عكلي هل هو شخصاَ تركياَ!! - موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه

06-13-2012, 11:00 PM

عكلي أو ماعُرف بكون عكلي هي من القصص المتوارثة والماَثر المأثورة لدى قبيلة عنزة الثابتة صحتها بإتفاق جميع الرواة, وقد ظلت هذ المأثرة تتناقلها الأجيال طيلة تلك القرون لما لها من الأهمية التاريخية لدى القبيلة بشكل خاص, ورغم أن هذه الواقعة لانعلم حقيقة تفاصيلها بدقة؟ إلا أن شهرتها هو ما جعلها دون غيرها من الوقائع والأحداث محفوظة ومتوارثة رغم مرور تلك القرون الطويلة, ولنا أن نتسائل هنا عن شخصية هذا الرجل! وماحقيقة هويته! وهل هو رجلاَ تركياَ أم أنه عربي! فالحقيقة أن المصادر التاريخية وبالذات الحجازية منها لم تذكر لنا شيئاَ عن هذا الحدث ولا عن هذه الشخصية؟ والتى يفترض أهميتها على اعتبار انه أحد الولاة أوالمسؤولين أوالقادة الذين قتلوا أثناء أداء عملهم ممثلاَ لأي جهةِ كانت؟ وهذا مايدعوا للغرابة حقاَ؟! فلو افترضنا أنه أحد المسؤولين الأتراك فكيف جاز للدولة أن تصمت على مقتل أحد ولاتها ولم تعاقب المعتدين على هذا الفعل! خصوصاَ أن الرواية لم تذكر أن هناك عقاباَ قد وقع على هذه القبيلة نتيجة لمقتل هذا الرجل؟ وهذا طبعاَ ليس من سياسة الدولة العثمانية التى عُرف عنها القسوة والبطش والتنكيل فيمن يقترف أدنى من هذه الجريمة بكثير! وهذا يقودنا للإعتقاد بأن عكلي هذا والله أعلم ليس رجلاَ تركياَ؟! وربما هو أحد ولاة رجال الأشراف فى تلك الفترة الزمنية لهذا الحدث! ولنا فى إسم الرجل مايدلل على شخصه وهويته وجنسه؟ فعكلي هو فى الحقيقة إسماَ عربياَ وليس أعجمي! وأن هذا المسمى كان منتشراَ بكثرة عند بعض القبائل العربية الى وقت قريب جداَ؟ وهذه حقيقة ثابته ومشاهدة لايمكن إغفالها؟ وأنا شخصياَ أعرف شخصاَ وهو من إحدى القبائل المعروفة كان والده يحمل هذا الإسم تحديداَ, ومن هنا يترجح لديَ على أن هذا الرجل لايمكن أن يكون إلا عربياَ, وأن الصاق صفة التركية فيه ليست صحيحةَ! وبالرجوع للمصادر التاريخية نجد أن الدولة العثمانية منذ أن تم سيطرتها على الحجاز والحرمين الشريفين عام 923هـ 1517م قامت بتنظيم المدينتين المقدستين تنظيماَ إدارياَ وعسكرياَ كغيرها من الولايات والأمصار التى اَلت اليهم بعد سقوط دولة المماليك, وأن شريف مكة *بركات بن محمد بن بركات ت: 931هـ 1524م قد تم تثبيته شريفاَ على مكة وحاكماَ للحجاز من قبل السلطان سليم بعدما أرسل الأول ابنه ابي نمى الى القاهرة لتسليم مفاتيح الحرمين الشريفين للسلطان العثماني الذى كافأه بدوره فى شرافة مكة وتثبيته حاكماَ على الحجاز هو وذريته من بعده, وكان هذا التعيين هو مجرد شكلي وتقليد عرفي فقط , وإلا فخيبر منذ أواخر القرن السادس الهجري تعتبر ضمن الحدود الشمالية لحكم *الشريف قتادة بن إدريس ت: 618هـ1221م وإبنه الشريف حسن بن قتادة ت: 623هـ 1226م الذى أخواله هم من قبيلة عنزة, والشريف قتادة هو أحد أشهر من تولى شرافة مكة من الأشراف الحسنيين, يقول عنه ابن الأثير: كانت ولايته قد اتسعت من حدود اليمن الى المدينة المنورة وله قلعة ينبع بنواحي المدينة وكثر عسكره واستكثر من المماليك خافه العرب خوفاَ عظيماَ وكان أول أمره لما ملَك مكة حرسها الله تعالى حسن السيرة أزال عنها العبيد المفسدين وحمى البلاد وأحسن الى الحجاج وأكرمهم" انتهى" وقد بلغ من أوج قوته أنه كان يقول: * أنا