أندثار حلف اللهازم
اندثار حلف اللهازم وتحضر قبائل ربيعه من بكر وتغلب وتأصل البداوه في قبيله عنزه بن أسد بن ربيعه
حينما يخبرنا المؤرخ عبدالكريم بن محمد بن منصور التميمي السَّمعاني المتوفى سنه ٥٦٢ هجري أن شيخ حلف اللهازم مالك بن مسمع الذي بعثه عبد الملك بن مروان إلى محاربة مصعب بن الزبير ناحيه البصره عام اثنين وسبعين في منطقه الجفره وفيها فقئت عين مالك بن مسمع لم يعد يحمل أسم البكري ولم يتسمى العنزي بل أكتفى بالجحدري نتأكد حينها أن
بكر تحضرت وسكنت القرارات وليس لها علاقه بقبيله عنزه بن أسد سوى هذا الحلف المندثر. وحينما نعلم أن أحفاد مالك بن مسمع صار يطلق عليهم المسامعه نزداد يقينا أن ماذكر في صدور الكتب عن تعريف محلتهم المسمعي: هذه النسبة إلى المسامعة، وهي محلة بالبصرة، نزلها المسمعيون فنسبت المحلة إليهم، ومن المحدثين المعروفين بها: أبو يعلى محمد بن شداد بن عيسى المسمعي، المتوفى ببغداد في سنة ثمان أو تسع وتسعين ومائتين. ومنهم أبو محمد عبد النور بن عبد الله بن سنان المسمعي، ووهيب بن غسان بن مالك المسمعي، من أهل البصرة هي عين الحقيقه
يؤكد ذلك بعد ذلك ماذكره المؤرخ ابن سعيد الأندلسي المتوفى سنه 685هـ في كتابه نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب حينما قال ولم يبق الآن من ربيعة طائل على ما كان فيها من الكثرة والعظمة، وتفرقت قبائلها وبطونها في الحواضر والقرارات. ولقد دوخت بلاد ربيعة بالجزيرة الفراتية فلم أجد فيها من يركب فرساً من تغلب ولا بكر، ولا لهم قائمة. وقد صارت دولة العرب هنالك لزبيد من طيء ولعبادة من المضرية، وتغلب وبكر دخلوا في الفلاحين، وامحي عنهم اسم العرب. ودخلت جزيرة العرب، فسألت: هل بقي في أقطارها أحد من ربيعة؟ فقالوا: لم يبق من يركب الخيل وفيه عربية وحل وترحال غير عنزة، وهم بجهات خيبر، وبني شعبة المشهورين بقطع الطرقات وهتك الأستار في أطراف الحجاز مما يلي اليمن والبحر، وبني عنز في جهة تبالة؛ وغير ذلك لا نعلمه في المشرق ولا في المغرب
وحتى نقطع الشك باليقين سنتبع تحضر عجل بن لجيم وقيس بن ثعلبه وتيم بن ثعلبه على سبيل المثال لا الحصر وهم أساس اللهازم كما ذكر الديباج لمؤلفه المؤرخ أبو عبيدة المتوفى سنه ٢٠٩ هجري " اللهازم بنو عجل، وتيم اللات بن ثعلبة، وإنما سموا اللهازم؛ لأن أباهم قال: كونوا بمنزلة اللهزمتين إذا لم تساعد كل واحدة صاحبتها لم تقدر على مضغ شئ، فكونوا جميعاً تصطحبوا على العدو".
وهنا نرى ذكر الجريري والكرجي والعبادي والوذاري والعابسي والعوفي والعيشي ولم يتسمى احد منهم البكري أو العنزي واصبحو حاضره بينما بقيت عنزه بن أسد باديه.
