بسم الله الرحمن الرحيم
حدثني فضيلة الشيخ زايد بن عبيد بن عايش الشملاني العنزي ، حفظه الله ، قال : ذياب بن ضبيان بن محمد الأركع من الركعان من الدهامشة ، دخل الشماسية عام 1315هــ ، وكان رجلاً شجاعاً وفارساً مقداماً ، وكان رجلاً مهيباً ، جاء وسأل عن محمد الخطيب ، فتمت الدلالة عليه فنزل وبنى خيمته عنده . قال : خيمتنا عند بني عمنا .
قيل إنه جاء مرة من بريدة قاصداً الشماسية ، وليس معه إلا بندقيته ، وفي طريقه صادف رجلين يحمل كل واحد منهما فوق رأسه فسيلة ( نخلة صغيرة ) فأراد أن يصاحبهما إلى الشماسية ، فخافا منه ، وأرادا التملص من مصاحبته ، ولكنه لازمهما ، وسار معهما ، فلما غربت الشمس ، وضعا رحالهما ، وكان العشاء عبارة عن تمر وماء ، فدعيا ذياب ، فقال : يكفيني الماء ، فناموا ، فلما أصبحوا وبعد صلاة الفجر ، رأوا خمس ركائب من قطاع الطرق تتجه إليهم ، ونادى قائد الركائب : وطو الثياب ، يعني اخلعو ثيابكم ، لأنهم يعلمون أن الفقر والجوع منتشر وليس هناك مايتوقعون سرقته ، فخرج إليهم ذياب وبدأ يلعب بالبندقية ، يقذفها بالهواء ثم يمسكها بطريقة بهلوانية ، وقال لهم : يا أهل الجيش دونكم مابه إلا ذياب الأركع واخوياه . وحذرهم من التقدم أكثر من ذلك ، ولكنهم تقدموا فصوب بندقيته على جمل القائد فقتل الجمل ، فسقط صاحبه وهرب لأقرب جمل آخر فركب مع صاحبه ، وقدم صاحباه الشكر له على شجاعته ، ثم قال ذياب ( الخيرة خفية ) فراحت مثلاً في الشماسية .
والآن حفيد ذياب اسمه ذياب ، عمدة الشماسية ، وأحد شعرائها .
وكان ذياب الفارس شاعراً يتميز شعره بالرقه والتدفق العاطفي ، ومن شعره :-
يامرحباً باللي نطحـــــني مســـــيان *** أهلا هلاً باللي نطحـــــــني وراحي
حزّة غروب الشمـــس ياحسين لاقان***يـــــــوم كل لافي (ن) للمــــــراحي
ماشفت مسلوب الحشـا يا بن قيعان *** يامسندي ماشفت ســهل الصباحي
ياغصـــن (بان) ناعم بين جـــدران *** تذرف عليه اغـــروبها من قراحي
مقر أهلــها بين طعــــــس اوجيلان *** جنوبي الروضة شـــمال المـلاحي
المصدر: منتديات أسرة الخطيب - أقلام لا تتوقف عن الابداع