ـ 40 ـ
77 ـ قال الكاتب: [عشيرة القعاقعة في الرولة، وهي عشيرة من أعرق وأقدم عشائر عنزة وتنتسب لجدها القعقاع بن شور الذهلي البكري. والقعقاع شيخ عريق من شيوخ قبيلة عنزة وهو من أقدمهم وكان شيخ عموم الرولة قديماً في خيبر، وقد انتقلت المشيخة منه إلى أسرة الشعلان الشهيرة في مطلع القرن التاسع الهجري استناداً لتاريخ عنزة المدون عند المؤرخين النجديين، ولا زال كبار السن من الرولة والقعاقعة خصوصاً يتوارثون أن جدهم القعقاع كان يغزو مع الصحابة بلهجتهم العامية كدلالة على قدمه، ... ولا يوجد في ربيعة كلها سوى قعقاع واحد استناداً لتاريخها المدون، ولا زالت عشيرة القعاقعة تحتفظ باسمه وبعمود نسبها إلى اليوم] ص 92 ـ 93
1 ـ قولُه: إنَّ رئاسةَ الرولة انتقلت من القعقاع إلى آل شعلان في مَطْلعِ القَرْنِ التَّاسعِ الهجريِّ خطأ لأمورٍ:
أ ـ اتفاقُ المؤرخين والرُّواةِ على أنَّ شعلان ـ وهو محمَّد بن جبران ـ كان أوَّلَ من شاخَ من أسرتِه (انظر: أخلاق الرولة 65) . وشعلانُ من أهلِ القرن الحادي عشر على أبعدِ التَّقْديرِ؛ ذاك لأنَّ "الدريعي بن مشهور بن منيف بن غرير بن شعلان" (انظر: أصدق الدلائل 372) قد مات في منتصفِ القَرْنِ الثَّالث عشر، وبحسابِ الفارقِ بين الأجيالِ يكون ما بين الدريعي وجدِّه الثَّالثِ شعلان نحواً من قرنين: فذلك القَرْنِ الحادي عشر.
ب ـ إنَّ القعقاع مذكورٌ في قصيدة النجيديّ المصلوخيّ في استصراخِ قبائل عنزة (انظر: أسرة الطيار 106، وأصدق الدلائل 182) ، وقد أشار الكاتبُ إلى هذه القصيدةِ وأنَّ هذه الحادثةَ كانت سنةَ 1750م (ص 110)، وهي تُقابل سنةَ 1162 هـ، فهذا دليلٌ على أنَّ رئاسةَ القعقاع لَمْ يَقْلُص ظِلُّها إلى منتصفِ القَرْنِ الثَّاني عشر (انظر: عشائر الشام 369 و 375) .
ج ـ أنَّ ذِكْرَ آل شعلان في القَرْنِ التَّاسع لا يُوجَدُ إلا في (تحفة المشتاق)، وآلُ شعلان أنفسُهم لا يَعْلمون عن هذه الأسماءِ شيئاً إلا من هذا الكتابِ (انظر: تعليقات مترجم "رحلة إلى نجد" 403) . وشكَّكَ باحثو عنزة في صِحَّةِ الأحداثِ والأعلامِ العنزيةِ الواردةِ في هذا المصدرِ (انظر: أصدق الدلائل 147) ، وأمرُه بين الدَّارسين معروفٌ.
2 ـ أمَّا قولُه: إنَّ العامةَ تقول إنَّ [القعقاع كان يغزو مع الصحابة]، وجَعَلَ الكاتبُ هذا دليلاً على معاصرتِه للصَّحابةِ...، فهذه استنامةٌ خادعةٌ لهذه الأقوالِ؛ فإنَّ العوامَّ يَذْكرونَ عَصْرَ الصَّحابةِ ويَعْنُون القِدَمَ المجرَّدَ لا العَصْرَ المحدَّدَ، وقد وَرَدَ ذِكْرُ الصَّحابةِ في كثيرٍ من أشعارِ عنزة وغيرِهم كقولِ مشعان بن مغيلث بن منديل بن هذال:
يا ما ارتحل من نجد حيٍّ سِكَنْها = هي دارنا من دور عصر الصَّحابة
ويقول سعدون العواجي :
إن كان ابن فرهود يطلب لقانا = جينا على الزرفات خيل الصَّحابة
ويقول حنيف ابن سعيدان في مَدْحِ فيصل بن سلطان بن الحميدي :
اسمٍ على جسمٍ وفعلٍ على ساس = وفعلٍ قديمٍ من عصور الصَّحابة
فهذا ظاهرُ الدَّلالةِ على أنَّهم لا يَعْنُون زَمَناً بعينِه، وإنَّما مُرادُهم: القِدَمُ.
3 ـ قولُه: [ولا زالت عشيرة القعاقعة تحتفظ باسمه وبعمود نسبها إلى اليوم]، يُخالف ما سَجَّله ابنُ عبَّارٍ؛ فهو قد أورَدَ نسبَهم نَقْلاً عنهم فقالُوا: القعقاع بن أبيض بن زايد بن جلاس بن مسلم (انظر: أصدق الدلائل 215).
4 ـ قولُه: [لا يُوجَدُ في ربيعةَ كلِّها سوى قعقاع واحد]، هذا غيرُ صحيحٍ؛ ففي ربيعةَ بنِ نزارٍ قعاقعةٌ غيرُه، ففيها: القعقاع اليَشْكُرِيُّ شاعرٌ جاهليٌّ ، والقعقاع النَّمِرِيُّ وهو شاعرٌ عَبَّاسِيٌّ.
78 ـ قال الكاتبُ: [البشر حي معروف من أحياء تغلب في صدر الإسلام، ويسكنون قريباً من جبل البشري المعروف والذي سمي بالبشر بن قيس بن عقبة رجل من النمر بن قاسط حلفاء تغلب. وكان بشر هذا رديف الملك عامر الضحيان سيد ربيعة في زمانه، ... ويقول الأخطل يمدح بني البشر من تغلب...]. ص 95 ـ 96
1 ـ بنو البِشْرِ حَيٌّ من بني النَّمِرِ بنِ قاسطٍ، وليسوا من تغلِب.
2 ـ بشر بن قيس لَمْ يكُ رديفاً لعامرِ الضحيان، وكيف يكون؟! فبِشْرٌ هذا هو بِشْرُ بن قيس بن (زهير بن) عُقْبة بن (جشم بن) هلال بن ربيعة بن زيد مناة بن عامر الضحيان، فجَمَعَ بين رجلٍ وجدِّه الأبعدِ!
3 ـ أما شعرُ الأخطلِ... فهو يَصِفُ صاحبتَه بالهلاليَّةِ، وحالَ دونها بنو البِشْرِ، وبنو البِشْرِ هؤلاءِ من بني هلالٍ من النَّمِرِ بنِ قاسطٍ، يقولُ فيهم مِسْكينُ الدَّارِميُّ في نحو سنةِ 53 هـ:
شُرَيْحٌ فارسُ النُّعْمانِ عَمِّي = وخالي البِشْرُ بِشْرُ بني هلالِ
ـ يتبع إن شاء الله ـ