بسم الله الرحمن الرحيم
مشيخة قبيلة السبعة في تقارير آل عثمان
قبيلة السبعة سنة : 1192- 1218 مالي في ظل حكم آل عثمان
إن البحث في تاريخ القبيلة العربية من منظور علمي في مرحلتنا الراهنة يقتضي من الباحث الابتعاد عن الذاتية وغاياتها ومن ثم قبول الأحداث والوقائع التاريخية كما وقعت لأن التاريخ علم انساني موضوعي لا يرحم أحد.
ولذلك و بعد عناء دام 12 عاماً ونيف من البحث والتدقيق في طبيعة تاريخ قبيلة عنزة و واقعها الاجتماعي والعسكري ( على الصعيدين الداخلي والخارجي ) ، لفت انتباهي العديد من المغالطات التاريخية ذات التأثير السلبي في صفاء جوهر تاريخ هذه القبيلة والذي يقع على عاتقنا نحن المتخصصين الحفاظ عليه من التشويه والاندثار .
ولذلك في أول مشاركة لي في هذا المنبر الثقافي الذي لابد لكل منصف أن يفتخر ويشيد به أود أن أُذكر بهذه الحقائق التاريخية في واقع تسلسل القيادة والمشيخة في قبيلة السبعة .
السبعة قبيلة عربية وائلية عدنانية صريحة النسب والمحتد وهذا لا جدال فيه.
و تُشير المصادر والتقارير العثمانية في استنبول لسنة 1192 مالي إلى أن :
الشيخ مفضي ابن عيدة القائد العام لقبيلة السبعة في بادية نجد والعراق .وقد عاصر هذا الأخير كل من أبناء عمومته في المنطقة ذاتها كل من : الشيخ مقحم الأول بن مهيد أمير قبائل الفدعان.
والشيخ فاضل المهنا شيخ شمل قبائل المنابهة وهذا كان تواجه في سوريا ما بين حمص وحماة .
والشيخ سليمان بن حمد بن سمير شيخ قبيلة ولد علي المتواجدة في حورن .
وفي سنة 1216 مالي ذكر المتصرف العثماني في ديار بكر للسلطان العثماني أن قبيلة السبعة قد توزعت في الديار العثمانية التالية :
- العبدة وشيخهم العام هو محمد ابن موينع في لواء دير الزور وهذا اللواء في ضوء التقسيمات الإدارية للدولة العثمانية آنذاك يتبع مباشرة للأستانة في الأمور السياسية والمالية والسكانية والعسكرية وغيرها وليس لأحد ولايتي الموصل أو سوريا.
- الموايجة والبطينات وشيخهم العام فارس ( أو جاسم ) بن هديب في نواحي حلب و( حماة ) التي تتبع في الأمور السياسية والمالية والسكانية والعسكرية لولاية شام شريف ( دمشق ) ثم للأستانة .
- ثم يوضح التقرير القوة الحربية لقبيلة السبعة و لعلاقة القربة بينها وبين قبيلة الفدعان .
- ثم تحدث التقرير عن الخلافات الحربية بين العبدة و الموايجة من جهة وبين العبدة و البطينات من جهة ثانية . بين العبدة والرولة من جهة ثالثة
- انتهى .
- نقول : وقد بقيت عشيرة العبدة تقيم في لواء دير الزوربمشيخة ابن موينع و تحضى برعاية الأستانة إلى نهاية الحكم العثماني في بلاد الشام .
- وبقيت الموايجة والبطينات تقيم في نواحي حلب ( حمص وحماة ) إلى القرن الحالي يتناوب على الرآسة فيها كل من ابن هديب وابن مرشد .
- ولذلك لابد لأبناء هذه القبيلة عدم التصريح بما ليس فيه الحقيقة وعدم بخس الناس حقوقهم ويا حبذا لو أن التعامل بين رؤوس قبائل عنزة يسوده روح الصفاء والصدق مع الذات والحب للآخرين . وهذه هي شيم العرب . ولم يذكرحتى تاريخه أي دليل علمي أو مادي ملموس بمشيخة أحد من هؤلاء( ابن هديب ، ابن موينع ، ابن مرشد ) على قبيلة السبعة كلياً من بعد أن ذهبت مشيخة ابن عيدة . ومما يثبت ذلك تاريخياً ما يلي :
- إن أقرب مسافة تفصل بادية دير الزور عن بادية حمص وحماة 300كم وهذا يعني في مفهوم علم الاجتماع البدوي أن لكل ديرة الاستقلالية في إمارتها .
- الحروب التي دارت بين بطون قبيلة السبعة فيما بينها والتي ما زال الكثير يتحدث بها وبآثارها هودليل على تعدد المشيخة لهذه البطون وكما يُقال أهل مكة أدرى بشعابها .
اسماعيل السلامات