المشرف العام
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 342
|
بحثي : الحجامة بين الشرع والطب
الحجامة بين الشرع والطب
إعداد
محمد بن فنخور العبدلي
المعهد العلمي في القريات
ALFANKOR@HOTMAIL.COM
6 - 1430هـ المقدمة
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) (1) ، وقال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) (2) ، وقال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً )(3) أما بعد (4)
روى البخاري في صحيحه عنسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَالشِّفَاءُ فِي ثَلاثَةٍ شَرْبَةِ عَسَلٍ وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ وَكَيَّةِ نَارٍوَأَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ ، وفي رواية عَنْ أَنَسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُأَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَجْرِ الْحَجَّامِ فَقَالَ احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلىالله عليه وسلم حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ وَأَعْطَاهُ صَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍوَكَلَّمَ مَوَالِيَهُ فَخَفَّفُوا عَنْهُ وَقَالَ إِنَّ أَمْثَلَ مَاتَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ وَالْقُسْطُ الْبَحْرِيُّ. ، وفي رواية عن عُمَرَبْنِ قَتَادَةَ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِاللَّهِ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَاقَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْأَدْوِيَتِكُمْ أَوْ يَكُونُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ فَفِي شَرْطَةِمِحْجَمٍ أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ تُوَافِقُ الدَّاءَ وَمَاأُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ ، وعند أحمد عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ رَأَيْتُرَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَحْتَجِمُ بِقَرْنٍ وَيُشْرَطُبِطَرْفِ سِكِّينٍ فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ شَمْخَ فَقَالَ لَهُ لِمَ تُمَكِّنُظَهْرَكَ أَوْ عُنُقَكَ مِنْ هَذَا يَفْعَلُ بِهَا مَا أَرَى فَقَالَ هَذَاالْحَجْمُ وَهُوَ مِنْ خَيْرِ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ ُ ، وفي مسند أحمد عَنْأَيُّوبَ بْنِ حَسَنِ ابْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ جَدَّتِهِ سَلْمَىخَادِمِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ مَا سَمِعْتُ أَحَدًا قَطُّيَشْكُو إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعًا فِي رَأْسِهِ إِلا قَالَاحْتَجِمْ وَلا وَجَعًا فِي رِجْلَيْهِ إِلا قَالَ اخْضِبْهُمَا بِالْحِنَّاءِ،وأخرج أحمد و والحاكم وصححه وابن مردويه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قالرسول الله صلى الله عليه وسلم : ما مررت بملأ من الملائكة ليلة أسري بي ، إلا قالواعليك بالحجامة " وفي لفظ مر أمتك بالحجامة ، ففي موقع العلاج : الحجامة سنة نبوية أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم في كثير من المواضع يقول عليه الصلاة والسلام كما جاء في الصحيحين عن أنس بن مالك: ﴿ خير ما تداويتم به الحجامة ﴾ ، والمسلم يطبق الحجامة طاعة لله ولرسوله وتيمناً ببركة هذه السنة آملاً أن يحقق الله عز وجل الهدف والغاية المرجوة منها ، والمؤمن الحق يعلم أن الشفاء منحة من الله والدواء والطبيب مجرد أسباب فيها ما فيها من النقصان والعجز الذي لا يكتمل إلا بإذن الله ، ومن الشرك الاعتماد على الدواء أو الطبيب وترك التوكل على الله فالتوكل أصل الشفاء.. يقول الله تعالى: ﴿وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾ (5) لـــــذلك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-سورة آل عمران 102
