الإهداءات

 

 

   

 

    
  

 


    -  تعديل اهداء
العودة   موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه الركن العلمي البحوث العلميه الموثقه
البحوث العلميه الموثقه نتاج المؤرخين والباحثين من رواد هذا المنبر
 

 
 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 05-09-2013, 05:29 AM   #1
عضو منتديات العبار
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 39
افتراضي تعاون الدولتين العثمانية والصفوية ضد مملكة المنتفق وحكامها أسرة السعدون الأشراف 1698م





أرجوا التكرم بعدم الرد حتى أضع القسم الأخير من البحث (المصادر).

تمهيد:


هذا البحث يتعلق بحاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف مانع بن شبيب ( الجد الأعلى لمعظم فروع أسرة السعدون الأشراف في عصرنا الحاضر)، وهو الذي يعد أحد أبرز الشخصيات التاريخية في عصره ، حيث كان يحكم نصف العراق ، وتمكن من إنتزاع مدينة البصرة (أهم المدن التجارية في المنطقة وأحد أكبر المدن العربية من الناحية السكانية في تلك الفترة) من الدولة العثمانية لثلاث مرات متتالية وجعلها عاصمة لمملكة المنتفق ، كما انه تمكن من تدمير الكثير من الحملات العسكرية العثمانية ولم يتمكن أي والي أو قائد عثماني من الإنتصار عليه عسكريا . وكنتيجة لعجز الدولة العثمانية عن هزيمته قام الخليفة العثماني بمخاطبته شخصيا والدفع له ماليا مقابل التخلي عن مدينة البصرة . وقد اضطرت الدولة العثمانية لطلب العون العسكري ضده من الدول الإقليمية ثم من عدوها اللدود الدولة الصفوية في سابقه تاريخية ، وتم وقتها تبادل الوفود المحملة بالهدايا بين الخليفة العثماني والشاه الصفوي.

محتويات البحث:


1- مقدمة.
2- نسب حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف مانع بن شبيب وأسرته آل سعدون.
3- إتساع مملكة المنتفق في عهد الأمير الشريف مانع بن شبيب وعلاقة آل سعدون بقبائلهم - البادية والحاضره.
4- تصاعد القوة لمملكة المنتفق ولحكامها في القرن السابع عشر قبل إنتزاعهم للبصرة من العثمانيين.
5- ضم البصرة عسكريا لمملكة المنتفق للمرة الأولى في عهد الأمير مانع بن شبيب عام 1690م.
6- ضم البصرة الثاني لمملكة المنتفق وهزايم عسكرية متتالية للحملات العثمانية.
7- طلب الدولة العثمانية العون العسكري من دولة بني خالد ضد مملكة المنتفق.
8- قوات مملكة المنتفق تكسر حملة عثمانية كبيرة وتخلع بدلات الإنكشاريين – أشرس القوات العثمانية.
9- مخاطبة الخليفة العثماني لحاكم مملكة المنتفق والدفع ماليا له مقابل ترك البصرة بعد هزيمة القوات العثمانية وإهانتها.
10- ضم البصرة لمملكة المنتفق للمرة الثالثة بعد طرد سكانها للوالي العثماني عام 1694م.
10.1 أبرز أعمال حكام مملكة المنتفق في البصرة في فترة لاحقة - عام 1704م.
10.2 أبرز أعمال حكام مملكة المنتفق في البصرة في فترة لاحقة - عام 1787م.
11- الدولة العثمانية تجهز حملة إقليمية كبيرة ضد مملكة المنتفق وتسندها بقوات حاكم الحجاز ثم تفشل في إرسالها.
12- تعاون الدولتين العثمانية والصفوية عسكريا (في سابقه تاريخية) ضد مملكة المنتفق.
13- دعم الأمير الشريف مانع بن شبيب للحملة العثمانية لإستعادة البصرة من ولاة الفرس.
14- إسقاط حاكم مملكة المنتفق لوالي الحويزة الجديد المعين من قبل الشاه حاكم الدولة الصفوية.
15- مملكة المنتفق بعد وفاة حاكمها الأمير الشريف مانع بن شبيب.
16- ملحق1:البصرة وماتدفعه الدولة العثمانية تاريخيا لحكام مملكة المنتفق في مقابل عدم المطالبة بها.
17- ملحق2: نبذه موجزه عن أسرة السعدون ومملكة المنتفق وإتحاد قبائل المنتفق.
18- المصادر.

1- مقدمة:


يعد حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف مانع بن شبيب آل شبيب أبرز الشخصيات العربية في تاريخ العراق في عصره ، كما يعد أحد أبرز الشخصيات التي ظهرت في المنطقة ككل تاريخيا. أستطاع الأمير مانع بن شبيب أن يمد حدود مملكة المنتفق لتشمل نصف العراق وأجزاء من عربستان وأجزاء من صحاري شمال الجزيرة العربية ، وتميز حكم الأمير مانع بن شبيب بالقوة العسكرية بحيث لم تتمكن الدولة العثمانية من هزيمته في أي معركة عسكرية على الرغم من تجريدها للكثير من الحملات العسكرية الكبيرة ضده ، وقد تمكن الأمير مانع بن شبيب من أن يضم عسكريا أهم المدن التجارية في المنطقة كعاصمة لدولته وهي مدينة البصرة (أحد أكبر الحواضر العربية في تلك الفترة حيث كان يتجاوز عدد سكانها 100 ألف نسمة) والتي أنتزعها لثلاث مرات من العثمانيين . وقد تميزت الحملات العثمانية في عهده والموجهة ضده بالضخامة وبتنوع قواتها (من عدة ولايات عثمانية) من داخل العراق وخارجه .