الجريري: بضم الجيم وفتح الراء الأولى وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها بعدها راء أخرى، هذه النسبة إلى جرير بن عباد أخي الحارث بن عباد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، والمشهور بهذه النسبة أبو مسعود سعيد بن إياس الجريري من أهل البصرة،
العُبادي: بضم العين المهملة، وفتح الباء المخففة المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى "عبد" وهو: ابن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي، والمشهور بالنسبة إليهم: عبد الله بن محمد العبادي،
الوذاري: بفتح الواو والذال المعجمة وفي آخرها الراء وقيل: بكسر الواو ويقال: ذاوذا، وهي قرية كبيرة، بها حصن وجامع ومنارة، على أربعة فراسخ من سمرقند، خرجت إليها لزيارة أبي مزاحم والسماع من إبراهيم خطيبها الشيخ الصالح الكريم، فسألنا المقام وبالغ فيه، فبتنا ليلة عنده، وكنا خرجنا إلى زيارة رباط خرتنك الذي به قبر الإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله، فمضينا إليها. خرج منها جماعة كثيرة من العلماء والمقدمين منهم: أبو مزاحم سباع بن النضر بن مسعدة بن بجير بن النضر بن حبيب بن عبد الله بن قطن بن المنذر بن حذافة بن حبيب بن ثعلبة بن سعد بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط البكري الوذاري
الكرجي: بفتح الكاف والراء والجيم في آخرها. هذه النسبة إلى الكرج، وهي بلدة من بلاد الجبل، بين أصبهان وهمذان، أقمت بها قريباً من عشرين يوماً، وبنيت الكرج في زمن المهدي، وهو أبو عبد الله محمد بن أبي جعفر المنصور، وبناها عيسى بن إدريس بن معقل بن عمرو بن خزاعي العجلي، وكان من عرب الكوفة، وكان هو وأولاده يقطعون الطريق في برية نواحي أصبهان، ثم تاب وجمع عشيرته، وأجرى الماء في أرض الكرج وتوطنها، ثم ابنه أبو دلف القاسم بن عيسى العجلي زاد في عمارتها، وجعلها تشبه البلدة؛ والمشهور بهذه النسبة: محمد بن محمد بن داود الكرجي ومن القدماء: أمير الكرج، أبو دلف القاسم بن عيسى بن إدريس بن معقل بن عمرو بن شيخ بن معاوية بن خزاعي بن عبد العزى بن دلف بن جشم بن قيس بن سعد بن عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان الكرجي العجلي.
لم يخفى على المؤرخين أن القبيله التي هاجرت الى خيبر هي قبيله عنزه بن أسد وليست خليط من بكر وتغلب ولذلك ذكروها بالأسم فيذكر الكتاب: المختصر في أخبار البشر للمؤرخ أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن علي المتوفى : 732هـ " الثاني من بني نزار ربيعة بن نزار، ويعرف بربيعة الفرس، لأنه ورث الخيل من مال أبيه، وولد لربيعة المذكور أسد وضبيعة ابنا ربيعة، فولد لأسد جديلة وعنزة، ومن جديلة وائل، ومن وائل بكر وتغلب ابنا وائِل، فمن تغلب كليب ملك بني وائِل الذي قتله جساس، فهاجت بسبب قتله الحرب بين بني بكر وبين بني تغلب أبناء وائل حسبما تقدم ذكره في الفصل الرابع، ومن بكر بن وائل بنو شيبان، ومن رجالهم مرة وابنه جساس قاتل كليب، وطرفة بن العبد الشاعر، ومن بكر أيضاً المرقشان الأكبر والأصغر، ومن بكر بن وائل أيضاً بنو حنيفة، ومنهم مسيلمة الكذاب. وأما عنزة بن أسد بن ربيعة المذكور، فمنه بنو عنزة، وهم أهل خيبر، ومن بني عنزة القارظان." و أما نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب لمؤلفه المؤرخ أبو العباس أحمد بن علي القلقشندي المتوفى 821هـ فيقول بنو عنزة - بطن من أسد بن ربيعة، وهم بنو عنزة بن أسد وأسد تقدم نسبه عند ذكره في حرف الالف مع السين المهملة، قال في العبر: وديارهم عين التمر من برية العراق على ثلاث مراحل من الانبار، قال: ثم انتقلوا عنها إلى جهات خيبر مراحل من الانبار فأقاموا هناك، وورث بلادهم ملك غزية من طي ومعهم أحياء من طي ينتجعون معهم ويشتون في برية نجد، وهؤلاء قد عدهم الحمداني في أحلاف آل فضل. قال في العبر: ومنهم بأفريقية حي قليل مع رياح من بني هلال بن عامر
يتبع
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 12-31-2013 الساعة 08:22 PM
|