من قواعد علم النسب عند المحققين
الحقيقة هو بحث علمي ودراسة تاريخية قيمة ونهمة لباحث مهتم بالتاريخ وعلم الأنساب أحببت نقل ما تيسر من هذا الباب ، أي قواعد علم النسب ، ووضعه أمام القاريء الكريم وكذلك الأخوة المهتمين في موضوع البحث في علم الانساب ، وذلك للاستفادة وكذلك الاضافة ممن عنده وجهة نظر أخرى نستفيد منها ويستفيد منها القاريء والباحث على السواء ، يقول الباحث في هذا الباب :
إن مصيبة هذا العلم أن يخرج أغيلمة لا علم لهم ، يعملون على زرع الأشواك في طريق هذا العلم ، وتوظيفه للأهواء والرغبات ، ولا ننكر أن بعض أهدافهم قد نجحت ، ومسارهم هذا وتنكرهم للتاريخ الصحيح هدفهم من وراءه ، كما قال تعالى : (بل قالوا إنا وجدنا أباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون) . وهي مصيبة التاريخ وعلومه في كل عصر ، وهي مصيبتنا في هذا العصر حين يرمي هؤلاء بكتب النسب المتقدمة ومدونات التاريخ ومقوماته وراء ظهورهم ، وان كنا لا نقول بصوابها على الاطلاق ، ولكن نظنها أولى أن يؤخذ بها خيرا مما كتبته أهواء المتأخرين في أنساب المتقدمين .
إننا ان أردنا أن نرقى بمجتمع قباءلنا ونجعلها تفهم أصولها ونسبها فما علينا الا تعويدها على البحث في كتب النسب وعلم التاريخ ، والمقارنة بين أقوال أولءك للخروج بالقول الصواب ، دون الميل لقول معين اذا لم يوافق مع غيره من المشتهر ، ودون أن ندخل المتلقي في متاهات قال فلان وقال فلان من المعاصرين ، الذين يقوم منهجهم على أفواه شعراء ، وأقاويل أهل القبيلة المتأخرة في الأنساب القديمة .
ان الذي أورث ما نحن فيه من إنكار التاريخ وعلومه النسبية والحركة الفعلية أننا نأخذ أنساب أصول كل قبيلة مما قاله شعراء ومتأخرون ومعاصرون لا دراية لهم في علم النسب ، ولا جهد لهم في بعث الاقوال في علم التاريخ للسابقين وبخاصة في أصول كل قبيلة ، والحديث عنها بتخبط وعشواءية .
يقول الهمداني : فوجدت أكثر الناس يخبط فيه خبط عشواء ويعمه في حندس طخياء ، واذا الخبر الواحد ترويه الجماعة في وجوه مختلفه من زيادة ونقصان ، وتقديم وتأخير ، اذ كان علم الاخبار علما طلقا غير مقصور بنظام ، ولا محصور بقياس ، كما لم ازل كلفا بالبحث عن الانساب ، والفحص على صحيحها ، والوقوف على سقيمها ، والتصفح لما أتى به النساب ، فأخذنا نسب كل قبيلة متقنا لأنساب من قاربه وعاشره وساكنه وخالطه ، راجما فيمن نأى عنه بالغيب ، نجمع من سيرهم الحقير ، ومن أنسابهم اليسير ، ومن علمهم وحكمهم النزر من كثير ، ويزل عنه منها الجم الغفير . انتهى
دراسات تاريخية :
درر العقود الفريدة في تاريخ جنب وعبيدة ، ما قبل الاسلام وحتى القرن الثامن الهجري
للاستاذ الباحث - أحمد بن مسعود بن سعيد آل اشوية .
صفحة : ٦٢ - ٦٣
قلت : فمن لم يربط ببحثه حول تاريخ قومه ونسبهم الجاهلي بالاسلامي ، كذلك يربط بين التاريخ الاسلامي الوسيط بالمعاصر ، فلربما انطبق عليه في بحثه قول الهمداني السابق : فوجدت أكثر الناس يخبط فيه خبط عشواء ، ويعمه في حندس طخياء !!
جحدر
|