الإهداءات

 

 

   

 

    
  

 


    -  تعديل اهداء
العودة   موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه المركز البحثي لقبيلة عنزه الخطب والمقالات والبحوث العلميه
الخطب والمقالات والبحوث العلميه بقلم فضيله الشيخ الباحث محمد بن فنخور العبدلي
 

 
 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 08-09-2011, 05:17 PM   #1
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 342
افتراضي الكـــــــ بين الواجب والمصلحة ــــــــرم

الكــــــ بين الواجب والمصلحة ــــــرم

إكرام الضيف عادة عربية , وشعبة إيمانية , وخصلة حميدة ، إن إكرام الضيف من مكارم الأخلاق ، وجميل الخصال التي تحلَّى بها الأنبياء ، وحثَّ عليها المرسلون ، واتصف بها الأجواد كرام النفوس ، فمَنْ عُرِفَ بالضيافة عُرِف بشرف المنزلة ، وعُلُوِّ المكانة ، وانقاد له قومُه ، فما ساد أحد في الجاهلية ولا في الإسلام ، إلا كان من كمال سُؤدده إطعام الطعام ، وإكرام الضيَّف ، وقد حثَّنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على إكرام الضيف حيث قال ( من كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر فليُكرم ضيفَه )0
1-- مدة الضيافة : ثلاثة أيام لحديث أبي شُرَيحٍ خُويْلد بن عمرو رضي الله عنه قال: أبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعتْهُ أذناي حين تكلم به، قال ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفَهُ جائزتَهُ ، قالوا: وما جائزتُه ؟ قال: يومٌ وليلةٌ ، والضيافة ثلاثة أيام ، وما كان بعد ذلك فهو صدَقةٌ عليه ) 0
2- مقدار الضيافة : ليس لها حد محدود بل على حسب القدرة والاستطاعة فالجود من الموجود فعلى المضيف عدم احتقار القليل ، بل يجود بالموجود ولو بشق تمرة ، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن احتقار القليل ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( يا نساء المسلمات ، لا تحقرنّ جارةٌ لجارتها ولو فِرْسنَ شاةٍ ) ، وعنه أيضًا قال ( خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب ينقلب ، فيطعمنا ما كان في بيته ، حتى إن كان ليخرج العُكَّة ( وعاء من جلد يوضع فيه السمن والعسل ) ، ليس فيها شيءٌ فنشُقُّها ، فنلعق ما فيها ) ، قال ابن حبان يرحمه الله ( يجب على العاقل ابتغاء الأضياف ، وبذل الكِسَر؛ لأنَّ نعمة الله إذا لم تُصَن بالقيام في حقوقها ، ترجع من حيثُ بدأتْ ، ثم لا ينفع من زالت عنه التَّلهُّف عليها ، ولا الإفكار في الظَّفر بها، وإذا رأى حقَّ الله فيها، استجلب النماء والزيادة ، واستأخر الأجر في القيامة ، واستصغر إطعام الطعام 0
3- من الكرم طلاقة الوجه : سئل الأوزاعيُّ رحمه الله ما إكرامُ الضيف ؟ قال : طلاقةُ الوَجْهِ ، وطيبُ الكلام ، فانظر أخي الحبيب إلى فقه هذا الإمام الذي جعل إكرام الضيف في طلاقة الوجه ، وطيب الكلام ، وقارن ذلك بحال أهل زمانك ، فالضيافة عند أكثرهم هي بتكثير الطعام ، حتى إنك تجد كثيرًا من الناس من يمتنع عن القِرَى لعدم وجود اللحم في حال وجود الضيف ، والقاصد لوجه الله يجود بالموجود ، ولا يتكلف التكلف الذي هو فوق الطاقة ، وأما ما دون ذلك فلا بأس به، بل هو محمودٌ لقول الله سبحانه وتعالى – في شأن إبراهيم خليله لما أتاه الأضياف ( فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ ) ، ومن تمام الضيافة أن تفرح بمقدم ضيفك ، وتظهر له البشر، وأن تلاطفَهُ بحسن الحديث ، وتشكرَه على تفضله ومجيئه ، وتقوم بخدمته ، وتظهر له الغِنى وبشاشةَ الوجه ؛ فقد قيل : البشاشة في الوجه خير من القرى، وقد نظم بعضهم هذا الكلام بأبيات فقال:
