الإهداءات

 

 

   

 

    
  

 


    -  تعديل اهداء
العودة   موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه الركن العلمي البحوث العلميه الموثقه
البحوث العلميه الموثقه نتاج المؤرخين والباحثين من رواد هذا المنبر
 

إضافة رد
 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 02-12-2008, 03:32 PM   #1
باحث
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 59
Angry بداية البشر في عالم الانساب

تحيه خاصه للاعضاء المنتدى

تحيه بماء الورد وريحة العود لكل عضاء هذا المنتدى المبارك وعلى رأس هذا الصرح الشامخ الدكتور والأديب والباحث : عبدالله بن دهميش بن عبار العنزي بما يقوم به من بحث وتقصي حقائق عن نسب قبيلة عنزه ولايفوتني أن ختلفت معه في بعض الامور ولكن أتفق معه في الكثير من الامور وأكرر شكري له على رحابة صدره وحسن معاملته, وأعتذر من أخواني وأحبائي من غيابي الطويل عنكم , وأبتدأ معكم رحله جديده بعنوان ( بداية البشر في عالم الانساب في أول ( حلقات هذا الموضوع )


بداية الحلقه الاولى

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الاول والآخر، الباطن الظاهر، الذي هو بكل شئ عليم، الاول فليس قبله شئ، الآخر فليس بعده شئ، الظاهر فليس فوقه شئ الباطن، فليس دونه شئ، الازلي القديم الذي لم يزل موجودا بصفات الكمال، ولا يزال دائما مستمرا باقيا سرمديا بلا انقضاء ولا انفصال ولا زوال. يعلم دبيب النملة السوداء، على الصخرة الصماء، في الليلة الظلماء، وعدد الرمال. وهو العلي الكبير المتعال، العلي العظيم الذي خلق كل شئ فقدره تقديرا. ورفع السموات بغير عمد، وزينها بالكواكب الزاهرات، وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا وسوى فوقهن سريرا، شرجعا عاليا منيفا متسعا مقبيا مستديرا. وهو العرش العظيم - له قوائم عظام، تحمله الملائكة الكرام، وتحفه الكروبيون عليهم الصلاة والسلام، ولهم زجل بالتقديس والتعظيم. وكذا أرجاء السموات مشحونة بالملائكة، ويفد منهم في كل يوم سبعون ألفا إلى البيت المعمور بالسماء الرابعة لا يعودون إليه، آخر ما عليهم في تهليل وتحميد وتكبير وصلاة وتسليم. ووضع الارض للانام على تيار الماء. وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام قبل خلق السماء، وأنبت فيها من كل زوجين اثنين، دلالة للالباء من جميع ما يحتاج العباد إليه في شتائهم وصيفهم، ولكل ما يحتاجون إليه ويملكونه من حيوان بهيم. وبدأ خلق الانسان من طين، وجعل نسله من سلالة من ماء مهين، في قرار مكين. فجعله سميعا بصيرا، بعد ان لم يكن شيئا مذكورا. وشرفه بالعلم والتعليم. خلق بيده الكريمة آدم أبا البشر، وصور جثته ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته، وخلق منه زوجه حواء أم البشر فآنس بها وحدته، وأسكنهما جنته، واسبغ عليهما نعمته. ثم أهبطهما إلى الارض لما سبق في ذلك من حكمة الحكيم. وبث منهما رجالا كثيرا ونساء، وقسمهم بقدرة العظيم ملوكا ورعاة، وفقراء وأغنياء، وأحرارا وعبيدا، وحرائر وإماء. وأسكنهم أرجاء الارض، طولها والعرض، وجعلهم
________________________________________
[ 6 ]
خلائف فيها يخلف البعض منهم البعض، إلى يوم الحساب والعرض على العليم الحكيم. وسخر لهم الانهار من سائر الاقطار، تشق الاقاليم إلى الامصار، ما بين صغار وكبار، على مقدار الحاجات والاوطار، وأنبع لهم العيون والآبار. وأرسل عليهم السحائب بالامطار، فأنبت لهم سائر صنوف الزرع والثمار. وآتاهم من كل ما سألوه بلسان حالهم وقالهم: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الانسان لظلوم كفار): فسبحان الكريم العظيم الحليم * وكان من أعظم نعمه عليهم. وإحسانه إليهم، بعد أن خلقهم ورزقهم ويسر لهم السبيل وأنطقهم، أن أرسل رسله إليهم، وأنزل كتبه عليهم: مبينة حلاله وحرامه، وأخباره وأحكامه، وتفصيل كل شئ في المبدإ والمعاد إلى يوم القيامة. فالسعيد من قابل الاخبار بالتصديق والتسليم، والاوامر بالانقياد والنواهي بالتعظيم. ففاز بالنعيم المقيم، وزحزح عن مقام المكذبين في الجحيم ذات الزقوم والحميم، والعذاب الاليم.
أم بعد
قال كثير من علماء التفسير خلقت الجن قبل آدم عليه السلام وكان قبلهم في الارض الحن والبن فسلط الله الجن عليهم فقتلوهم وأجلوهم عنها وأبادوهم منها وسكنوها بعدهم. وذكر السدي في تفسيره عن أبي مالك عن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ الله من خلق ما أحب استوى على العرش فجعل إبليس على ملك الدنيا وكان من قبيلة من الملائكة يقال لهم الجن وإنما سموا الجن لانهم خزان الجنة. وكان إبليس مع ملكه خازنا فوقع في صدره إنما أعطاني الله هذا لمزية لي على الملائكة. وذكر الضحاك عن ابن عباس أن الجن لما أفسدوا في الارض وسفكوا الدماء بعث الله إليهم إبليس ومعه جند من الملائكة فقتلوهم وأجلوهم عن الارض إلى جزائر البحور. وقال محمد بن إسحاق عن خلاد عن عطاء عن طاوس عن ابن عباس كان اسم إبليس قبل أن يرتكب المعصية عزازيل. وكان من سكان الارض ومن أشد الملائكة اجتهادا وأكثرهم علما وكان من حي يقال لهم الجن * وروى ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير عنه كان اسمه عزازيل وكان من أشرف الملائكة من أولي الاجنحة الاربعة * وقد أسند عن حجاج عن ابن جريج قال ابن عباس كان إبليس من أشرف الملائكة وأكرمهم قبيلة * وكان خازنا على الجنان وكان له سلطان سماء الدنيا. وكان له سلطان الارض * وقال صالح مولى التوأمة عن ابن عباس كان يسوس ما بين السماء والارض رواه ابن جرير وقال قتادة عن سعيد بن المسيب كان إبليس رئيس ملائكة سماء الدنيا * وقال الحسن البصري لم يكن من الملائكة طرفة عين وأنه لاصل الجن كما أن آدم أصل البشر * وقال شهر ابن حوشب وغيره كان إبليس من الجن الذين طردوهم الملائكة فأسره بعضهم وذهب به إلى السماء. رواه ابن جرير * قالوا فلما أراد الله خلق آدم ليكون في الارض هو وذريته من بعده وصور جثته منها جعل إبليس وهو رئيس الجان وأكثرهم عبادة إذ ذاك وكان اسمه عزازيل يطيف به فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك * وقال أما لئن سلطت عليك لاهلكنك ولئن سلطت علي لاعصينك فلما أن نفخ الله في آدم من روحه كما سيأتي وأمر الملائكة بالسجود له دخل إبليس منه حسد عظيم وامتنع من السجود له وقال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين، فخالف الامر واعترض على الرب عزوجل وأخطأ في قوله وابتعد من رحمة ربه وأنزل من مرتبته التي كان قد نالها بعبادته وكان قد تشبه بالملائكة ولم يكن من جنسهم لانه مخلوق من نار وهم من نور فخانه طبعه في أحوج ما كان إليه ورجع إلى أصله الناري (فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين) [ الحجر: 30 ] وقال تعالى (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا) [ الكهف: 50 ]. فأهبط إبليس من الملا الاعلى وحرم عليه قدر أن يسكنه فنزل إلى الارض حقيرا ذليلا مذؤما مدحورا متوعدا بالنار هو ومن اتبعه من الجن والانس إلا أنه مع ذلك جاهد كل الجهد على إضلال
________________________________________
[ 60 ]
بني آدم بكل طريق وبكل مرصد كما قال (أرأيتك هذا الذي كرمت على لئن أخرتن إلى يوم القيامة لاحتنكن ذريته إلا قليلا. قال إذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا. إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا) [ الاسراء: 62 ]. وسنذكر القصة مستفاضة عند ذكر خلق آدم عليه السلام * والمقصود أن الجان خلقوا من النار وهم كبني آدم يأكلون ويشربون ويتناسلون * ومنهم المؤمنون ومنهم الكافرون كما أخبر تعالى عنهم في صورة الجن في قوله تعالى (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين * قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم * يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم * ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الارض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين) [ الاحقاف: 29 ] وقال تعالى (قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا. وانه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا. وانه كان يقول سفيهنا على الله شططا. وأن ظننا أن لن تقول الانس والجن على الله كذبا. وأنه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا. وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا * وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملائت حرسا شديدا وشهبا. وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا. وانا لا ندري أشر أريد بمن في الارض أم أراد بهم ربهم رشدا * وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا * وأنا ظننا ان لن نعجز الله في الارض ولن نعجزه هربا. وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا. وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون. فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا * وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا. وأن لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه. ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا) [ الجن: 1 ] وقد ذكرنا تفسير هذه السورة وتمام القصة في آخر سورة الاحقاف * وذكرنا الاحاديث المتعلقة بذلك هنالك * وأن هؤلاء النفر كانوا من جن (نصيبين) وفي بعض الآثار من جن (بصرى) وأنهم مروا برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم يصلي بأصحابه ببطن نخلة من أرض مكة فوقفوا فاستمعوا لقراءته. ثم اجتمع بهم النبي صلى الله عليه وسلم ليلة كاملة فسألوه عن أشياء أمرهم بها ونهاهم عنها وسألوه الزاد فقال لهم (كل عظم ذكر اسم الله عليه تجدونه أوفر ما يكون لحما وكل روثة علف لدوابكم) ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يستنجي بهما وقال: (إنهما زاد إخوانكم) [ أي ]: الجن. ونهى عن البول في السرب لانها مساكن الجن. وقرأ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الرحمن فما جعل يمر فيها بآية (فبأي آلاء ربكما تكذبان
ذيب الشويرد متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-16-2008, 12:45 PM   #2
باحث
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 59
افتراضي