2-سورة النساء 1
3-سورة الأحزاب 70 - 71
4-خطبة الحاجة للألباني ص 4
5-سورة الزمر الآية 62
يجب على الطبيب والمختص الحذر والتنبه فلا يجوز التآلي على الله مسبقاً بإعطاء الناس الوعود القاطعة بأنهم إن طبقوا الحجامة ستبرئ أجسادهم لأن ذلك مرتبط بمشيئة الله عز وجل إن شاء شفى وإن شاء أخر ذلك إلى أمد هو يعلمه وحسبنا عندئذ ما نناله من الأجر والمثوبة بتطبيق هذه السنة النبوية المباركة يقول الله تعالى ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ (1) ، ويقول ﴿مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ﴾ (2) ، وهذه الحقيقة هي مسألة هامة في عقيدة المؤمن قد لا يدركها الكثير من العامة، لذا عندما لا يتحقق الشفاء بعد الحجامة مباشرة يتأثر إيمانهم وتحدث شبهات وربما فتن والعياذ بالله ، ونرى هذه الأيام إقبال الكثير وبشكل واسع على تطبيق الحجامة هذه السنة النبوية الطيبة التي ورد ذكرها في الكثير من الأحاديث الصحيحة متناً وسنداً والتي تشير إلى فوائدها الجلية سواء للأصحاء من الناس وقاية لهم من الأمراض ، أو المرضى منهم علاجاً لما يعانونه من أمراض شتى ، إلا أن ذلك يجب أن يتم من قبل أهل الخبرة والاختصاص وأن يراعوا فيه القواعد الصحية السليمة والآمنة أثناء عملهم ، فالحجامة بمثابة عمل جراحي يجب أن تطبق على الأدوات المستعملة فيه كل الشروط والاحتياطات الصحية التي تطبق على الأدوات الجراحية (3) ، في هذا البحث سوف أتطرق للحجامة من الجهة الدينية والطبية والاجتماعية وما إلى ذلك والسبب في إقدامي على هذا البحث ما رأيته من تنكر بعض الأطباء للحجامة وفوائدها وعندما نقابلهم بالأحاديث النبوية يشككون في صحتها ويشككون في عدم فاعلية الحجامة وأن التبرع بالدم يغني عنها وهذا ممّا لا يصح فعزمت أن أكتب حوله ييسره الباري عز وجل 0
كتبه
محمد فنخور العبدلي
محافظة القريات
6 / 1430 هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-سورة الحشر الآية 7
2-سورة النساء الآية 80
3-موقع العلاج http://al3laj.com/Hejamah/begin.htm
تعرف الحجامة
أولا : لـــــــغة
جاء في لسان العرب مادة حجم : والحَجْمُ: المَصّ ، يقال: حَجَمَ الصبيُّ ثَدي أُمه إذا مصه ، وما حَجَمَ الصبيُّ ثدي أُمه أَي ما مَصَّه ، وثَدْيٌ مَحْجوم أَي ممصوص ، والحَجَّامُ : المَصَّاص ، قال الأَزهري : يقال للحاجم حَجَّامٌ لامْتِصاصه فم المِحْجَمَة ، وقد حَجَمَ يَحْجِمُ ويَحْجُم حَجْماً وحاجِمٌ حَجُومٌ (1)0
كلمة الحجامة مشتقة من حَجَمَ وحَجَّمَ ، نقول: حجَّم فلانٌ الأمر أي : أعاده إلى حجمه الطبيعي ، وأحجم ضد تقدم ، فمن احتجم تحجُم الأمراض من التعرُّض له فزيادة الدم الفاسد في الأبدان يجعله يتراكد في أركد منطقة فيها ألا وهي الظهر، ومع تقدم العمر تسبب هذه التراكمات عرقلة عامة لسريان الدم العمومي في الجسم مما يؤدي إلى ما يشبه الشلل في عمل كريات الدم الفتية وبالتالي يصبح الجسم بضعفه عرضة لمختلف الأمراض ، فإذا احتجم عاد الدم إلى نصابه وذهب الفاسد منه ( أي الحاوي على نسبة عظمى من الكريات الحمر الهرمة وأشباحها وأشكالها الشاذة ومن الشوائب الدموية الأخرى ) وزال الضغط عن الجسم فاندفع الدم النقي العامل من الكريات الحمر الفتية ليغذي الخلايا والأعضاء كلها ويخلِّصها من الرواسب الضارة والأذى والفضلات.
