الإهداءات

 

 

   

 

    
  

 


    -  تعديل اهداء
العودة   موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه الركن العلمي المراجع والكتب المتخصصة
المراجع والكتب المتخصصة يختص بالمراجع والكتب المتخصصة بمجالات الانساب والشعر والتاريخ
 

 
 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 05-04-2022, 06:46 PM   #1
صاحب الموقع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 10,337
افتراضي صدور كتب سلسلة من القبائل العراقية

صدور كتب سلسلة من القبائل العراقية
صدرت كتب سلسلة من قبائل العراق من قبل باحثين ملمين في تاريخ وأنساب قبائل العراق وتطرّقوا لقبيلة تغلب بن وائل وبكر بن وائل تاريخها وأنسابها ومشاهيرها وأحداثها بصدق وأمانة موثقة ومدعومة بالمصادر دون زيادات ودون مبالغات ودون مهايطات ودون خلط ويسرني أن استعرض نبذة عن ما جاء في نسب وتاريخ قبيلة تغلب وبكر لكي يدركون الذين سطوا على نسب القبيلتان ووضعوهم فرعي عنزة واستعاروا أبوهم وائل بن قاسط ونصبوه جد وعزوة لقبيلة عنزة وكل هذا تضليل وتلفيق وافتراء لأن بكر وتغلب وعنز أبوهم وائل بن قاسط وفرع قبيلة عنزة المعاصرة بشر ومسلم لهم جد عنزي اسمه وائل وهو جدهم وعزوتهم وهو غير وائل الذي انتحلوه المزورين وهذه المواضيع الذي كتبها المؤلفان ليس بها خلط الوائلية ولا يوجد اسم الوائلية عندهم ألا إذا ذكر اسم بكر وتغلب فهم يقولون بن وائل لأنه أبوهم والذين يكررون أسم الوائلية في مصطلح لم يرد في التاريخ هم الذين زيفّوا وزورّوا نسب قبيلة عنزة وغرّروا بالذين لم يطلعون على نسب قبائل العرب والمؤسف أن الذين وهمّوا رجال عنزة بهذا الخلط مما جعل بعض الشيوخ يوقعون على مشهد معيب ينقل نسب بكر وتغلب إلى عنزة ويمسح اسم عنزة ويضمها لبكر وتغلب والذين ينسبون قبيلة بشر العنزيىة إلى تغلب فأن هذه تغلب ولا يوجد معها ذكر لعنزة وهذه بكر ولم يوجد من نسبها لعنزة أو نسب عنزة لها في سلسلة الأنساب وجميع المصادر الصحيحة وضحت أنساب القبائل الثلاثة وكل قبيلة نسبت لنسبها بموجب سلسلة الجدود وليس مشاهد مزورة وأقوال ملفقة والاستدلال بقول رجل معاصر أو بيت شعر شعبي أما ضنا مسلّم العنزية الذين أدعو أنها من قبائل بكر فهذا البحث عن بني عجل وحنيفة من بكر وقبيلة بني شيبان من بكر مدعومة بالدلائل والحقائق وليس مشاهد وأقوال ولا يوجد مع بكر ضنا مسلم وهناك قبائل مثل بنو يشكر وبنو قيس بن ثعلبة وبنو تيم بن ثعلبه من بكر بن وائل من جديله بن أسد وقبائل عبدالقيس وغفيلة والنمر بن قاسط من جديلة بن أسد لم يتطرّقون لها لأن هذه القبائل اندمجت ضمن مجمّع ربيعة بالعراق وقد برز منها فروع من جذوع وجميع قبائل ربيعة موجودة في العراق وتركيا وأيران وسوريا ولبنان ومناطق أخرى من العالم العربي ولم تنقرض ولم تدخل في قبيلة عنزة فرع بشر ومسلّم كما أشيع نسوق هذه البحوث للذين زوروا وحوروا نسب هذه القبائل لعلهم يتركون العبث في أنساب قبائل ربيعة ولعلهم يرجعون في الحق لأن الرجوع بالحق أفضل من التمادي في الباطل وتاريخ ونسب قبيلة عنزة أوضح من الشمس وكذلك نسب بكر وتغلب وجميع قبائل ربيعة ليس مجهولة النسب والتاريخ لذلك آمل من رجال عنزة الذين يهمهم النسب الصحيح ونبذ الكذب الاطلاع ويعرف الجميع أنه ما يوجد مع قبيلة عنزة لا بكري ولا تغلبي والله المستعان على ما يصفون المزورين والعابثين في النسب :

كتاب عن قبيلة تغلب
سلسلة القبائل العربية في العراق ( 8 ) قبيلة تغلب
بقلم : علي الكَوْراني العاملي وعبد الهادي الربيعي الطبعة الأولى 1431 هـ - 2010 م
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة وأتم السلام على سيدنا ونبينا محمد ، وآله الطيبين الطاهرين .
وبعد ، فهذا الجزء من سلسلة : « القبائل العربية في العراق » خاص بقبيلة تغلب بن وائل ، وهو أخ بكر وعنز ابني وائل ، وتغلب إحدى قبائل ربيعة بن نزار العدنانية .
وقد عقدنا الفصل الأول لبيان نسبها وأهم بطونها ، لأنه لا يتسع المجال لاستقرائها كلها .
وجعلنا الفصل الثاني لأهم حروبها في الجاهلية ، ومنها حرب البسوس التي كانت مع أبناء عمهم بكر بن وائل ، واستمرت نحو أربعين سنة ! كما ذكرنا باختصار حروبها مع قيس في أواخر القرن الأول ،.
وجعلنا الفصل الثالث لسياسة النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) مع تغلب وغسان ، وغيرهما من القبائل العربية ، في جذبهم إلى الإسلام وإبعادهم
عن نفوذ الفرس والروم ، وكيف نجحت ، وأخذت تغلب تدخل في الإسلام وجاء وفدها إلى النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) وفيهم نصارى .
وخصصنا الفصل الرابع لتاريخ بني تغلب بعد النبي (صلى الله عليه وسلّم)
وذكرنا أن تغلباً أسلموا وكان منهم صحابة أخيار ، وأنهم شاركوا بفعالية في فتح العراق .
أما الفصل الخامس فخصصناه بدولة بني حمدان مفخرة بني تغلب ، التي شملت الموصل وحلب وأكثر سورية ، وكانت درعاً لحماية حدود بلاد الإسلام ، وسداً في وجه غزو الروم .
ثم تعرضنا في الفصل الأخير لأشهر أعلام بني تغلب ، وهم كثيرون ، فاخترنا أبرزهم وأهمهم . وما توفيقنا إلا بالله .
علي الكوراني العاملي وعبد الهادي الربيعي 19 / محرم / 1431 ه‍
الفصل الأول : نسب القبيلة وأهم بطونها
1 - تغلب أخ بكر بن وائل وعنز بن وائل ترجع قبيلة تغلب في نسبها إلى: تغلب ( دثار ) بن وائل بن قاسط بن هِنَب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان ، فهي أحد بطون ربيعة بن نزار العدنانية .
وكان لوائل خمسة أولاد : بكر بن وائل ، وعنز بن وائل ، والشُّخيص بن وائل ، والحارث بن وائل ، وتغلب بن وائل ، وأمهم جميعاً هند بنت مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر . وقد صار ثلاثة من أولاده أصولاً لثلاث قبائل كبيرة ، وهم : بكر وعنز وتغلب . أما الشُّخيص والحارث فذريتهما قليلة ، فاندمج بنو الشُّخيص في تغلب ، وبنو الحارث في بني عائش بن مالك . ( جمهرة أنساب العرب : 2 / 302 ) .
وأولاد تغلب : غنم ، والأوس ، وعمران ، وكانت ذرية عمران قليلة ليس فيهم مشاهير ، وأكثر منهم قليلاً بنو أوس ، وبرز منهم القرثع الشاعر ، وتميم بن جميل الذي خرج على المتوكل العباسي بديار ربيعة .
وكانت كثرة تغلب والعدد في ولده غنم ، وتولت قبيلة تغلب رئاسة بني ربيعة ردحاً من الزمن .
قال اليعقوبي في تاريخه : 1 / 224 : « كانت الحكومة والرئاسة من ربيعة في بني ضبيعة ولد بهثة بن وهب بن جلي بن أحمس بن ضبيعة بن ربيعة ، ثم تحولت الحكومة والرئاسة في ولد عنزة بن أسد بن ربيعة ، ثم تحولت في عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة ، ثم سارت عبد القيس حتى نزلت اليمامة بسبب حرب كانت بينهم وبين بني النمر بن قاسط ، وكانت إياد باليمامة ، فأجلوهم ، ثم صارت الرئاسة في النمر بن قاسط ، ثم تحولت من النمر بن قاسط فصارت في بني يشكر بن صعب بن علي بن بكر ، ثم تحولت من يشكر بن صعب ، فصارت في بني تغلب ، ثم صارت في بني شيبان » .
2 - بطون بني تغلب
ذكرت كتب الأنساب بطوناً كثيرة لبني تغلب ، وأشهرها بنو حمدان ، وهذا عددٌ منها حسب الحروف الأبجدية :
1 - بنو الأوس بن تغلب ، وكانوا كثرة في بلاد الشام ، قال ابن عساكر ( 49 / 304 ) : « إن قرثع التغلبي الشاعر وفد على أحد خلفاء بني أمية فعمد الخليفة الأموي إلى إثارة الفتنة فسأله عن شرف تغلب وكثرتهم فيمن ؟ فقال القرثع : في بني الأوس بن تغلب . فقال : أتقول هذا وكعب بن جعيل حاضر ؟ فقال القرثع : نعم ! وكان كعب من بني غنم بن تغلب ، فلما جاء أخبره الخليفة بقول القرثع فقال كعب مستهزئاً : منْ بنو الأوس وما فيهم ؟ وأنشد :
لعمرك ما السفاح منـك ابنُ خالـد * وما أنت من أبناء عمرو بن جيحلِ
وما لك في عمرو وعمران مسكةٌ * ولا فـي الكـنـاني الأغـرِّ المـحـجـل
ومـالـك فـي آل الـهـذيـل دعــــاوة * ولا في بـني حـوط الحظائر فارحل
وما الأوس إلا جَعْـرُ خَاٍر بقَـرْقـَرٍ * من الأرض يحيى جعرةً غير معجل
فخـرت بقـوم لـم يكن لك فخرهم * وإنـك مـن أفـعـالـهـم لـبـمـعــــــــزل
فهاجت بينهما لذلك فتنة .
2 - البرزي : بطن من تغلب بن وائل ، كانوا سنة 118 ه‍ في قلعة التبوشكان من طخارستان العليا ، فحصرهم جديع الكرماني حتى فتحها ، فقتل مقاتلتهم وقتل بني برزي ، وسبى عامة أهلها من العرب والموالي والذراري ، وباعهم فيمن يزيد في سوق بلخ . ( معجم قبائل العرب : 1 / 75 ) .
3 - ثعلبة بن بكر ، بن حبيب ، منهم الهذيل بن هبيرة بن قبيصة ومنهم عميرة بن الجعل الشاعر . ( جمهرة أنساب العرب : 2 / 307 ) .
4 - ثعلبة بن حبيب بن عمر بن غنم بن تغلب بن وائل . ( معجم قبائل العرب : 1 / 144 ) .
5 - جُشَم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب . ( جمهرة أنساب العرب : 2 / 304 ) .
6 - بنو جُندب ، بن الحرث بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل . ( اللباب في تهذيب الأنساب : 1 / 294 ) .
7 - بنو حرقة بن ثعلبة بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب . ( معجم قبائل العرب : 1 / 264 ) .
8 - بنو حمدان : بطن من بني عدي بن أسامة بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط ، منهم ملوك الموصل والجزيرة أيام العباسيين ( معجم قبائل العرب : 1 / 298 ) .
9 - بنو الديل بن زيد بن غنم بن تغلب ( معجم قبائل العرب : 1 / 400 ) والنسبة إليه دُؤلي .
10 - بنو زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب ، وينسب إليه كثيرون منهم : عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب بن سعد بن زهير ( اللباب : 2 / 83 ) ، أحد أصحاب المعلقات .
11 - بنو سعد بن جشم بن بكر بن حبيب . ( الجمهرة : 2 / 305 ) .
12 - بنو شعبة بن مهلهل أخ كليب بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن بكر بن غنم بن تغلب ، كانوا يسكنون الطائف في القرن الثامن الهجري ( معجم قبائل العرب : 2 / 596 ) وهم اليوم هناك ويحملون نفس الاسم : بنو شعبة . ويبدو أن الحسن بن علي بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني الحلبي ، صاحب كتاب تحف العقول ، من هذا البطن ، وقد توفي سنة 381 ه‍ أي قبل انهيار الدولة الحمدانية التي عرفت برعايتها للعلماء ، وينسب إلى حران كما ينسب إلى حلب فيقال : الحراني الحلبي . ( معجم البلدان : 2 / 236 ) .
13 - بنو عتاب ، بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب ، ينسب إليه كلثوم بن عمرو بن أيوب العتابي ، كان شاعراً من أهل قنسرين مدح الرشيد وغيره . ( اللباب في تهذيب الأنساب 2 / 319 ).
14 - بنو عدي بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب ، ينسب إليه كثيرون منهم أمراء بني حمدان بن حمدون ، ومنهم سيف الدولة أبو الحسن علي بن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان التغلبي العدوي .
( المعارف لابن قتيبة : 96 ) .
15 - بنو عطيف بن حارثة بن مالك بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب . ( معجم قبائل العرب : 2 / 791 ) .
16 - بنو عمران بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان ( معجم قبائل العرب : 2 / 826 ) .
17 - بنو عمرو بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل ( معجم قبائل العرب : 2 / 830 ) ، منهم الوليد بن طريف بن عامر الخارجي ، وأخته ليلى القائلة في رثائه :
أيا شجر الخابور مالك مورقاً * كأنك لم تجزع على ابن طريف
( جمهرة أنساب العرب : 2 / 307 ) .
18 - بنو عمرو بن غنم ، وفيه عدد تغلب وكثرتهم ، وقد أولد : حبيب ، ومعاوية ، زيد ، وهو أقلهم بقية . ( المصدر السابق : 2 / 304 ) .
19 - بنو عوف ، بن بكر بن حبيب ، منهم كعب بن جعيل ( المصدر السابق : 2 / 306 ) .
20 - بنو كليب بن ربيعة بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمر بن غنم ، وبسبب قتل كليب هذا كانت حرب البسوس بين بكر بن وائل وتغلب
بن وائل . ( معجم قبائل العرب : 3 / 993 )
21 - بنو كنانة ، بن تيم بن سامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب ، ينسب إليه حنظلة بن قيس بن هوبر قائد تغلب أيام حربهم مع عمير بن حباب السلمي . ( اللباب : 3 / 113 )
22 - بنو مالك ، بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب ، منهم السفاح ، واسمه سلمة بن خليد بن كعب بن زهير بن قسيم بن أسامة بن مالك . ( لب اللباب للسيوطي / 234 )
23 - بنو مالك بن جشم بن بكر بن حبيب ، ومنهم الشاعر القطامي ،
ومنهم بنو عمرو بن مالك بن جشم ، والأخطل التغلبي غياث بن غوث بن الصلت . ( جمهرة أنساب العرب : 2 / 305 ) .
24 - بنو معاوية ، بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم ، منهم أعشى تغلب نعمان بن نجوان ، وقيل اسمه ربيعة بن نجوان . ( المصدر السابق: 2 / 307 ) .
3 - مساكن بني تغلب

