الإهداءات

 

 

   

 

    
  

 


    -  تعديل اهداء
العودة   موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه المكتب الإعلامي أعلام من قبيله عنزه في الوقت الحاضر
أعلام من قبيله عنزه في الوقت الحاضر يختص بسيره الأعلام من أبناء القبيله
 

 
 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 10-06-2011, 05:21 PM   #1
كاتب
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 29
افتراضي الباشا حسن تحسين الفقير قائد الجيوش العربية بالبلقان وقائد الفرقة الأولى بميسلون

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة





مقدمة:
حسن تحسين باشا الفقير حلقة ذهبية مفقودة ضمن التاريخ الوائلي المجيد الذي تم اكتشافها عن طريق البحوث المتواصلة والجادة فقد تم العثور على مصادر أجنبية متنوعة وكما عودتكم منتديات عنزة الوائلية بكتـّابها وباحثيها بتقديم الشخصيات التاريخية التي هي امتداد لبحوث عن شخصيات عظمى مجدًا يضاف إلى الأمجاد الوائلية ويعد الباشا حسن تحسين الفقير احد أحفاد صالح الفقير ولقد سبق أن ذكر أن صالح الفقير توفي رحمه الله بغزة فلقد قابل الشيخ سلطان الفقير المجاهد حسن تحسين باشا الفقير رحمهم الله جميعــــًا بعمّـان عام 1922م وحسب ما تحدث فيه إحد أبناء حسن تحسين باشا الفقير الذي كان حاضر الاجتماع الذي دار بين الشيخ سلطان الفقير والباشا حسن تحسين الفقير والذي وضح بهي حسن تحسين باشا للشيخ سلطان الفقير بأنه ابن عم له وتمت المعرفة بينهما حيث تم التواصل فيما بينهم فيما بعد حتى استشهد رحمه الله 0

تعريف بنسبه وميلاده وحياته :
هو الباشا / حسن تحسين بن صالح بن محمد بن صالح بن يوسف بن إبراهيم بن محمد بن صالح الفقير(أمير قبائل المنابهة من عنزة الساكنيين في مدائن صالح قرب المدينة المنورة) ولازال أبناء عمومته في تلك النواحي بالحجر والعذيب في محافظة العلا وقد ولد الباشا حسن تحسين الفقير سنة 1880 بحي الشاغور في دمشق وتخرج من الكلية الحربية باستانبول عام 1905 ثم صار مدرسا في تلك الكلية وترقى لرتبة عقيد. وفي الحرب العالمية الأولى قاد الفرقة العربية المحاربة في أوروبا وحقق انتصارات في حرب البلقان وتمكن من اختراق خط دفاع نهر الدانوب ودخل بقواته مدينة بوخارست عاصمة رومانيا ثم قاد جبهة زغانا وشارك في حروب المسلمين ضد الصليبيين وكان رجلاً شجاعًا ومقدامًا، وذو رأي سديد ، كما إن كثرة النكبات بالأمة والمصاعب جعلت منه رجلاً فذاًفقد أصبح حاكم على مدينة (سالونيك) في 9 تشرين الثاني لعام 1912م وتحدث اليونانية بطلاقة. وتولى قيادة الدرك العثماني في يوانينا. خلال الحرب اليونانية التركية لعام 1897 ، قاد شعبة طرابزون 6 ، وحولها عام 1900 ، كما تم وضعه قائد الحامية في سالونيك. في 1908-1910 ، . وكان أول من فتح النار على الجنود اليونانيين التي هبطت في أزمير الحالية

معركة Sarantaporos خلال حرب البلقان الأولى بين اليونان وتركيا.

9 أكتوبر ، 1912 خاضت القوات التركية فرقتين تحت قيادة الجنرال تحسين باشا الفقير و قد اتخذت مواقع دفاعية بالقرب من نهر وقد هاجم المدافعين القوات اليونانية وكانت القوات التركية متفوقين عليهم ب: 5 فرق مشاة ، 1 لواء الفرسان
بالإضافة إلى وحدات أخرى0 الأتراك قاتلوا بشجاعة ولكن الإغريق صمدوا أمامهم إلا أنهم اضطروا للتراجع .. يوم 10 أكتوبر ، تقدمت القوات اليونانية على المواقع الدفاعية وقطعت المدفعية والأسلحة والذخائر وغيرها 0 كانت معركة ذات أهمية كبيرة لأنها رفعت الروح المعنوية للقوات اليونانية ومحت الذكريات الأليمة لحرب 1897 . وفتحت الطريق أمام الجيش اليوناني لتحرير غرب ووسط مقدونيا .

