ورحمة الله تغدو وتروح ,
فاليوم العذر مقبول والذنب مغفور فتخلص من رق المعاصي قبل الندم وقبل الفراق ..
ويسد على الميت في لحده بلبنات ,
ويوضع على اللبنات طين لتثبيتها وسد الفتحات التي بين اللبنات
وبعدها تنهال عليه التراب منه خُلق وله يعود ..
وقال هلوا عليه التراب واغتنمـوا ** حسن الثواب من الرحمن ذي المنن
هذه هي نهاية الإنسان وهذا هو المسكن الحقيقي الذي هو أول منازل الآخرة