متابعة الحلقه الاولى

تفاصيل ومعلومات عن أصل الجن وخلقهم



الأصل الذي خلقوا منه

لقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أن الجن خلقوا من نار، وهذه النصوص هي المعتمدة لأن "الدليل على أن أصل الجن النار: السمع دون النقل" قال سبحانه وتعالى: ﴿وَخَلَقَ الْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ*﴾ سورة الرحمان، الآية 15.، قال ابن عباس رضي الله عنهما ("من مارج من نار") "من لهب النار"وعنه أيضاً من خالص النار"، ويذهب سيد قطب إلى أن المراد بالمارج "المشتعل المتحرك كألسنة النار مع الرياح"، ويقول سبحانه وتعالى كذلك على لسان إبليس ﴿أَنَاْ خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ *﴾ سورة الأعراف، الآية:12.، لكن قد يقال كيف يعتبر قول إبليس حجة ودليلاً مع كذبه وكفره وعصيانه؟ وأرى أن الدليل ليس في قوى إبليس ذاته ولكن في إقرار الله له، والله عز وجل لا يقر أحداً على باطل.

ويقول سبحانه وتعالى كذلك: ﴿وَالْجَآنَّ خَلَقْناهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ *﴾ سورة الحجر، الآية:27.، قال فخر الدين الرازي: {معنى السموم في اللغة: الريح الحارة تكون بالنهار وقد تكون بالليل وعلى هذا فالريح الحارة فيها نار ولها لفح وأوار، سميت سموماً لأنها بلطفها تدخل في مسام البدن وهي الخروق الخفية التي تكون في جلد الإنسان يبرز منها عرقه وبخار باطنه}.

إضافة إلى هذه الآيات القرآنية جاءت السنة النبوية كذلك مشيرة إلى الأصل الذي خلق منه الجن، ﴿عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم﴾ صحيح مسلم بشرح النووي.

هذه النصوص تغنينا عن الخوض والبحث في الأصل الذي خلق منه الجن(*) بطرح احتمالات وافتراضات تمزق فكر الإنسان -لأن هذه المسألة من القضايا التوقيفية التي لا مجال للاجتهاد فيها.

فالنصوص السابقة تثبت أنه خلق من نار، وهنا قد يثار سؤال عويص: هل بقي الجن على ناريته التي خلق منها أم تحول عنها؟ الحقيقة أن الجن ليس ناراً وإنما أضاف الله سبحانه الجن إلى النار كما أضاف الإنسان إلى التراب والطين، فالإنسان أصله من طين وهو ليس طين صرف، وإنما هو كائن حي به روح وله عقل وفيه عروق وأعصاب ولحم وعظم ...، كذلك الجن أصله نار لكن تحول عن أصله، يدلنا على ذلك الأحاديث التالية:

*﴿عن يحيى بن سعيد أنه قال: أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى عفريتاً من الجن يطلبه بشعلة من نار كلما التفت رسول الله صلى الله عليه وسلم رآه فقال له جبريل: أفلا أعلمك كلمات تقولهن، إذا قلتهن طفئت شعلته وخر لفيه! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بلى، فقال جبريل: قل أعوذ بوجه الله الكريم وبكلمات الله التامات الاتي لا يجاوزهن برّ ولا فاجر ومن شر ما ينزل من السماء وشر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض وشر ما يخرج منها ومن فتن الليل والنهار وطوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمان﴾الموطأ / الإمام مالك ص:825.، فلو كان الجن باقين على عنصرهم الناري وأنهم نار حقيقية محرقة لما احتاج هذا العفريت أن يأتي بشعلة من النار كما جاء في الحديث.

