مثل وتعليق على بعض الأفعال ـ وأحياناً ترتبط بالاطفال ـ وطالما سمعناها من آبائنا ـ عندما نقوم ببعض الاعمال المزعجة والشقية ـ فيقال لنا : لقد سويت القبعثر ـ او أحد يسأل أبيك عندما يؤدبّك تأديب شديد ، بقوله لما ماذا صنع ؟ فيقول له الوالد : هذا مسوي القبعثر ، أو سوى القبعثر .
من أين أتت أصل هذه الكليمة ؟
هي كلمة أصيلة في تراث بني وائل وربيعة الفرس ـ فالقبعثر تعني في اللغة : (الرجل العظيم الخلق . والقبعثرى الجمل العظيم ، والعظيم الشديد ، ودابة تكون في البحر ـ انظر القاموس المحيط .
بالنسبة للقبعثري بالياء ـ فهو لقب لابن أبي كبشة الغضبان القبعثري ـ من سلالة همّام بم مرّة الشيباني البكري الوائلي شقيق (جساس) قاتل (كليب) وائل .
فالغضبان هذا هو الذي قال : لعبد الله بن الجارود العبدي تغد بالجدي من قبل ان يتعشّاك ، ويقصد بالجدي الحجاج بن يوسف الثقفي أمير العراق ، فقتل الحجاج عبد الله بن الجارود ، وقبض على الغضبان القبعثري ووضعه بالسجن فترة طويلة وصادر جميع أمواله ـ فأمر به الحجاج فأحضر عنده يوماً ، وسأله : أأنت صاحب الكلمة (الخبيثة ؟ ) فرد عليه ولكنها لم تنفعني ولا نفعت صاحبي .
فقال له الحجاج : ولما لا تحبني ؟ قال : قد صادرت أموالي ووضعت من شرفي .
قال له : واذا أرجعنا أموالك لك ؟ قال عندئذ تريح القلوب وتزين النفوس ـ فقال أزيلوا عنه الحديد ـ فلما حملوه الشرط ـ قال : (سبحان الذي سخّر لنا هذا وما كنا به مقرنين) ، فضحك الحجاج من بلاغته وفطنته ، وكان مروانياً بليغاً ذا فطنة عجيبة وشجاعة واقدام .