"أحد مفاهيم المشيخة"
من المفاهيم المغلوطة حول نظام المشيخة سابقاَ بمظاهرها وإستحقاقاتها المترتبة عليها أنها كانت أحد مكونات الوضع الإجتماعى لبعض الأسر عند قبائل البادية تجرى ضمن قياس طبيعى بين الأفراد بسلاسة وعفوية لاغموض فيها ولاتعقيد! وكان ينظر اليها على أنها مجرد مكانة إجتماعية ليس لها أي ميزة إستثنائية قد تميز صاحبها عن باقى أفراد القبيلة اللهم عدا حفظ المنزلة والمقام فقط؟ وهذا المفهوم كان سائداَ عند أغلب أهل البادية على العموم بإستثناء إمارات أهل القرى والبلدان التى قد تختلف مضامين هذا المفهوم لديها عن تلك المفاهيم المذكورة بعض الشىء! فالمشيخة فى السابق ليست معياراَ للوجاهة اَنذاك أوللفخر والإعتزاز المجردة من الإعتبارات الأخرى! بل أن الفروسية والشجاعة وسائر مكارم الأخلاق كانت أكثر فاعلية وقبول لدى ذلك المجتمع من مجرد مكانة إجتماعية أومشيخة مكتسبة لاروح فيها؟ فقد كانت قيمة الرجل الإعتبارية هى فى فعله وإنجازاته وقدرته على التأثير والتغيير الملموس على أرض الواقع وهى معانى ومفاهيم كانت محببة للنفوس ومحط إستحسان وتقدير وهو مايتوافق والفطرة السليمة التى نشأت عليها تلك الأجيال وبعفويتها التقليدية المجردة من الأهواء والملق والتصنع مما جعلها تنظر الى تلك المفاهيم والقيم الأخلاقية الراقية نظرة إحترام وإجلال يتجاوز بكثير من نظرتها الى المشيخة كمكانة وعرف ومدلول إجتماعي طبيعى لاغرابة فيه ولذلك لامندوحة إذا قلنا أن أغلب مشائخ عنزة سابقاَ كانت تدرك هذا المعنى وتعى اهميته كمفهوم إجتماعى ملموس ومحسوس يجب المحافظة عليه والتمسك به كونه هو المعيار الحقيقى والميزان الواقعى التى تُبنى عليها سمعة الفرد وتُمجد فيه شخصية الرجل وتُذكر فيها ماَثره وخصاله الحميدة كي يبقى إسمه خالداَ وذكره باقياَ لذلك نجد أن أسماء كثيرة قد إختفى ذكرها من صفحات التاريخ كونها إعتمدت فقط على مشيختها ومكانتها دون الأخذ بتلك المفاهيم المعتبرة التى كانت تجرى ضمن مقاييس قدرية كونها تلامس الروح والعقل والمنطق بعيداَ عن فنون الفلسفة والأساطير الخيالية التى يراد إسقاطها على ذلك العصر وتسويقها بهذه المفاهيم المعكوسة التى لاأساس لها على أرض ذلك الواقع !!
التعديل الأخير تم بواسطة ابو مشاري الرفدي ; 06-17-2014 الساعة 06:15 AM
|