*﴿عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول: أعوذ بالله منك ثم قال: ألعنك بلعنة الله ثلاثاً وبسط يده كأنه يتناول شيئاً فلما فرغ من الصلاة قلنا: يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئاً لم نسمعك تقوله من قبل ذلك، ورأيناك بسطت يدك، قال إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت: أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ثلاث مرات ثم أردت أخذه والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقاً يلعب به ولدان أهل المدينة﴾ صحيح مسلم بشرح النووي.، فهذا الحديث يثبت لنا بما لا يدع مجالا للشك أن هذا الشيطان احتاج إلى النار ليجعلها في وجه النبي صلى الله عليه وسلم وأن ذاته ليست ناراً.

*﴿عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مع إحدى نسائه فمر به رجل فدعاه فجاء فقال: يا فلان هذه زوجتي فلانة فقال: يا رسول الله من كنت أظن به فلم أكن أظن بك، فقال رسول الله: إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم﴾ صحيح مسلم بشرح النووي.، قال القاضي(1) وغيره: قيل هو على ظاهره وأن الله تعالى جعل له قوة وقدرة على الجري في باطن مجاري دمه وقيل هو على الاستعارة لكثرة إغوائه ووسوسته فكأنه لا يفارق دمه وقيل يلقي وسوسته في مسام لطيفة من البدن فتصل الوسوسة إلى القلب.، فلو بقيت الجن والشياطين على ناريتهم لأحرقت الإنسان إذا مسته أو اقتربت منه كما تحرق النار الحقيقية الإنسان بمجرد لمسها، بل أكثر من ذلك لو بقي الجن على ناريتهم لما استطاعوا العيش في البحار كما يعيشون في البر، فهناك نوع من الجن يسمى الجن الغواص له ممالك في البحار، وإبليس يضع عرشه على الماء للحديث الشريف: ﴿عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:إبليس يضع عرشه على الماء ...﴾ صحيح مسلم.، {قال القاضي أبو بكر الباقلاني ولسنا ننكر مع ذلك - يعني أن الأصل الذي خلقوا منه النار- أن يكثفهم الله تعالى ويغلظ أجسامهم ويخلق لهم أعراضاً تزيد على ما في النار فيخرجون

-----------------

(1) القاضي عياض (476هـ - 544هـ = 1038م - 1149م) هو عياض بن موسى بن عمرو اليحصبي السبتي أبو الفضل: عالم المغرب وإمام أهل الحديث في وقته كان من أعلم الناس بكلام العرب وأنسابهم وأيامهم ولي قضاء سبتة ومولده فيها ثم قضاء غرناطة وتوفي بمراكش مسموماً قيل سمه يهودي من تصانيفه "الشفا بتعريف حقوق المصطفى".

عن كونهم ناراً ويخلق صوراً وأشكالاً مختلفةً} أحكام الجان/ الشبلي ص:29.



ذكر ابتداء خلقهم

خلق الله عز وجل الجن قبل أن يخلق الإنس بمدة لا يعلم زمنها إلا الله عز وجل حيث يقول جل شأنه: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ * وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ *﴾ سورة الحجر، الآيتان:27-26.، وهذه القبلية معناها الفترة الزمنية التي عمر وسكن فيها الجن الكوكب الأرض قبل الإنسان، وقال سبحانه وتعالى كذلك: ﴿وَمَا خَلَقْتُ وَالْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ *﴾ سورة الذاريات، الآية:56.، يقول الألوسي عن هذه الآية الكريمة {ولعل تقديم الجن في الذكر لتقدم خلقهم على خلق الإنس في الوجود} روح المعاني/ م:9 ج:27 ص:20. وقد ورد عن بعض الصحابة تحديد هذه المدة منهم عبد الله بن عمر حيث يقول: {كان الجن قبل آدم بألف عام فسفكوا الدماء فبعث الله إليهم جنداً من الملائكة فطردوهم إلى جزائر البحور}. قصص الأنبياء/ ابن كثير ص:13، 1992م.

وقال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةٌ ج قَالُوآ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الْدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّى أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ *﴾ سورة البقرة، الآية:30.، هذه الآية الكريمة كذلك قد فهم منها عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن الجن هم الذين كانوا قبل الإنسان وأنهم أفسدوا وسفكوا الدماء واتفق مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في المدة التي عمر فيها الجن الأرض قبل خلق الإنس {يقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "قال الله تعالى": ﴿إني جاعل في الأرض خليفة، قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء﴾ وقد كان فيها قبل أن يخلق بألفي عام الجن بنو الجن فأفسدوا في الأرض، فبعث الله عليهم جنوداً من الملائكة فضربوهم حتى ألقوهم بجزائر البحور، فلما قال الله: ﴿إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء﴾ كما فعل أولئك الجان} المستدرك على الصحيحين في الحديث/ الحاكم النيسابوري ج:2 ص:461 كتاب التفسير، تفسير سورة البقرة وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".، ولا شك أن هذه القبلية تدعو الجن إلى الفخر على الإنسان لأنه أول من عمر وسكن الأرض



أصناف الجن

الجن ليسوا صنفاً واحداً متشابهاً في القدر والصورة ولكنهم أجناس وأصناف، فهناك من يعيش في البحار ومن يسكن في السحب ويطير في السماء، ومن هو على شكل كلاب أو حيات أو عقارب ...، ﴿عن أبي ثعلبة الخشني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجن ثلاثة أصناف: صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء وصنف حيات وصنف يحلون ويظعنون﴾ المستدرك على الصحيحين في الحديث/ الحاكم، ج:2 ص:456.، والكلب الأسود صنف من الجن، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل كل كلب أسود خالص السواد لأنه شيطان ﴿عن أبي قلابة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لولا أن الكلاب أمة لأمرت بقتلها فاقتلوا منها الأسود البهيم﴾ (الخالص السواد) مختصر سنن أبي داود/ المندري م:4 ص:132-133.، كما حدد النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلب الأسود الواجب قتله في الحديث الذي رواه مسلم عن جابر بن عبد الله قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب حتى إن المرأة تقدم من البادية بكلبها فنقتله ثم نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتلها وقال: ﴿عليكم بالأسود البهيم ذي النقطتين فإنه شيطان﴾ صحيح مسلم.، لكن كيف نفسّر كون الكلب الأسود من الجن؟ هذا أمر فوق مدارك البشر القاصرة عن معرفة أسرار الله في الخلق. أما الصنف الذي يكون على شكل حيات فيكون في الصحاري والفيافي، وقد يكون حتى في البيوت وتسمى هذه الحيات بجنان البيوت وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتلها: ﴿عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة أنه دخل على أبي سعيد الخدري في بيته قال: فوجدته يصلي فجلست أنتظره حتى يقضي صلاته فسمعت تحريكاً في عراجين في ناحية البيت فالتفت فإذا حية فوثبت لأقتلها فأشار إلي: أن أجلس فجلست، فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار فقال: أترى هذا البيت؟ فقالت: نعم قال: كان فيه فتى منا حديث عهد بعرس قال: فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار فيرجع إلى أهله فاستأذنه يوماً فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ عليك سلاحك فإني أخشى عليك قريظة، فأخذ سلاحه ثم رجع، فإذا امرأته بين البابين قائمة فأهوى إليها الرمح ليطعنه به وأصابته غيرة، فقالت له: اكفف عليك رمحك، وادخل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني فدخل فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به ثم خرج فركزه في الدار فاضطربت عليه فما يدرى أيهما كان أسرع موتاً الحية أم الفتى؟ قال: فجئنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له وقلنا: ادع الله يحييه لنا، فقال: استغفروا لصاحبكم ثم قال: إن بالمدينة جناً أسلموا فإذا رأيتم ذلك منهم شيئاً فآذنوه ثلاثة أيام فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان﴾ صحيح مسلم/مسلم م:4 ص:1756.