معركة Giannitsa بين اليونان وتركيا يوم 20 أكتوبر ، 1912 ، في حرب البلقان الأولى .

بعد معركة Sarantaporo ، تم تعزيز الشمال. وكانت الحكومة تتوقع لمحاربة القوات التركية العثمانية في نهر (فاردار). . بدلا من ذلك التقى بهم في Giannitsa . قرر الأتراك للدفاع عن Giannitsa لأنها بالنسبة لهم ، كانت المدينة المقدسة التي أسسها غازي بك ، والفاتح التركية الأولى في أوروبا. . كان أيضا نوعا ما يمكن الدفاع عنها بسهولة للرجال 25000 بهم. المحتشدة ضد منهم خمس شعب اليوناني.
قصفت القوات اليونانية في المواقف التركية طوال 19 أكتوبر ، 1912 ، في محاولة للمضي قدما في سهل نحو المدينة التي يدافع عنها المدفعية التركية. أخيرا ، في وقت مبكر في 20 أكتوبر ، اندلعت Evzone اللفتنانت كولونيل كونستانتينوس بابادوبولوس من خلال خطوط العدو لاحتلال تلة عقد مقبرة المدينة. انه تركيبها بسرعة 4 قطع مدفعية وبدأت بقصف مواقع الدفاعية التركية . واضطر الجيش التركي على التراجع. في الساعة 11:00 صباحا في نفس اليوم جاء ولي عهد قسطنطين وكان في استقبال مع الحماس من قبل المجتمع في المدينة اليونانية مما أعطاهم دافعا نفسيا للفوز وكانت خسائر معركة Giannitsa من الجيش اليوناني 188 قتيلا (10 ضابطا) و 780 جريحا. . العدد الدقيق للقتلى الاتراك غير معروف على الرغم من أخذ 3000 سجين.
كانت معركة Giannitsa لها أهمية كبيرة لأنها فتحت الطريق أمام سالونيك ان يتحرر 6 أيام في وقت لاحق.


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


اتفاقية معاهدة لحقن الدماء بين الحاكم حسن تحسين باشا الفقير والقسطنطين نائب جيش الملك


وعاد إلى دمشق عام 1918 فعمل مع رفاقه على تأسيس الجيش السوري وكان آمرا للواء الاول في دمشق ثم كلف بمواجهة الفرنسيين وقيادة معركة الدفاع عن دمشق ضدهم بتوليه قيادة الفرقة الأولى بمعركة ميسلون.وقد عاد الى دمشق بعد ان غادرها اثر دخول الفرنسيين اليها وبعد المعركة أصدر الفرنسيون حكما غيابيا عليه بالإعدام فهاجر للأردن حيث أنشأ مع سلطان الأطرش وآخرين قيادة خارجية للثورة السورية الكبرى الى عمان الى عمان ثم الحجاز حيث عين مستشارا وقائدا عسكريا للشريف حسين ومن ثم عين وزيرا للدفاع للملك علي ابن الشريف حسين ورفع الى رتبة فريق ونال لقب الباشا عسكريا .

احتفظ هذا الرجل بعلم معركة ميسلون ( العقاب) ضنا منه على هذا العلم ان تمسه اياد لا يرضاها , حتى عاد الى دمشق 1944 وحيث اطمأن الى اليد التي ستستلم منه هذا العلم الرمز , فسلمه الى فخامة رئيس الجمهورية شكري القوتلي في حفل بهيج بتاريخ 28/ 9/1946 .حاولت فرنسا الحصول على هذا العلم بأي وسيلة كانت وقلبت أحياء دمشق للحصول عليه ولم تستطع. العلم موجود الآن في المتحف الحربي
وبعدها غادر الى اليمن وعين مستشارا عسكريا للامام يحيى حميد الدين عام
قال الزركلي: وكانت صنعاء فى أيدى الترك (العثمانيين) فهاجمها وحاصرها، فاستسلمت حاميتها، ودخلها، فأعادوا الكرة عليها، فانسحب منها رأفة بأهلها. وواصل القتال فى آنس وقرية الحمودى والأشمور (شمالى صنعاء) وخولان وسنحان ورجام والحيمة وصُنعة (من بلاد ذمار) إلى سنة 1326 فعُزل الوالى التركى (أحمد فيضى باشا) وكان قاسياً عنيفاً، وعُين (حسن تحسين باشا) فكان عاقلا اتفق مع الإمام يحيى على أن لا يعتدى أحدهما على الآخر، وهدأت المعارك. وعزل حسن تحسين (سنة 1328)


الأوسمة التي نالها:

ومنحته الدولة العثمانية وحليفتها الألمانية أعلى أوسمتهما. نال من الاوسمة العثمانية النيشان المجيدي الخامس والنيشان المجيدي الرابع وميدالية الحرب وميدالية الغاية وميدالية الامتياز الفضية .