الحَجّم لغة : المص ، وسمي به فعل الحاجم لما فيه من المص للدم في موضوع الشرط (2) ، وجاء في لسان العرب : هي حرفة وفعل الحَجَام ، والحَجْمُ : المَصّ ، يقال:حَجَمَ الصبيُّ ثَدي أُمه إذا مصه ، والحَجَّامُ: المَصَّاص . قالالأَزهري : يقال للحاجم حَجَّامٌ لامْتِصاصه فم المِحْجَمَة ؛ قال ابن الأَثير: المِحْجَم ُ، بالكسر، الآلة التي يجمع فيها دم الحِجامة عند المصّ ، قال: والمِحْجَمُ أَيضاً مِشْرَطُ الحَجَّام ؛ ومنه الحديث : ( لَعْقَةُ عَسلٍ أَو شَرْطةمِحْجَم ٍ) ، وفي موقع رمسة عرب : الحجامة لها أكثر من أصل لغوىوهذه الأصول منها ما يلي :
1-حجم بمعنى مص , فيقال حجم الصبي ثدي أمه إذا مصه , ومن هذا الأصل هناك أكثر من مشتق كالمحجمة والتي بمعنى كأس الحجامة , الحجام وهوالمصاص ؛ لامتصاصه فم المحجمة , المحجم بمعنى الآلة المستخدمة في تشريط الجلد أثناءالحجامة , و احتجم بمعنى طلب الحجامة , ولذا فإن حاصل هذا الأصل أن الحجامة عمليةامتصاص الدم بهدف العلاج 0
2-حجّم بمعنى إعادة الشيء لحجمه الطبيعي , وهذاالأصل يقودنا لمعنى جديد , فبالحجامة يعود العضو المصاب لوضعه الطبيعي قبل إصابتهبالمرض0
3-أحجم بمعنى منع وكف , فيقال أحجم فم الحيوان إذ جعل عليه حجاما ؛ليمنعه من العض , ولذا فهذا الأصل يخبر هو الآخر عن فائدة جديدة لهذا العمل الجراحى – البسيط
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع الوراق
http://www.alwaraq.net/Core/AlwaraqSrv/LisanSrchOneUtf8?begin=1&searchtext=CDF3CCF3E3F320C7E1D5C8EDF8F520CBF3CFED&option=2&nav=1&searchoption=2- لسان العرب
2- موقع العلاج http://al3laj.com/Hejamah/define.htm
الأداء العظيم الأثر – فبالحجامة يمنع المرض من التغلغل والتمكن من الجسدبعد أن عادت دورته الدموية لأوج نشاطها , وجهازه المناعى لسابق يقظته (2) ، وقال محمودالنجارالحجامةلغة : هي المص الشفط،يقال حجم الطفل ثدي أمه، وحجم هو إعادة الشيء إلى حجمه الطبيعي وجمعه، وأحجم تراجعأو منع، وهي كف الشيء وصرفه (3)0
ثانيا : شـرعا
الحجامةهي إخراج الدم بعد الشرط بالمحجم من أي مكان على البدن تمييزا للحجامة عن الفصدوالذي يتم على أوردة معينة يعرفها العاملون بهذا المجال (1) ، وقال محمودالنجارالحجامةشرعاً: هي إخراج الدم بعد الشرط بالمحجم من أي مكانبالبدن ( تفريقا عن الفصد الذي يتم على أوردة في أماكن بعينها من جسمالإنسان ) (4)
ثالثا : طـبيا