أنواع الجن وهيئتهم

سبق القول بأن الجن أصناف، وهذه الأصناف بالضرورة لا تكون ثابتة وموحدة بل داخل كل صنف مراتب ودرجات وأنواع، ولكل نوع صفاته الخاصة، وقد توسع العرب في تسمية أنواع الجن توسعاً كبيراً فإن {ذكروا الجن خالصاً قالوا: جنة، فإن أرادوا أنه مما يسكن مع الناس قالوا عامر والجمع عمار، وإن كان ممن يعرض للصبيان قالوا أرواح، فإن خبث وتعزم فهو شيطان فإن زاد على ذلك فهو مارد، فإن زاد على ذلك وقوي أمره قالوا: عفريت والجمع عفاريت} أحكام الجن/ الشبلي، ص22.، وهذه الأنواع هي كالتالي مع الشيء من التفصيل:

1- العمار:

هذا النوع من الجن يعمر البيوت، فلا يكاد يخلو بيت من البيوت إلا وفيه عمار يأكلون مع أهل البيت ويشربون معهم ولا يشعر بهم أهل البيت إلا نادراً، وهم على حسب طبيعة أهل البيت، فإن كان أهل البيت من الطائعين لله الملتزمين بشرعه كان العمار على طبيعتهم ويدفعون عنهم الشر والأذى، وهذا دليل على كون أهل البيت تعمهم بركة الله عز وجل، وإن كان أهل البيت عاصين لله من أهل البدع والفجور كان العمار كذلك ولعبوا بأهل البيت كما يلعب الولد بالكرة.

ومن المعروف عند العوام في ثقافتهم الشعبية أنه عند بناء أي بيت جديد إذا أصيب العمار المشتغل بالبناء بأي أذى فإنهم يهدون ذبيحة للعمار إرضاءاً لهم والذين سيسكنون معهم في هذا البيت الذي شرع في بنائه وهذا كله شرك قال الحافظ ابن حجر:﴿روى ابن أبي الدنيا من طريق يزيد من يزيد بن جابر أحد ثقات الشامين من صغار التابعين قال: ما من أهل بيت إلا وفي سقف بيتهم من الجن وإذا وضع الغداء نزلوا فتغدوا معهم والعشاء كذلك﴾ فتح الباري شرح صحيح البخاري/ ابن حجر م:6 ص:345، كتاب بدء الخلق.

2- الشيطان:

الشيطان في اللغة مأخوذ من {شطن إذا بعد فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر وبعيد بفسقه عن كل خير} تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير ج:1 ص:15.، وقد يكون مشتقاً من {شاط إذا بطل وإحترق}المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي/ الفيومي مادة شطن ص:478.، والشيطان هو كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب والشيطان نوع من الجن خبيث شرير لا خير ولا بركة فيه يؤله سيده إبليس قال القاضي أبو يعلى: الشياطين مردة الجن وأشرارهم وكذلك يقال في الشرير: مارد وشيطان من الشياطين، وذكر ابن عقيل: أن الشياطين: العصاة من الجن وهم ولد إبليس.

3- المارد:

المارد نوع من الجن قوي وله قدرات كبيرة تميزه عن غيره يقال: مريد ومتمرد: هو الذي يبلغ الغاية التي يخرج بها من جملة ذلك الصنف جمع مردة، فالمردة هم أعتى وأقوى الشياطين وقد وصف الله عز وجل كل شيطان بأنه مريد قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيطَانًا مَّرِيدًا﴾ سورة النساء، الآية:117.، ويقول الله عز وجل: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي الله بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ*﴾ سورة الحج، الآية:3.، قال ابن عقيل: {الشياطين العصاة من الجن وهم ولد إبلي
ذيب الشويرد متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-18-2008, 07:59 AM   #3
عضو منتديات العبار
 
الصورة الرمزية الفدعانيه
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 746
افتراضي

[CENTER]
مشكوووور على الموضوع

ولي عوده لقرأءته لانه موضوع كثير من الناس يجهله


اشكرك اخي مره اخرى


فدعانيه [/CENTER
]
الفدعانيه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-18-2008, 04:35 PM   #4
عضو منتديات العبار
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 41
افتراضي

مشكوار
موضوع في قمة الروعة والجمال
محمد الشويرد متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-19-2008, 07:46 AM   #5
باحث
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 59
افتراضي

فدعانيه


محمد الشويرد

شكرأ على المرور

لكم مع العلم دروس وأبحاث أنتظروا الحلقات القادمه








أخوكم : ذيب الشويرد
ذيب الشويرد متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-19-2008, 03:39 PM   #6
باحث
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 59
افتراضي


متابعة الحلقه الاولى ونهايته


الجن ذكر في القرآن الكريم ، كما هو الحال في ذكر الإنس ، وخلق الله الجن قبل الإنس ، وعالم الجن كبير ومعقد ، وإعداده تفوق إعداد الإنس إضعافا مضاعفة ، والفارق بيننا وبينهم أنهم يرونا من حيث لا نراهم ، إلا من كشف الله عن بصيرته أو أراد له ذلك ، وهم أهل قبائل وعشائر وديانات وطرائق ، فتجد فيهم المسلم ، والنصراني واليهودي والمجوسي ، وكذلك عبده إبليس اللعين ، ومنهم من لا دين له ، وليس هذا فحسب ، إذ الفوارق كبيرة بينهم حجما وشكلا ، وهم نقيض للإنسان الذي لا يحمل هذه الفوارق بين إفراده في هذا الصدد ، لكن عالم الجن مختلف تماما ، فقد يصل طول المارد منهم إلى مئات الأمتار ، في حين لا يتعدى طول القزم منهم المتر الواحد ، فكما نلاحظ فالفارق كبير جدا ، أضف إلى ذلك الاختلاف الواضح باللون والشكل ، إذ تتنوع الألوان فيهم فالأحمر منهم والأزرق وكذلك سود اللون في التشكيل ، وإما التنقل والحركة ، فأن منهم من يدب على الأرض قفزا فيزيده القفز سرعة وقد تقدر سرعة من يدب على الأرض منهم سبعين كيلو مترا في الدقيقة الواحدة بمقياسنا نحن البشر ، ومنهم من يطير وله سرعة تفيق سرعة من يدب على الأرض آلاف الإضعاف ، وقد تقدر سرعة من يطيرون بسرعة الضوء وكلاهما خلق الله ، رسلنا لنا ولهم والكتب السماوية الأربعة ذكر فيها الجن ، وان الله خلقهم ليكونوا عابدين مخلصين له ، ولكن وللأسف كما يحصل في عالم الإنس قد تجد المطيع ، وقد تجد الوضيع ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .



وينقسم الجن إلى قسمين رئيسيين:

القسم الأول: العفاريت،

والقسم الثاني: الشياطين.



إما العفاريت فينقسم أيضا إلى أربعة أقسام :

القسم الأول : السباب أو " السبابة " ،

والقسم الثاني : التوقيف أو " التواقة " ،

والقسم الثالث : الزوابع أو " الزوابع " ،

والقسم الرابع : شياطين العفاريت أو " الابالسه " ،

ولا بد إن نشير إلى إن العفاريت لا تعني من يدب على الأرض وان كان بعضهم يدب عليها ، ومأكل العفاريت ومشربهم قريب من مأكل ومشرب الإنس ، لكنهم يقتاتون من مخلفات وفضلات طعام الإنس ، وهز يدل أنهم اتكالي ين ، ويسكن العفاريت قرب ينابيع المياه وفي الوديان والجبال المشجرة والأحراش والبيوت المهجورة من قبل الإنس والآبار القديمة والكهوف والمغرر والسراديب ، ولهم نواحي سلوكية كثيرة منهم من يحب الإنسان ويعيش قريب منه ، ومنهم ما هو عكس ذلك ، وهم اصطحاب طرائق وكلا على طريقته ، وأصحاب الطرائق هم الارهاط وهم ضالون ويتبعون أولياء من دون الله ، إلا أصحاب الطرق التي تكون من روح الشريعة وهذه الطرق غالبا ما يكون علمائها أو شيوخها من الإنس فهم أكثر التزاما ، وللعفاريت أو للجن عامة إمكانية الولوج إلى الأرض والخروج منها ، وبإمكانهم أيضا إن يركبوا الرياح كمثل الزوابع ، ومنهم من يسكن السحاب والكواكب السيارة

وهم من يسمون " بالجن الطيار " أو " الجن العلوي " ،

ولا نريد إن ندخل في تفاصيل الجن العلوي لعدم اختلاطه أو احتكاكه بالإنسان لا بأذى ولا إلى آخره ،

ومن العفاريت من يسكنوا البحور المالحة ومعظمهم من شياطين العفاريت وهؤلاء اسم على مسمى لا يوجد بينهم من هو صالح أو حتى أليف ، ومن يسكن في البحور منهم يطلق عليهم اسم " الغواصون " ، وهؤلاء من تسخرهم كبار الشياطين لخدمة السحر والسحرة والمشعوذين ، ومن العفاريت من يطلق عليه اسم الغول وهؤلاء من يتشكل ا بالحنايا والكلاب السود والحيوانات وهم من التوقيف والسبابة .


إما القسم الرئيسي الثاني :


الشياطين وينقسم الشياطين إلى قسمين :

القسم الأول : كبار الشياطين ،

والقسم الثاني : الطواغيت ،



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،

بسم الله الرحمن الرحيم ،


رب أعوذ بك من همزات الشياطين ، وأعوذ بك رب إن يحضرون ،

اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ،وأعوذ بك من العجز والكسل ،

وأعوذ بك من الجبن والبخل ، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال ،

اللهم إني أعوذ بك من الفقر والعلية ، وأعوذ بك من كل بلية ،

اللهم إني أعوذ بك من الفقر إلا إليك ، ومن الذل إلا لك ، ومن الخوف إلا منك ، وأعوذ بك إن أقول زورا ، أو اغشي فجورا ، أو أكون بك مغرورا ، وأعوذ بك من عضال الداء ، وخيبة الرجاء ، وشماتة الأعداء ، وزوال النعمة ، وفجأة النقمة ،

اللهم إني أعوذ بك من شر الخلق وهم الرزق وسوء الخلق ،

آمين يا ارحم الراحمين .



إما بالنسبة لكبار الشياطين ،



فأطلق عليهم هذا الاسم لان صغار الشياطين هم شياطين العفاريت كما ورد سابقا ، وكبار الشياطين هم من عبده إبليس واغلبهم مردة ، وقد ذكر الشيطان المارد في القرآن الكريم ، في سورة " الصافات " ، ويختلف هؤلاء عن باقي الجن في اللون وطبيعة الخلق ، والاختلاف حتى بطريقة توالدهم وهم كثيرون ويطلق عليهم اسم " الجن الأزرق " ، ومنهم من يحمل عرش إبليس اللعين ، ومنهم من هو من خدام أسماؤه الشيطانية ، وأسماؤه كثيرة ، من ذلك ندرك ما هو السحر والسحرة والطلاسم والأسماء الشيطانية المكتوبة بالعربية ، ذات المفهوم السرياني ، وعن طريق هؤلاء الشياطين يتم الدعم الشيطاني لحلفاء إبليس في الأرض ، ولكي يصيح الساحر ساحرا أو المشعوذ مشعوذا يجب إن يكون حليف إبليس اللعين في الأرض ودسيسة بين البشر ، فأنه يدخل خلوته أربعين يوما أو أكثر ، ويبدأ بتلاوة الأسماء الشيطانية ، حتى تأتيه خدام هذه الأسماء وهي من كبار الشياطين ويطلبون منه ثمن انضمامه لحلفاء إبليس ، وغالبا ما يكون هذا الثمن معاصي كبيرة تهز عرش الرحمن لا حولا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،

مثل: تدنيس القرآن الكريم ، أو التبرؤ من رب العالمين ، أو الصيام عن الروح وهتك الإعراض وهتك الأرحام والى أخره ، إما إذا نفذ ما طلب منه هذا النجس ، عين حليفا جديدا لإبليس في الأرض ، وترتفع رتب الحلفاء كل ما ابتعد عن الله أكثر اقترب إلى إبليس أكثر والعياذ بالله .



