والسؤال القادم
ما هي العلاقة بين بشر ومسلم
هل هما أخوة أم أبناء عم أم ماذا
نتمنى نقاشا دقيقا مدعما بالدليل والتحليل السليم بعيدا عن العواطف
محمد فنخور العبدلى
أهلاَ بك أخى محمد من جديد وبكل الأخوة القراء فى هذا الحوار الصريح والنقاش المفيد واِن كان أساسه مبنى على اِجتهادات وترجيحات ولكن لابأس طالما كان الهدف والمقصد هى المعرفة والبحث عن الحقيقة أينما كانت؟ وهذا مايشفع لنا بالخوض والنقاش فى هذه الأمورالتاريخية المجهولة عندنا وعند من يهمه الامر؟ وهناك الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام والكثير من الجوانب المظلمة والحلقات المفقودة التى لانجد لها اِجابة؟ بالنسبة لبشر ومسلم ؟ فهل هم اِخوان؟ أم أبناء عم؟ أم من فرعان مختلفان من عنزة؟ وهل هم الاَباءالمباشرين لبشر ومسلم؟ أم من اَبائهم وأجدادهم؟ واِن كانوا كذلك فهل هم بعيدين عنهم زمنياَ؟ كل هذه أسئلة ومحاور ناقشناها وغطينا بعضها وركزنا على النقاط المهمة منها أما مسالة بشر مسلم وعناز فلا أخفيك سراِ أنها القضية التى أشغلتنى منذ سنوات فهى العقدة التى بالمنشار واللغز المحير؟ فلا يمكن أن نذكر هاتين الشخصيتن دون المرور على عناز بن وائل؟ فقضيتهما واحدة وكلاهما مربوط بالاَخر؟ فأما عناز فرغم الأختلاف حول شخصيته أهى حقيقية؟ أم مجرد تصحيف لاسم عنزة بن أسد؟ فقد ناقشنا مسألته سابقاَ والكل أدلى برأيه وقال مايعتقده وقد بحثت عن من يحمل هذا الأسم من العرب ورجال القبائل فلم أجد اِلا شخصاَ يقال له أبو المغرا[ عناز بن الأغر] ورد ذكره أنه من بنى أسد على ماأعتقد! أما ماهية علاقة بشر ومسلم ببعضهما أهم أخوين أم لا؟ فالمسألة اِفتراضية فكون عنزة الاَن ترجع بجذورها وأنسابها لهذين القطبين فلم لا؟ فكل هذه الأحتمالات مفتوحة؟ وجميعها مقنعة؟ واِن كنت أميل للرأى الأول؟ بأن [بشر ومسلم] أخوين والروايات الشعبية تتفق على هذا؟ بقولهم أنهم أبناء عناز بن وائل؟ وهذه حقيقة مؤكدة لماذا نتجاهلها؟ فهى مشهورة ومتواترة منذ القدم؟ بغض النظر على أن عناز حقيقة أم وهم؟ وقد يقول قائل هذه روايات لانأخذ بها! فأقول لهؤلاء أن التاريخ أصلاَ جائنا عن طريق الروايات؟ واِلا فماأدرانا بحقيقة مضر وربيعة وعدنان وقحطان وأيام العرب وحروبهم وأسماء القبائل وأنسابها؟ والزير وكليب والبسوس وذى قار ورحلة الشتاء والصيف وهلم جرا؟! فهذه كلها مجرد روايات كانت محفوظة بصدور الرواة والمحدثين اِلا أن دونت وحفظت عن طريق مؤرخى ومحدثى القرن الأول الهجرى؟ واستمر تدوين الأحداث التاريخية منذ تلك الفترة الى عهد قريب من القرن العشرين؟ هذه حقائق ثابتة لايمكن أن نتجاهلها؟ وخصوصاَ بالأنساب فالعرب حاضرتهم وباديتهم سابقاَ حريصون على حفظ أنسابهم؟ فقد روى عن الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم أنه اِنتسب حتى بلغ معد بن عدنان ثم قال[ كذب النسابون وقرأ قوله تعالى وقروناَ بين ذلك كثيراً] وروى اِبن حجر فى فتح البارى أن السيدة عائشة ام المؤمنين رضى الله عنها انها قالت[ اِستقام نسب الناس الى معد بن عدنان] فالأنساب حرصت عليها الشعوب العربية دون غيرهم؟ فيقول الشاعر سليمان اليمنى[ حنا عيال سهيل والجد وايل: وايل ولد عناز وأنتم تعرفون] وقول جديع بن قبلان بن ملحم[ تناسلوا من سلسلة ينسلونى:هم اللى من نسل عناز يعزون] أبومشعل]اذن مما يقرب الصوره للأذهان بأن بشر ومسلم اِخوان هذا التلاحم الحميم والدائم عبر هذه القرون الطويلة؟ فرغم أننا لانستطيع تحديد تاريخ وجودهم اِلا أن قول الاستاذ أبومشعل بانهم عاشوا فى القرن الرابع الهجرى؟
وهذه فترة زمنية بحدود الالف ومئة عام دليلاَ على قرب الرجلين لبعض ؟ وهى فترة طويلة فلماذا لم ينفصل هذين الجذمين طوال هذه الفترة عن بعظهم البعض؟ لماذا ظلا متلازمين ومتحدين مع بعضهما البعض؟ ولماذا لم تتفرق ذريتهما على الأقل خلال الخمسة قرون التالية التى أعقبت القرن الرابع الهجرى؟ فخمسة قرون كافية بتشكيل قبيلة؟ أو عشيرة؟ هذاعلى اِفتراض حدوث مشاكل وخلافات بين الجذمين طوال هذه القرون؟ فماهو اِذن سر بقائهما؟ هذه بعض الاشارات على الصلة القوية والقريبة بين [بشر ومسلم] فلو كانوا من فرعين مختلفين من قبيلة عنزة بن أسد لأفترق بعضهم عن الاَخر خلال هذه القرون لعدم رابط بينهم قريب يربطهم؟ أو صلة دم ورحم تجعل من الصعب عليهم الافتراق والتشتت؟ رغم أنهم كانوا عامود نسب يشكل كل منهما قبيلة تستطيع الاعتماد على نفسها والعيش دون الاَخر؟! والقضية متروكة للأخذ والرد واِبداء الرأى والملاحظات والاضافات فهى لاتعدوا كونها اِجتهادات وقرائات وترجيحات فى ظل عدم وجود نصوص وأدلة قائمة على اليقين الذى لايقبل الشك .