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



من مذكرات الباشا حسن تحسين الفقير:

يسرد الباشا في مذكراته قصة بدايات الجيش السوري المتواضعة والعرض العسكري الأول الذي قام به الجيش رغم معارضة الباشا للقيام به ومن ثم يذكر استخفاف السفير الفرنسي الذي كان حاضرا للعرض بهذا الجيش الفتي. ثم يذكر تفاصيل مفاوضات الملك فيصل مع الفرنسيين الذين كانوا يبيتون النية لاحتلال سورية بعد صدور قرار الانتداب من قبل عصبة الأمم ويذكر بنود إنذار الجنرال غورو لسورية وهي:
1- قبول الانتداب الفرنسي دون قيد أو شرط
2- حل الجيش
3- التعامل بالعملة السورية التي طبعتها فرنسا
4- أن لا تمانع الحكومة السورية في قبول احتلال فرنسا لكامل خط رياق حلب الحديدي أي احتلال بعلبك وحمص وحماة وحلب.
5- ممنوع على الملك فيصل أن يسافر إلا عن طريق بيروت الواقعة تحت الانتداب الفرنسي.
ورفض السوريون تلك المطالب فوجه غورو إنذاراً آخر تضمن نفس الشروط السابقة وقد أضاف إليها:
- إلغاء الخدمة الإجبارية
- قبول المستشارين الفرنسيين للحكومة السورية
- تسليم الضباط والعصابات التي كانت تزعج (إحدى الطوائف) قرب حاصبيا
وأعطاهم مهلة ستة أيام فقط للتنفيذ وإلا سيزحف جيشه الجرار أقوى جيش بري في العالم على دمشق.
وماطله السوريون في الرد وكانوا يجهزون أنفسهم للحرب والمقاومة. ولقد قام الجيش السوري بخطوة ذكية جدا وهي تمركز قواته بشكل سري في غابة تشرف على معسكر القوات الفرنسية في مجدل عنجر حيث صارت القوات الفرنسية في مرمى المدفعية السورية يقول الباشا : (( بناء على أمر وزير الحربية أرسلت اللواء الثاني الذي يقوده المقدم توفيق بك العاقل إلى مجدل عنجر واللواء الرابع إلى منطقة حاصبيا وراشيا وذهبت بنفسي مع اللواء الثاني لتنظيم خط دفاعي في مجدل عنجر، فحفرنا الخنادق وأقمنا المتاريس، ولكننا أعوزتنا الأسلاك الشائكة فطلبتها وكررت الطلب مرارا، ولكن طلبي وندائي ذهبا صرخة في واد... وتلقيت أمرا من وزير الحربية بإرسال بقية قطعات الفرقة من مشاة ومدفعية إلى مجدل عنجر، ما عدا الفوج الثاني من اللواء الأول للمشاة بقيادة المقدم إسماعيل زهدي والذي أبقته الحكومة في دمشق احتياطا لكل طارئ.... وأمنت ارتباط الهاتف بين مركز القيادة وجميع قواد الألوية والشعب الأخرى بصورة جيدة، وبعد أن عبأت المدفعية تعبئة مستورة أخذت مدفعين جبليين سريعين ومعي قائد لواء المدفعية العقيد صدقي بك الكيلاني إلى جوار جسر دير زنون، ووضعناهما بين الأشجار على رابية في مكان مستور بعيد عن الأنظار، غير أنه حاكم ومشرف على معسكرات العدو جميعها من مشاة ومدفعية ودبابات ومطارات، وكان بعدهما عن معسكراته لا يزيد عن ألف وثلاثمئة متر، وكتم أمرهما عن الجميع ما عدانا، وجعلت مركز قيادة الفرقة في قلعة مجدل عنجر الخربة التي تشرف على سهول البقاع جميعا، وأتممت الاستحكامات وأمرت بنسف الجسور التي قد يستخدمها العدو في هجومه من رياق إلى جب جينين على نهر الليطاني، وأبقيت جسري جب الياس ودير ذنون بعد أن لغمناهما لنسفهما عند الحاجة الماسة، ووضعت على حراستهما ضابطا تحت إمرته حضيرة نظامية ومئة متطوع من القرية المجاورة لتدافع عنهما شرقي النهر ولو أمكننا الحصول على الكمية الكافية من الأسلاك الشائكة لكان لدينا من مجدل عنجر خط دفاعي متين يصعب جدا اقتحامه مهما كان العدد قوياً))

ويكمل الباشا رواية الأحداث وقصة اجتماع القيادات العسكرية وتقديرها أن الجيش السوري من خلال إمكانياته المتواضعة لن يصمد أمام الفرنسيين أكثر من بضعة أسابيع.

