04-18-2009, 05:15 PM
|
#1
|
عضو منتديات العبار
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 39
|
الصقعبي والكتاتيب
الصقعبي والكتاتيب
صبار العنزي
اطلعت على ما خطه يراع زميلنا الأستاذ عبدالله الكعيد في زاويته «القافلة تسير» تعليقاً بل اندهاشاً لما شاهده من إعلان بعنوان مدرسة الصقعبي والمتمثل بقيام احفاد وذوي الراحل بتخصيص جائزة للتفوق العلمي تذكيراً وإشادة بمنجزاته في مجال التعليم، وللإنصاف فإن غرابة ما أصاب كاتبنا الكعيد أصاب الكثيرين من الرجال الذين لا يزايدون على قول الحقيقة أو يجاملون على حساب المنافع والمصالح وللتاريخ فإن الشيخ والمربي الصقعبي أسس ما يشبه المدرسة النظامية في زمن الكتاتيب إذا تميز بتدريس الحساب والخط والإملاء والأدب وتجويد القرآن الكريم ولم يقتصر دوره على دور الكتاتيب في عصره بل تجاوزه إلى تدريس علوم أخرى بل انه يكاد يكون أول من طبق اليوم الدراسي الكامل حيث تمتد ساعات الدراسة والحضور من الصباح الباكر وحتى غروب الشمس وشمل منهجه تكثيفاً للأنشطة اللامنهجية إذ قام بعمل رحلات برية للطلاب للترفيه عنهم وكل هذا يتم مقابل الفطرة وريال بين العيدين لا يصل منه إلا 25٪ ولعل من محاسن الشيخ الواجب ذكرها اهتمامه بالفقراء والمساكين ولا أدل على ذلك من قيامه بشراء الألواح والطلو لهم وعرف عنه متابعته الدائمة لأبنائه الطلبة في حالة غيابهم ومن جميل ما يذكر ابتكاره لأسلوب تعليمي ترغيبي حيث انه كان ينقل الطلاب فترة العصر إلى السوق وفي إحدى زواياه يقوم بتدريسهم في لفتة منه لإيضاح أهمية العلم للزائرين للأسواق ومرتاديه من حاضرة وبادية وتشجيع صغار السن لذلك وإن كانت وزارة التربية والتعليم تجاهلت انجازه ودوره بل وحتى انصافه بالقليل كتسمية احدى المدارس باسمه أو إقامة ملتقى سنوي باسمه أو وضع جائزة تربوية تخلد ذكراه.. ولأنني أشارك زميلنا الكعيد بأن هذه الشخصية التربوية المعطاءة في زمن شح فيه الاهتمام بالعلم وسيطر الجهل لهي أحق بالحضور والخلود في ذاكرة القائمين على تولي أمور التعليم وليس هذا فقط بل ان وزارة الثقافة والإعلام وكذلك الأندية الأدبية بفروعها وجمعية الثقافة والفنون تشارك التعليم ممارسة الجحود والبعد عن البارزين والمتميزين في خدمة هذا الوطن وخصوصاً أمثال الصقعبي الذي لا يرتبط اسمه بداعم أو مساند لحضوره وان كانت مطالبتنا متأخرة وجاءت بعد رحيله بعقود من الزمن إلا أنها مطالبة مشروعة فالذين تميزوا في عطائهم في شمال الوطن أو جنوبه أو في كل بقعة من بقاعه يستحقون توثيق وتدوين منجزاتهم وتخصيص أجنحة لهم في الأماكن العامة أو المتخصصة القريبة من عطائهم وهذا ما يعطي القادرين على الإنجاز والمتواجدين بيننا شعوراً بأن المخلص لا يمكن أن يضيع جهده حتى على المدى البعيد!
ولعل أسرة هذا المربي وغيرها من الأسر استدركت أخيراً أن الإنصاف لا يأتي من الآخرين إلا طمعاً في نيل مصالح دنيوية أو غيرها وأن عليهم القيام بدورهم وتخصيص جائزة تحفظ لهذا العَلم تاريخه الذي غيّبه القائمون على التعليم وبكل تأكيد هناك غيرة من المغيبين الذين لا تستطيع أسرهم إقامة مثل هذه الجوائز السنوية المكلفة في وقت عجزت مراكز كلفت بل وأنشئت من أجل هذا الفعل ولها فروعها المنتشرة وميزانيتهما العالية..
إلا أن القائمين عليها تسابقوا لإقامة الأنشطة لأصدقائهم وطباعة أعمالهم وأهملوا من قدموا جهدهم ونتاج فكرهم وضحوا من أجل وطنهم في وقت كان هذا الوطن بحاجة لوجودهم!
اخوكم/ الصقعبي الصقري
|
|
|