كما أجبر الأمير مانع بن شبيب الدولة العثمانية على التعاون عسكريا مع الدول الإقليمية ضده ، وبعد فشل العثمانيين في ذلك أجبرهم على التعاون مع عدوهم اللدود الدولة الصفوية في سابقة تاريخية. وقد تمكنت القوات الفارسية من أن تخرجه من مدينة البصرة بالخدعة ، وذلك بعد أن أجبرته الدولتين العثمانية والصفوية على القتال مع قواتهما عسكريا على جبهتين بنفس الوقت ، واحتفلت الدولتين العثمانية والصفوية بذلك النصر ، وتم إرسال وفد كبيرمن الشاه حاكم الدولة الصفوية الى الخليفة العثماني محملا بالهدايا وتم بالمقابل إرسال وفد كبير من الخليفة العثماني الى الشاه في اصفهان. تبع ذلك قيام الأمير مانع بن شبيب بكسر إرادة الشاه حاكم الدولة الصفوية بتعيين والي جديد للحويزة .. وقام الأمير مانع بن شبيب بإسقاط هذا الوالي عسكريا وإعادة الوالي القديم والذي كان قد هرب من الفرس والعثمانيين ، وطلب اللجوء والحماية لدى الأمير مانع بن شبيب ... وتم توفير الحماية له من قبل حاكم مملكة المنتفق في موقف عربي نبيل.

وبالإضافة الى كون الأمير مانع بن شبيب آل شبيب حاكم لمملكة المنتفق فهو شيخ مشايخ لأكبر اتحاد للقبائل والعشائر (مختلفة الأصول) شهده العراق تاريخيا ، وهو الإتحاد القبلي الضخم الممتد من وسط العراق وحتى شمال الجزيرة العربية والمعروف بإتحاد قبائل المنتفق والذي أسسه جده عام 1530م. وقد عرفت أسرة الأمير مانع بن شبيب بـ (آل شبيب) نسبة إلى جده الأمير شبيب الأول ولاحقا عرفت أسرته بـ (آل سعدون) نسبة إلى حفيده الأمير سعدون بن محمد بن مانع آل شبيب. ولقد كان أبرز مايميز حاكم مملكة المنتفق الأمير مانع بن شبيب آل شبيب هو قيادته لجيوشه ومشاركته بالقتال بنفسه مما أكسبه هيبة لدى خصومه ، ونظرا لإنتصاراته المتعددة على العثمانيين فقد أطلق المثل الشعبي في العراق (أمنع من مانع).

يذكر مملكة المنتفق و قبائلها والأسرة الحاكمه فيها (أسرة آل سعدون الأشراف والتي كانت تعرف سابقا بـ آل شبيب) ، المؤرخ والمستشرق الألماني البارون ماكس فرايهير فون أوبنهايم ، في كتابه البدو ، ويقارن أهمية اتحاد قبائل المنتفق (اكبر اتحاد للقبائل والعشائر شهده العراق تحت مشيخة شيخ مشائخ فعلي) بالقبائل الأخرى في العراق كما يقارن أهمية أسرة المشيخة فيه (أسرة آل سعدون الأشراف والتي كانت تعرف سابقا بـ آل شبيب) بأسر المشيخة الأخرى بالعراق ، وذلك عند بداية حديثه في قسم المنتفق من نفس الكتاب، ج:3 ، ص:590 (((مامن قبيلة عراقية تضاهي المنتفق في الأهمية ولا عائلة شيوخ تضاهي عائلة سعدون - شبيب التي أسست في أواخر القرن السابع عشر مملكة المنتفق على الفرات الأدنى والتي جلبت في الحرب العالمية الأولى - عندما كانت تلك المملكة قد سقطت - لاسم المنتفق الفخر والاعتزاز مرة أخرى))).

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

يذكر قبائل المنتفق المؤرخ والشاعر السعودي خالد الفرج ، المولود في الكويت عام 1898م والمتوفى عام 1954م، في كتابه الخبر و العيان في تاريخ نجد ، ص: 203 (((المنتفق خليط من قبائل شتى تجمعهم رابطة التحالف والمجاورة والمصاهرات، إلى أن كونوا قبيلة كبيرة تحكمت في نواحي العراق، وكادت تستقل بحكمه))). يذكر مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي ، الوحدة العظيمة بين قبائل المنتفق والتي يرجع الفضل فيها الى أسرة آل سعدون الأشراف ، وهي الوحدة التي جعلت مملكة المنتفق وقبائلها وحكامها اللاعب الرئيسي في تاريخ العراق وجعلت معظم أحداث العراق مما يخصها ، وذلك في كتابه عشائر العراق ، ج4 ، ص27 (((كانت بينها وحدة عظيمة يرجع الفضل فيها إلى أمراء المنتفق، ومواهب القدرة والجدارة فيهم بادية وغالب وقائع العراق مما يخصها))).