كانت قبائل ربيعة بن نزار كلها تقيم في أطراف نجد والحجاز إلى اليمامة ، حتى وقعت حرب البسوس بين بكر وتغلب ابني وائل ، فكان البوار وهجر الديار ، وعلى التحديد بعد يوم قِضَّة حيث كان لبكر على تغلب ، فتبددت تغلب في البلاد ، وانتشرت من اليمامة إلى أطراف سواد العراق ، وارتحلت تغلب والنمر بن قاسط فنزلت بالجزيرة الفراتية ( قبيلة تغلب : عبد القادر حرفوش / 55 ( بجهات سنجار ونصيبين ، وما بين الموصل ورأس عين ، ودنيسر والخابور ، وتعرف بديار ربيعة ( معجم البلدان : 2 / 494 ) .
ومن أشهر كورها وقراها : قرقيسيا ، وميافارقين ، وماردين ، وسيمساط وبلد ، وغيرها ، وسكنت بعض بطونها دارين من البحرين الإحساء حالياً ( تاريخ الطبري : 1 / 492 ) ، وأسكن الملك الساساني سابور ذو الأكتاف بعضهم في كرمان والأهواز .
وقال الطبري : 1 / 495 : « ثم استصلح العرب ( سابور ) وأسكن بعض قبائل تغلب ، وعبد الشمس ، وبكر بن وائل كرمان ، وتوج ، والأهواز » .
4 - مياه بني تغلب ومواضعهم من مياه بني تغلب المشهورة في ديار ربيعة التي ذكرها ياقوت في معجم البلدان ، والبكري في معجم ما استعجم : أبارق الثمدين : تثنية الثمد ، وهو الماء القليل ، قال القتال الكلابي :
سرى بديار تغلب بين حوضي * وبـيـن أبـارق الثمـديـن سـارِ
سـمـاكـيٌّ تـلألأ فـــــــــي ذراه * هـزيـم الـرعـد ريـان الـقــرارِ
والبِشْر : جبل يمتد من عرض إلى الفرات من أرض الشام من جهة البادية ، وفيه معدن القار والمغرة ، والطين الذي يعمل منه البواتق التي يسبك فيها الحديد ، والرمل الذي في حلب يعمل منه الزجاج ، وهو رمل أبيض ، وهو من منازل بني تغلب بن وائل .
والثرثار : واد عظيم بالجزيرة بين سنجار وتكريت يمد إذا كثرت الأمطار ، وللعرب بنواحيه وقائع ، ولهم فيه أشعار .
والثَنِي : علم لموضع بالجزيرة قرب شرقي الرصافة .
وحابس : اسم موضع كان فيه بعض أيامهم .
والحريم : موضع في ديار بني تغلب قريب من ذي بَهْدا .
وحَزَّة : موضع بين نصيبين ورأس عين على الخابور .
والحصيد : موضع في أطراف العراق من جهة الجزيرة .
ودير لُبى أو لبنى بالنون ، دير قديم على جانب الفرات .
والرُحوب : بالجزيرة ، وهو لبنى جشم بن بكر رهط الأخطل ، أوقع فيه الجحاف - بن فاتك السلمي الشاعر - بقوم الأخطل وأسر الأخطل وعليه عباءة وسئل فقال : أنا عبد ، فخلوا سبيله فخشي أن يعرف فيقتل فرمى نفسه في جب حتى انصرف القوم فنجا ، وقتل أبوه غياث .
وعنازة : موضع من ديار تغلب .
وقباقب : ماء لبني تغلب خلف البشر من أرض الجزيرة .
والقنينيات : اسم حَفْر في بلاد تغلب . قال عدي بن الرقاع :
حتتى وردنـا القـنينـيـات ضـاحـيـة * في ساعة من نهار الصيف تلتهب
وكباث : بالجزيرة لبني تغلب كان يقام به سوق في الجاهلية .
5 - بنو تغلب في عصرنا الحاضر :
يتواجد بنو تغلب في زماننا في العراق ، خصوصاً في مدينة الكوت والموصل وتكريت والأنبار وحديثة ، وبعض المناطق الأخرى في الوسط والجنوب ، وفي سوريا ، ولبنان ، لكن التسمية بتغلب والتغلبيين تلاشت غالباً وصارت كل البطون تسمى ربيعة دون تمييز ، فصار اسم ربيعة عاماً للشيباني والتغلبي والقيسي ( قيس بن ثعلبة ) ولبني عبد القيس وبني عجل . وقد احتفظ بنو حمدان باسمهم في العراق وسوريا ولبنان .
الفصل الثاني : حروب تغلب في الجاهلية
1 - من أيام تغلب في الجاهلية خاضت تغلب حروباً كثيرة ، كان أشرسها وأطولها حربهم مع أبناء عمومتهم بكر بن وائل ، لأن جساس بن مرة الشيباني قتل كليباً وهو وائل بن ربيعة . وعرفت بحرب البسوس وهي ناقة كانت الحرب بسببها ، ودامت نحو أربعين عاماً . ومن أيامهم :
1 - يوم السلان : غزت فيه مذحج أهل تهامة ومن بها من أولاد معد ، فاجتمعوا لحربها ، وكان أكثرهم ربيعة ، فرأسوا عليهم ربيعة بن الحارث ، فهزموا مذحجاً . ( تاريخ اليعقوبي : 1 / 224 )
2 - وقعة الخزاز : كانت بين القبائل القحطانية من أهل اليمن ، وبين ربيعة بن نزار عامة وتغلب خاصة ، وسببها ثورتهم على ملوك بني الحارث من كندة ، حيث كان ملك تغلب وبكر سلمة بن الحارث الكندي ، وملك قيس معدي كرب بن الحارث ، وملك أسد وكنانة حجر بن الحارث والد امرئ القيس الشاعر ، فثارت القبائل ضد بني الحارث فقتلتهم ، وبقي سلمة بن الحارث ، فلحق باليمن وجمع الجموع ، وسار ليقاتل بني نزار وكان عنده أسرى من ربيعة ، فجاء وفد ليفكهم فرفض وطلب كبرائهم رهينة ، وبلغ الخبر كليب وائل فبعث إلى ربيعة فجمعهم وسار بهم وعلى مقدمته السفاح التغلبي ، فالتقوا بخزاز فاقتتلوا فانهزمت مذحج . فملَّكت ربيعة كليباً أخ المهلهل قبل أن يقتله جساس وتشتعل بسببه حرب البسوس . ( الكامل : 1 / 521 ) .
3 - يوم كلاب الأول : بين الملك شرحبيل بن الحارث بن عمرو ملك بكر بن وائل ، وأخيه سلمة بن الحارث ملك تغلب والنمر بن قاسط ، فسار شرحبيل فيمن معه ومنهم الصنائع وهم قوم مع الملوك من شذاذ العرب ، فأقبلوا إلى كلاب وعلى تغلب السفاح بن خالد ، فاقتتلوا فلما كان آخر النهار خذلت بنو حنظلة وعمرو بن تميم والرباب بكر بن وائل وانهزموا ، وثبتت بكر وانصرفت بنو سعد ومن معها عن تغلب وصبرت تغلب ،ونادى منادي شرحبيل من أتاني برأس سلمة فله مائة من الإبل ، ونادى منادي سلمة بذلك ! فكانت الغلبة لتغلب وسلمة ، وانهزم شرحبيل ، ولحقه أبو الحنش فقتله وجاء برأسه لأخيه سلمة ، فندم وجزع وهرب أبو حنش . ( الكامل : 1 / 550 ) .
4 - يوم أوارة الأول : كان بين المنذر بن امرئ القيس ملك الحيرة وبين بكر بن وائل ، وسببه أن تغلب طردت ملكها سلمة بن الحارث ، فالتجأ إلى بكر بن وائل فملكته بكر عليها ! فحلف المنذر ليسيرن إليهم ويذبحهم على قلة جبل أوارة حتى يبلغ الدم الحضيض ! وسار إليهم في جموعه من تغلب والنمر بن قاسط فالتقوا بأوارة فاقتتلوا وانهزمت بكر ، وأمر المنذر بقتل الأسرى وهم كثر فذبحوا على جبل أوارة فجعل الدم يجمد ، فقيل له : أبيت اللعن لو ذبحت كل بكري على وجه الأرض لم تبلغ دماؤهم الحضيض ، ولكن لو صببت عليه الماء ففعل فسال الدم إلى الحضيض ، وأمر بالنساء أن يحرقن بالنار ! ( الكامل : 1 / 553 )
5 - حربهم مع الحارث بن عمرو : ملك بكر بن وائل ، وذلك عندما طلب الملك الساساني أنو شروان الحارث بن عمرو وهو بالأنبار فهرب في أصحابه وماله ، فتبعه المنذر بالخيل من تغلب وإياد وبهراء فلحق بأرض كلب ونجا ، وأخذت بنو تغلب ثمانية وأربعين نفساً من بني آكل المرار ملك بكر بن وائل فضرب المنذر رقابهم بين دير بني هند والكوفة . وفيهم يقول امرؤ القيس :
ملوك من بني حجر بن عمرو * يساقـون العشيـة يقتلـونـا
فـلـو في يـوم معـركة أصيبـوا * ولكن فـي ديـار بني مرينا
ولـم تغسل جماجمهـم بـغسـل * ولكـن فـي الدماء مرملينـا
تظـل الطيـر عـاكـفـة عـليهـم * وتنتزع الحواجب والعيونا
( الكامل : 1 / 435 )
6 - مقتل عمرو بن المنذر بن ماء السماء اللخمي ملك الحيرة . قتله عمرو بن كلثوم التغلبي الشاعر ، وسببه أن عمرو بن المنذر قال يوماً لجلسائه : هل تعلمون أن أحداً من العرب يأنف أن تخدم أمه أمي ؟ قالوا : ما نعرفه إلا أن يكون عمرو بن كلثوم التغلبي ، فإن أمه ليلى بنت مهلهل بن ربيعة وعمها كليب وائل ، وزوجها كلثوم وابنها عمرو . فبعث إلى عمرو بن كلثوم يستزيره ويأمره أن تزور أمه ليلى أمه هند بنت الحارث ، فقدم في فرسان من بني تغلب ومعه أمه ليلى فنزل على شاطئ الفرات ، وبلغ عمرو بن هند قدومه فأمر فضربت خيامه بين الحيرة والفرات وصنع لهم طعاماً ، ودعا الناس إليه فقرب إليهم الطعام على باب السرادق ، وجلس هو وعمرو بن كلثوم وخواص أصحابه في السرادق ،ولأمه هند قبة في جانب السرادق وليلى أم عمرو بن كلثوم معها في القبة ، وقال عمرو بن المنذر لأمه : إذا فرغ الناس من الطعام ولم يبق إلا الظرف فنحي خدمك عنك ، فإذا دنا الظرف فاستخدمي ليلى ومريها فلتناولك الشئ بعد الشئ ، فلما فرغت الظروف قالت هند لليلى : ناوليني ذلك الطبق ! قالت : لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها ، فألحت عليها فقالت ليلى : وا ذلاه يا آل تغلب ! فسمعها ولدها عمرو بن كلثوم فثار الدم في وجهه ، والقوم يشربون فعرف عمرو بن هند الشر في وجهه ، وثار ابن كلثوم إلى سيف ابن هند ( عمرو ) وهو معلق في السرادق وليس هناك سيف غيره فأخذه ثم ضرب به رأس عمرو بن هند فقتله ، وخرج فنادى يا آل تغلب فانتهبوا ماله وخيله ، وسبوا النساء وساروا فلحقوا بالحيرة ، فقال أفنون التغلبي :