الحجامة عبارة عن شفط جزء من طبقة الجلد بمواضع مختلفة مابين ظهر , بطن , رأس وقدم وذلك بتوليد ضغط سلبييؤدي لتجمع الدماء في الشعيراتالدموية بمكان تطبيق الحجامة , ثم يعاد الشفط على نفس الموضع بعد تشريطه لسحب هذهالدماء المحتقنة بما تحتويه من مسببات مرضية ومسببات للألم 0(5) ، وقال محمودالنجارالحجامةطبياً هي:
1-عمل خدوش بسيطة جداً على سطح الجلد وفيأماكن مدروسة وإخراج التجمعات الدموية بطريقة حديثة ومعقمة وسهلة وآمنة0
2-شفط جزء من طبقه الجلد وأنسجته في مواضع محددة -على الظهر غالباً- لتولد ضغطاًسالباً لتجميع الدم بالشعيرات الدموية في هذه المنطقة(6) 0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع رمسة عرب
http://www.ramstarab.com/ramca/showthread.php?t=2877
وموقع منتدى كل مسلم http://islami.roo7.biz/montada-f42/topic-t108.htm
2- موقع سنا للطب الأصيلhttp://tebasel.com/vb/showthread.php?t=118
3- موقع رمسة عرب
http://www.ramstarab.com/ramca/showthread.php?t=2877
وموقع منتدى كل مسلم http://islami.roo7.biz/montada-f42/topic-t108.htm
4- موقع سنا للطب الأصيل
http://tebasel.com/vb/showthread.php?t=118
5- موقع رمسة عرب
http://www.ramstarab.com/ramca/showthread.php?t=2877
وموقع منتدى كل مسلم http://islami.roo7.biz/montada-f42/topic-t108.htm
6- موقع سنا للطب الأصيل
http://tebasel.com/vb/showthread.php?t=118
تـــــأريخ الحجامة
تاريخ الحجامة موغلٌ في القدم لكن لا يُعرف علىوجه الدقة كيف ومن بدأ الحجامة لأول مرة ، لكن يُقال بأن الحجامة قديمة قدم الإنساننفسه ويزعم البعض بأن أبو البشر أدم علية السلام هو أول من عرف الحجامة ، ومنالتاريخ المدون الواصل إلينا نستطيع القول بأن تاريخ الحجامة يمتد إلى أكثر من خمسةآلاف عام مارسها أهل الشرق وأهل الغرب وكانت تنتقل من جيل إلى آخر حيث كانت أحد أهمالوسائل العلاجية لكثير من حضارات العالم ، فقد عرفها الصينيون والفراعنة والهنودوالإغريق والرومان والبابليون والعرب قبل الإسلام ، ودلت الآثار والصور المنحوتة علىاستخدامهم الحجامة في علاج الكثير من الأمراض، وكانوا في السابق يستخدمون الكثير منالوسائل مثل الكؤوس المعدنية وقرون الثيران وأشجار البامبو لهذا الغرض وكانوايفرغونها من الهواء بعد وضعها على الجلد عن طريق المص ومن ثم استخدمت الكؤوسالزجاجية والتي كانوا يفرغون منها الهواء عن طريق حرق قطعة من القطن أو الصوف داخلالكأس0
الحجامة عند الفراعنة (3200) ق. م.