يذكر هارولد ديكسون ، الوكيل السياسي البريطاني والذي عمل كسياسي بالعراق بعد الحرب العالمية الأولى ، في كتابه عرب الصحراء ، وذلك عند حديثه عن الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق وأسرة المشيخة في اتحاد قبائل المنتفق – أسرة السعدون الأشراف وعند حديثه عن قبائل اتحاد المنتفق وعن شهرة اسم المنتفق في المجتمع العربي في تلك الفترة وعن بادية العراق (((وتاريخ تحالف المنتفق يرتبط ارتباطاً لا ينفصم بالسعدون ، واسم المنتفق ذاته كما يستخدم في العراق يشير فقط إلى العائلة الحاكمة وإلى عبيدها وأتباعها والذين يعتبرون جزءاً لا يتجزأ منها. ولا يوجد أحد من رجال القبائل في العراق يدعو نفسه منتفقي مع أنه قد يستخدم الكلمة عندما يكون في مكة أو دمشق حيث لا تعرف قبيلته الصغيرة في حين أن شهرة المنتفق على كل لسان في المجتمع العربي. ومكانة السعدون والتي تتمتع بأهمية سياسية كبرى في جنوب ما بين النهرين تعتمد بشكل رئيسي على أصولهم وبشكل جزئي على الجهل التركي الرسمي أو تجاهلهم بعلاقتهم بالقبائل. كما لا يجب أن يغرب عن البال أن السعدون يرتبطون بالنظام الاجتماعي للصحراء ولم يخضعوا لتأثيرات المحلية التي خضعت لها قبائل العراق ، والتي كانت مثلهم من المهاجرين من الجزيرة العربية والذين سبقوهم بالهجرة وهم لذلك أكثر اتصالاً بتقاليد وعادات ما بين النهرين. وقد حافظ آل السعدون على السمات التي تميز بدو الجزيرة العربية ، فهم من السنة ومن أهل البعير أي الإبل وديرتهم هي منطقة الحماد غربي الحي أو جنوب الفرات حيث حفروا أو أعادوا حفر الآبار في منازلهم القبلية المعتادة وإليها يعودون بعد هطول المطر المبكر وحيث يتمتعون بسلطتهم كزعماء مستقلين للصحراء))). يذكر المؤرخ جعفر الخياط ، وذلك عند حديثه عن تفرد أسرة السعدون الأشراف في تاريخ العراق وتحكمها في مقدرات العراق ومصائره لعدة قرون ، في كتابه صور من تاريخ العراق في العصور المظلمة، ص: 29 (((لم تظهر على مسرح الحوادث في تاريخ العراق الحديث أسرة نبيلة تولت الإمارة، وتحكمت في مقدرات العراق ومصائره دهرا طويلا من الزمن مثل أسره السعدون المعروفة. فقد بسطت نفوذها على القسم الأعظم من العراق الجنوبي مدة تناهز الأربع مئة سنة، وتولى شيخة قبائل المنتفك وإمارتها ما يزيد على العشرين شيخا من أبنائها البارزين. وقد كانت هذه الأسرة العربية الكريمة أول من بعث الفكرة العربية من مرقدها في العراق الحديث ، وحمل راية النضال من أجلها بالدم والحديد في وجه الأتراك والايرانيين، بعد أن دثرت وانطمست مآثرها على أيدي المغول الأثيمة.... وقد كان العثمانيون يشعرون بثقل العبء الملقى على عاتقهم في هذا الشان، ولذلك كان تصرفاتهم وخططهم التي رسمت خلال مدة حكمهم كلها ،ولا سيما في عهودهم الأخيرة ،تستهدف ضعضعة الأسرة السعدونية القوية والقضاء عليها بالحركات العسكرية والتدابير الإدارية ،والعمل على انقسامها فيما بينها))).

2- نسب حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف مانع بن شبيب وأسرته آل سعدون:


الأمير مانع بن شبيب آل شبيب هو الجد الأعلى لمعظم فروع أسرة السعدون في عصرنا الحاضر ( ماعدا فرعين من الأسرة هما آل صقر وآل صالح ) ، ويرجع نسب الأمير مانع بن شبيب آل شبيب الى أشراف المدينة المنورة وتحديدا الى أمراء المدينة المنورة آل مهنا ، وقد كان أجداده أمراء للمدينة المنورة لأكثر من خمس قرون ، وقد عرفت أسرته بآل شبيب نسبه لجده شبيب الأول ثم لاحقا ومنذ منتصف القرن التاسع عشر أصبحت الأسرة تعرف بآل سعدون نسبة لحفيده ( الأمير سعدون بن محمد بن مانع بن شبيب آل شبيب) حيث أصبح اللقب يطلق على ذرية الأمير سعدون وعلى ذرية أبناء عمه من آل شبيب ، يذكر المؤرخ والمستشرق الألماني البارون ماكس فرايهير فون أوبنهايم ، عند حديثه عن الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق ، في كتابه البدو, ج3, ص: 282 ((( بني شبيب أو آل السعدون، كما أصبحوا يسمون لاحقا))). وهذا تسلسل نسب الأمير مانع:

