قصة صالح بن عبيدان الجلعودي
قبل أن يمن الله سبحانه وتعالى على هذه البلاد في حكّام عدل من أسرة آل سعود وفقهم الله لخير العباد والبلاد حيث كانت سكّان جزيرة العرب في الزمان الماضي في أيام الغزو والسلب والنهب والتقاتل فكان صالح بن سليمان العبيدان الجلعودي يسكن بلدة سميرا وفي أحد الأيام غزا حاكم حايل أبن رشيد على أحد القبائل وأوقع بهم في مكان قرب سميرا وبعد أن انتهت المعركة وانصرف أبن رشيد ذهب أبن عبيدان على مكان المعركة لعله يجد جريح يسعفه أو قتيل يحسن عليه يدفنه وكذلك يبحث عن الصيد لأن تلك الأيام شظف عيش وعندما أقبل على مكان المعركة شاهد الطيور تحوم تحاول توقع ثم تطير فعرف أن في مكان المعركة رجل مصوّب وأنه يقاوم هذه النسور بالحجارة فاسرع لكي يحمي هذا الرجل ووجده رجل فيه صواب بليغ وكان صالح بمفرده وليس عنده راحله فاحتار كيف يستطيع حمل هذا الرجل وبينه وبين أهله مسافه وكان الرجّل ينخاه ويطلبه ألا يتركه تاكله الطيور والوحوش فعطف عليه صالح وشاله وهو يسير في بطأ وكل ما سار مسافه نزلّه وتعفّى ثم واصل السير ولم يصل إلى بيته ألا منتصف الليل فأيقض زوجته وكانت تنتظر أن يحظر معه صيد ولكن صالح أخبرها أن معه رجل مصوّب وطلب منها أن تعمل للرجل الجريح طعام واسقاه ماء وعالج جرحه ومكث عنده ثلاث شهور وقيل اكثر ثم حمله على راحله وأوصله إلى أهله ولمى وصل جماعته أكرم أبن عبيدان واعطاه راحلة جزاء لأنقاذه وقال الجريح هذه القصيدة يثني على صالح بن عبيدان فيقول :
يا الـلـه ياللي تعـلـم الـسـر والغـيـب ** تـفـرج لـمـن مـثـلي طـريـٍح يـونـي
قـفـو الـركـايـب صـوبـوه المعاطيب *** بـيـن الـكـتـيـفــه لـلـذيـابـه رمـنــي
بـس النسـور مـقـابـلاتـن مـحاديـب *** حـرش البـراثـن للعـشاء يـرتـجـني
حـامـن عـليـه شـاطـرات المخالـيـب *** ولــولا فــرج رب الــعـبـاد اكـلـنـي
حتى الثعـل والضبع ومهرفل الذيـب *** وقت المساء وش حيلتي كان جني
وجاني عسى اللي ماتجيه الأسابيب *** ولا قـال مـزري والأمـور اعسرني
حمـلني الـلي مـا قـصـر بالمـواجيـب *** صالح أبـن عبيـدان مـا صـد عـني
يا صالح ازملني عـلى الفطر الشيب *** ودي بشـوفـت عـزوتـي يا مـظـني
حـليـلتي عـقـب البطـأ شقـت الجيـب *** ترجي عسى يجـي لهـا عـلـم مـني
وفـيـت بالمعـروف يا فـاعـل الطيـب *** أرفـع لـك البيضاء وبالقـاف اغـني
اعـتقـتـني حـمـاك ربـي عـن العـيـب *** لـي انتخيت وفـيـك مـا خـاب ظـني
مضت ثلاث شهـور وأنـتـم معـازيـب *** داريـتـنـي يـامـا جـروحـي بــرنـي
وكان الرجل الذي أنقذه صالح بن سليمان العبيدان من الشجعان الذين يحرص أبن رشيد على القضاء عليهم وهو من ألد اعداه ولما علم أبن رشيد أن هذا الرجل أنقذه أبن عبيدان أمر رجاله أن يبحثون عن أبن عبيدان ويقتلونه ولما بلغ الخبر صالح رحل من سميرة وسكن بالأسياح وبقيت ذريته هناك ثم انتقل بعضهم إلى بريدة وهم حالياً من أشهر العوائل ويعرفون باسم العبيدان ومنهم عائلة المطوّع في أبا الورود بالأسياح ومن اسرة العبيدان رجال أعمال ومشهورين في البر والأحسان والتقى