يُقال بأن أول من استخدم الحجامة في العلاج هم الفراعنةوقد ظهر ذلك جلياً في رسومات مقبرة ( توت عنخ آمون ) وكذلك النقوش في معبد ( كومأمبو) , الذي كان يمثل أكبر مستشفى في ذلك العصر، كما وجد أيضا في سراديب الفراعنةكؤوس معدنية وأخرى مصنوعة من أشجار البامبو, إضافة إلى قرون الحيوانات التي حفر فيالطرف المدبب منها ثقب لمص الدم من خلاله بوساطة الفم , ويسجل للمصريين أيضا أولاستخدام للكؤوس الزجاجية التي كان يفرغ الهواء منها بحرق قطعة من القطن بداخلها ،ويعتقد أن الحجامة انتقلت من الفراعنة إلى ( المنونين ) سكان جزيرة كريت وأيضا إلىالسومريين الذين أجروها وفق طقوس خاصة في حماماتهم ومعابدهم 0
الحجامة في الصين (4000) ق. م
في سنة 1973ماكتشف كتاب طبي مصنوع من الحرير في مقبرة الأسرة الملكية ( هان ) ورد فيه أن الحجامةكانت توصف لمرض الدرن الرئوي , وورد أيضا في كتاب ( الإمبراطور الأصفر للأمراضالداخلية ) وعمر هذا الكتاب أربعة آلاف سنة وصف لعملية الحجامة وتفصيل لصرف وفضّ الدماملوالتقرحات الجلدية وكانت تدعى ( طريقة القرن ) نسبة إلي قرن الحيوان, وتطورت الحجامةوتوسعت على يد الطبيب ( رو هو فانج ) حيث ألف كتاب (أنواع الكاسات العلاجية ) وقد توسعفي هذا الكتاب وأضاف إليه الطبيب ( زهاو سيمن ) في عهد أسرة ( كوينج الحاكم ) حيث وضعفيه وصفاً تفصيلياً لطرق عمل الحجامة ومواضعها المرتبطة بآلام المفاصل والأمراضالناتجة عن البرد وهو أول من استخدم ( كاسات النار ) الزجاجية , كما هو الحال عندالفراعنة 0
الحجامة في الهند (3000) ق. م.
عرفت الحجامة منذ زمن بعيد في شبه القارة الهندية فلقد فصلت أدواتالحجامة بطرقها المختلفة في كتاب ( الأيوربدا ) , الذي كتب باللغة السنسيكريتيةالقديمة ويعد هذا المرجع من أقدم الكتب في تاريخ الطب الهندي، ويعد الطبيب ( ساشرتا - أحد أكبر علماء الهند -100 قبل الميلاد ) وهو الذي نسبت إليه أول العمليات التجميليةوالبلاستيكية وقد أعتبر ( ساشرتا ) الحجامة أحد أهم العلاجات للأمراضالدموية 0
الحجامة عند الإغريق
كان المعتقد الشائع عند الإغريق أن المرض يحدث نتيجة دخولأرواح شريرة في الجسم , وعلية يجب أن تزال هذه الأرواح وتخرج , إما بعملية التربنة( عمل ثقب في الجمجمة ) أو بعملية الحجامة ، إلا أن الحجامة تطورت في ما بعد , لتطبقوفق نظرية الأخلاط والأمزجة التي لقيت رواجا كبيرا في تلك الحقبة وما تلاها منأزمنة , وأضيف للحجامة ( علاجياً ) , عمليتي الفصد والكي , ليبرع في هذا الفن العلاجيالطبيب الشهير ( جالينيوس ) ، إلا أن ( أبقراط ) فصّل نظرية التوازن بين سوائل الجسم وهيالدم والبلغم ( البصاق ) والعصارة المرارية الصفراء والعصارة المرارية السوداء لكنابقراط فضّل وبرع في الفصد أكثر من الحجامة وسار على دربه الطبيب الشهير (جالن 0
الحجامة عند الرومان
أهتمالرومان بالحجامة وكان يوجد (900 ) حمام عام في طول الإمبراطورية وعرضها, حيث كانيتخلص المستحم من الفضلات السمية والدم الزائد في جسمه بعد عملية الاستحمام, وقدكانت هذه الحمامات تقدم المطهرات القوية قبل إجراء الحجامة وبعدها, وقد برع الجراحالبيزنطي (انيليوس) في إجراء التشطيب على المناطق القذالية الخلفية والأذينيةالأمامية والصدغية لمعالجة الحمى, وما تزال هذه الطريقة متبعة شعبياً في بعض مناطقفلسطين 0