الأمير مانع الثاني (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها) بن الأمير شبيب الثاني(حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها) بن الأمير مانع - الصخا (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها) بن الأمير شبيب الأول (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها) بن الشريف حسن (مؤسس مملكة المنتفق واتحاد قبائل المنتفق) بن الشريف مانع بن مالك بن سعدون الأول بن إبراهيم (أحمر العينين) بن الأمير كبش (أمير المدينة المنورة) بن الأمير منصور (أمير المدينة المنورة) بن الأمير جماز (أمير المدينة المنورة + أمير مكة المكرمة 687هـ + أول من سك عمله بإسمه في مكة من أمراء المدينة المنورة) بن الأمير شيحة (أمير المدينة المنورة+أمير مكة المكرمة عام 637هـ) بن الأمير هاشم (أمير المدينة المنورة) بن الأمير قاسم (أبو فليته) (أمير المدينة المنورة+ أمير مكة عام 571هـ) بن الأمير مهنا الاعرج (أمير المدينة المنورة) بن الأمير الحسين (شهاب الدين) (أمير المدينة المنورة) بن الأمير مهنا الأكبر (أبو عمارة) (أمير المدينة المنورة) بن الأمير داود (أبو هاشم) (أمير المدينة المنورة) بن الأمير القاسم (أمير المدينة المنورة) بن الأمير عبيد الله (أمير المدينة المنورة+ أمير العقيق) بن طاهر بن يحي النسابة بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله (الاعرج) بن الحسين (الأصغر) بن علي (زين العابدين) بن الحسين - ‎رضي الله عنه - ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه‎.

ونظرا لشهرة الأمير مانع بن شبيب التاريخية وإنحصار حكم مملكة المنتفق في ذريته فإن العديد من مشجرات أسرة السعدون ( التي كانت تعرف بآل شبيب في عهد مانع وعرفت لاحقا بآل سعدون نسبه لحفيده الأمير سعدون بن محمد بن مانع) في كتب التاريخ تبدا بالتفرع بعد مانع وتفصل في ذريته فقط دون ذرية أبناء عمه ...علما بأن ذرية أخيه الأمير صقر بن شبيب آل شبيب قد نافست ذريته على الحكم في معظم القرن الثامن عشر. وهذه مشجرتين لأسرة السعدون:

1- المشجرة التالية من كتاب معجم الأنساب والأسرات الحاكمة في التاريخ الإسلامي ، وهو كتاب للمستشرق النمساوي زامباور يجمع فيه الأسر الحاكمه في التاريخ الإسلامي، وقد كان زامباور وزيرا للنمسا في البلاط العثماني ما بين 1913 م - 1918 م. وقد وضع مشجر لأسرة السعدون في كتابه في صفحة 212.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

2- المشجرة التالية للمؤرخ الإنجليزي ستيفن هيمسلي لونكريك، في كتابه ( أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث ) وهو كتاب يتحدث عن تاريخ العراق في الأربع قرون التي سبقت الحرب العالمية الأولى، وقد عمل مؤلف الكتاب كمفتشا إداريا بالعراق من قبل بريطانيا العظمى في الفترة التالية للحرب العالمية الأولى. وضع المؤلف شجرة لأسرة السعدون في الملحق الثاني في صفحة 420، وقد ذكر المؤرخ في كتابه أربع مشجرات لأربع أسر ، وهذه الأسر هي : أسرة حسن باشا (أسرة المماليك ولاة بغداد والممثلين للدولة العثمانية) وأسرة الجليليين (ولاة مدينة الموصل) وأسرة البابانيين (ولاة إمارة بابان في كردستان) وأسرة آل شبيب - آل سعدون (حكام مملكة المنتفق والتي تشمل معظم مناطق وقبائل وعشائر جنوب ووسط العراق). وقد وردت الأسر بالكتاب بالنص التالي:

1. أسرة حسن باشا.
2.أسرة الجليليين.
3. أسرة البابانيين.
4. أسرة آل شبيب (السعدونيون).

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أما بالنسبة لأسرة الأمير مانع بن شبيب ( آل سعدون) .. يتفق جميع المؤرخين الذين تكلموا تاريخيا عن نسب أسرة آل سعدون على كونها ترجع في نسبها للأشراف، سواء كان هؤلاء المؤرخين عثمانيين أو عرب أو أجانب، هذا بالأضافة إلى الشهرة التاريخية للأسرة بهذا النسب بين القبائل في العراق والجزيرة العربية والشام، وأيضا الموروث الشعبي المتفق عليه لدى كافة القبائل والعشائر التي حكموها. ونذكر هنا بعض النصوص التاريخية التي تتحدث عن نسب الأسرة ( وتحديدا عن أحفاد الأمير مانع بن شبيب الذي يدور حوله هذا البحث ) في القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر لمؤرخين مختلفين:

