قصيدة عصماء من شعر عبدالله بن عبار العنزي..
هذه القصيدة توضح بعض الجوانب من شعـر عبدالله بن دهيمش بن عبار العنزي وهي تبلغ 70 بيت :
بدعـت القـريض وفـاض من عيلم الأشعـار ~ أصـوغ القـوافي وأرسـم الحـرف بكـتـابـي
هجـوس الروابـع بـاح مكـنـون ابـن عـبـار ~ وهاضت اشجـون البال مثـل الدبـا الـدابـي
ترنـم شجـي الصـوت مـن صـادح السـمــار ~ يـجـر الغـنـاء قـصـده يـذكـّرنـي أحـبـابـي
ولـو غـرد الشـادي وجـاوب صـدى الأوتـار ~ لـحـون الـنغـم والـفـن مـا هـيـّج إطـرابــي
سـرى الكوكب الـدري ولا زلـت انـا سـهـار ~ سهرت وسهر مثلي نديمي من أسبابي
هجرت الكرى والنوم عن مـوق عيني طـار ~ أخـيـل الـنـجـوم وخـافـقـي مــال وأدوابـي
بـغـلس الـظـلام أشبـاح فـكـري تـجـي زوار ~ ولا تـنـشـد الـكـابـوس وش لـون سـواّبـي
اليا جـرهـد الداجـور وأقبـل عـلى المشـوار ~ وهـيـمـن سكـون الـليـل مـا تسمع مـنـابـي
تـوارد همـوم القـلـب مـع واهــس الأفـكـار ~ وأهـيـم بحنـاديـس الـدجـى تـقـل يسرابـي
أسوهـج مـن الحـرقـة وكـن بضميـري نــار ~ تراثــت أغـبـوني والـكـدر وتـّر أعـصابـي
تعبـت وفـتـر حيلـي وكـــاد الجسـم يـنـهــار ~ ولـو نـضت أريـد أنـهـض تعـثـرت بثيابـي
يقول العـذول أرتاح يا صاح وش بك صـار ~ عـلامـك تـسـوج مـن الـوهـم كنـّك المـابـي
تحـاش الـروابع وأسمع النصح والأشــوار ~ تـنـاس الغـرام وقـلـت مـا كنـت بـه عـابـي
دع الـلـوم يـا لعــاذل ولا تـشمـت الـمحـتـار ~ تــرفـّـق وخـلـّـك واقـعــي لا تـمـهــزابـــي
عـلى حـالـي أتـركـنـي ولا تكشـف الأسـرار ~ كتمـت الخبـر عـن ساير الناس وأصحـابي
أكـن الغضـب واشكـي عـلى الواحـد القهـار ~ أخــفـي ســبـايــب عـلـتـي والـلـه أدرابــي
صبـرت ونفـد صبـري يعيـن الـلـه الـصبـار ~ صبرت بـرجـا رب الـمـلأ يـجبـر انـصابي
ولا فـي يــدي حـيـلـه علـى جــاري الأقـدار ~ لـعــل الـليـالـي يـنـقـلـب سـلـبهـا إيـجـابـي
زمـان الشقـاء أشقانـي وجرعـني الأمــرار ~ ذهـب كـل مجهـودي يخـلـف الـلـه أتـعـابي
تـمنيـت مـقــصــودي وصـار الأمــل غـّـدار ~ تـبـدد خـيـال الـحـلـم وأخـطـيـت بـحسابـي
خدعني سراب اللال كـل ما أقترب له ســار ~ ضحاح الضحى يزمي على راس معـزابـي
كـمـا التـايـه المنجـوم تـاه وغـشـاه أغــبـار ~ تعـرقـل مسيري ويـن أبـي أوجـه أركـابـي
أبـوج الفـلا سـواح مـع صـحصـح الأقــفـار ~ أدوج بـصحاري قـاحلـه وأصـلي اعـرابـي
أخـوض البحـر وأبحـث عـن الـدر والمحـار ~ أفـوج الـمـحـيـط ولا يـعـبـرنـي أجــرابـي
نويــت ألقـي الترحـال وأقـلع عـن الأسـفـار ~ تـمـاديـت بـالـغـربــه وطـولـت بـغـيـابــــي
بـروس الجبـال الشـم مـا صـح لـي مظهـار ~ شـفـاتـي يـكـون بـعـالـي الـحـيـد مـرقـابـي
تـعـنيـت أبـي مـلـجـأ بـقـمـة جـبـل سنجــار ~ أدور الحـجـأ فـي مـرتـفـع حـيـده الـنـابـي
أريـد الـتـجـي لـحمـاه عـن داهــم الأخـطـار ~ مـنـيـع الـذرى يـذري عـلـى مـن تـذرابــي
أبـي ظلـه الضافـي بـوقـت السمـوم الحــار ~ حـجـاي ومـلاذي حـزت الضيـق وأحجـابي
شمـخ صرحـه الشاهـق وبـه للطيور أوكار ~ نجـبـت العـقـاب الـلي بصرح الجبـل رابـي
نجـبـت الـذي مجـنـاه مـنجـوب من غيـمـار ~ أطـالـع بـعـقـبـان الـهـدد وأنـدب اعـقـابــي
بـغـيـتـه يـنـومسنـي ولا شـبـب الـصــقــار ~ أبــي دلــوتــه بـالــصـيــد لـكـنــه أدلابـــي
