السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إليكم قصة / أجود الجود الملقب بأجود السخا كما هي متناقلة منذ مئات السنين : لقد كان / أجود الجود من شيوخ العرب ومضرب مثل بالكرم وقد كان الرواة والشعراء المتكسبة تتردد عليه لتنال من أعطياته ولكن كما يقولون : الشجاعة تقتل صاحبها والكرم يفقر صاحبه فعلى مر السنين افتقر / أجود الجود والسخاء ولم يبقى لديه شيء ليعطيه وفي يوم من الأيام لمح ضيوف مقبلين عليه فحار بأمره ماذا سيعطيهم إذا هم طلبوا فنادى على زوجته وقال لها : هاتي الصاج ودي أصبغ وجهي بالأسود على أساس إني عبد وإن لفوا المسارير تقولين زوجي غايب ووصاني أعطي هذا العبد للذي يأتي وهذا الذي حصل فأخذوا العبد وذهبوا به وضافوا عند شيخ اّخر وأخبروه أن هذا العبد من عند / أجود الجود والسخاء وعرضوا أن يبيعوه عليه فاشتراه الشيخ وسأله ماذا يعمل فقال : أحضر القهوة وبقي / أجود عنده ولكن مع مر الأيام والأحاديث المتبادلة بين الشيخ و / أجود تحسس هذا الشيخ أن هذا العبد غير عادي فهو عارف بكثير من الأمور التي قد لا يعرفها إلا الأحرار وخاصة عندما أبدى رأيه في إحدى المرات حول قضوة وكان رأيه صائبا عندئذ فكر الشيخ أن يختبره فسأله في أحد الأيام قائلا : هل الجود من الموجود وإلا من أبا وجدود وإلا حثاثة بالجلود فأجابه أجود قائلا :-
جود بلا موجود عسر على الفتـىورجــل بــلا مـوجـود بـيــش يـجــود
إن جادت لنا الدنيا كان جدنا بهاوإن مــــا جــــادت بـحـالـنــا نــجـــود
عندها ضرب الشيخ كف على كف وقال : أسألك بالله هل أنت أجود الجود والسخاء ؟ فقال له : نعم أنا / أجود الجود والسخاء فأطرق الشيخ وهو يقول : يا تعس حظي أجود عبد عندي وفورا طلب الماء ليغتسل أجود وبعث الصايح على العرب إن الأمير مبتلى ويريد لمة واجتمعت العرب بالإبل والدبش فقام الشيخ بفرز قسم من الإبل والدبش على مقرط العصا وقال لــ / أجود الجود والسخاء هذه حصتك ولا تواخذنا على القصور واللي ما يعرف الحر يشتويه وبعث معه رجال إلى ديرته ليعود / أجود إلى عزه والمثل يقول : الخير مرزوق وصاحب العقل بالتعتبر والله أعلم