في القرن الثامن عشر ذكر المؤرخ العثماني الشيخ عثمان بن سند الوائلي البصري ( المولود عام 1765م) نسب حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها الأمير ثويني بن عبد الله بن محمد بن مانع بن شبيب آل شبيب (وهو معاصر لعثمان بن سند)، في كتاب مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود , القسم المقتطع من خزانة التواريخ النجدية ، مختصر الشيخ أمين الحلواني ، ص: 280 (((وثويني هذا هو ابن عبد الله بن محمد بن مانع القرشي الهاشمي العلوي الشبيبي تولى مشيخة المنتفق كما تولاها أبوه وجده أجواد العرب وشجعانها))). حيث عرف المؤرخ تسلسل نسبه بــ القرشي (نسبة لقبيلة قريش) والهاشمي (نسبه لبني هاشم) والعلوي (نسبه لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه والذي يعرف نسله بالأشراف) والشبيبي (نسبه إلى آل شبيب الأسرة الحاكمه في مملكة المنتفق والتي كانت تضم معظم مناطق جنوب ووسط العراق)، والأمير ثويني بن عبد الله المذكور هو حفيد للأمير مانع بن شبيب الذي يدور حوله هذا البحث وهو ابن أخ الأمير سعدون بن محمد بن مانع الذي عرفت بإسمه لاحقا الأسرة الحاكمه في مملكة المنتفق.

وأيضا في نهاية القرن الثامن عشر يذكر نسب الأسرة عالم الأحساء الشهير الشيخ محمد بن فيروز التميمي المتوفى سنة 1216هـ (1801م) وذلك في قصيدته التي قالها في رثاء حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها الأمير ثويني بن عبد الله بن محمد بن مانع آل شبيب وذلك بعد إغتيال الأمير ثويني عام 1797م.. نذكر الأبيات من قصيدته :

وآل شبيب ذو المفاخر والعلا
ليوث الشرى أرجو بهم يدرك الثأر
ستبكيك منهم عصبة هاشمية
بسمر القنا والبيض أدمعها حمر

ومن مؤرخين القرن التاسع عشر العالم والمؤرخ والنسابة النجدي إبراهيم بن صالح بن عيسى، ولد عام 1854م وتوفي عام 1925م، وهو أحد أبرز مؤرخين نجد والجزيرة العربية وذكر أحداث تتعلق بحكام مملكة المنتفق من أسرة السعدون الأشراف (آل شبيب سابقا) وأشار فيها إلى نسبهم، كتاب تاريخ ابن عيسى ، المقتطع من خزانة التواريخ النجدية ، حوادث سنة 1147هـ، ص: 69 (((وفيها قتل الروم محمد المانع بن شبيب القرشي الهاشمي العلوي رئيس بوادي المنتفق))). ذكر النص حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها الأمير محمد بن مانع بن شبيب آل شبيب، وهو ابن الأمير مانع بن شبيب الذي يدور حوله هذا البحث ووالد الأمير سعدون بن محمد الذي عرفت بإسمه الأسرة لاحقا، وقد عرف المؤرخ تسلسل نسبه بــ القرشي (نسبة لقبيلة قريش) والهاشمي (نسبه لبني هاشم) والعلوي (نسبه لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه والذي يعرف نسله بالأشراف). وقد ذكر ابن عيسى الكثير من الأحداث التي تتعلق بحكام مملكة المنتفق في القرن التاسع عشر من آل سعدون ووصل انسابهم إلى الأمير محمد بن مانع آل شبيب المذكور بالنص أعلاه أو وصلها إلى ابنه الأمير سعدون بن محمد آل شبيب ونذكر أحد هذه النصوص على سبيل المثال وهو نص يتكلم عن معركة داخلية بين أبناء أسرة السعدون على الحكم في القرن التاسع عشر أنتهت بإنتقال الملك في مملكة المنتفق والمشيخة (الرئاسة) في اتحاد قبائل المنتفق من فرع آل محمد من أسرة آل سعدون الى ذرية راشد من أسرة آل سعدون ، كتاب تاريخ ابن عيسى ، المقتطع من خزانة التواريخ النجدية ، حوادث سنة 1268هـ، ص: 131 (((وفيها حصل وقعة شديدة بين عيال راشد بن ثامر السعدون ومن تبعهم من المنتفق وبين عيال عبد الله العقيل بن محمد بن ثامر السعدون ومن تبعه من المنتفق فقتل عبد الله آل عقيل بالمعركه، وانهزم اصحابه - ابن سعدون بن محمد بن مانع بن شبيب، وصارت الرياسة لعيال راشد على المنتفق وصار لهم الملك والرئاسة))).