إما القسم الثاني : الطواغيت ،

لقد ورد ذكر الطواغيت بالقرآن الكريم في أكثر من موقع ، وطواغيت جمع طاغوت ، والطواغيت هم خدام السحر ولكن لسحر كبار السحرة ، فهم غالبا ما يخدمون السحر القائم على المعاصي الكبار كتدنيس القرآن وآياته والعياذ بالله ، وكذلك سحر النجاسة الذي عادة ما يكون من حيض النساء ، إما الآخرون من الطواغيت فأن وظيفتهم إخراج الناس من النور إلى الظلمات ، عن طريق الوسوسة لفعل المعاصي ، أو عن طريق حكم القرين وتفعيل وسوسته الشيطانية ، فهم يسحبون الإنسان صاحب النفس المريضة من عبادة الله إلى عبادة إبليس والمشي على ما يرضيه ، ومعظم الطواغيت يسكنون قرب الدم وفي البحور وهم من الجن الذي يسمى " الجن الأحمر " فهم يتغذون على الدم وعازتا ما يكونون بقرب من يذبح القرابين كالكهان أو إلى أخره ، واعلم أخي القارئ إن إبليس يسكن البحر وله فيه عرشا يحمله ثمانية من كبار الشياطين ، قاتل الله إبليس وإتباعه ومن صار على دربه إلى يوم الدين اللهم آمين ، فطاغوت كلمة تطلق على طواغيت الجن والإنس ، فمن كان مشركا ومؤذيا لعباد الله ، ومخرجا الناس ون النور إلا الظلمات فهو طاغوت ، قاتل الله طواغيت الجن والإنس فهم ضالين ،



وما لهم على عباد الرحمن من سلطان ، يقول الله تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم

{ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين 43 } سورة " الحجر " . صدق الله العظيم الستار وبلغ الرسالة نبيه المصطفى المختار صلى الله عليه وعلى اله وصحبه



الشيطان وعداؤه للإنسان الحمد لله الذي أمرنا باتباع صراطه المستقيم، وحذرنا من اتباع وساوس وغوايات الشيطان الرجيم فقال: >ياأيها الذين آمنوا لاتتبعوا خطوات الشيطان، ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر< سورة النور آية 21 . وقال تعالى : >يابنى آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنــــــة..< سورة الأعراف آية (27). لقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من الشيطان وغوايته وبين لنا أنه العدو الأول لآدم وذريته حيث كاد لآدم عليه السلام، قال الله تعالى: >وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين، وقلنا ياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلامنها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين، فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه، وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو، ولكم في الأرض مستقر ومتاع الى حين، فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه، إنه هو التواب الرحيم< سورة البقرة الآيات 34-37 . لقد كاد إبليس لآدم فأغراه وزوجه حواء بالأكل من الشجرة، وجادلهما من باب الخوف على زوال ماهما فيه من النعمة والرغبة في الخلود، وجعل يقسم بالله إنه لهما من الناصحين: >فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين، وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين، فدلاهما بغرور، فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما الم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين..< سورة الاعراف الآيات (20-22 ). لقد حمل الشيطان على عاتقه مهمة إضلال البشر وإخراجهم من النور الى الظلمات، >قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الارض ولأغوينهم أجمعين، إلا عبادك منهم المخلصين< سورة الحجر الآيات (39-40) . فالشيطان هو عدو الانسان الحقيقي حتى تقوم الساعة، وهو لايفتأ يحرص على إغواء المؤمنين وإخراجهم من الطاعة الى العصيان بأساليب عديدة ومتنوعة، وقد تكون غواية الشيطان دفعة واحدة، وقد تكون على مراحل وخطوات، تزين للناس الشر وتبعدهم عن الخير. فخطوات الشيطان التي سلكها في افساد الناس واغوائهم وايقاعهم في الفواحش، والتغرير بهم ليخرجهم من الهدى والطاعة الى الكفر والعصيان متعددة. أهمها (صوته) وفي هذا يقول الله تعالى: >واستفزز من استطعت منهم بصوتك< سورة الإسراء، الآية 64 . فما هو صوت إبليس؟ إن صوت إبليس ليس بالضرورة أن يكون على حقيقة الصوت المعروف، وإنما يتمثل في أصوات اعوانه وجنده، إن صوته يتمثل في كل داع يدعو الى معصية الله تعالى، فالذي يدعو الناس الى الكفر والإلحاد هو صوت ابليس، والذي يدعوهم الى المعاصي والمنكرات هو صوت إبليس. ومن وسائل ابليس في الشرور والآثام (خيله ورجله) كما قال تعالى: >وأجلب عليهم بخيلك ورجلك< سورة الإسراء الآية 64 فما خيل ابليس ورجله؟ إنها كل راكب وماش في معصية الله، فالذين يسعون في الأرض من أجل معصية الله كالسرقة والزنى والقتل والإفساد بين الناس هم من خيل ابليس ورجله، والكفار الذين يقاتلون المؤمنين هم من خيل إبليس ورجله، وكل من حرض مسلما على قتال أخيه وإيقاع الضرر به فهو كذلك من خيل إبليس ورجله، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: >لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض< رواه احمد والبخاري ومسلم. ومن وسائل إبليس في اغراق بني آدم في الحرام أن يشاركهم في اموالهم كما قال تعالى: >وشاركهم في الاموال< سورة الاسراء آية 64 . فما هو المال الذي يشارك فيه إبليس الناس؟ إنه كل مال اكتسب بالحرام وأنفق في الحرام، فالمال الذي يؤخذ بالسرقة أو الغش أو القمار أو الربا أو الرشوة أو الاحتيال هو مال ابليس فيه شريك، والمال الذي ينفق في قتال المؤمنين أو صدهم عن الإيمان والهدى هو مال ابليس فيه شريك، ولهذا قال سبحانه وتعالى: >إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون، والذين كفروا الى جهنم يحشرون، ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم، أولئك هم الخاسرون< سورة الأنفال الآيات 36-37 . والمال الذي ينفق في الموبقات كالزنى وشرب الخمر أو أي امر محرم هو مال ابليس فيه شريك، >إنما الخمر والميسر والانصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون< سورة المائدة آية 90 . ومن وسائل ابليس في جرّ بني آدم الى ارتكاب الفواحش والمحرمات أن يشاركهم في الأولاد، كما قال سبحانه وتعالى: >وشاركهم في الأموال والأولاد< سورة الإسراء آية 64 . ومن هم الأولاد الذين يشارك فيهم إبليس؟ إنهم الاولاد الذين عصي الله فيهم بعدم تعهدهم وتنشئتهم وتربيتهم التربية الاسلامية، فلم يؤمروا بصلاة ولا بصيام، ولم يصطحبوا إلى مسجد، او يوجهوا لخير. ومن طرق إبليس في إغواء الناس أن يزين لهم المنكرات ويعدهم الوعود الكاذبة ويمنيهم الأماني الباطلة، كما قال سبحانه وتعالى: >يعدهم ويمنيهم، ومايعدهم الشيطان الا غروراً< سورة النساء آية 120 . ومع شدة عداوة إبليس للإنسان وحرصه على اغوائه واضلاله، إلا أن الله تعالى لم يجعل له سلطاناً على عباد الله المتقين المخلصين: >إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون< سورة النحل آية 99 . كما أنه من رحمة الله تعالى الواسعة بعباده أن فتح باب التوبة لمن يقع بالمعاصي، فباب التوبة والانابة مفتوح في الليل والنهار، قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها) رواه احمد ومسلم. وينبغي أن يعلم كذلك بان من صفات إبليس التخلي والتبروء من أتباعه، فهو يدعو الناس الى اتباعه وطاعته وبعد ذلك يتبرأ منهم في الدنيا والآخرة، قال تعالى: >كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر، فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين< سورة الحشر آية 16 . وقال تعالى: >فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني برىء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله، والله شديد العقاب< سورة الانفال آية 48 . فيا ايها الانسان كن على حذر دائم ويقظة مستمرة من عدوك الشيطان ومن مكره وخداعه، وخير وسيلة للنجاة من الشيطان ومكائده هو التحصن بالإيمان بالله والتوكل عليه والاستعاذة به وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وتجنب السبل والمواقف التي تساعد الشيطان في التغلب عليك، مثل الجلوس مع القوم الظالمين الذين لا يذكرون الله تعالى: >وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين< سورة الأنعام آية 68 . ومن مكر الشيطان وخداعه المجادلة بغير علم، يقول تعالى: >ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد< سورة الحج آية (3). ومثل التناجي بالباطل: >إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً الا بإذن الله، وعلى الله فليتوكل المؤمنون< سورة المجادلة آية 10 . ومثل ذلك تزيين التبذير والاسراف، قال تعالى: >إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين< سورة الإسراء آية 27، وقول الكذب، قال تعالى: >هل انبئكم على من تنزل الشياطين، تنزل على كل أفاك أثيم< سورة الشعراء آية 221 -222 . وقد بين لنا رب العالمين سبحانه وتعالى وكذلك الرسول محمد صلى الله عليه وسلم العديد من الوسائل التي نستطيع من خلالها التغلب على الشيطان ووسوسته، ومن بين هذه الوسائل: - الاستعاذة بالله تعالى في كل وقت من شرور الشيطان وهمزاته، قال الله تعالى: >وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله، إنه سميع عليم< سورة الاعراف آية (200 ). - ومن وسائل التغلب على الشيطان لزوم ذكر الله تعالى ودوام الصلة مع القرآن الكريم، حيث جاء في الحديث الشريف: >وآمركم بذكر الله تعالى، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعاً ، حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد، لا يحرز نفسه من الشيطان الا بذكر الله تعالى< رواه الترمذي. وكما جاء في الحديث الشريف: >يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم - اذا هو نام - ثلاث عقد، يضرب كل عقدة مكانها: عليك ليل طويل فارقد.. فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده كلها فاصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان< رواه البخاري. - ومن هذه الوسائل أيضاً الصوم حيث جاء في الحديث: >إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم فضيقوا مجاريه بالجوع والعطش<، إحياء علوم الدين: ج3 ص 89 . - ومنها كذلك صحبة الأخيار فإنهم يذكرون بالله تعالى وبطاعته، والشيطان بعيد عن الجماعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: >الشيطان يهم بالواحد والاثنين فاذا كانوا ثلاثة لم يهم بهم< رواه البزار.


