خطبتي : إنفلونزا الخنازير - موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه

08-06-2011, 02:51 AM

إنفلونزا الخنازير

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيرا ًأما بعد
عباد الله : اتقوا الله فقد نجا من اتقى وفاز من اهتدى وسعد من زجر النفس عن الردى فاز المطيع المتَّقي وخسر المسرف الشقي وهلك الظالم المعتدي ، فتقوى الله نعم العمل ، والإعراض عنها بئس الأمل ، واعلموا أن الدنيا دارُ عمل وابتلاء ، لا يسلم العبد فيها من سقم يكدِّر صفوَ حياته ، أو مرض يوهن قوته وحاله، والبلاء نعمةٌ، والمرض والشدة بشارة، وربنا سبحانه يرحم بالبلاء ويبتلي بالنعماء، ومرارة الدنيا للمؤمن هي بعينها حلاوة الآخرة، وكم من نعمة لو أعطيها العبد كانت داءه، وكم من محروم من نعمةٍ حرمانُه شفاؤه، ( وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) ، والبلاء عنوان المحبة ، وطريق الجنة ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط ) ، والعافية من أجلِّ نعم الله على عباده وأجزل عطاياه عليهم ، ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ ) ، وهي من أول ما يحاسب عليه العبد في الآخرة ، وإن من أشد التمحيص سلب العافية أو اعتلالها ، في المرض رفع للدرجات وحطٌّ للأوزار، ففي الحديث ( ما من مسلم يصيبه أذًى من مرض فما سواه إلا حطَّ الله به من سيئاته كما تُحط الشجرة ورقها ) ، والمريض يُكتب له ما كان يعمل من النوافل في حال صحته، وفي المرض يكثر الدعاء وتشتد الضراعة ، فسبحان مستخرج الدعاء بالبلاء ، ومستخرج الشكر بالعطاء ، في مرض المؤمن زيادةٌ لإيمانه وتوكله على ربه وحسن ظنه بمولاه ، وهو علاج لأمراض النفس من الكبر والعجب والغفلة والغرور، والرشيد من يعتبر بنوائب عصره ، ويستفيد الحنكة ببلاء دهره ، وكل مُصيبة في غير الدين عافية 0
أيها المسلمون، لا شافي إلا الله ، ولا رافع للبلوى سواه ، والراقي والرقية والطبيب والدواء أسباب ييسِّر الله بها الشفاء ، فافعل الأسباب وتداوى بالمباح ، ولا تُقبل على الطبيب بالكلية لكنه سبب ، فالمداوي بشر لا يملك نفعاً ولا ضراً، وتوكل على ربك وفوِّض أمرك إليه ، فهو النافع الضار ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ) ، والتجئ إليه فليس كل دواء ينفع ، ( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ) ، وأنفع الأدوية حسن التوكل على الله والالتجاء إليه وحسن الظن به ، والرقية بالقرآن وما جاء في السنة أنفع الأسباب لزوال العلل ، وكذا الدعاء بقلب خاشع وذل صادق ويقين خالص، والإكثار من الصدقة من خير الأدوية ، وما ابتلى الله عباده بشيء إلا أعطاهم ما يستعينون به على ذلك البلاء ، والأطباء سبب جعلهم الله في الأرض يعالجون بإذن الله 0
أيها المسلمون : خير ما يُداوي به المريض أدواءَه تفقُّدُ قلبه وصلاحه وتقوية روحه وقواه ، بالاعتماد على الله والتوكل عليه والالتجاء إليه ، والانطراح والانكسار بين يديه ، والتذلل له والصدقة والدعاء والتوبة والاستغفار، والإحسان إلى الخلق ، وإغاثة الملهوف والتفريج عن المكروب ، يقول ابن القيم رحمه الله: هذه الأدوية قد جربتها الأمم على اختلاف أديانها ومللها ، فوجدوا لها من التأثير في الشفاء ما لا يصل إليه علم الأطباء 0
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم 0

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى أما بعد
عباد الله : يتردد في الأخبار هذه الأيام الحديث عن أنفلونزا الخنازير وعن خطورتها ، وقد تم الإعلان بأن المرض أصبح وباءاً عالمياً ، فيروس أنفلونزا الخنازير هو فايروس جديد يصيب البشر وينتقل بينهم ، تم تأكيد إصابة الناس بالمرض في أماكن متعددة حول العالم ، والمرض ينتقل بذات الطريقة التي ينتقل بها مرض الأنفلونزا العادي 0
أعراض المرض مشابهة لحد كبير للأنفلونزا العادية ، مما يجعلك لا تستطيع التفريق بين الأنفلونزا العادية وأنفلونزا الخنازير، والشخص الوحيد القادر على التفريق هم الأطباء المتخصصين 0
فالأعراض بالنسبة للكبارهي :
الصداع – السعال – الحرارة - آلام الجسد - ألم في الحلق - سيلان الأنف – الإسهال - التقيؤ - الالتهاب الرئوي والفشل التنفسي - ألم الصدر - بلغم دموي - اضطراب في الوعي والإدراك 0
أما أعراض المرض بالنسبة للصغار هي :
تسارع النفس - زرقة الوجه والجلد - قيء حاد أو مستمر - الخمول والكسل أو التهيج - إصابة الطفل بتشنجات أو صرع 0
الوقاية من المرض :
عدم لمس الأنف أو العين أو الفم
عدم استخدام الأدوات التي تكون في الأماكن العامة
عدم مصافحة شخص مشتبه بإصابته بالمرض
غسل اليدين عدة مرات طوال اليوم بالماء والصابون أو جل التنظيف المحتوي على الكحول
غسل اليدين بعد لمس الأنف أو الفم أو العين
استخدام مناديل نظيفة غير مستعملة وإتلافها بعد الاستعمال أو غسلها جيدا
تغطية الفم والأنف عند العطاس
ابتعد عن الأشخاص الذين يشتبه بإصابتهم بالمرض ، وفي حالة اضطرارك حافظ على مسافة متر على الأقل بينك وبينه 0
حاول أن تتجنب البقاء في الأماكن المزدحمة لمدة طويلة 0
حسن التهوية في مكان عملك أو منزلك لتجديد الهواء 0
وأخيرا عليك بمراجعة الطبيب عند الشعور بالمرض وإتباع تعليماته بدقة والله عز وجل هو الحامي سبحانه 0
اللهم عافنا واشف مرضانا يا رب العالمين واحم المسلمين عامة والمعتمرين خاصة يا رب العالمين ، اللهم وفق ولاة أمور المسلمين وولي أمرنا خادم الحرمين لما تحب وترضى ، وأعن الجهات المعنية على تقديم الخدمات الصحية المناسبة للشعوب الإسلامية وصل وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين وأقم الصلاة 0

مستفادة من عدة خطب ومقالات وبحوث طبية وشرعية
وأهمها خطبة الشيخ ابلال بن عبد الصابر قديري