ومن فروع أسرة السعدون (آل شبيب سابقا) من غير ذرية الأمير مانع بن شبيب الذي يدور حوله هذا البحث ... آل صقر ( وهم ذرية أخو مانع) وآل صالح ( وهم ذرية أبن عم مانع) ، يذكر الشيخ محمد البسام التميمي النجدي في عام 1818م ، في كتابه الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر ، آل شبيب وفروعهم المشهورة في تلك الفترة (فترة حكم الأمير حمود بن ثامر بن سعدون بن محمد بن مانع آل شبيب) وهذه الفروع هي: آل محمد - منهم سعدون بن محمد الذي عرفت به الأسرة لاحقا (وهم ذرية الأمير محمد بن مانع بن شبيب آل شبيب)، وآل مغامس (وهم ذرية الأمير مغامس بن مانع بن شبيب آل شبيب ) ، وآل صقر (وهم ذرية الأمير صقر بن شبيب آل شبيب ) ، وآل راشد ( وهم ذرية الأمير راشد بن مانع بن شبيب آل شبيب) ، وهذا نص البسام (((الشبيب زبدتهم في المهمات نجدتهم ، ذوو الأنفس الأبية والشيم العربية، الكماة المشهورين والحماة المذكورين، باعهم في المجد طويل وطباعهم إلى طلب الحمد تميل، هباتهم متواصلة وأكفهم لنيل ما راحته من المحامد وأصلة ، يكرمون النزيل ولا كلل، ويطفئون الليل مما أشتعل بأياد تمكن الغوادي وسوادي من تغيث الصوادي، شادوا المكارم وأبادوا المحارم، يُقتدى بهم في الفضائل ويهتدي بأواخرهم كالأوائل سنوا مكارم الأخلاق وبنو للحرب أرفع رواق، والشبيب المذكورون أربع فرق كلهم مشهورون. وهم "آل محمد" الذين منهم الشيخ، والصقر والراشد والمغامس))). ولم يذكر البسام أحد فروع الأسرة في عهده وهم آل صالح (يبدو أنه اعتبرهم ضمن أحد الفروع التي ذكرها للأسرة). ويرد ذكر آل صالح في عام 1241هـ الموافق عام 1825م (بعد سبع سنوات من تأليف البسام لكتابه الدرر الأواخر في أخبار العرب الأواخر) وذلك عندما ذكرهم المؤرخ العثماني المعاصر لهم عثمان بن سند عند قدومهم الى بغداد لزيارة ودعم الأمير براك بن ثويني بن عبدالله بن محمد بن مانع آل شبيب والذي انشق وقتها على ولد عمه حاكم مملكة المنتفق الأمير حمود بن ثامر بن سعدون بن محمد بن مانع آل شبيب ، يذكر المؤرخ العثماني الشيخ عثمان بن سند الوائلي البصري (المعاصر لهم) ، في كتابه مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود ، ص: 366 ((( وفيها قدم على براك بن ثويني جماعة من آل صالح وهم شبيبيون))). ويرد أيضا ذكر آل صالح في كتب التاريخ عند الحديث عن منطقة الجمارك في العرجا على نهر الفرات وهي المنطقة التابعه لهم اقتصاديا ضمن مملكة المنتفق .. حيث كانت أسرة السعدون تسيطر على الحركة الملاحية التجارية في أنهار دجلة والفرات تاريخيا في مناطق حكمهم في جنوب ووسط العراق (مملكة المنتفق)، يتحدث المؤرخ والمستشرق الألماني البارون ماكس فرايهير فون أوبنهايم ، في كتابه البدو ، عن اقتصاد مملكة المنتفق , ج3, ص: 624 (((يضاف إلى ذلك عائدات ضخمة من الجمارك. كان يوجد على الفرات في القرن الثامن عشر نقطة جمركية مقابل نهر عنتر وأخرى في عرجة. وكانت هذه تابعة لفرع الصالح من عائلة الشيوخ. وفي القرن التاسع عشر أصبحت جمارك الفرات تجبى في سوق الشيوخ، وكانت تؤجر إلى جانب ضرائب أخرى في الناحية بمبلغ 50000 شامي. وكان جمرك دجلة، الذي كان مركزه موجودا في زكية فوق القرنة، يؤجر بمبلغ 12000 شامي، وكانت الضريبة العقارية في ناحية زكية تجلب مبلغا مماثلا))).

نختم هذا القسم من البحث بذكر تعداد لأفراد الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق في عام 1765م وفي عام 1835م، يذكر المؤرخ والمستشرق الألماني البارون ماكس فرايهير فون أوبنهايم ، في كتابه البدو ، تعدادا للأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق نقلا عن اثنين من الرحالة , ج3, ص: 622 ((( يقدر نيبور عددهم عام 1765م بمائة وخمسين شخصا ، ويقدر فريزر (الجزء الثاني ، 101) عددهم عام 1835م برقم مماثل تقريبا))).