بدء مسلسل الخيانات :

يقول الباشا: (( بتاريخ 18 تموز 1920 وردت إلي برقية من قائد اللواء الرابع العقيد شكري بك المعسكر في راشيا يعلمني فيها أن أهالي حاصبيا وعلى رأسهم حسين القس زعيم خلوة البياضية قد هاجموا الجنود السوريين ليلا وقتلوا من قتلوه وفر الباقون واستولوا على الرشاشات وأحرقوا دار الحكومة واستدعوا 600 خيال فرنسي وسلموهم حاصبيا وكذلك راشيا)) ويروي كيف احتمى الجنود السوريين بقصر آل الشهابي وقتل أحد الأمراء الشهابيين دفاعا عنهم.

ويروي كيف أصدرت حكومة الملك فيصل قرارها بقبول الإنذار الفرنسي فحصل الصلح بين الدولتين مساء 20 تموز 1920 لكن الفرنسيين افتعلوا شجارا مع الدرك السوري في رياق ثم قاموا باحتلالها وتحصينها فورا بتحصينات متينة.

ثم طلبت القيادة من الباشا أن ينسحب من موقعه الاستراتيجي في مجدل عنجر. يقول الباشا: ((وبعد أن أعلمتني وزارة الحربية بقبول الإنذار الفرنسي وبالصلح بساعة واحدة أبلغت أمرا من قائد منطقة الشام ياسين باشا الهاشمي عن طريق أركان حربه القائد الركن أدهم بك بأن تبقى المدفعية في مجدل عنجر وأن أعود أنا وكامل جنود فرقتي إلى دمشق، فرفضت قبول هذا الأمر)) وقد اعتبر الباشا تنفيذ هذا الأمر بمثابة ترك المدفعية من دون حماية المشاة أي تركها للعدو ليدمرها.

وحصلت الفوضى في دمشق ونهب الأهالي مخازن السلاح وقلعة دمشق واضطر الباشا للعودة إلى دمشق مع فرقته لتهدئة الأمور وإيقاف النهب وتحطيم الممتلكات خاصة أن الناس كانوا على وشك اقتحام مبنى الحكومة وحرقه ولم يقدر على تهدئة الناس إلا علامة دمشق الشيخ بدر الدين الحسني، الذي نصحهم بالبعد عن الفوضى وبالاستعداد لقتال الفرنسيين.

ثم زعمت فرنسا أن رسالة القبول بإنذارها لم تصل إلى الجنرال غورو في الوقت المحدد ولذلك سيزحف جيشها على دمشق وقام جيشها باحتلال مجدل عنجر دون مقاومة كبيرة. وبدأ الباشا يحث أفراد الجيش المسرح على البقاء في مراكزهم والدفاع عن بلدهم وبدأ يدور على الأحياء الدمشقية ويجمع المتطوعين ويرسلهم إلىالتكية ثم إلىميسلون وهي منطقة جبلية استراتيجية تشرف على وادي هو ممر إجباري للجيش الفرنسي القادم إلى دمشق. وعلم قواد الجيش باستمرار تقدم الفرنسيين فأعلنوا الحرب على فرنسا ووجهوا إنذارا لجيشها المتقدم في منطقة عقبة الطين في ميسلون بالتراجع وإلا تعرض لنيرانهم، ولم يتراجع الفرنسيون فصدر الأمر للضابط جميل الدهان بضربهم فقصفهم بالمدفعية المتمركزة بين التلال قصفا شديدا ودمر ثلاث دبابات فرنسية فصقع الفرنسيون من هذه المفاجأة وفرت قواتهم متراجعة من وادي القرن إلى الجديدة.