لعـمـرك ما عمـرو بن هـنـد وقـد * دعا لتخدم ليلى أمه ، بموفق
فقام ابن كلثوم إلى السيف مصلتاً * وأمسك من ندمانه بالمخنق
( الكامل : 1 / 547 )
7 - يوم بارق : اقتتل فيه بنو تغلب والنمر بن قاسط وناس من تميم ، فاجتمعت شيبان وقصدوا تغلب فقتلوا منهم مقتله عظيمة لم تصب تغلب بمثلها وسبوا حريمهم . ( الكامل : 1 / 648 ) .
8 - حربهم مع ملك الشام الحارث بن أبي شمر الغساني ، وكان مرَّ بجماعة من تغلب فلم يستقبلوه ، وركب عمرو بن كلثوم التغلبي فلقيه فقال له : ما منع قومك أن يتلقوني ؟ فقال : لم يعلموا بمرورك . فقال : لئن رجعت لأغزونهم غزوة تتركهم أيقاظاً لقدومي ! فقال عمرو : ما استيقظ قوم قط إلا نَبُلَ رأيهم وعزَّت جماعتهم ، فلا توقظن نائمهم فقال : كأنك تتوعدني بهم ؟ أما والله لتعلمن إذا نالت غطاريف غسان الخيل في دياركم أن أيقاظ قومك سينامون نومة لا حلم فيها ! ثم رجع عمرو بن كلثوم عنه وجمع قومه وغزا بني تغلب ، فاقتتلوا حتى انهزم الحارث وبنو غسان ، وقتل أخو الحارث وعدد كثير !
9 - حربهم مع زهير بن جناب الكلبي : فقد جمع زهير من قدر عليه من أهل اليمن ، وغزا بكراً وتغلب ، فانهزمت بكر ثم انهزمت تغلب ، وأسر كليب ومهلهل ابنا ربيعة . ( الكامل : 1 / 505 ) .
10 - يوم زرود : موضع بين مكة والكوفة ، وفيه أغار جذيمة التغلبي على بني يربوع من تميم ، فانهزمت تغلب وأسر جذيمة ( معجم ما استعجم : 2 / 697 ) .
11 - يوم ذي بهدى : أغار الهذيل بن هبيرة التغلبي على ضبة ، وهم بطن من مضر ، فاستصرخت بنو ضبة بني سعد بن زيد مناة من تميم ، فانهزمت بنو تغلب ، وأسر الهذيل ، ثم فداه قومه ففكوا أسره . ( الكامل : 1 / 218 ) .
12 - يوم إراب : ماء بالبادية لبني رياح من تميم ، وقد غزاهم هذيل بن هبيرة التغلبي فسبى نساءهم . ( الكامل : 1 / 133 ) .
13 - يوم سفار : كان هذيل بن هبيرة التغلبي من بكر بن حبيب ، المعروفين بالأراقم ، وكان بنو تميم يفزِّعون به ولدانهم فأغار على إبل نعيم بن قعنب الرياحي فهرب رجالها ، فجلس الهذيل على شفير بئر تسمى سِفار مطمئناً ، فرآه حباشة المازني التميمي فرماه بسهم من خلفه فأصابه وسقط في القليب ميتاً ! ( الكامل : 3 / 739 ) .
14 - يوم ثبرة : من ديار بني مالك بن زيد مناة بن تميم ، كانت فيه حرب بينهم وبين تغلب ، فهزمت بنو يربوع . ( الكامل : 1 / 335 ) .
2 - حروب تغلب مع قيس في الإسلام ! قيس بن عيلان بن مضر بن نزار : قبيلة عربية كبيرة ، وبطونها كثيرة ، منها : بنو سليم بن منصور ، وبنو هوازن بن منصور وبنو عامر بن صعصعة ، وبنو هلال بن عامر ، وبنو فزارة وذبيان وعبس ، وكلاب ، وغطفان وغيرها وهذا هو المتبادر من قيس والقيسية عندما تطلق الكلمة وهناك قبيلة أخرى تسمى قيساً وهم : بنو قيس بن ثعلبة ، بطن من بكر بن وائل ، وهم رهط الأعشى ميمون بن قيس .
في الموسوعة العربية : « أقامت تغلب بعد الإسلام في مواطنها بين الخابور والفرات ، واكتفى عمر بإضعاف الصدقات عليها ، وفي عصر بني أمية كانت موالية لهم ، وقد حدثت بينها وبين قبيلة قيس حرب ضارية لأن قيساً أرادت إجلاءها عن مواطنها ، وقد تداولت القبيلتان النصر في هذه الحرب ، وظهرت في وقائعها ألوان من الوحشية لا عهد للعرب بها من قبل في حروبهم . وقد هاج الحرب نزول عمير بن الحباب القيسي في ديار بني تغلب على الخابور ، وكان يطمع في إجلاء بني تغلب عنها لخصبها ، واستعان بعهد من مصعب بن الزبير يخوله جباية الصدقات من تغلب ، فلما أبت تغلب أداءها وقع الشر بين الجهتين وتوالت الوقائع بينهما ! ومن وقائعها يوم ماكسين الذي أوقعت فيه قيس بتغلب وقتلت منهم مقتلة عظيمة ، وقتلت رئيسهم شعيث بن مليل ، فاستعانت تغلب بقبائل ربيعة وأوقعت بقبيلة قيس يوم الثرثار . وما لبثت قيس أن ثأرت لهزيمتها في يوم الثرثار الثاني ، واتصل القتال بينهما ، وقتل عمير بن الحباب في إحدى الوقائع وكان بنو تغلب قد قتلت عمير بن الحباب السلمي ، فاتفق أن قدم الأخطل على عبد الملك بن مروان ، والجحاف بن حكيم السلمي جالس عنده فقال عبد الملك : أتعرف هذا يا أخطل قال : نعم هذا الذي أقول فيه :
ألا سائلُ الجحَّاف هل هو ثائرٌ * بقتلى أصيبت من سليم وعامر فخرج الجحاف مغضباً يجر مطرفه ، فقال عبد الملك للأخطل : ويحك أغضبته ، وأخلق به أن يجلب عليك وعلى قومك شراً ! فكتب الجحاف عهداً لنفسه من عبد الملك ! ودعا قومه للخروج معه ، فلما وصل البشر قال لقومه : قصتي كذا فقاتلوا عن أحسابكم أو موتوا ! فأغاروا على بني تغلب بالبشر وقتلوا منهم مقتلة عظيمة ، ثم قال الجحاف يجيب الأخطل :
أيا مالكٌ هل لمتني إذا حضضتني * على الثأر أم هل لامني فيك لائمي
متـى تدعـني أخرى أجبك بمثلها * وأنـت امـرؤ بـالـحـق لسـت بقائـم
فقدم الأخطل على عبد الملك ، فلما مثل بين يديه أنشأ يقول :
لقد أوقع الجحاف بالبشر وقعة * إلى الله منهـا المشتكى والمعـول
فإن لـم تغيـرها قريش بعـدلهـا * يكن عن قريش مستمازٌ ومَرحل
( الكامل : 4 / 330 ، معجم البلدان : 1 / 427 )
وقد تواصلت الحروب سنين بين تغلب وقيس ، ووصلت إلى أكثر من خمسة عشر وقعة ، وعدد المؤرخون أيامها ، وشعرها ، وسبيها ، وقتلاها ! فقالوا أول وقعاتهم بماكسين من الخابور « وقتل من تغلب خمس مئة » . ( الكامل : 4 / 311 ) .
ويوم الثرثار الأول « فانهزمت قيس وقتلت تغلب ومن معها منهم مقتلة عظيمة » .
ويوم الثرثار الثاني : « فالتقوا بالثرثار واقتتلوا أشد قتال اقتتله الناس ! ( الكامل : 4 / 311 ) .
ويوم الفدان ، ويوم السكير ، ويوم معارك ، ويوم لبى ، ويوم الشرعبية ، ويوم البليخ ، ويوم الحشاك ، ويوم الكحيل ، ويوم البشر ويوم خالة الخ .
الفصل الثالث : سياسة النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) مع تغلب وغسان
1 - ديانة بني تغلب
كانت حِمْيَر تعبد الشمس ، وكنانة تعبد القمر ، وقيس تعبد الشعرى ، ولخم تعبد المشتري ، وطئ تعبد نجمة السهيل ، وأسد تعبد العطارد ، وتميم تعبد الدبران ، وبنو مليح يعبدون الجن ، وأكثر العرب يعبدون الأوثان والأصنام ، وكانوا يقولون : ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ! وكانوا يتخذون من أحجار الصحراء أصناماً إذا أرادوا السفر ويتخذون أحجاراً أخرى أثافيَّ لقدورهم . وكانوا يتمسحون بالأصنام ، ويرون أن القربان يجلب رضاها ، فإذا قربوا لها قرباناً تلطخوا بدمه .
وجعلوا الكعبة بيتاً مركزياً للأوثان فكان فيها أكثر من ثلاث مائة وستين صنماً منها اللات والعزى ومناة ، اللاتي كانت قريش تزعم أنهن بنات الله تعالى ، واللات بدورها أم سائر الآلهة وكانت تغلب من بين القبائل القليلة التي اعتنقت النصرانية .
قال اليعقوبي في تاريخه : 1 / 257 : « أما من تنصر من أحياء العرب ، فقوم من قريش من بني أسد بن عبد العزى ، منهم : عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى ، وورقة بن نوفل بن أسد . ومن بني تميم بنو امرئ القيس بن زيد مناة ، ومن ربيعة بنو تغلب . ومن اليمن طئ ، ومذحج ، وبهراء ، وسليح ، وتنوخ ، وغسان » .
وسبب تنصر بني تغلب قربهم من سوريا ، التي يحكمها الروم بواسطة بني غسان الذين تنصروا .
ومن السياسات الحكيمة للنبي ( صلى الله عليه وسلّم ) أنه حرص على جذب القبائل العربية الواقعة تحت نفود الفرس والروم إلى صف العرب المسلمين ، وقام لذلك بعدة أعمال حققت هذا الهدف ، فقد منع الروم من تكوين قاعدة عسكرية عربية لهم في مملكة الجوف ، وأسر ملكهم الأكيدر وكتب معه اتفاقية ، ولم يقتله .