أحق بالخلافة من الناصر لدين الله! وقد ظل هذا الوضع والعرف متوارثاَ لدى أشراف مكة حتى ضعُف أمرهم فيما بعد عندما ضمت الدولة السعودية الأولى الحجاز والحرمين الشريفين عام 1218هـ 1802م وظلت تابعة لها بما فيها خيبر وتوابعها الى حين سقوطها على يد قوات محمد على باشا عندما فى سبتمبر 1818م 1233هـ , وقد بقيت خاضعة للإحتلال التركي والمصري حتى أعادها *عبيد ابن رشيد الى حظيرة الدولة السعودية هي والجوف ووادي السرحان عام 1254هـ 1838م, وله فيها قصيدة طويلة يمدح بها الإمام فيصل بن تركي رحمه الله منها: وخزني على باس الدهر راس شغموم: الليث ابوتركي مِهدي المصاعيب: طيرِ يخبط الطير وان هد بجزوم: هو منتهى نجد وملفى الركايب" ويؤكد هذا الرحالة الفرنسي *هوبر فى رحلته للجزيرة العربية 1878م 1295هـ / 1882م1300هـ بقوله : منذ عام 1874م أصبحت خيبر ملكاَ للأتراك الذين انتزعوها من ابن رشيد "انتهى" ويذكر*الدكتور عبداللة الصالح العثيمين فى تاريخه: أن للأشراف نفوذاَ فى بعض الأقاليم قبل قيام الدولة السعودية الأولى"انتهى" وهنا تتضح الأمور أكثر عندما ذكر العثيمين قائلاَ: لكن الحجاز وإن تبعت رسمياَ للعثمانيين كان لها وضع خاص يختلف عن أوضاع الولايات العثمانية التى تُحكم حكماَ مباشراَ من قبل ولاة أو باشوات عثمانيين كانوا إلا ماندر منهم أتراكاَ "انتهى" وهذا يؤكد ويدل على أن نفوذ الأشراف كان قوياَ ونافذاَ ليس على مكة والمدينة فقط , إنما تعدى هذا النفوذ حدود الحجاز حتى شمل الأراضي النجدية دون اسثناء! وهذا مايفسر كثرة الغزوات والتعديات المستمرة التى يقوم بها الأشراف بين الحين والاَخرعلى القبائل النجدية بحجة تاديب بعض قبائلها وذلك قبيل قيام الدولة السعوية الأولى بقليل, وكان التنافس والنزاع فيما بينهم قائماَ على قدم وساق فى سبيل هذا المد والتوسع والإستحواذ على مقدرات تلك الشعوب من أجل بسط نفوذهم ومد حدودهم قبل أن يضعف أمرهم أثر قيام الدولة السعودية اَنذاك فى نجد , وكانت هذه النزاعات والمنافسة تتفاوت من شريف لاَخر, فهي تخضع لقوة الشريف وسطوته وكذلك نفوذ سلطته وهيبته واستقرار حكمه؟ إذن يمكننا القول أنه إذا كان أمرالعثمانيين بهذه الحالة والصورة كما مرَ معنا اَنفاَ, فمن باب أولى أن لايكون لهم تواجد أو نفوذاَ فى خيبر تحديداَ! إنما جاء هذا التواجد والإحتلال متأخراَ بكثير كما ذكرنا وذلك أبان سقوط الدولة السعودية الثانية 1233هـ 1818م وبناءَ على هذا الإستقراء يتبين لنا أن عكلي المذكور لايعقل أن يكون رجلاَ تركياَ! خصوصاَ فى تلك الفترة المتقدمة من تاريخ المنطقة التى تمثل أوج قوة الأشراف ونفوذهم , وإنما الأقرب أنه أحد رجال العرب المقربين من الأشراف وأن له صفة رسمية فى بلاط الحاكم, كأن يكون مسؤولاَ عن جباية الزكاة والودي المتعلقة بالقبائل والعشائر وسكان القرى على سبيل المثال, أوأن يكون والياَ لهم فيها أوقائماَ على شؤون اعمالهم وإدراة ممتلكاتهم, فكل هذا جائز ومحتمل ولذلك جاء مقتله دون أي ردة فعل أو عقاب من الطرف الاَخر وهذا مالم يرد ذكره فى الرواية والله أعلم!!!

المراجع:
*غاية المرام ج 3 المقدمة
*تاريخ ابن الأثير12/65 الطبعة الأخيرة ص1918
*غاية المرام ج 1 ص572
*ديوان عبيد ابن رشيد للخالدي ص 23
*رحلة فى الجزيرة العربية شارل هوبير ص 108
*تاريخ المملكة العربية السعودية للدكتور عبداللة الصالح العثيمين ج 1 ص 123/153