ولكن الجيش السوري الذي علم بقرار تسريحه الصادر عن الملك وبدأت مؤنه وامداداته تنفد بدأ بالانسحاب من الجبهة وشرع جنوده في الذهاب لبيوتهم. يقول الباشا: (( وعدت مسرعا إلى ميسلون ولكن ويا للأسف، وجدت عند وصولي إلى أول سهل الديماس جماعة من الجند تبلغ الخمسين مع ثلاثة من ضباطهم ولما سألتهم عن سبب مجيئهم إلى هنا زعموا أنهم لم يبلغوا بإعلان الحرب وأنهم ظمئوا وأتوا ليشربوا ويرتاحوا ثم يلحقوا بي بأسرع وقت. وبعد هنيهة صادفت ما يربو على مئة جندي مع بعض الضباط وكانت حجتهم كالأولين. وبعد برهة رأيت جماعة ثالثة من الجند ورابعة وخامسة على الخط المذكور، إلى أن وصلت إلى ميسلون، إلى الموقع المسمى بأم الشراطيط وعقبة الطين، حيث وجدت القوة الباقية في ميسلون وكانت من القلة بحيث لم تتمكن من استثمار النصر الأول لها لأن مجموع عددها لم يكن يتجاوز 64 جنديا فقط من المشاة وثلاثة عشر ضابطاً مع عشرين جنديا من المدفعية فقط، فدهشت لتلك الحالة السيئة وأحصيتهم بنفسي مرة أخرى فكان ذلك عددهم، وهذا العدد لا يكفي للحفاظ على المدفعية فضلا عن تعقب العدو الهارب، وشاهدت بنفسي الثلاث دبابات الفرنسية المكسرة قرب فم الوادي)) وعلم الباشا فيما بعد أن قوات الجنرال الفرنسي غوابييه تلك التي فوجئت بالمقاومة السورية قد هجرت باقي دباباتها الإثني عشرة في وادي القرن على الطريق ولاذت بالفرار خوفا من تعقب القوات السورية لها وأصدر الجنرال غوابييه أمرا لجيشه بالانسحاب والعودة إلى شتورا. وعقد الفرنسيون هدنة مع السوريين دامت لمدة 48 ساعة فقط سحب فيها الفرنسيون قتلاهم ودباباتهم المهجورة واشترطوا في شروط الهدنة أن يسمح لهم باستخدام سكة حديد قطار سرغايا التكية دمشق لنقل الطعام والماء لجنودهم وكانوا ينوون نقل وحدات من جيشهم بالقطار وإنزالها خلف صفوف المدافعين السوريين لتطويقهم وعزلهم. ويسأل الباشا حسن المفاوض السوري جميل بك الألشي كيف قبلت بهذه الشروط و((هل يظن الفرنسيون أننا من وحوش إفريقية)) ولا نفهم قصدهم؟ وطلب الباشا من قائم مقام الزبداني قلع قضبان السكة الحديدية أو نسفها لمنع الفرنسيين من استخدام القطار، وقام محمد باشا الحلبي بذلك.

وبلغ عدد المتطوعين المجتمعين في منطقة التكية ألفا وسبعمئة ولكنهم وبعد توزيع السلاح عليهم وتنظيمهم في كتائب وبسبب الحر الشديد والظروف السيئة هرب معظمهم بسلاحه إلى بيوتهم ولم يبق إلا ثلاثمئة، ويضيف الباشا: ((وفي صباح 22 / 7 / 1920 وصل الرئيس عارف بك العنبري ومعه المتطوعون الثلاثمئة وتواردت أعداد المتطوعة التي سلحت في خان ميسلون ووصل 150 خيالا من الميدان )) ووصلت قطع من الخيالة العسكرية الملكية وبلغ عدد المقاتلين السوريين في ميسلون 850 بين جندي ومتطوع بينهم 674 مسلح والباقي بدون سلاح تم توزيعهم للمساعدة في تذخير المدافع والرشاشات وتم تأسيس مشفى ميداني في الديماس بقيادة الطبيب عبد القادر سري بك ووصل عشرون متطوعا لبنانيا مسلحون جيدا لكن رئيسهم هاشم القباني كان يسأل العقيد شريف بك الحجار مسؤول المتطوعين أسئلة مريبة عن تمويننا وأماكن تموضع القوات والإمدادات فشك به وأخبر الباشا الذي أمر بالقبض عليه وعلى من معه وأرسلهم مخفورين إلى دمشق حيث اتضح أنهم يعملون مع الفرنسيين وأن هاشم قد قطع خطوط الهاتف التي تصل بين القوات السورية في ميسلون وفي خط الدفاع الثاني في الديماس وبين دمشق. وقامت فرنسا بإنقاذهم لاحقا.

وقام الجيش السوري بزرع ألغام كبيرة في الوادي لتفجير الدبابات ووضعت المدافع لضرب الدبابات. ووضع اللواء الثاني للدفاع عن جديدة كفير يابوس ووعد قائم مقام الزبداني بألف وخمسمئة خيال سيجتمعون ويطبقون على ميمنة الجيش الفرنسي ويمنعونه من إحاطة القوات السورية. أما على الجناح الأيسر في دير العشاير وحلوة فقد وضعت قوات بقيادة المقدم الشيخ مرزوق التميمي على ألا تتقدم هذه القوات من مكانها.