. وفي الحلقه القادمه : بداية البشر في عالم الانساب
ذيب الشويرد متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-19-2008, 04:02 PM   #7
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 1,353
افتراضي

متابع وأرجو ابلاغ سلامي الى انور المشعان
مشعل العبار متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-20-2008, 03:50 PM   #8
عضو منتديات العبار
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 41
افتراضي

بارك الله فيك وكثر الله من امثالك على النقل الأجمل من رائع
اللهم اعنا على طاعتك وشكرك وحسن عبادتك
فلا تحرمنا من جديدك
تقبل تحياتي
محمد الشويرد متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-22-2008, 04:21 AM   #9
عضو منتديات العبار
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 26
افتراضي

الله يعطيك العافية أخوي ذيب الشويرد......... موضوع جدير بالمتابعة
ابونواف الشويرد متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-24-2008, 12:38 PM   #10
باحث
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 59
افتراضي

بداية البشر في عالم الانساب

الحلقه الثانيه

وروى عكرمة عن ابن عباس أن الله تعالى خلق خلقاً، فقال: اسجدوا لآدم، فقالوا: لا نفعل، فبعث عليهم ناراً فأحرقتهم؛ ثمّ خلق خلقاً آخر، فقال: إني خالق بشراً من طين، فاسجدوا لآدم، فأبوا، فبعث الله تعالى عليهم ناراً فأحرقتهم، ثمّ خلق هؤلاء الملائكة فقال: اسجدوا لآدم، قالوا: نعم، وكان إبليس من أولئك الذين لم يسجدوا.
وقال شهر بن حوشب: إن إبليس كان من الجن الذين سكنوا الأرض وطردهم الملائكة، وأسره بعض الملائكة فذهب به إلى السماء، وروي عن سعيد بن مسعود نحو ذلك.
وأولى الأقوال بالصواب أن يقال كما قال الله تعالى: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه) الكهف: 18 : 50 وجائز أن يكون فسوقه من إعجابه بنفسه لكثرة عبادته واجتهاده، وجائز أن يكون لكونه من الجن.
ومرّة الهمداني، بسكون الميم، والدال المهملة، نسبة إلى همدان: قبيلة كبيرة من اليمن.