وعندما تنصَّر عدي بن حاتم الطائي وأخذ الروم يمدونه ، بعث إليه علياً ( رضي الله عنه ) ، فهرب عدي إلى الشام ، فأطلق النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) أسراه وأرسل أخته سفانة بنت حاتم لتحضره ، فحضر وعفا عنه . وعندما أساء حاكم الشام الغساني وهدد النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) بالحرب ، لم يرد النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) على تهديده ، بل وجه المسلمين إلى حرب هرقل ! وكذلك لم ينتقم من حاكم بصرى لقتله رسوله بل رد على ذلك بغزو مؤتة التي هي مركز تجمع لجيش الروم .
وكان نتيجة هذه السياسة أن قبائل العراق والشام ابتعدوا عن كسرى وهرقل ، واقتربوا من إخوانهم العرب وأسلموا .
ففي السنة التاسعة جاء وفد بني تغلب إلى النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) وأعلنوا ولاءهم فكتب معهم اتفاقيةً تقرهم على مسيحيتهم ، على أن لا ينصروا أولادهم . فساعد ذلك على دخول أكثرهم في الإسلام ، بينما تأخر دخول الغساسنة إلى ما بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) .
2 - فشل هرقل في حشد القبائل ضد النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) قال المسعودي في التنبيه والإشراف / 134 ، وهو مؤرخ خبير بالروم : إن أمبراطور الروم هرقل بدأ حكمه عام هجرة النبي وحَكَم إلى السنة الثانية من خلافة عثمان ، فكان قائد الروم في حروبهم مع الفرس ، وفي حروبهم مع النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) والمسلمين .
بينما كان أمبراطور الفرس كسرى أبرويز عند هجرة النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) في السنة الثالثة والثلاثين من حكمه .
وعندما ملك هرقل كانت الحرب بينه وبين الفرس في أدنى الأرض في حوران فانتصر فيها الفرس .
وبعدها حاصر الفرس القسطنطينية ، لكن قائدهم شهر براز ساءت علاقته بكسرى ، فاتفق مع هرقل وسحب جيشه من حصار القسطنطينية .
وحارب هرقل جيوش كسرى في مصر وسوريا فهزمها ، وحارب كسرى في الموصل ، فانهزم الفرس ، فغضب كسرى على كبار قادته وعماله وحبسهم ليقتلهم ، وكان عددهم ثلاثين ألفاً ! فاتفقوا وخلعوه وملَّكوا ابنه شيرويه . ( راجع الأخبار الطوال / 106 ) .
وعاد هرقل منتصراً ، وقد اطمأن إلى أن النظام الفارسي في حالة تفكك ، وكان له تأثير على ابن كسرى وقادة الجيش المتصارعين .
وقد استجاب الله لنبيه فمزق ملك كسرى وهو في أوج قوته ، فبعد أن حكم ثمانية وثلاثين عاماً حكم ابنه شيرويه ستة أشهر ، وأصابته كآبة بعد أن قتل أباه وإخوته الخمسة عشر ! ثم حكم ابنه أردشير سنة ونصفاً . ثم حكم شهر براز أربعين يوماً . ثم حكم كسرى بن قباذ ثلاثة أشهر . ثم حكمت بوران ابنة كسرى سنة ونصفاً ، وفي عهدها قال النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) عن الفرس : ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة . ثم حكم فيروز جشنس بنده ستة أشهر . ثم حكمت آزر ميدخت بنت كسرى ستة أشهر . ثم حكم فرخزاد خسرو بن أبرويز سنة . ثم حكم يزجرد بن شهريار بن كسرى عشرين سنة ، لكنه كان متخفياً هارباً من المسلمين حتى قتل في أفغانستان . ( الطبري : 1 / 587 والتنبيه والإشراف / 89 ، والمحبر / 362 ، واليعقوبي : 1 / 156 ، و 172 ) .
وبعد انتصاره على الفرس بقي هرقل في بلاد الشام يرتب أمورها وأعلن أنه سيحج إلى بيت المقدس ماشياً شكراً للمسيح الذي نصره على الفرس وكان هرقل يهاب النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) أكثر مما يهاب كسرى ، فكان يعد لمعركته المقبلة معه ، ولكنه أجابه على رسالته بجواب ليِّن ، وأنه يؤمن بأنه النبي الأخير الذي بشر به عيسى ( عليه السلام ) ، واعتذر منه بأن بطارقة الروم لم يطيعوه في الاعتراف بنبوته !
فقد أراد بذلك أن يكسب الوقت للإعداد للحرب . وقد أمر هرقل الحارث ملك الشام أن يقتل حاكم عَمَّان لأنه بعث إلى النبي (صلى الله عليه وسلّم ) بإسلامه ، ثم أمر بقتل يوحنا حاكم أيلة وصلبه ، لأنه كتب عهد صلح مع النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) عندما جاء إلى مؤتة ! كما أمر بقتل رسول النبي إلى حاكم بصرى ، بينما أكرم هو رسوله وأجابه جواباً ليناً ! كان هرقل يحشد جيش غسان في الشام ، وجيش كندة عند الأكيدر ملك دومة الجندل ، ويهئ متنصرة المدينة ومنافقيها ومنافقي قريش وبقايا اليهود ، لحرب النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) .
ولكن كل ذلك عنده تمهيدات عسكرية وإعلامية ، لأن اعتماده في كل معاركه كان على فرسان الروم المحترفين ، الذي سيزحف بهم إلى المدينة خلف الجيش العربي !
لذلك قرر النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) أن يوجه إلى هرقل رسالة قوية فيبادر إلى الاشتباك مع جيشه الرومي في بلاد الشام ، لصرفه عن التفكير في غزو الجزيرة . وكان حريصاً على تجنب المعركة مع الحكام العرب المحليين وحصر المعركة مع الروم ليضغط عليهم فينسحبوا من الشام ومصر ، ويضغط على الحكام المحليين ليفكوا ارتباطهم بالروم ، ويعقدوا معه معاهدات صلح .
وبهذه الرؤية أمر النبي ( صلى الله عليه وسلّ ) جعفر بن أبي طالب ( رحمه الله ) أن يتوغل إلى قرب القدس حيث الجيش الرومي المحترف ، ولم يأمره أن يثأر من حاكم بصرى ، ولا من الحارث حاكم الشام ! يقول بذلك لهرقل إن الاشتباك مع الجيش الرومي ، وليس مع غيره ! وبهذه الخطة قصد النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) هرقل في تبوك ، وكان يحث المسلمين على المعركة الاستيعاب : 1 / 266 ) وكان من نتائج سياسته أن بني تغلب قرروا الانضمام إلى جبهة العرب فوفدوا على النبي ! ومعناه أنهم قرروا أن يتحملوا غضب القبائل المتحالفة مع الروم ، وأولهم خلطاؤهم الغساسنة ملوك الشام .
3 - وفد تغلب إلى النبي ( صلى الله عليه وسلّم )
دخل بعض أفراد قبيلة تغلب في الإسلام ، ثم أرسلت وفداً إلى النبي في عام الوفود ، رغم أنها بعيدة عن مركز الوحي وقريبة من دولة الشام ، التي يحكمها هرقل بواسطة الغساسنة .
قال ابن سعد في الطبقات : 1 / 316 : « قدم على رسول الله ( صلى الله عليه وسلّم ) وفد بني تغلب ستة عشر رجلاً ، مسلمين ونصارى عليهم صُلُبُ الذهب ، فنزلوا دار رملة بنت الحارث ، فصالح رسول الله ( صلى الله عليه وسلّم ) النصارى على أن يقرهم على دينهم ، على أن لا يصبغوا ( يُعَمِّدُوا ) أولادهم في النصرانية ، وأجاز المسلمين منهم بجوائزهم » . وروى البيهقي في سننه : 9 / 217 : « قال علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) فإني كتبت الكتاب بين النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) وبينهم على أن لا يُنَصِّروا أبنائهم » .
ومعناه أن النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) اشترط عليهم أن لا يشجعوا أولادهم على اعتناق النصرانية ، بل يتركوهم ليدخلوا في الإسلام .
وذكرت بعض النصوص أن بطوناً منهم كانت تسكن العراق دخلت الإسلام في السنة السادسة عشرة للهجرة ( الطبري : 3 / 141 ، والكامل : 2 / 523 ) وأما التي كانت تسكن قرب بلاد الروم فرفضوا ، فكتب عمر إلى الوليد بن عتبة أن يتركهم ، وخاف أن يسطو عليهم فعزله وأقر عليهم فرات بن حيان وهند بن عمرو الجملي . ( الكامل : 2 / 533 ) .
4 - الموقف الفقهي من نصارى تغلب
قال العلامة الحلي في تذكرة الفقهاء : 9 / 286 : « بنو تغلب بن وائل من العرب من ربيعة بن نزار ، انتقلوا في الجاهلية إلى النصرانية . ولأنهم من أهل الكتاب ، فيدخلون تحت عموم الأمر بأخذ الجزية .
الفصل الرابع : بنو تغلب بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وسلّم )