وخرقت فرنسا الهدنة وجاءت طائراتها تقصف الجيش السوري. ورجا الباشا حسن وزير الحربية الشهيد يوسف العظمة أن يعود إلى دمشق ليرسل لهم من هناك الذخائر والمؤن والمتطوعين فقال يوسف لقد جئت لأموت معكم وفي السادسة والنصف صباح يوم 24 / 7 / 1920 بدأ القتال وتبادل السوريون والفرنسيون القصف المدفعي فتمكنت مدفعية السوريين المخفية في الجبال من تدمير مدافع الفرنسيين الأربعة المكشوفة وسر يوسف العظمة بذلك أشد السرور. ولكن أفواج السنغاليين أطبقت على الهجانة السوريين في الجناح الأيسر ففرت جمالهم وخيولهم خوفا من قصف الطائرات والدبابات وفر الهجانة معها وانكسرت معنويات المتطوعين وظنوا أن الجبهة قد سقطت كلها. أما على الجناح الأيمن فلم يصل الفرسان الألف والخمسمئة الذين وعد قائم مقام الزبداني بإرسالهم لمهاجمة الفرنسيين لأن عائلة ش. من أهل سرغايا تحضرت للهجوم على الزبداني فبقي الفرسان هناك للدفاع عن بلدتهم ثم حصلت خيانة بقيام الملازم خالد ن. بسرقة الخيول التي كانت تجر المدفعية والهرب بها تاركا المدفعية ملقاة على الأرض معطلة ثم ذهب فيما بعد وسلمها للفرنسيين فكافؤوه بتوظيفه في سلطة الاحتلال. أما في ميسلون فتقدمت الدبابات الفرنسية تحت غطاء قصف الطائرات فأسقط السوريون طائرة وقعت في مزرعة آل الحسيبي قرب الصبورة ودمروا دبابة وتقدمت ثلاث دبابات ثم فوجئ يوسف العظمة والباشا حسن تحسين الفقير بأن اللغم الموضوع تحت الجسر الذي عبرت عليه الدبابات لم ينفجر ثم فوجئوا بأن العبوات الناسفة الثلاث التي زرعوها في الوادي لم تنفجر بالدبابات وربما تكون أشرطة التفجير تضررت من القصف الشديد الذي نزل عليها، فاغتاظ وزير الحربية وأخرج مسدسه وخرج من مخبئه متجهاً لأسفل ليقتل ضابط التفجير الذي قصر بواجبه يقول الباشا: (( ورجوته أن يترك هذا لنا وأن يبقى في مكانه وأمسكته من يده التي كانت تحمل مسدسه، فوجهه إلى دماغه وأقسم أنه سيقتل نفسه إن لم أتركه، وانقلبت عيناه مثل الجمر فتركته، ونزل باتجاه مكان الألغام، ولقد انفجر اللغم الثالث لدى حركته، حيث كان يصيح بصوت عال شاتما ضابط الاستحكام وأحدث اللغم الثالث حفرة بعمق نصف متر لأنه كان أصغر الألغام، وكان تفجيره قبل وصول الدبابات إليه بثلاثة أمتار، ومع هذا فقد تجنبت الدبابات الحفرة وأدارت لنا جنبها ووقفت بنظام النسق وبدأت ترمينا بمدافع النورد الفلذ الصغيرة المجهزة بها وقطرها ثلاثة سنتيمترات تقريبا، ولما انفجر اللغم الثالث لم يتابع وزير الحربية طريقه إلى ضابط الاستحكام فانعطف إلى جانب الطريق حيث يوجد المدفع الجبلي السريع وعند وصوله لمكان المدفع أمر الضابط الذي كان لوحده على المدفع المذكور أن يوجه المدفع على الدبابات ويرميها مباشرة وكانت المسافة بينه وبين الدبابات لا تزيد عن الخمسين مترا ووقف رحمه الله مشيرا بيده إلى الدبابات وهو يقول إرمي هذه ولكن المنية عاجلته حيث وجهت الدبابات نيران رشاشاتها إليه فأصيب بصدره ورأسه وخر رحمه الله صريعاً شهيد الإخلاص والواجب كما أصيب نائب المدفع وخر شهيدا إلى جانبه وكان رحمه الله حين سقوطه سند ظهره للمحرس وأدار ظهره نحوي وفيه بقية من الحياة والدم يتدفق من فمه فأمرت حالاً النائب محمد الترك أن ينطلق بسيارتي فورا ليحضره قبل أن يقع في أيدي العدو ولكنه ما أن أدار السيارة حتى أصابتها قذيفة مدفع أطارت بابيها الخلفيين فعاد سائقها ولم يتمكن من أخذ الوزير الذي سرعان ما أسلم روحه الطاهرة )) ومع تقدم الدبابات فر الجنود الذين كانوا على جانب الوادي فأرسل الباشا الملازم منيب الطرابلسي ومعه ضباط آخرون فشهروا مسدساتهم على الجنود الذين عادوا للقتال وصدوا الدبابة المتقدمة وأمر الباشا بنقل الجرحى بسيارته تحت هول النيران المعادية وتم إتلاف الوثائق الموجودة فيها. ثم نزلت قنبلة من عيار 15،5 سم على مقر قيادة الباشا تحسين الذي فقد الإحساس برجله اليسرى لفترة من الزمن .