الحجامة في أوروبا
أما فيأوروبا فما قبل عصر النهضة كان الطب والحلاقة مهنة واحده وتراجعت الحجامة لتراجعدور الحمامات التي كانت منتشرة في الحقبة الرومانية , وارتباط الحجامة بالشعوذة لذلكنفّر الرهبان منها , أما في عصر النهضة فقد ارتبطت الحجامة بعلم التنجيم الذي بدورهربط كل عضو بشري بموضع نجم , وعليه صار المرض يرتبط بمواقع الأبراج , فكان المريضيُحجم وفق جداول زمنية محددة بغض النظر عن مرضه لهذا نبذها الأطباء فيما بعد واصفينإياها بهدر مجنون للدم 0
الحجامة لدى الهنودالحمر
هنالك بعض المكتشفات الحديثة التي تصور استخدام الهنود الحمر الأوائل للحجامة , بل وبراعتهم فيها , كما في حضارة الإنكا العريقة , ولو كانت لهم لغةمكتوبة لعرفنا عن أسرار الحجامة لديهم الشيء الكثير0
الحجامة عند العرب قبل الإسلام
عرف العربالحجامة قبل الإسلام ، ربما تأثراً بالمجتمعات المجاورة، بل واستعملوا في الحجامةطريقةً لعلهم لم يسبقوا إليها، كانت تعرف بحجامة دودة العلق Blood-Sucking Leech ، وهى دويدة حمراء تكون بالماء ، تعلَّق بالبدن لتمص الدم المحتقن في أماكنالورم كالحلق ، فكانوا يجمعون ذلك الدود ، ويحبسونه يوما أو يومين بلا طعام ،ويستخرجون جميع ما بأجسامها لتشتد وتجوع، ثم يعلِّقونها على مواضع الورم ، لتمصهمصاً قوياً 0
الحجامة في العصر الإسلامي
جاء الإسلام وأقر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلمالحجامة وتداوى بها وحث وأوصى المسلمين بها فقال كما ورد في الصحيحين عن أنس بنمالك ( خير ما تداويتم به الحجامة ) ، وقال أيضاً ( لا يَتَبَيَّغْ بأحَدكُمالدَّمُ فيقتُلَه ) ، وغيرها الكثير في طائفةً من الأحاديث النبوية التي تناهزالمائة ، كما سيأتي بيانه لاحقاً وهكذا نجد أن الرسول قد أحيا الحجامة وطبَّقهابأصولها وله الفضل في سنِّها للمسلمين وللعالمين أجمعين ، إلاَّ أنها وبعد عصر مديدمن انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم نُسِيت قوانينها نتيجة الإهمال والاستهتاروالتجاوزات شيئاً فشيئاً ، حتى اندثرت هذه القوانين وضاعت إلاَّ ما ندر منها ، وهناكأيدٍ أثيمة دسَّت الكثير عليها ، فأقلع الناس عن الحجامة ونسوها ، صحيح أن قسماًقليلاً من الناس كانوا ينفذوها ، لكن وللأسف ما كانوا ليستفيدوا منها الفائدةالمرجوَّة أو لا يستفيدون أبداً وأقلع الناس عنها لأنهم لم يلمسوا فائدتهاالمرجوة ، والسبب في أنهم لم يكونوا ليستفيدوا من تنفيذها هو عدم تنفيذها ضمنالقوانين المشروعة لها ، فالقوانين اندثرت وضاعت0
الحجامة في العصر الحديث
