هل بقية لهم باقية يا أبو عبدالله ؟
هل ستنستبشر بغدٍ أفضل يا عزيزي، وهل ستطوي الأمة العربية والإسلامية صفحة الذل والخذلان والتشرذم ؟
وما هي بوجهة نظرك يا أبو عبدالله في الأحداث الجارية هذه الأيام في بعض الدول الإسلامية والعربية فهل ستتمحور وتتغير الأمور إلى الأحسن أم إلى الأسوء ؟
فهل التاريخ يعيد نفسه من خلال من نشاهده هذه الأيام أم أنه سيناريو مغاير عما كان في الأمس؟
ألا يوافقني جنابك العزيز أن التاريخ يعيد نفسه وأن ما يحدث هذه الأيام كان قد حدث في خمسينيات القرن المنصرم حينما تسلق البلطجية ومدعي الحرية من إنقلابيين لا يعرف لهم أصول ولا منابت على ظهور الدبابات ومن أقبية المهاجع والسجون العسكرية وجثموا على سدة الحكم في بلادهم تحت مسميات كثيرة وتحزبات لم ينزل بها من الله سلطانا ومنها ما كان يزعق وينعق به أولئك القتلة عبر مكبرات الصوت وشاشات التلفزة والإذاعة، والذين شتتوا صف الأمة ولم يجمعوها وفرقوها ولم يعزوها وخذلوها وهدروا كرامة شعوب الأمة وكبريائهم وشرفهم وساموهم سوء العذاب تحت إدعاءاتهم المستوردة كالشيوعية والإشتراكية والحرية والقومية العربية .
كم تنوق إلى رؤية مستقبلٍ مشرق دون رؤية هؤلاء المتسلقين الأفاكين ونشاهد من خلاله صمود الأمة العربية وحملة الرسالة المحمدية وتكاتفها ووقوفها مرةً أخرى حول بعضها أمام كل التحديات التي تواجهها وأن تتناسى تلك الحقبة والبصمة السوداء التي ما زالت أثارها في جبين الأمة جراء أعمالهم الخاوية العارية من الصدق والولاء والمحبة والإخاء والتي لا شك أن التاريخ سيكتبها بمداد الدم والألم .
نسأل الله عظيم الجلال والسلطان أن يحفظ لنا بلادنا وإمامنا إمام المسلمين وخادم الحرمين الشريفين وملك العروبة والإسلام وأن يلبسه ثياب الصحة والعافية وأن يقر عيناه الشريفتان بصلاح ووحدة ولم شمل أمتيه الإسلامية والعربية وأن يعزه رب العزة والجلال بعزٍ لا ينبغي لغيره من عباده إنه أعز من سئل وأكرم وأجل من أعطى ووهب .