أما جبهة الجناح الأيسر فقد عاد كثير من الهجانة إليها وهاجموا السنغاليين وقتلوا منهم المئات. فاستدعى العدو أعوانا له موجودين خلف صفوف الجناح الأيسر وهم مجموعة نسيب ع. وتوفيق أبو د. الذين أطلقوا النار على الهجانة من الخلف وقطعوا أسلاك الهاتف وحلوا رباط الهجن والخيول وأطلقوها.

وفي المنتصف تمكن نائب سوري (النائب رتبة عسكرية) مع ثلاثة جنود نظاميين من صد سرية للعدو مؤلفة من 150 جنديا قدر 20 منهم فقط بقيادة كابتن من الوصول إلى قمة التلة التي كان السوريون الأربعة عليها وشهر الكابتن الفرنسي مسدسه على النائب السوري الذي هاجمه وطعنه بحربة البندقية في صدره ورماه أرضاً ثم هجم على العشرين جنديا ففروا هاربين منه واستشهد رفاقه فعاد إلى الكابتن الفرنسي الأسير فأخذه للظل خلف التل وسقاه ماء وضمد جرحه في حين كان الفرنسيون يقتلون الجرحى والأسرى السوريين ولا يعتبرونهم أسرى حرب ولذلك حرص الباشا على تأمين انسحاب آمن لكل من بقي من السوريين هناك حتى لا يقعوا في أيدي العدو. فلقد شعر الباشا في آخر المعركة بأن الفرنسيين يكادون يطوقون القوة السورية ويقطعون طريق انسحابها وأن من بقي حيا من المتطوعين من الشعب قد انسحبوا من دون إذنه وتحصن مئة منهم في إحدى التلال القريبة وأخذ آخرون خيول الجيش وانسحبوا عليها ولما حاول الباشا الصعود للتلة لإقناعهم بالعودة للقتال رفضوا وأطلقوا عليه النار فأصابوا حصانه. فجمع الباشا القوات وأمرهم جميعا بالانسحاب المنظم إلى خط الدفاع الثاني في الديماس مع مدافعهم وعتادهم والمتطوعين وجاء الطيران ليقصفهم فتمكنوا من إبعاده بمدافعهم. وتمكن الفرنسيون بواسطة خيالتهم من تطويق منطقة ميسلون بوصول خيالتهم إلى خان ميسلون وقطعهم الطريق ولكن متأخرين فبقايا الجيش السوري والمتطوعين كانت قد نجحت في النجاة من الإحاطة. وفي سهل الديماس وجد الباشا أن خط الدفاع الثاني لم يكن موجودا منه سوى الخندق فالناس والتجهيزات غير موجودة فأمر بالتوجه إلى الهامة حيث طلب قطارا لنقل المعدات والمدافع والجيش والمتطوعين حيث لم يبق معه إلا جندي لكل مدفع فقالوا له إن الملك موجود في الكسوة وعليكم التوجه لهناك. وفوجئ بقدوم قطار يحمل خمسمئة متطوع أعزل من السلاح معهم خمسة عشر جنديا نظاميا مسلحا وقالوا إنهم متجهون إلى التكية على طريق الزبداني فمنعهم الباشا من الذهاب خوفا عليهم وصدقت توقعاته فقد كان الفرنسيون قد احتلوا محطة التكية وكانوا سيتسلون بقتل هؤلاء العزل لو وصلوا إلى هناك.

وكان من أهم المتطوعين الذين قدموا بسلاحهم وثبتوا واستشهدوا في المعركة الشيخ عبد القادر كيوان خطيب الأموي والشيخ كمال الخطيب والشيخ محمد توفيق الدرة والسادة ياسين كيوان و صلاح أبو الشامات و عمر الصباغ و صادق هلال وأحمد الموصلي ومحمد نوري الحصري وعبده الصباغ وأحمد القحف وعبد الله الكلاس وغيرهم من الرجال الأبطال.