3- إتساع مملكة المنتفق في عهد الأمير الشريف مانع بن شبيب وعلاقة آل سعدون بقبائلهم - البادية والحاضره:


كانت مملكة المنتفق في عهد حاكمها الأمير الشريف مانع بن شبيب آل شبيب تشمل نصف العراق وتضم أجزاء من عربستان وأجزاء من صحاري شمال الجزيرة العربية وتصل حدودها الشمالية إلى جنوب مدينة بغداد وإلى مندلي بينما حدودها الجنوبية كانت تصل الى شمال بلدة الكويت والتي كانت تمثل أقصى نقطة في المنطقة الشمالية من دولة بني خالد ، يذكر المؤرخ الإنجليزي ستيفن لونكريك في كتابه (أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث) إتساع مملكة المنتفق وحدودها (الشمالية والشرقية) وذلك عن حديثه عن حاكم مملكة المنتفق (مابين عام 1668م – 1703م) الأمير الشريف مانع بن شبيب آل شبيب وعن نفوذه ومناطق حكمه بالعراق وخارجه ويقارن هذا النفوذ بنفوذ الحكام الأتراك في بغداد وشمال العراق وكيف أن الأمير مانع يفوقهم نفوذا ، ص: 151 (((ولم يدر بخلد أي باشا غريب أن يأمل نفوذا شاملا مثل نفوذه. فقد امتلك قسما من عربستان، وكان مسيطرا على ما بين دجلة وعربستان من سهول وأهوار، وأطاعته بدرة وجصان ومندلي، وقد غطت سطوته يومئذ على سطوة الحويزة، اما على الفرات فقد استولى على العرجة والسماوة والرماحية))). ويذكر المؤرخ حسين خلف الشيخ خزعل في كتابه تاريخ الجزيرة العربية ، حدود مملكة المنتفق الجنوبية والغربية في نفس الفترة التي ذكرها ستيفن لونكريك , ج1 ، ص:39 (((وماكاد يحل القرن الثاني عشر حتى انتشرت الفوضى في نجد وعم الانقسام , وتوسعت الفرقة , وتفرقت الكلمة , وتعددت الامارة والمشيخات , فكانت الأمارة في العيينة لآل معمر , وفي الدرعية لآل سعود , وفي الرياض لآل دواس , وفي الأحساء لبني خالد , وفي نجران لآل هزال , وفي حائل لآل علي , وفي القصيم لآل حجيلان , وفي حدود نجد الشمالية وجنوب العراق لآل شبيب))). ولايعرف تاريخ بداية حكم الأمير مانع بن شبيب آل شبيب لمملكة المنتفق بشكل دقيق ، فهو مختلف فيه بين تاريخين ، الأول هو العام 1668م والثاني هو العام 1682م. وهذه صورة توضح حدود مملكة المنتفق في تلك الفترة مع علم مملكة المنتفق:

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وبالإضافة إلى كون الأمير مانع بن شبيب آل شبيب حاكم لمملكة المنتفق فهو شيخ مشايخ لأكبر اتحاد للقبائل والعشائر (مختلفة الأصول) شهده العراق تاريخيا وهو الإتحاد القبلي الضخم والممتد من وسط العراق وحتى شمال الجزيرة العربية و الذي أسسه جده عام 1530م ... وننقل هنا وصفا لحلف قبائل المنتفق والذي يشكل القسم الرئيسي من مملكة المنتفق وهو من زيارة الرحالة بارسونز عام 1774م لأراضي مملكة المنتفق في عهد حاكمها الأميرعبدالله بن محمد بن مانع بن شبيب آل شبيب ( حفيد الأمير مانع بن شبيب المتعلق به هذا البحث وأخو الأمير سعدون بن محمد بن مانع الذي عرفت الأسرة بإسمه لاحقا) ، يذكر أ.م.د. رياض الأسدي , في بحثه جذور الفكر السياسي في العراق الحديث ـ1ـ , محاولات الإستقلال المحلّي في العراق 1750ـ 1817 ، عند حديثه عن الرحالة بارسونز ووصفه لإتحاد قبائل المنتفق (((وجد أن حلفه القبلي "المنتفق" يغطي مساحة كبيرة من جنوب ووسط العراق، ويضمّ بين جنباته عددا كبيرا من السكان يفوق بالطبع عدد السكان المنضوين في باشوية بغداد أضعافا))). وعلى الرغم من السياسات العثمانية والمعارك ضد مملكة المنتفق طوال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر والتي تسببت في هجرة الكثير من القبائل من مملكة المنتفق إلى ولاية بغداد أو إلى عربستان (حيث شكلوا ثقلا عدديا كبيرا هناك ولكنهم فقدوا وحدتهم ) وتسببت أيضا في إستعادة أراضي شاسعة من مملكة المنتفق لصالح العثمانيين منذ العام 1853م وفقا لإتفاقيات رسمية فيما عرف لاحقا بمرحلة الإفراز ، إلا ان اتحاد قبائل المنتفق حافظ على كونه أكبر اتحاد للقبائل والعشائر مختلفة الأصول في العراق. يذكر قبائل اتحاد المنتفق بعد هذه الفترة الكسندر أداموف ، القنصل الروسي في البصرة في نهاية القرن التاسع عشر، في كتابه ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها (((إن اتحاد المنتفق، أقوى الاتحادات العراقية وأكثرها عددا... وفي مقدوره أن يقدم إلى ساحة المعركة ما يقارب من (50) ألف مقاتل ،بفضل اتحاد قبائله ورؤسائه من آل شبيب... (إنه) اتحاد مخيف، بل مرعب لقوى الدولة وللقوى الأخرى، طالما جرع الكثيرين هزائم لا تنكر))). ويذكر الشيخ والمؤرخ علي الشرقي ، في كتابه ذكرى السعدون (الصادر عام 1929م) ، مرحلة الإفراز وتدرج العثمانيين بإقتطاع أراضي مملكة المنتفق في القرن التاسع عشر ، ص: 28 (((وتم للعثمانيين ماارادوه في بلاد المنتفق وكانوا يعملون عليه منذ قرون تقريبا فقد جاؤا على البنيان بالهدم حجارة حجارة حتى اتوا عليه وقد تدرج العثمانيون ينقصون مملكة المنتفق من السماوة والعمارة ومن أنحاء البصرة))). ولمزيد من التفاصيل حول قبائل المنتفق وتنوعها وأصولها يمكن الرجوع للملحق الثاني من هذا البحث ( بعنوان: ملحق2: نبذه موجزه عن أسرة السعدون ومملكة المنتفق واتحاد قبائل المنتفق).