[تحرير] ذكر خلق آدم عليه السلام
ومن الأحاديث في سلطانه خلق أبينا آدم عليه السلام، وذلك لما أراد الله تعالى أن يطلع ملائكته على ما علم من انطواء إبليس على الكبر ولم يعلمه الملائكة حتى دنا أمره من البوار وملكه من الزوال فقال للملائكة: (إني جاعل في الأرض خليفةً، قالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) البقرة: روي عن ابن عباس أن الملائكة قالت ذلك للذي كانوا عهدوا من أمره وأمر الجنّ الذين كانوا سُكان الأرض قبل ذلك فقالوا لربهم تعالى: أتجعل فيها من يكون مثل الجن الذين كانوا يسفكون الدماء فيها ويفسدون ويعصونك ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟ فقال الله لهم: (إني أعلم ما لا تعلمون) يعني من انطواء إبليس على الكبر والعزم على خلاف أمري واغتراره، وأنا مبد ذلك لكم منه لتروه عياناً، فلما أراد الله أن يخلق آدم أمر جبرائيل أن يأتيه بطين من الأرض، فقالت الأرض: أعوذ بالله منك أن تنقص مني وتشينني، فرجع ولم يأخذ منها شيئاً وقال: يا ربّ إنها عاذت بك فأعذتها، فبعث ميكائيل، فاستعاذت منه فأعاذها، فرجع وقال مثل جبرائيل، فبعث إليها ملك الموت فعاذت منه، فقال: أنا أعوذ بالله أن أرجع ولم أنفذ أمر ربي، فأخذ من وجه الأرض فخلطه ولم يأخذ من مكان واحد وأخذ من تربة حمراء وبيضاء وسوداء وطيناً لازباً، فلذلك خرج بنو آدم مختلفين.
وروى أبو موسى عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (إن الله تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض، منهم الأحمر والأسود والأبيض، وبين ذلك، والسهل والحزن، والخبيث والطيّب)، ثم بلّت طينته حتى صارت طيناً لازباً ثم تركت حتى صارت حمأً مسنوناً ثم تركت حتى صارت صلصالاً، كما قال ربّنا، تبارك وتعالى: (ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون)، الحجر:15 : 26 واللازب: الطين الملتزب بعضه ببعض، ثمّ تُرك حتى تغيّر وأنتن وصار حمأً مسنوناً، يعني منتناً، ثمّ صار صلصالاً، وهو الذي له صوت.
وإنما سمّي آدم لأنه خلق من أديم الأرض، قال ابن عباس: أمر الله بتربة آدم فرفعت، فخلق ادم من طين لازب من حمأ مسنون، وإنما كان حمأ مسنوناً بعد التزاب فخلق منه آدم بيده لئلا يتكبّر إبليس عن السجود له، قال: فمكث أربعين ليلة، وقيل: أربعين سنة، جسداً ملقىً، فكان إبليس يأتيه فيضربه برجله فيصلصل، أي يصوِّت، قال: فهو قول الله تعالى: (من صلصال كالفخار) الرحمن: 55 : 14، يقول: منتن كالمنفوخ الذي ليس بمصمت، ثم يدخل من فيه فيخرج من دبره ويدخل من دبره ويخرج من فيه، ثم يقول: لست شيئاً، ولشيء ما خلقت، ولئن سلطت عليك لأهلكنك، ولئن سلطت عليّ لأعصينك، فكانت الملائكة تمرّ به فتخافه، وكان إبليس أشدّهم منه خوفاً.
فلما بلغ الحين الذي أراد الله أن ينفخ فيه الروح قال للملائكة: (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) الحجر: 15 : 29؛ فلما نفخ الروح فيه دخلت من قبل رأسه، وكان لا يجري شيء من الروح في جسده إلا صار لحماً، فلما دخلت الروح رأسه عطس، فقالت له الملائكة: قل الحمد لله، وقيل: بل ألهمه الله التحميد فقال: الحمد لله رب العالمين، فقال الله له: رحمك ربك يا آدم، فلما دخلت الروح عينيه نظر إلى ثمار الجنة، فلما بلغت جفوه اشتهى الطعام فوثب قبل أن تبلغ الروح رجليه عجلان إلى ثمار الجنة، فلذلك يقول الله تعالى: (خلق الإنسان من عجل) الأنبياء: 21 : 37، فسجد له الملائكة كلهم إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين، فقال الله له: يا إبليس ما منعك أن تسجد إذ أمرتك؟ قال: أنا خير منه لم أكن لأسجد لبشر خلقته من طين، فلم يسجد كبراً وبغياً وحسداً، فقال الله له: (يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي)، إلى قوله: (لأملأنّ جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين) ص: 38 : 75 - 58، فلما فرغ من إبليس ومعاتبته وأبى إلا المعصية أوقع عليه اللعنة وأيأسه من رحمته وجعله شيطاناً رجيماً وأخرجه من الجنة. قال الشعبيّ: أُنزل إبليس مشتمل الصّمّاء عليه عمامة أعور في إحدى رجليه نعل.
وقال حميد بن هلال: نزل إبليس مختصراً فلذلك كره الاختصار في الصلاة، ولما أنزل قال: يا ربّ أخرجتني من الجنة من أجل آدم وإنني لا أقوى عليه إلا بسلطانك، قال: فأنت مسلّط، قال: زدني، قال: لا يولد له ولد إلا ولد لك مثله، قال: زدني، قال: صدورهم مساكن لك وتجري منهم مجرى الدم، قال: زدني، قال: أجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم.
قال آدم: يا ربّ قد أنظرته وسلّطته عليَّ وإنني لا أمتنع منه إلا بك، قال: لا يولد لك ولد إلا وكّلت به من يحفظه من قرناء السوء، قال: يا ربّ زدني، قال: الحسنة بعشر أمثالها وأزيدها، والسيئة بواحدة وأمحوها، قال: يا ربّ زدني، قال: (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً) الزمر: 39 : 53، قال: يا رب زدني، قال: التوبة لا أمنعها من ولدك ما كانت فيهم الروح، قال: يا ربّ زدني، قال: أغفر ولا أبالي، قال: حسبي، ثمّ قال الله لآدم: إيتِ أولئك النفر من الملائكة فقل السلام عليكم، فأتاهم فسلّم عليهم، فقالوا له: وعليك السلام ورحمة الله، ثمّ رجع إلى ربّه فقال: هذه تحيّتك وتحيّة ذريتك بينهم.
فلمّا امتنع إبليس من السجود وظهر للملائكة ما كان مستتراً عنهم علّم الله آدم الأسماء كلها.
واختلف العلماء في الأسماء فقال الضحّاك عن ابن عباس: علمه الأسماء كلها التي تتعارف بها الناس: إنسان ودابّة وأرض وسهل وجبل وفرس وحمار وأشباه ذلك، حتى الفُسْوة والفُسَية، وقال مجاهد وسعيد بن جُبير مثله.
وقال ابن زيد: عُلّم أسماء ذرّيته، وقال الربيع: علم أسماء الملائكة خاصة، فلما علمها عرض الله أهل الأسماء على الملائكة فقال: (أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين) البقرة: 2 : 31 إني إن جعلت الخليفة منكم أطعتموني وقدّستموني ولم تعصوني، وإن جعلته من غيركم أفسد فيها وسفك الدماء، فإنكم إن لم تعلموا أسماء هؤلاء وأنتم تشاهدونهم فبأن لا تعلموا ما يكون منكم ومن غيركم وهو مغيب عنكم أولى وأحرى، وهذا قول ابن مسعود ورواية أبي صالح عن ابن عباس.
وروي عن الحسن وقتادة أنهما قالا: لما أعلم الله الملائكة بخلق آدم واستخلافه و(قالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟) البقرة: 1 : 30 و(قال: إني أعلم ما لا تعلمون) البقرة: 2 : 30، قالوا فيما بينهم: ليخلق ربّنا ما يشاء فلن يخلق خلقاً إلا كنا أكرم على الله منه وأعلم منه، فلمّا خلقه وأمرهم بالسجود له علموا أنّه خير منهم وأكرم على الله منهم، فقالوا: إن يكُ خيراً منّا وأكرم على الله منا فنحن أعلم منه، فلمّا أعجبوا بعلمهم ابتلوا بأن علمه الأسماء كلها ثمّ عرضهم على الملائكة فقال: (أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين)، البقرة:2 : 31 إني لا أخلق أكرم منكم ولا أعلم منكم، ففزعوا إلى التوبة، وإليها يفزع كل مؤمن، ف (قالوا: سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم) البقرة: 2 : 32، قالا: وعلمه اسم كل شيء من هذه: الخيل والبغال والإبل والجن والوحش وكل شيء.
ذيب الشويرد متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طبع والكيف عند البشر الديره الشعر الشعبي المكتوب 1 01-30-2014 11:17 AM
كيف تعرف رقم بداية الصفحة لكل جزء من القرأن الكريم عبدالواحد التركي المنتدى العام 0 07-24-2013 03:49 PM
صديق من عالم اخر عبدالواحد التركي المنتدى العام 1 02-21-2013 10:43 AM
كلمات نحن بحاجة اليها عبدالواحد التركي الأنساب العام واستفسارات الأنساب 2 09-06-2012 07:38 PM
من هو الانسان ومن هم البشر. حميد الرحبي النقاش العلمي 7 08-15-2012 12:33 AM
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

 
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

 
 
 

الساعة الآن 01:25 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd 
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009