فإن الزنا من كبائر الذنوب ، وهو محرم في
كافة الملل وذلك لما يجلب على
المجتمعات من الأمراض القتالة كالإيدز
وغيره ، ويشيع بينهم البغضاء ، ويتسبب
في كثير من الجرائم ، و به تختلط الأنساب
، وتضيع العفة ، وقبل ذلك كله جالب
لسخط الله وعقابه .
وقد رتب الله عليه عقوبات شديدة في
الدنيا والآخرة قال تعالى : "" والذين لا
يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس
التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن
يفعل ذلك يلق أثاماً * يضاعف له العذاب
يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من
تاب )"" [ الفرقان:68-69] وقد رأى النبي
صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء
والمعراج - فيما رواه البخاري وغيره- رأى
رجالاً ونساء عراة على بناء شبه التنور ،
أسفله واسع ، وأعلاه ضيق ، يوقد عليهم
بنار من تحته ، فإذا أوقدت النار ارتفعوا
وصاحوا ، فإذا خبت عادوا . فلما سأل
عنهم؟ أخبر أنهم هم الزناة و الزواني .
وهذا عذابهم في البرزخ حتى تقوم الساعة
، وقد حذر الله من الزنا بقوله سبحانه : ولا
تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً [ الإسراء : 32 ]
وعقوبة الزاني في الدنيا هي أنه إذا ثبت
زناه عند الحاكم المسلم فيجب أن يقام
عليه الحد ، وهو جلد مائة جلدة للزاني
البكر ( الذي لم يسبق له الزواج ) وينفى
الرجل من بلده عاماً ، وأما الزاني المحصن
( الذي سبق له وطء زوجته في زواج
صحيح ) فإنه يرجم بالحجارة حتى يموت ،
ويستوي في هذا الحد الرجل والمرأة ، قال
الله تعالى : "" الزانية والزاني فاجلدوا كل
واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة
في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم
الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين
"" [ النور:2] وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام
، وعلى الثيب الرجم ." رواه مسلم وأبو
داود والترمذي وابن ماجه ، وهذا لفظ ابن ماجه .
استمع إلى هذه المحاضرات النافعة و
القيمة ، نسأل الله لنا و لكم العفو و الهدايه
|