ونتحدث هنا حول عادات وتقاليد أسرة السعدون الأشراف المتعلقة بحكمهم لمملكة المنتفق وبمشيختهم لإتحاد قبائل المنتفق (أكبر اتحاد للقبائل والعشائر مختلفة الأصول شهده العراق تاريخيا) ، يذكر خورشيد باشا (الذي اشترك بلجنة الحدود العثمانية الفارسية ما بين 1848م - 1852م وأصبح واليا لأنقرة لاحقا ) في تقريره الذي أعده للدولة العثمانية في تلك الفترة، وذلك عند حديثه عن عادات وتقاليد شيخ مشايخ المنتفق من أسرة آل سعدون الأشراف ، كتاب ولاية البصرة - من كتاب (سياحة نامة حدود) جولة بالمناطق الحدودية بين الامبراطورية العثمانية وفارس- ص: 59 ((( هناك عدد كبير من الشيوخ الثانويين تحت سيادة شيخ مشايخ المنتفق ، كل هذا العدد من الشيوخ تحت أمرة شيخ المنتفق ، وعن طريق كل منهم تصل تعليمات الشيخ الرئيسي الى افراد قبائلهم وعليهم ان ينفذوا هذه الاوامر طوعا لا اكراها ))). يذكر مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي، في كتابه عشائر العراق، المجلد الرابع، ص:14(((عشائر المنتفق كبيرة وكثيرة، وليس من المستطاع أن تذعن لبيت. وانما القدرة في هذا البيت جعلتها تذعن وبالتعبير الاصح ان الحوادث وتواليها جمعتها في الرئاسة ذات المواهب... ولم يخل بها أو يضعضع أمرها ما قامت به الدولة العثمانية من حركات عسكرية للقضاء عليها بل مكنتها، فاثبتت الكفاءة بإدارة عشائرها والجدارة بحزم في التفاهم معها))). هذا العدد الكبير من القبائل والعشائر كان يتطلب الموازنة في التعامل بينهم ، خصوصا اذا ماعلمنا أن قبائل اتحاد المنتفق بشكل خاص وقبائل مملكة المنتفق بشكل عام كانت تنقسم الى أربعة أصناف ( قبائل بادية وقبائل زراعية وقبائل الأهوار النهرية وقبائل شاوية – مربين الأغنام) ويندرج تحت كل صنف عدد كبير من العشائر والقبائل المختلفة الأصول ، وكل صنف من هذه الأصناف كان يعيش وفق نمط معيشي مختلف عن الصنف الأخر. ويمكن تقسيم القبائل في هذه الأربعة أصناف بشكل عام الى مجموعتين هما القبائل المتنقله ( البادية ) والقبائل المستقرة أو شبه المستقرة ( الحاضرة ) ، لذلك كانت الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق تدير الحكم وتوازن وقتها وعلاقتها بين المجموعتين وفق نمط خاص كما سوف يأتي.


__________________
آل سعدون الأشراف وأول إعلان تاريخي ومحاولة لإستقلال العراق بأكمله عام 1787م:


أبرز قضاة مملكة المنتفق وأشهر مساجدها ومدارسها وأوقاف حكامها - أسرة السعدون الأشراف:

ولد الأشراف متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

 
الكلمات الدلالية (Tags)
مملكة المنتفق, الدولة الصفوية, الدولة العثمانية, السعدون الأشراف, نسب السعدون الأشراف
 

 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أبرز قضاة مملكة المنتفق وأشهر مساجدها ومدارسها وأوقاف حكامها (أسرة السعدون الأشراف) ولد الأشراف البحوث العلميه الموثقه 11 11-15-2014 04:40 PM
الكويت في الوثائق العثمانية ابو مشاري الرفدي المقالات العلميه والبحث العلمي 6 06-18-2014 10:45 PM
معركة بين قبيلة العمارات وقبيلة المنتفق ابو فواز الوايلي استفسارات القصص والقصائد القديمه 3 10-21-2012 05:20 PM
كتاب أنساب الأشراف موقع العبار مصادر تاريخ قبيله عنزه في الجاهليه وبالاسلام 0 02-04-2008 11:47 PM
 


 
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

 
 
 

الساعة الآن 07:00 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd 
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009