1 - اتهام التغلبيين بأنهم ارتدوا بعد النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) اتهم التاريخ الرسمي بني الهذيل بن عمران ، أحد بطون تغلب بأنهم انضموا إلى سجاح المتنبئة ، عندما أعدَّت جيشاً كثيفاً لاجتياح المدينة ،
قال ابن الأثير في الكامل : 2 / 355 : « فبينما الناس ( المسلمين ) ببلاد تميم مسلمهم بإزاء من أراد الردة وارتاب ( من أتباع الحنفي مسيلمة الكذاب ) إذ جاءتهم سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان التميمية ، قد أقبلت من الجزيرة ، وادعت النبوة ، وكانت ورهطها في أخوالها من تغلب تقود أفناء ربيعة معها الهذيل بن عمران في بني تغلب ، وكان نصرانياً فترك دينه وتبعها ، وعقبة بن هلال في النمر ( بن قاسط ) وزياد بن فلان في إياد ، والسليل بن قيس في شيبان . وكانت سجاح تريد غزو أبي بكر فأرسلت إلى مالك بن نويرة اليربوعي التميمي تطلب الموادعة ، فأجابها وردها عن غزوها ( المدينة ) وحملها على أحياء من بني تميم ، فأجابته . وعزمت من هناك على غزو قبيلة الرباب وهم بطن من ضبة ، فسجعت لأتباعها : أعدوا الركاب ، واستعدوا للنهاب ، ثم أغيروا على الرباب ، فليس دونهم حجاب .
فساروا إليهم فلقيتهم ضبة وعبد مناة ، فقتل بينهم قتلى كثيرة وأسرى ، ثم تصالحوا .
وقال ابن الأثير في الكامل : 2 / 357 : « ثم سارت سجاح في جنود الجزيرة حتى بلغت النباج ، فأغار عليهم أوس بن خزيمة الهجيمي في بني عمرو ، فأسر الهذيل وعقة ، ثم اتفقوا على أن يطلق أسرى سجاح ، ولا تطأ أرض أوس .
ثم خرجت سجاح في الجنود إلى اليمامة وقالت : عليكم باليمامة ودفوا دفيف الحمامة ، فإنها غزوة صرامة ، لا يلحقكم بعدها ملامة . فقصدت بني حنيفة ، فبلغ ذلك مسيلمة فخاف إن هو شغل بها أن يغلب ثمامة وشرحبيل بن حسنة والقبائل التي حولها على اليمامة ، فأهدى لها ثم أرسل إليها يستأمنها على نفسه حتى يأتيها فأمنته ، فجاءها في أربعين من بني حنيفة ، فصالحها على غلات اليمامة سنة تأخذ النصف ، وتترك عنده من يأخذ النصف فأخذت النصف وانصرفت إلى الجزيرة .
فلم تزل سجاح في تغلب حتى نقلهم معاوية عام الجماعة ، وجاءت معهم وحسن إسلامهم لإسلامها ، وانتقلت إلى البصرة وماتت بها » .
2 - الصحابة من بني تغلب
1 : أديم التغلبي : ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب ( 1 / 138 ) ، روى عنه صبي بن معبد في كنز العمال ( 5 / 162 ) .
2 : روح بن حبيب : أدرك النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) ، وروى عن بعض الصحابة ( تاريخ دمشق : 18 / 238 )
3 : مرثد بن عامر : أبو الكنود ، روى عن بكير بن مسمار الرياحي ( الإصابة : 6 / 55 ) .
4 : مفضل بن أبي الهيثم : أدرك النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) وروى عنه ( المصدر السابق : 6 : 294 ) .
وقد تقدم قول ابن حجر عن عتبة بن الوعل إنه صحابي .
3 - مشاركة بني تغلب في فتح العراق
لما رأى التغلبيون تعاضد الروم والفرس على قتال العرب ، تحركت العصبية القومية فيهم ، فقاتلوا مع المسلمين رغم أن بعضهم كانوا ما زالوا نصارى . ففي السنة الثالثة عشرة للهجرة أمدَّ ابن مردي الفهر التغلبي في أناس من نصارى تغلب ، المثنى بن حارثة الشيباني في معركة البويب . ( الطبري : 2 / 648 . ) كما ساهموا في فتح تكريت في السنة السادسة عشرة للهجرة ، فقد روى الطبري ( 3 / 141 ) أنه بلغ سعد بن أبي وقاص وهو في المدائن اجتماع أهل الموصل إلى الأنطاق ( وهو أحد ملوك الروم في الموصل ) واجتماع أهل جلولاء على مهران ، أحد قادة الفرس ، فسرح إلى الأنطاق عبد الله بن المعتم ، واستعمل على مقدمته ربعي بن الأفكل العنزي وعلى ميمنته الحارث بن حسان الذهلي ، وعلى ميسرته فرات بن حيان العجلي ، ففصل عبد الله بن المعتم في خمسة آلاف من المدائن ، فسار إلى تكريت أربعاً حتى نزل على الأنطاق ومعه الروم وإياد وتغلب والنمر ، ومعه الشهارجة وقد خندقوا بها ، فحصرهم أربعين يوماً فتزاحفوا فيها أربعة وعشرين زحفاً ، وكانوا أهون شوكة وأسرع أمراً من أهل جلولاء .
ووكل عبد الله بن المعتم بالعرب ليدعوهم إليه والى نصرته على الروم ، وأقبلت العيون من تغلب وإياد والنمر إلى عبد الله بن المعتم ، وأخبروه أنهم قد استجابوا له فأرسل إليهم : إن كنتم صادقين بذلك فاشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ثم أعلمونا رأيكم . فرجعوا إليهم بذلك أي بقبولهم الإسلام ، فردهم إلى الروم وقال : إذا سمعتم تكبيرنا فاعلموا أنا قد نهدنا إلى الأبواب التي تلينا لندخل عليهم منها ، فخذوا بالأبواب التي تلي دجلة وكبروا واقتلوا من قدرتم عليه ، ونهد عبد الله والمسلمون لما يليهم وكبروا وكبرت تغلب وإياد والنمر وقد أخذوا بالأبواب ( أي أبواب نهر دجلة لئلا يفروا بالسفن ) فحسبوا أن المسلمين أتوهم فبادروا الأبواب التي عليها المسلمون فلم يفلت من أهل الخندق إلا من أسلم من تغلب وأياد والنمر .
4 - بنو تغلب مع أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه) في صفين قال نصر بن مزاحم في وقعة صفين / 145 : « ثم مضى أمير المؤمنين حتى نزل بأرض الجزيرة ، فاستقبله بنو تغلب والنمر بن قاسط بالجزيرة قال : علي ليزيد بن قيس الأرحبي يا يزيد بن قيس قال : لبيك يا أمير المؤمنين قال : هؤلاء قومك ، من طعامهم فاطعم ، ومن شرابهم فاشرب » .
وفي وقعة صفين / 146 : « أتاه وفد بني تغلب فصالحوه على أن يقرهم على دينهم ، ولا يصبغوا أبناءهم في النصرانية . فلما دخل بلادهم استقبلته مسلمة لهم كثيرة ، فسر بما رأى من ذلك » .
ومن أبطال تغلب شريك بن خزيم التغلبي ، وقد شهد صفين مع أمير المؤمنين علي ( رضي الله عنه ) وفي كتاب وقعة صفين لنصر / 487 ، قال خالد بن المعمر :
وفـت لعـلي من ربـيـعـة عصبـة * بصم العوالي والصفيح المذكر
شقيق وكردوس ابن سيد تغـلب * وقـد قـام فيها خالد بن المعمر
يقارع بالشورى حريث بن جابر * وفاز بها لولا حضين بن منذر
ومن شخصيات بني تغلب : عتبة بن الوعل ، شاعر أهل الكوفة ، وأحد أبطال الفتوحات الإسلامية . ( الطبري : 3 / 141 ) .
قال ابن حجر في الإصابة : 5 / 93 : له إدراك وقد سكن الكوفة وشهد مع أمير المؤمنين علي ( رضي الله عنه) وساهم في ردِّ الغارات التي كان يشنها معاوية على العراق والحجاز .
قال ابن أعثم في الفتوح : 4 / 225 : ثم بعث معاوية برجل من أصحابه يقال له الحارث بن نمر التنوخي في ألف رجل من حماة أهل الشام ، وأمره بالغارة على بلاد الجزيرة ممن هم في طاعة علي (رضي الله عنه) قال : فأقبلت خيل أهل الشام حتى بلغت تخوم صفين ودارا ، فأغاروا على قوم من بني تغلب ممن كانوا في طاعة علي رضي الله عنه ، فأسروا منهم ثمانية نفر وانصرفوا راجعين إلى الشام ، وقام رجل من أهل الجزيرة يقال له عتبة بن الوعل ، فجمع قومه من بني تغلب ، ثم صار إلى جسر منبج فعبر الفرات وأغار على أوائل الشام فغنم غنائم كبيرة ورجع إلى الجزيرة وقال :
ألا أبلـغ معـاوية بن صـخـر * فـإني قـد أغـرت كـمـا تغـيـر
صبحنا منبجاً بالخيل تردى * شوازب فـي أياطلهـا ضميـر
بكـل سميدع مـاض جسور * على الأهوال في ضنك يسير
وكـل مجـرب بـطـل هـمـام * لـدى الهيجـاء مطلبـه عسير
وفـتيان يرون الصبر مجداً * بـأيـديـهـم مـهـنـدة ذكـــــور
5 - بنو تغلب في مواجهة الخوارج
وقاتل التغلبيون سنة سبع وسبعين للهجرة مع عتاب بن ورقاء الرياحي شبيب بن زيد الشيباني الخارجي ، الذي قصد الكوفة أيام الحجاج الثقفي لينتزعها منه ، ويبدو أن عددهم كان كبيراً فقد قسموا إلى ثلاثة أقسام وعلى كل قسم منهم أمير وهم : قبيصة بن والق ، وعبد الله بن الحليس ، ونعيم بن عليم ، وكانت تغلب تقاتل في ميسرة عتاب وعليها نعيم بن عليم التغلبي . ( الطبري : 5 / 89 )
الفصل الخامس : فضل الدولة الحمدانية على المسلمين
1 - زعامة بني حمدان لقبيلة تغلب
عندما جاءت الدولة العباسية كان زعيم بني تغلب حمدان بن حمدون بن الحارث ، جد الأسرة الحمدانية أميراً على قلعة ماردين قرب الموصل ، وكان مثرياً . وكان عدد من بني تغلب في مناصب الدولة ، كإسحاق بن أيوب العدوي التغلبي والي الجزيرة للمعتمد العباسي ، ومالك بن طوق والي دمشق للمتوكل العباسي وهشام بن عمرو بن بسطام والي السند للمنصور العباسي .
لكن دولة بني حمدان بدأت في سنة 292 ه‍ عندما عيَّن المكتفي عبد الله بن حمدان حاكماً على الموصل ، وعاشت دولتهم قرناً ( 292 - 393 ه‍ ) وكانت خط دفاع المسلمين مقابل الروم ، الذين كانت عاصمتهم القسطنطينية .
وعندما استوزر الراضي العباسي أحمد بن محمد البريدي ، ثم ولاه البصرة وواسط والأهواز ، طمع أخوه في بغداد فزحف إليها واحتلها سنة 330 ، فاستنجد الخليفة بآل حمدان ليعيدوا له عاصمته فجاءه ناصر الدولة وأخوه سيف الدولة بجيش فخاف البريدي وهرب إلى واسط وأخلى بغداد وقصده الحمدانيون إلى واسط ونشب القتال بينهما ففرَّ البريدي إلى البصرة . ثم نصبه الخليفة أميراً عليها . ( الكامل في التاريخ 8 / 385 )
وفي سنة 333 ، هاجموا حلب وهي تحت حكم الإخشيديين فغلبوا عليها ، ثم هاجموا حمص فهزموا حاكمها كافوراً الإخشيدي وغلبوا عليها الكامل : 8 / 445 ) ، ثم انتصر ناصر الدولة على تكين التركي ، فاستقر له الأمر بالموصل والجزيرة عام 335 وبعد هذه الانتصارات قام ناصر الدولة وإخوته بتنظيم شؤون دولتهم ، وفي عام 336 ، اختلف معز الدولة البويهي السلطان الرسمي للخلافة وناصر الدولة الحمداني ، ودارت بينهما حروب ، وفي عام 345 ، تدخل سيف الدولة وتعهد أن يحمل ناصر الدولة إلى دار الخلافة مليونين وتسع مائة ألف درهم كل عام وضمنها عنه .
2 - شخصية سيف الدولة المميزة