في بداية العصر الحديث وأواخر عصر النهضة , كان من آثار اكتشاف وإنتاجالمضادات الحيوية وخافضات الحرارة تأثير هائل على الناس , لقوتها وفاعليتها فيمحاربة الأمراض وأغفلوا الآثار الجانبية التي تحدثها هذه الأدوية من جيل إلى آخرحتى ظهرت سوأتها وفشلها في معالجة الكثير من الآلام ، فمن بدايات تدوين كتبالطب الحديثة حتى عام1960م ، لم تكن تصدر مجلة أو كتاب طبي إلا وذكرت فيه الحجامةوفصلت فيه فوائدها وطرق إجرائها حيث كانت تستخدم لعلاج كثير من الأمراض منها ضغطالدم والتهاب عضلة القلب ولتخفيف آلام الذبحة الصدرية كما كانت تستخدم في علاجأمراض الصدر والقصبة الهوائية وكذلك آلام المرارة والأمعاء والخصيتين ، ولعل من أهمأسباب اختفاء الحجامة في الستينيات من القرن المنصرم هي الأسباب الاقتصادية حيث ذكرهاشم القزويني في كتابه ( الوقاية والعلاج ) عندما دخل الاستعمار بلادنا ( شبه القارةالهندية وإيران ) منع الحكماء القدامى من معالجة المرضى وممارسة الطب القديم وفي عام 1953م ، تم تعميم قانون رقابة العلاج وتمثل في منع الحجامة والقبض على الحجامين فيمختلف مناطق البلاد ، ولكن مع التوسع في استخدام الأدوية الكيماوية المركبةواكتشاف الآثار الجانبية لها , وجشع شركات الأدوية العملاقة بالتحكم والاتجار بصحةالملايين من البشر, هذا كله دفع الأطباء لسبر عمق الماضي والتنقيب عن علاجات شافية, وفي تسعينيات القرن الماضي ومع توسع طرق الاتصال وانتشار الإنترنت ظهرت أبحاثودراسات موثقة أرتقت إلى درجة العالمية بخاصة مؤلفات البروفوسور الألماني ( يوهانآبله ) وكتابه القيم (الحجامة أسلوب علاجي مجرب) وأيضا دراسته القيمة ( الفصدوالحجامة ) , التي كانت خلاصة لأكثر من عشرين سنة من البحث والتنقيب في الحجامةونتائجها, وهكذا ظهرت في ألمانيا مدرسة جديدة في العلاج وسميت بـ( Fask ) وأزيلالجهل عن الحجامة وعادت هذه الطريقة للظهور من جديد , وتطورت أدواتها من حيث التشخيصوالعلاج , وأصبح التعقيم واستخدام الكؤوس يتم تحت إجراءات طبية ووقائية صارمة ، وظهرتفي الأسواق أدوات الحجامة الحديثة منها الزجاجية التي يمكن تعقيمها ومنها الأدواتالبلاستيكية والتي تستخدم لمرة واحدة فقط ،أما الكمبيوتر فأصبح يلعب دورا أساسيا في تحديدمواضع الحجامة , وارتقت هذه الطريقة العلاجية لتدرس في معاهد خاصة أو ملحقة بمنهاجكليات الطب, والحجامة الآن منتشرة من أمريكا إلي ماليزيا ، ومن خلال بحثي في مواقعالإنترنت وبالذات مواقع الجامعات والأبحاث والمعاهد العلمية تفاجئت مثلاً من تدريسالحجامة في جامعة عريقة مثل جامعة نيويورك ففيها يوجد سبعة أقسام رئيسية أحد هذهالأقسام يسمى الطب الشرقي ( Oriental Medicine ) وفيها تدرس الحجامةوهذا مما يدعو للتحسر والأسف فأكثر أبحاثالحجامة تجرى في أماكن غير عربيه على يد أطباء غير مسلمين , بينما في البلاد العربيةلا نشاهد معاهد أو حتى مدارس خاصة لتعليم الحجامة بل تقوم العديد من الجهات فيالدول العربية بمحاربة الحجامة وكل هذا بتأثير مغريات شركات الأدوية الضخمة التيوجدت من المسلمين سوقاً رائجة وهنا وللحقيقة يجب ذكر المجهود العظيم الذي قام بهالفريق الطبي السوري وكذلك مؤسسة أبحاث الحجامة في إيران , كذلك لا ننسى الدور التيتقوم به القنوات الفضائية والذي أسهم في نشر الحجامة (1) ، وتقول الدكتورة سيرين الحموري : عرف الإنسان العلاج بالحجامة في العديد من المجتمعات البشرية – فالفراعنة أول من استخدم هذا النوع من العلاج 3200 ق.