إذا المرءُ وافـى مـنزلاً منك قاصـدًا *** قراكَ وأرمَـتْهُ لديــك المسـالكُ
فكن بــاســمًا فـي وجـهــه مُتـهــللاً *** وقل مرحبـًا أهلاً ويومٌ مباركُ
وقــدم لـه مـا تستـطيــع مـن القِـرَى *** عجولاً ولا تبخل بما هو هالِكُ
فـقـد قيــــل ببـيـتِ ســالــفِ مُتقــدّمِ *** تداولــــهُ زيـدٌ وعَمـرو ومالكُ
بشاشةُ وجْه المـرء خيرٌ من القِرَى *** فكيف بمن يأتي و هو ضَاحِكُ
قال ابن حبان يرحمه الله ومن إكرام الضيف طيبُ الكلام ، وطلاقة الوجه ، والخدمةُ بالنفس فإنه لا يَذِلُّ من خدَم أضيافه ، كما لا يعِزُّ من استخدمهم ، أو طلب لِقرَاه أجرًا ، وكرام الناس وسادتهم يقضون هذا الحق ، فيقبلون على ضيوفهم ، ويرفعون من قدرهم ، ويُعلون من منزلتهم ، والتقربُ تجمُّلُ الحديث ، والبسطُ ، والتأنيسُ ، والتلقّي بالبشر من حقوق القِرَى ، ومن تمام الإكرام ، وقالوا : من تمام الضيافة الطلاقة عند أوَّلِ وهْلَةٍ، وإطالةُ الحديث عند المأكلة ، وإذا كان معك أكثر من ضيف ، فأقبل على كُلِّ واحدٍ منهم بوجهك ، ولا تخصَّ أحدًا دون الآخر بحديثك ، أو شيء من ضيافتك ، وحاول أن تلتمس رضى كل واحد منهم ، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرم الناس لضيوفه ، فقد كان يعطي كل واحدٍ من ضيوفه نصيبَهُ، ولا يحسبُ ضيفُهُ أن أحدًا أكرمُ عليه منه ، واعلم أخي في الله أن العبوس وإبداء الضيق ، وكثرةَ الدخول والخروج لغير حاجة ، ونهر الأطفال أو الخادم بحضرة الضيوف دليل الشُّحِّ ، وأمارةُ البخل ، والموتُ خيرٌ من إجابة دعوة بخيل 0
4- الآداب التي ينبغي مراعاتها في الضيافة :
أ- أن يدعو الإنسان لضيـافته الأتقياء والصالحين ، ويتجنب دعوة الفسقة من الناس ، عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ولا يأكل طعامك إلا تقي ) ، كذلك فإنه يدعو لضيافته دون تمييز بين الفقير والغني ، فإن هذا من التواضع الذي ينبغي أن يتحلّى به المؤمن ، وقد جاء في الحديث : ( شر الطعام طعام الوليمة ، يدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء ) 0
ب- فإذا حضر ضيوفه ، يستقبلهم عند بابه ، ويبشّ عند قدومهم ، ويطيب في حديثه معهم ، وقد سئل الأوزاعي رحمه الله : ما إكرام الضيف ، قال : طلاقة الوجه ، وطيب الكلام 0
ت- فإذا حضر وقت الطعام ، فإنه يأتيهم بما تسير له ، ولا ينبغي له أن يتكلف ما لا يستطيع ؛ فإن هذا مخالف للهدي النبوي ، وفيه أذى وإحراج للضيف من ناحية أخرى ، ومن إكرام الضيف : أن يخرج معه إلى باب الدار عند توديعه ؛ فإن ذلك يشعره بمدى الحفاوة به ، والفرحة بحصول زيارته 0

أنواع الكرم عند الناس
1- الكرم الشرعي المراد به وجه الله عز وجل
2- الكرم العرفي وهو محمود ومأجور صاحبه إن شاء الله
3- الكرم المصلحي وهو إكرام المدعو لأنه صاحب منصب أو تحت يده أمورا مهمة و لا يدعو لولائمه إلا أصحاب المصالح والنفوذ ونحو ذلك
4- الكرم النفاقي وهو إكرام المدعو لأجل التزلف والتقرب إليه لأمر دنيوي بحت
5- الكرم لأجل المباهاة والتفاخر والمدح من قبل الآخرين بأن يقال فلان كريم أو طيب 0

أفكار لملمتها من هنا ومن هناك ( مقالات ومحفوظات )
محمد فنخور العبدلي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 



 
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

 
 
 

الساعة الآن 09:52 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd 
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009