« سيف الدولة علي بن عبد الله بن حمدان . ولد في سنة 303 ، وتوفي سنة 356 ، البطل العربي الذي صمد في وجه الروم ورد عاديتهم عن بلاد الشام ، وحمى موطنه من غاراتهم وحكمهم ، فلقد أنشأ علي بن حمدان دولته الحمدانية في أحرج ظرف من ظروف العرب والمسلمين ، حين قام نقفور فوقاس الثاني يلوح بمطامعه الهوجاء ، ويزمجر بأمانيه الواسعة في استرداد بلاد الشام ، والنفاذ منها حتى إلى الحجاز ، ولقد كان ضعف الخلافة وتشتت قواها وتمزق شمل البلاد وانقسامها ، مما أغراه على الطمع وشجعه على الإقدام ، ولكنه واجه الصخرة الصلدة التي تحطمت عليها آماله وتبعثرت فيها مطامعه ، واجه سيف الدولة بفروسيته المفادية وشجاعته المتعالية ، فرده خائباً وتغلل في صميم بلاده ، واشتبك معه بمعارك كانت من أروع الصفحات في تاريخنا الحربي والسياسي والأدبي وحسبك أنها أبرزت بطلاً كسيف الدولة وشاعرين كالمتنبي وأبي فراس وأنها كانت كفيلة بحفظ البلاد وحمايتها ورد الروم عنها إلى الأبد . وكما كان سيف الدولة مجلياً في الميدان العسكري ، فقد كان مجلياً كذلك في ميادين العلوم والآداب ، إذ جمع في بلاطه من العلماء والشعراء والأدباء ما كان منهم خير حفظة لتراث العرب وأفضل رواد لثقافتهم » . انتهى . وقد اعترف الذهبي رغم تعصبه بدور سيف الدولة ، فقال في سير أعلام النبلاء : 16 / 187 : « سيف الدولة أبو الحسن علي بن عبد الله بن حمدان صاحب حلب ، مقصد الوفود ، وكعبة الجود ، وفارس الإسلام ، وحامل لواء الجهاد . كان أديباً مليح النظم . ويقال ما اجتمع بباب ملك من الشعراء ما اجتمع ببابه وله غزو ما اتفق لملك غيره ، وكان يضرب بشجاعته المثل ، وله وقع في النفوس ، فالله يرحمه » .
وقال ابن خلكان ( 3 / 406 ) : « جمع من نفض الغبار الذي يجتمع عليه في غزواته شيئاً ، وعمله لبنة بقدر الكف ، وأوصى أن يوضع خده عليها في لحده ، فنفذت وصيته في ذلك » .ووصف المتنبي تأثير حمايته لحدود الدولة الإسلامية ، فقال :
كـيـف لا يأمـن العـراق ومصـر * وسـراياك دونـهـا والخـيـول
لو تحرفت عن طريق الأعـادي * ربـط السدر خيلهـم والنخيـل
ودرى مـن أعـزه النـفـع عـنـه * فـيـهـمـا إنـه الحـقيـر الذلـيـل
أنـت طـول الحيـاة لـلـروم غـازٍ * فمتى الوعد أن يكون القفول
وسوى الروم خلف ظهرك رومٌ * فـعـلـى أي جـانـبـيـك تـمـيـل
قعـد الناس كـلهـم عن مساعيك * وقامـت بها القنـا والنصـول
مـا الـذي عـنـده تـدار الـمـنـايـا * كالـذي عنـده تـدار الشمـول
وقد أقسم مؤرخ زار حلب في عصر سيف الدولة أن قصور الخلفاء في بغداد ، وقصور ملوك الروم في القسطنطينية كانت أقل بهاء من قصور سيف الدولة ، وأن الفنون على تباين أنواعها كانت مضطهدة في عاصمة المسيحية ، ولكنها كانت تنعم بتسامح كبير في عاصمة الحمدانيين وكان المصورون والمثالون من الروم يهربون من قيصر إلى سيف الدولة ، فيستقبلهم ويكرمهم ويشجعهم ويستفيد من عبقرياتهم .
وقال بروكلمن في تاريخ الشعوب الإسلامية : 2 / 91 : « ولئن كان سيف الدولة مديناً بما تم له من شهرة عريضة لنضاله الموفق ضد الروم في المحل الأول ، فليس من شك في أنه مدين بذلك في المحل الثاني لعطفه على الفنون والعلوم ، ورعايته لها .
وبالتالي فإن مدينة حلب في عهد سيف الدولة جمعت أكابر رجال ذلك العصر على اختلاف بلدانهم وتباين ثقافتهم ، كالفارابي ، والشريف أبي إبراهيم جد بني زهرة ، وابن نباتة ، والمتنبي ، والصنوبري ، وابن خالويه ، وابن جني ، والبكتمري ، والنامي ، وكشاجم ، وابن أبي الفياض وأبي الفرج العجلي ، وكثيرين غيرهم من القضاة والنحويين والأدباء والشعراء والفنانين العرب وغير العرب .
وتوفى سيف الدولة سنة 356 هجرية ، وخلفه ابنه أبو المعالي ، الذي لقبه الخليفة بعد عشر سنين بسعد الدولة . قال الزركلي في الأعلام : 3 / 162 ، ما خلاصته : كان سعد الدولة بن سيف الدولة في ميافارقين عندما توفي أبوه سنة 356 ، فجاء إلى حلب وجلس على سرير أبيه ، وطمع الروم بحلب فغزوها ، فخاف سعد الدولة أن يُحصر فيها فخرج سنة 358 ، إلى ميافارقين بلد أمه ، ووكل غلامه قرغويه بحلب فلم يدافع عنها وعقد مع قائد الروم معاهدة مذلة للمسلمين ، فغضب سعد الدولة وانتقل إلى معرة النعمان فأقام ثلاث سنين ، ثم هاجم حلب ودخلها بعد أحداث وفي سنة 367 كتب إلى بغداد أنه في طاعتها ، فجاءته خلعة من الطائع العباسي مع لقب سعد الدولة .
وفي سنة 371 طالبه الدمستق بردس قائد جيش الروم بمال الهدنة فاتفق معه على 400 ألف درهم فضة كل سنة . لكن ملك الروم هاجم حلب سنة 373 بجيش كبير ، فصمد له سعد الدولة وانهزم الدمستق ، واستمر سعد الدولة قوياً مهاباً . ومات بعلة الفالج في حلب سنة 381 » . وقال الذهبي في سيره : 16 / 189 : « وكانت دولته نيفاً وعشرين سنة ، وبقي بعده ابنه سعد الدولة في ولاية حلب خمساً وعشرين سنة لكن دولة الحمدانيين ضعفت بعد سيف الدولة ( رحمه الله ) .
وقد مدح المتنبي سيف الدولة باكثر قصائده وعبَر سيف الدولة نهر آلس في بلاد الروم وهو نهر عظيم ونزل على صارخة وخرشنة وهما مدينتان بالروم فأحرق ربضهما وكنائسهما وقفل غانماً ، فلما صار على آلس راجعاً وافاه الدمستق ملك الروم فصافه الحرب فهزمه وأسر بطارقته وقتل ، ثم سار فواقعه في موضع آخر فهزمه أيضاً ، ثم واقعه على نهر آخر وقد ملَّ أصحابه السفر وكلُّوا من القتال فانهزموا واجتاز أبو الطيب ليلاً بقطعة من الجيش نيام بين قتلى فقال يذكر الحال وما جرى في الدرب من الخيانة :
غيري بأكثر هـذا النوع ينخدع * إن قاتلوا جبنوا أو حدثـوا شجعوا
ليس الجمال لـوجـه صح مارنه * أنـف العـزيـز بقطع العـز يجتـدع
وفارس الخيل من خفت فوقرها * في الدرب والدم في اعطافه دفع
بالجيش تمتـنع السادات كـلهـم * والجيش بابن أبي الهيجاء يمتنع
قـاد المقانب أقصى شربها نهل * عـلى الشكيم وأدنى سيرها سرع
حتى أقام على أرباض خرشنة * تشقى بـه الروم والصلبان والبيع
للسبي مانكحوا والقتل ماولدوا * والنهب ماجمعوا والنار مازرعوا
تـغـدو المنايـا فـلا تنفك واقـفـةٍ * حـتى يقـول لـهـا عـودي فتنـدفـع
قـل للدمستق ان المسلمين لكم * خانـوا الأمير فجازاهم بما صنعوا
لاتحسبوا من أسرتم كان ذارمق * فليس يأكـل إلا الميـتـة الضـبـع
فكـل غـزو إليـكـم بـعـد ذا فـلـه * وكـل غـاز لسيـف الـدولـة التبـع
تمشي الكرام على آثار غيرهم * وأنت تخلـق ما تـأتـي وتبـتـدع
وهـل يشينك وقـت كنت فارسه * وكـان غيرك فيه العاجز الضرع
من كان فوق محل الشمس موضعه * فليس يرفعـه شئ ولا يضع
إن السلاح جميع الناس تحمله * وليس كـل ذوات المخـلب السبع
الفصل السادس : من أعلام بني تغلب الزعماء والعلماء :
1 : عبد الله بن حمدان : أبو الهيجاء ، والد سيف الدولة وناصر الدولة ، وهو أول من تولى الموصل من الأمراء الحمدانيين ، ولاه المكتفي العباسي سنة 293 . ( الكامل في التاريخ : 7 / 539 ) . ثم عزله المقتدر العباسي ، فعاد إلى بغداد ، ثم خلع عليه المقتدر وأعاده والياً عليها في السنة التالية . ( الكامل : 8 / 90 ) .
وفي سنة 312 تولى حراسة أمر الحجاج ، فاعترضهم القرامطة في عودتهم ، فوقع أبو الهيجاء أسيراً في أيديهم . ( الكامل : 4 / 148 ) . ثم تولى صد هجوم القرامطة عن الأنبار سنة 315 (الكامل : 8 / 172 ) وقتل سنة 317 في فتنة خلع المقتدر العباسي . ( الكامل : 8 / 200 ) . ( نزهة المشتاق للشريف الإدريسي : 1 / 382 ) .
2 : الحسن بن عبد الله بن حمدان : ناصر الدولة ، أبو محمد ، صاحب الموصل ، حكمها مدة اثنين وثلاثين سنة . ( الأعلام : 2 / 195 ) وهو أخ سيف الدولة وأكبر منه سناً ، وأقدم منزلة عند الخلفاء ، وكان في خدمة الشيخ الأجل محمد بن محمد بن النعمان المفيد ، يستفيد أصول الدين وفروعه ،وقد خاض الحسن حروباً في تلك الفترة وكان ناصر الدولة أحد القادة الأفذاذ ، الذين أمنوا السبل ، واستقامت الأمور .
ثم ولي الحسن بن حمدان ديار ربيعة ، ونصيبين وسنجار والخابور ورأس عين وميافارقين وأرزن ، وضمن ذلك بمال معلوم . ( الكامل في التاريخ : 8 / 217 ) .
ثم كان الحسن إلى جانب الخليفة المقتدر عندما ثار عليه مؤنس الخادم . وكان « شديد المحبة لأخيه سيف الدولة ، وتغير أحواله بعد وفاته وساءت أخلاقه ، وضعف عقله ، فسيره أولاده إلى قلعة أردمشت ، ومات بها سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة ، ودفن بتل توبة شرقي الموصل . وكانت مدة إمارته اثنتين وثلاثين سنة » ( الوافي بالوفيات : 12 / 57 )
3 : الحسن بن علي بن الحسين بن حمدان : أبو العشائر ، وهو ابن عم أبي فراس الحمداني وأب زوجته ، وهو من مشاهير أمراء بني حمدان ، وكان شاعراً مجيداً ، وللمتنبي والسري الرفاء وأبي فراس فيه مدائح كثيرة . وهو الذي عرَّف المتنبي على سيف الدولة ، وله معه قصص . وكان والياً على أنطاكيا وكان يغزو الروم فوقع أسيراً وبقي في أسرهم حتى مات هناك ، فرثاه أبو فراس :
أأبا العشائر لا محلك دارس * بين الضلوع ولا مكانك نازح
إنـي لأعلـم بعـد موتـك أنـه * مـا مـدَّ لـلإسـراء يـوم صالح
4 : سعيد بن حمدان : والد الشاعر أبي فراس ، فارس شجاع كان أميراً في نهاوند ( الكامل : 8 / 157 ) ثم عهد له المقتدر العباسي سنة 315 بصد غزو القرامطة لمنطقة هيت فحماها منهم ( الكامل : 8 / 173 ) ، ثم عين والياً على النهروان وواسط . ( صلة تاريخ الطبري / 102 ) .
ثم كلف بمهام في بغداد ، ثم ولاه المقتدر الموصل وديار ربيعة وشرط عليه غزو الروم ، وأن يستنقذ ملطية منهم ، فسار منها إلى ملطية ، وبها جمع من الروم ومن عسكر مليح الأرمني ومعهم بني بن نفيس صاحب المقتدر ، وكان قد تنصر وهو مع الروم ، فخافوا من سعيد فأخلوها ودخلها سعيد ، واستخلف عليها أميراً . ثم غزا بلاد الروم في شوال من تلك السنة المذكورة ، وقتل منهم كثيراً . ( الكامل : 8 / 235 ) .
ثم انتدبه المقتدر العباسي سنة 320 لقتال مؤنس الخادم عندما تمرد في الموصل وسار إلى بغداد ، فالتقى معه قرب تكريت ، وقتل في هذه المعركة أخوه داود بن حمدان ( الكامل : 8 / 241 ) .
5 : سليمان بن حمدان بن حمدون : من شجعان بني حمدان ، شارك في حروبهم ، وقال عنه ابن خالويه : كان أبو الوليد سليمان بن حمدان شيخ بني حمدان ، وصاحب الغلب في كل وقعة ، ولعلو شأنه سمي الحرون لذلك ، وفيه يقول أبو فراس :
وعمي الحرون عند قلب كل كتيبة * تخـف الجبـال وهـو للموت صابر
6 : مهلهل بن نصر بن حمدان : أبو زهير ، شهد مع سيف الدولة سنة 339 فتح حصن العيون والصفصاف ، واستشهد في تلك الغزوة ببلاد الروم وفي ذلك يقول المهلهل :
لقد سخنت عيون الروم لما * فتحنا عنوة حصن العيون