م وقد ظهر ذلك جليا في رسومات مقبرة ( توت عنخ آمون ) وكذلك النقوش في معبد (كوم أمبو ) , الذي كان يمثل أكبر مستشفى في ذلك العصر. ويعتقد أن الحجامة انتقلت من الفراعنة إلى ( المنونين ) سكان جزيرة كريت وأيضا إلى السومريين الذين أجروها وفق طقوس خاصة في حماماتهم ومعابدهم، وعرفت الحجامة في الصين منذ 3000سنة ق .م لعلاج الكثير من الأمراض وكذلك في شبه القارة الهندية فلقد فصلت أدوات الحجامة بطرقها المختلفة في كتاب( الأيوربدا ) ,الذي كتب باللغة السنسيكريتية القديمة ويعد هذا المرجع من أقدم الكتب في تاريخ الطب الهندي ، وقد اعتبر ( ساشرتا ) أحد أكبر علماء الهند ( 100 قبل الميلاد ) الحجامة أحد أهم العلاجات للأمراض الدموية ، و في عهد الإمبراطورية الرومانية وكان يوجد 900 حمام عام , حيث كان يتخلص المستحم من الفضلات السمية و الدم الزائد في جسمه بعد عملية الاستحمام , وقد كانت هذه الحمامات تقدم المطهرات القوية قبل إجراء الحجامة وبعدها , وقد برع الجراح البيزنطي ( انيليوس ) في إجراء التشطيب على المناطق القذالية الخلفية والأذينية الأمامية والصدغية لمعالجة الحمى , وما تزال هذه الطريقة متبعة شعبيا في بعض مناطق فلسطين ، هنالك بعض المكتشفات الحديثة التي تصور استخدام الهنود الحمر الأوائل للحجامةوبراعتهم فيها , كما في حضارة الإنكا العريقة , في اليونان من (502 – 575- ميلادية) استخدم هذه الطريقة العديد من الأطباء في علاج كثير من الأمراض ، وخاصة في عهد( أبقراط) الذي يعد أبو الطب اليوناني ، وعرفت بعد ذلك في فرنسا وأوروبا ، كما يعتبر غاليليو وأبوقراط أبو الطب من أعظم المؤيدين للتداوي بالحجامة ،كمايقول غاليليو ( أن الطبيعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع العلاج – تاريخ الحجامة http://al3laj.com/Hejamah/history.htm
وموقع العلاج http://al3laj.com/Hejamah/islamic-age.htm
وموقع العلاج http://al3laj.com/Hejamah/recent-age.htm
تبذل قصارى جهدها لتستعيد التوازن الصحي في حالة المرضووظيفة الأطباء المعالجين هي فقط مساعدة الطبيعة على أداء وظيفتها والتعاون معهاعلى ذلك فعندما يصاب الإنسان بالمرض تكافح طبيعته وتستميت للتغلب على مسبب المرض ، وإن عجزت الطبيعة تغلب المرض واستفحل ، ويعتقد غاليليو أن هذا أيضا ما يؤمن بهأبقراط، كما يقول غاليليو أن الأساس الأول للحجامة الرطبة هو أنها تعمل على تقليصوالتخلص من العناصر الضارة بالدم إلى الخارج أو لتحويل الدم من محل الألم إلى محلأخر أقل أهمية بواسطة ما يسمى التصريف أو عملية الإخرج وتعتبر الحجامة هي من أكثرالأساليب نفعا لأداء هذه المهمة ، كما أن معظم الأمراض التي تصيب الإنسان تكون بسببوجود خلل يؤدي إلى تكسير خلايا الدم أو خلل في التركيب أو الوظيفة أو بطء سريان الدمأو نقص التروية للأعضاء، كان المعتقد الشائع عند الإغريق أن المرض يحدث نتيجة دخول أرواح شريرة في الجسم , وعلية يجب أن تزال هذه الأرواح وتخرج,إما بعملية التربنة ( عمل ثقب في الجمجمة ) أو بعملية الحجامة 0
|