تـوهـمـت وأغـتـريـت بـالـظــن والأحــــزار ~ ولا أدركـت مقصودي وطيـر السعـد كابـي
يـعـاف الـمـراجـل مـن نـبـا سـيـفـه الـبـتــار ~ شعــرت بـمـذلـه وأنـصـرم وتــر نـشـّابـي
تلاشى رجـايـه حـيـث جـزل الجـلايــب بــار ~ أحـســبــه يـربـحــنـي ولا ســد طــّلابـــي
وكيف أضفر بصاحـب يعـز الخـوي والجـار ~ الـيـا حـل كـالـوب الـلـيـالـي طـرق بــابــي
أريــده ذخــيــره لــي الـيـا لاذت الأسـعـــار ~ أريــده سـنـد لا ثـالــث الـرجـل مـشـعـابـي
بـوقـت الـحـرج يـفـزع ولا يـبـدي الأعــذار ~ أبــديــه بـالــنـخـوه عـلـى دانــي أقــرابــي
هـذاك الـصـديـق اللـي نـعـده مـن الأنـصـار ~ أيـكـافـح عـدوي يـفـتـخــر وايـتـسـمـابــي
ولا هـو صديـق الـلي بـحـقـي يـقـول إنـكـار ~ اليـا جـاء لـزومـي مـاق مـا عـاد يشقابـي
الـيـا شـافـنـي يـعـرض تـقــل يـدعيـني ثــار ~ يـبـي يـنـتـقـم مـنـي الـيـا زان مـضـرابــي
صـدى الحـقـد بـفـواده وبـه نزعـة الأشـرار ~ تـسـّره عـذاريـبـي وبـالـشـيـن يـسعـابــي
يـدور الخـزا ويـبحـث عـن العـار والمعـيـار ~ يـنـقـب عـن الـعـثـرات لأجـل ايـتـشـفـابـي
نـكـور وعــقــور وكــل منطـوقـه اسـتهـتـار ~ تـلـفـظ بشيـن الهـرج والمنـطـق الـنـابـي
يـحـاول يـضـع قـدري ولـو كـان لي تـعـبـار ~ ضعيـف البخـت يـفـرح الـيـا قـيـل يحكابي
اليا أقـبلـت يضحـك لـي وهـو بالقـفـا عقـّـار ~ يـرحب اليـا جيتـه وحيـن أمشي أسـوابـي
أيـجـامـل ومـكـنـونـه يـشـابـه ســواد الـقـار ~ ضميـر البغيـض أسـود ولـو كـان هـلابـّي
ومـن عافنـي عـفتـه وعـن صحـبتـه نخـتـار ~ مـن أقصى العـرب ولا من أعقـاب شيابي
تـفـكــرت بــالـدنــيــا وشـفــت الـفـلـك دوّار ~ تــدور الـسـنـيـن وتـبـتـرم بـرم دولابــــي
دلـيــل الـقـرون الــفـانــيـه بــاقــي الآثــــار ~ عصورٍ مضت مـن عـهـد دولـة حمورابي
عـن أحداثهـا التاريـخ يـملي عـليـنـا أخـبـار ~ تـبـيـد الجـديـد وتـشقـي الكـهـل والحـابـي
ولا أظــن بــه مـخـلـوق مـا جــرب الأكــدار ~ شـكـا مـن غـثـاهـا كـل مـعــول وعـّزابــي
أشـوف بـزمـان الـيـوم مـا يـلـفــت الأنـظـار ~ عجـبـت وتـقـاليـب الـزمـن زّود إعجـابـي
أشوف الثعل يفـرض على الباسل استعـمار ~ وأشـوف الغـضنفـر يـدفـع الـبـاج للجـابـي
أشـوف الصعـو يـدلي عـلى البـاز بالمنـقـار ~ يـقـول انـتـبـه واحـذر شنـاكـيـر مـخـلابـي
أشـوف استعـز الهـيس واستـرجـل المـكـار ~ ونـال الـعـلا الهـلـبـاج والـفـاسـد الـهـابـي
أشوف الـذي خالـف سلـوم العـرب والـكـار ~ يـجـيـد التـمـلـّق يـخـدع الـنـاس وايحـابـي
أشـوف الـردي كـوبـان والـهـايـف الــهـّذار ~ يـفـاخـر تـقـل حـوّط عـلى المجـد بالـطـابي
أشوف الـمهايـط صـار لـه حشمـه ومـقـدار ~ يضاهي قريض أحمد وأبـو القاسم الشابي
أشـوف المجـالس زي لـجـة نـزيـل اشـهـار ~ يـمـجـد بـهـا الـمـذمـوم والطـيّـب إيـعـابـي
أشـوف الـمـلأ تـنسـاق مـع جـارف الـتـيـّار ~ وأحـاذر عـن العاصوف لا يـقشع اطـنابـي
اشوف التهم تلصق عـلى الصفـوة الأخيـار ~ يـسـمـّون تـابـع مـنـهــج الـحـق وهـابّــي
وقـبـل خـتـام الـقـاف نـسـتـغــفــر الـغـفـــــار ~ ونـطـلــب ولـي الكـون يـغـفـر لـمـن تـابـي
وفـي خـاتـم المنظـوم صلـوا عـلى المختـار ~ عـدد ما نبت بالروض من بـذر الأعشابـي
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 05-12-2021 الساعة 05:36 PM
|