ودوخـنـا بـلادهـم بـجــــــرد * سواهم شزب قب البطون
عـليهـا مـن ربيعـة كـل قرم * فقيد المثل ليس بذي قرين
وبالصفصاف جرعنا علوجاً * شداداً منهم كأس المنون
( معجم البلدان : 2 / 256 و : 3 / 413 )
6 : هبة الله بن الحسن : أبو القاسم بن ناصر الدولة ، كان والياً على حران من قبل أخيه ، وعهد إليه سنة 362 قتال الروم بناحية ميافارقين ، فطمع به الدمستق ملك الروم ، وكان الدمستق في كثرة لكن أولاد ناصر الدولة لقوه في مضيق لا تجول فيه الخيل والروم على غير أهبة ، فانهزموا ، وأخذوا الدمستق أسيراً ولم يزل محبوساً إلى أن مرض سنة 363 ، فبالغ أبو تغلب في علاجه وجمع الأطباء له فلم ينفعه ذلك ، ومات ( الكامل في التاريخ : 8 / 628 ) .
7 : أبو الفضائل بن شريف : تولى إمارة حلب بعد أبيه شريف بن سيف الدولة سنة 381 ، وكان بكفالة لؤلؤ التركي غلام سيف الدولة . فطمع وزير العزيز الفاطمي في حلب فسير إليها جيشاً في ثلاثين ألفاً عليهم منجوتكين التركي ، فكاتَبَ لؤلؤ كاتِب بسيل ملك الروم ، في النجدة على المصريين ، وبعث إليه بهدايا وتحف ، فوصل كتابه وملك الروم يقاتل ملك البلغار ، فبعث إلى نائبه بأنطاكية يأمره بإنجاد لؤلؤ فسار في خمسين ألفاً حتى نزل على العاصي بين أنطاكية وحلب ، فلما بلغ ذلك منجوتكين قصد الروم فنصر الله المسلمين وانهزم الروم ، وتبعهم منجوتكين إلى أنطاكية فأحرق ونهب ضياعها . وعاد منجوتكين إلى حلب فحصرها فعلم لؤلؤ فكاتب منجوتكين وأرغبه في المال ، فقبلوا ورحلوا ، فبلغ العزيز ذلك فشق عليه ، فأرجع منجوتكين في السنة التالية فحاصر حلب ثلاثة عشر شهراً فقلَّت الأقوات واشتد الحصار على لؤلؤ وأبي الفضائل ، فكاتبا ملك الروم ثانياً ، وكان قد توسط بلاد البلغار فجاء بنفسه في مائة ألف ، فلما قرب من البلاد أرسل لؤلؤ إلى منجوتكين يقول : إن الإسلام جامع بيني وبينك وأنا ناصح لكم وقد وافاكم ملك الروم بجنوده . فسار إلى دمشق ووصل ملك الروم فنزل على باب حلب ، وخرج إليه أبو الفضائل ولؤلؤ ثم عادا إلى حلب . ورحل بسيل إلى الشام ففتح حمص وشيزر ونهب وأسر ونازل طرابلس نيفا وأربعين يوماً فامتنعت عليه فعاد إلى بلاده . ولما بلغ الخبر العزيز عظم عليه ونادى في الناس بالنفير لغزو الروم وبرز من القاهرة وحدثت به أمراض منعته وأدركه الموت ثم إن لؤلؤا دس السم إلى أبي الفضائل على يد زوجته بنت لؤلؤ فسمته فمات سنة 391 وقام مقامه ولداه أبو الحسن علي وأبو المعالي شريف أياماً ، ثم حملا إلى مصر وبهما ختمت سلطنة آل حمدان وحكم لؤلؤ حلب حتى توفي سنة 399 .
8 : الحسن بن الحسين بن عبد الله : الأمير المعروف بناصر الدولة وسيفها ذو المجدين ، المقتول بمصر سنة 465 ، وهو من أحفاد ناصر الدولة . ولي إمارة دمشق من قبل المستنصر العلوي صاحب مصر سبع سنين ثم استدعاه إلى مصر ( تاريخ دمشق : 13 / 77 ) وارتفع مقامه عند المستنصر الفاطمي حتى صار من كبار القادة ، إلى أن قتل سنة 465 ه‍ في فتنة داخلية نشبت بين الأتراك والعبيد فقتله القادة الأتراك ( الكامل : 10 / 80 ) . وبموته انتهى ملك بني حمدان .
9 : عبد الأعلى بن حصين التغلبي : تابعي يروي عن وقاص عن سلمان الفارسي ، وعن أنس بن مالك وعن أبيه . الأصفهاني : 141 )
10 : عبد السلام بن أحمد بن علي بن حبة الخزاز : من شيوخ الشريف محمد بن علي بن الحسن العلوي الشجري ،: 15 )
11 : الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد بن حمدون : الكاتب ، من نسل سيف الدولة بن حمدان . عاش في المدائن وتوفي سنة 608 ،كان من الأدباء العلماء طاهر الأخلاق ، حسن الصورة ، محباً للكتب واقتنائها ، ثم تقاعد به الدهر فأخذ يبيعها وهو يبكي عليها كالمفجوع بأحبائه .
2 - من أعلام تغلب الرواة :
1 : حصين التغلبي : روى عن أسماء بنت عميس أن النبي ( صلى الله عليه وساّم ) قال : أقول كما قال أخي موسى : رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي . وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي . وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي . يَفْقَهُوا قَوْلِي . وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي . علياً أخي ( شواهد التنزيل : 1 / 482 . ) .
2 : حفص بن عمرو بن بيان التغلبي : ( رجال الطوسي : 189 )
3 : أبو المرجى ابن محمد بن المعمر التغلبي : روى عنه النعماني في كتاب الغيبة ( النعماني / 348 )
4 - جندل بن والق بن هجرس : وثقه ابن حبان في الثقات : 8 / 168 ، روى عنه أبو زرعة وأهل العراق .
5 - حبيب بن الحسين التغلبي .
6- إبراهيم بن الحسن التغلبي : روى عنه الحسكاني حديث تصدق علي بالخاتم بثلاث وسائط ، عن جابر . ( شواهد التنزيل : 1 / 225 ) .
7 - أحمد بن التغلبي : ( الخصال / 548 ) .
8 - إسماعيل بن محمد التغلبي : فضل الحجر الأسود . ( علل الشرائع : 428 ) .
9 - ومن الذين ذكرهم الشيخ الطوسي في رجاله : الفضيل بن فضالة ، ومحمد بن الأسود التغلبي ، ومحمد بن زهير التغلبي ، ومحمد بن طارق التغلبي .
10 - محمد بن يحيى بن أبي مرة : « قال : مررت بجعفر بن عفان الطائي فرأيته على باب منزله فسلمت عليه فقال : مرحباً بك يا أخا تغلب .
3 - من أعلامهم الشعراء
1 : عمرو بن كلثوم العتابي : أحد الشعراء الجاهليين الكبار من أصحاب المعلقات ، كان فارساً شجاعاً ساد قومه ، وهو الذي قتل عمرو بن هند اللخمي ملك الحيرة . ( الأعلام : 5 / 84 )
2 : المهلهل بن ربيعة : الملقب بالزير سالم ، واسمه عدي بن ربيعة بن مرة ، وهو الذي هيج حرب البسوس مع بني شيبان بعد مقتل أخيه كليب ، وهو خال الشاعر امرئ القيس . ( المصدر السابق : 4 / 220 ) .
3 : غياث بن غوث : الأخطل التغلبي ، شاعر نصراني مدح ملوك بني أمية ونادمهم ، وتهاجى مع جرير والفرزدق . ( المصدر : 5 / 123 ) .
4 : الحارث بن سعيد : أبو فراس الحمداني ، من بطن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل ، وهو من فرسان السيف والقافية ، قال الثعالبي في يتيمة الدهر ( 1 / 75 ) « كان فرد دهره وشمس عصره ، أدباً وفضلاً وكرماً ونبلاً ومجداً وبلاغةً وبراعةً وفروسيةً وشجاعة . وشعره مشهور سائر بيِّن الحسن والجودة والسهولة والجزالة والعذوبة والفخامة والحلاوة والمتانة ومعه رواء الطبع وسمة الظرف وعزة الملك . وكان الصاحب ( بن عباد ) يقول بدء الشعر بملك وختم بملك ، يعني امرأ القيس وأبا فراس ، وكان المتنبي يشهد له بالتقدم والتبريز ، ويتحامى جانبه فلا ينبري لمباراته ، ولا يجترئ على مجاراته » .
ولد أبو فراس في بيت أدب ورئاسة سنة 320 ، وكان في الثالثة من عمره حين قتل والده في صراع على السلطة مع أعمامه . ونشأ أبو فراس يتيماً يعطف عليه ابن عمه سيف الدولة علي بن حمدان . وعندما حكم حلب اصطحبه معه ليتمرس في العلم والأدب والفروسية ، فحضر مجالس الفارابي ، والمتنبي ، والسري بن أحمد الموصلي ، وأبي الفرج الببغاء ، وأبي الفرج الوأواء وأبي اسحق ، وإبراهيم بن هلال الصابي . واصطحبه سيف الدولة في غزواته وأعطاه إمارة منبج ، فكان يغزو الروم ، فنصبوا له كميناً وأسروه سنة 351 ، فطلبه ملكهم الدمستق فدية ثقيلة ، فطال أسره أربع سنوات ، ونظم في الأسر قصائده الروميات ، ثم فداه سيف الدولة بمال عظيم .
5 : عمير بن شييم القطامي : شاعر غزل أدرك الأخطل صغيراً . ( المصدر السابق : 5 : 88 )
6 : كعب بن جعيل : مخضرم ، كان في صفين شاعر معاوية .
7 : الأخنس بن شهاب : جاهلي شجاع ، حضر حرب البسوس .
8 : جابر بن حنَّه بن حارثة : طاف ببادية العراق وذكرها في شعره ، وصحب امرئ القيس في سفره إلى بلاد الروم .
9 : عمرو بن الأيهم : عاصر الأخطل ، وحضر حرب تغلب وقيس .
10 : النابغة التغلبي الحارث بن عدوان . ( خزانة الأدب : 2 / 122 ) .
11 - أحمد بن محمد بن علي بن يحيى بن صدقة التغلبي ، ابن الخياط الدمشقي : شاعر مجيد طاف بالبلاد ، له ديوان طبع في النجف سنة 1343 . توفي سنة 517 . ( الذريعة : 9 ق 1 / 21 ) ( وفيات الأعيان 1 / 145 ) .
4 - من أعلامهم العلماء
وظهر من الحمدانيين علماء ، منهم محمد بن علي الحمداني ، ومحمد بن حمدان بن محمد الحمداني ، ومحمد بن ظافر الحمداني ، ومحمد بن سليمان الحمداني ، ومحمد بن عمار ، والمظفر بن علي بن الحسين ، وناصر بن أبي طالب الحمداني ، وهبة الله بن حمدان بن محمد .
5 - من مشاهير نساء بني تغلب
1 : خولة بنت الهذيل بن هبيرة : تزوجها النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) فجاؤوا بها إليه لكنها ماتت في الطريق . ( المحبر : محمد بن حبيب البغدادي : 93 ) .
2 : الصهباء بنت حبيب بن ربيعة : تزوجها أمير المؤمنين( رضي الله عنه ) ، فأولد منها عُمر بن علي ورقية ، قيل كانت سبية من عين التمر .
( مناقب أمير المؤمنين : محمد بن سليمان الكوفي : 2 : 49 )
3 : بهجت بنت الحارث بن عبد الله التغلبي : روت عن خالها عبد الله بن منصور .
4 : جميلة بنت ناصر الدولة : اشتهرت بالكرم والعقل والجمال . لم تتزوج أنفة من أن يتحكم بها الزوج . ولما تغلب عضد الدولة البويهي على أخيها أمير الموصل ، فرت مع أخيها إلى الرملة ، فخرج عليهم دغفل بن مفرج أمير طئ فقتل أبا تغلب ، وحمل جميلة إلى عضد الدولة فألقاها في دجلة فماتت غرقاً . ( الأعلام : 2 / 139 )
5 : تقية بنت سيف الدولة : عالمة أديبة ، بعثت بعشرة آلاف دينار لينسخوا لها ديوان الشريف الرضي ( رحمه الله ) . ( الغدير : 4 / 200 )
6 - من موالي بني تغلب
من أبرز مواليهم : آل حيان التغلبي ، وهم بيت كبير في الكوفة يعملون بالصيرفة ، منهم : إسحق بن عمار بن حيان الصيرفي وإخوته : إسماعيل ، وقيس ، ويوسف ، ويونس . وأولادهم : محمد ، ويعقوب ابنا إسحق ، وبشر وعلي ابنا إسماعيل ، وعبد الرحمن بن بشر ، ومحمد بن يعقوب بن إسحاق ، وعلي بن محمد بن يعقوب . وأبوهم عمار بن حيان من أصحاب الحديث. وإسحق بن عمار ، وإسماعيل بن عمار ، ويونس بن عمار ، وبشر بن إسماعيل ، وأحمد بن بشر بن عمار ، وعبد الرحمن بن بشر وفي الفوائد الرجالية : 1 / 287 : « وإسحاق بن عمار بن حيان من المشاهير الأعيان ، وكان هو وأخوه إسماعيل وجهين موسرين .