وبعد دخول الفرنسيين دمشق بحثوا عن راية الجيش السوري الذي قاتلهم في ميسلون فقد أرادوا أن يضموها لمجموعة رايات الجيوش التي هزموها والموجودة في متحف باريس ولكن الباشا هربها إلى خارج البلاد ثم سلمها إلى الرئيس شكري القوتلي بعد الاستقلال وهي محفوظة في المتحف الحربي بدمشق الآن.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




يقول الباشا في مذكراته:

((خسائر الفرنسيين في معركة ميسلون ))

علم من سجلات مدير الصحة لفرقة الجنرال غوابييه والذي استلم المشفى العسكري (مشفى الشهيد يوسف العظمة حاليا) أن الفرنسيين خسروا في المعركة ألفاً وأربعمئة قتيل وألف وستمئة جريح من الجند وأربعين ضابطا بين قتيل وجريح

فإذا أمعن منصف متجرد في عدد العدو وهو كما يلي:
8000 من المشاة أي أربعة ألوية فيها ثمانون رشاشة بين ثقيل وخفيفة.
3000 خيال من السباهيين والمراكشيين والإفرنسيين
المجموع 11000 جندي
المدفعية: إثنا عشر بطارية مدفعية منها خمس بطاريات صحراوية سريعة، وخمس بطاريات جبلية سريعة، وبطاريتان من عيار 15،5 سم لمدافع سريعة أوبوس فالمجموع 48 مدفع
الدبابات 15 دبابة وأكثر من مئة سيارة نقل كبيرة
الطائرات 5 طائرات

فإذا ما قورنت هذه القوات والمعدات بقوة الجيش السوري وعتاده وعدده القليل وهو كما يلي:
64 جندي نظامي بين مشاة وجندي رشاش
60 جنديا من الحرس الملكي
20 جنديا نظاميا للمدفعية
170 متطوع (مسلحون وثبتوا في المعركة)
60 خيالاً نظامياً جنود ورشاشات
المجموع 674 فقط لا غير
فهذه القوة الضئيلة قابلت بكل قوة وشجاعة وبسالة وإخلاص فرقة الجنرال غوابييه المذكورة وكبدتها الخسائر التالية وفق السجلات الفرنسية:
ثلاثة آلاف جندي بين قتيل وجريح
1400 قتيل و1600 جريح
و40 ضابط بين قتيل وجريح
وتدمير 4 مدافع سريعة جبلية
و4 دبابات ثقيلة وطائرة واحدة
وبمقارنة العدد بالعدد والمعدات بالمعدات يستنتج المرء النزيه ويسجل التاريخ أن ظفر الفرنسيين في معركة ميسلون لا يشرفهم ولا يعد من الوجهة الفنية العسكرية ظفرا حقيقيا مجيدا بل يعد ظفرا للعرب على قلة عَددهم وعُددهم، ومغلوبية للفرنسيين.)) انتهى كلام الباشا.

استشهاده:

كان الباشا حسن الفقير فارساً شجاعاً مقداماً شارك في مقاومة الاحتلال الفرنسي لسورية وكان قائدا للجيوش العربية في حرب البلقان تمت تصفيته من قبل عملاء ألمان يهود في 21/7/ 1948 وهو يحاول تأسيس جيش شعبي في سورية لتحرير فلسطين بعد حصول النكبة. رحمه الله رحمة واسعة , واسكنه فسيح جناته واثابه على خدماته لوطنه العربي الكبير 0



المصادر:
موسوعة الأعلام، خير الدين الزركلي، 1980
جنى الرياحين من سير الأعلام والمصنفين د/أحمد الحسيني
منشورات اسطنبول ، 1991
وثيقة خاصة لدى الكاتب طلال محمد الفقير
مذكرات حسن تحسين باشا العامة
مجلة المجتمع
موسوعة ويكبيديا




م . ن
طلال الفقير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

 
الكلمات الدلالية (Tags)
الباشا حسن تحسين الفقير
 

 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المصافحه الأولى ( صيحة حصه ) طالب الجروان الشعر الشعبي المكتوب 10 08-23-2011 12:15 AM
الشيخ راكان المرشد والشيخ محمد الباشا في صورة قديمة ممدوح الميهوبي المستشرقين 0 06-17-2011 10:25 PM
قائد تشهد له التــــــــــاريخ ابن المرتعـــــد الأنساب العام واستفسارات الأنساب 20 09-05-2009 02:59 AM
كتاب القبائل العربية في مصر في القرون الثلاثة الأولى للهجرة موقع العبار مصادر تاريخ قبيله عنزه في الجاهليه وبالاسلام 6 05-02-2009 03:41 PM
 


 
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

 
 
 

الساعة الآن 10:15 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd 
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009