ورد في كتاب تاريخ هجر دراسة شاملة في أحوال الجزء الشرقي من شبه الجزيرة العربية ، الأحساء - البحرين - الكويت وقطر ، للباحث / عبد الرحمن عثمان آل ملا ، في الجزء الأول صفحة 160 - 161 قوله في قرية ثاج :
واذكر هنا ان الباحثين قد أعطوا بعض المؤشرات الزمنية لتاريخ الاستيطان بثاج من خلال ما أجروه من دراسة لكسر الفخار المصقول وغير المصقول ، كذلك النقوش على الأحجار والمسكوكات المأخوذة من ثاج والهفوف والظهران وتاروت وعين جاوان ، ومقارنتها بما لها من نظاءر في جزيرة البحرين وفيلكا ومدينة سوية وغيرها من المواضع الأثرية الأخرى .
وتمخضت تلك الدراسات عن القول بأن الاستيطان في (ثاج) يمكن ارجاعه الى سنة 800 قبل الميلاد ، وان بدا هذا الاستيطان أكثر وضوحا في القرن الرابع قبل الميلاد وما تلاه من القرون ، حيث بلغت ثاج أوج ازدهارها في عصر الاستيطان ((السلوقي)) بهذه النواحي وهو العصر الذي تلا فتوحات الاسكندر في سنة 330 قبل الميلاد . فقد كانت ثاج في تلك الفترة من أهم المراكز التجارية .
اما التعرف على مسيرة ثاج التاريخية من خلال الشعر العربي وكتب البلدانيين العرب فيتضح منها :
ان هذه المدينة ذات تاريخ حضاري موغل في القدم ، وقد نسب عمرانها في الزمن الاول الى ملوك عاد وممملكة هؤلاء من الممالك الباءدة ، في شرق بلاد العرب ولاحد الملوك سالفي الذكر وهو لقمان بن عاد ركية بثاج مطوية بأحجار يزيد طول الواحدة منها على المتر .
وهذا ((راشد بن شهاب اليشكري)) يتحدث عن قصر منيع محكم البناء اقامه بثاج من حجر أطلال عمران سابق قد هيء واصطنع من عهد ارم وهي قبيلة من عاد وقد عبر الشاعر عن مباهاته واعجابه بذلك القصر في قصيدة جاء فيها قوله :
بنيت بثاج مجدلا من حجارة ........ لأجعله عزا على رغم من رغم
أشم طوالا يدحض الطير دونه ......... له جندل مما أعدت له أرم
ويأوي إليه المستجير من الورى ويأوي اليه المستعيض من العدم

في حين يفهم من المصادر القديمة أن ثاج في القرون الاسلامية الثلاثة الأولى كانت مدينة وكان يسكنها بطون من ((بني قيس بن ثعلبة وعشاير عنزة)) ، وكانت العلاقة بين الفريقين تتسم بالعداء الشديد ، وكان لكل منهما مسجد يجتمعون فيه ، ويبدو ان هذا العداء قد أفضى الى ضعف الجماعتين فتغلب عليهما بنو سعد وقطنوا ثاج وقد أشار الى ذلك ياقوت ووصفها صاحب المناسك بأنها مدينة وبها منبر وسكانها بنو سعد بن مناة من تميم .
ولا شك ان الضعف قد تسرب اليها في أزمان لاحقة فقد سكنتها جماعات من بني خالد ة ولكنهم هجروها في القرن الثالث عشر الهجري .
وفي سنة 1336 للهجرة اتخذت جماعة الاخوان من قبيلة العوازم هم الملاعبة والمزاحمة كلا من ثاج والحناءة القريبة منها هجرتين استوطنوهما وأحيوا فيهما أراض زراعية .
قلت : هذا ما نقلته بتصرف بسيط واقتصرت على ما يخص عشاير عنزة وما كان كذلك من لزوم النقل . ومن اراد الاستزادة حول تاريخ ثاج فيعود لنفس المصدر وهو جزءين .