ملاحظة :


المعروف أن المناطق التي تقع شرق نهر الفرات تسمّى الجزيرة الفراتية والمناطق التي تقع غرب نهر الفرات تسمّى الشامية وهذه الاسماء في الشامية ولست في الجزيرة وهذا تصحيح الخطأ :
*- قال : قباقب في الجزيرة والصحيح أن قبائل مورد في جنوب جبل البشري في الشامية .
*- قال : رحوب بالجزيرة وهي مورد في شعفت البشري بالجهة الشمالية بالشامية وليس بالجزيرة .
*- قال : البسوس ناقة والصحيح أن البسوس بنت منقذ التميمية وهي خالة جسّاس بن مرّه أما الناقة فهي ( سراب ) وهي التي شاهدها كليب في حماه ورمى ضرعها بسهم وأختلط حليبها ودمّها فصاحت البسوس وقالت ( واذلاه لتغلب ) فثارت ثائرة جسّاس وقال : سوف أقتل بثار الناقة جمل تتحدّث عنه العرب وهو يعني كليب فقتل كليب وبدأت حرب البسوس حيث سميّت تلك الحرب على خالة جسّاس البسوس التميمية وتضرب العرب مثل في ناقة البسوس التي سببت الحرب بين الأخوين بكر وتغلب وقتل عدد كبير من الرجال وتأصلت العداوة فيقال ( اشأم من سراب ).

نقل هذا المبحث : عبدالله بن دهيمش بن عبار الفدعاني العنزي .

يتبع

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 05-20-2022 الساعة 05:11 AM
عبدالله بن عبار متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سلسلة القبائل في العراق رقم(8) قبيلة تغلب . حميد الرحبي الأنساب العام واستفسارات الأنساب 5 06-18-2020 07:13 AM
المؤرخ علي العنزي ابو نجد في قناة صلاح الدين العراقية... الرجال العنزي البحث العلمي في وائل جد قبيله عنزه 19 04-07-2012 09:46 PM
قصه وقصيده يا عيال بعتوني بصفر العراقيب حميدي المعيوف العنزي سوالف التعاليل 3 12-26-2011 03:15 PM
هل هذه سلسلة أجداد صحيحه ؟ العمارات الأنساب العام واستفسارات الأنساب 2 04-30-2010 10:13 AM
سلسلة القبائل العربية في بلادنا فلسطين الكتور محمد الفتياني الأنساب العام واستفسارات الأنساب 8 03-30-2010 10:29 AM
 


 
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

 
 
 

الساعة الآن 01:48 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd 
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009