الإهداءات

 

 

   

 

    
  

 


    -  تعديل اهداء
العودة   موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه المركز البحثي لقبيلة عنزه المقالات العلميه والبحث العلمي
المقالات العلميه والبحث العلمي بقلم مؤرخ قبائل السلقا الشيخ جمال بن مشاري الرفدي
 

 
 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 04-30-2011, 09:15 AM   #1
مؤرخ قبائل السلقا
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 1,143
افتراضي الحضارة النجدية الثانية

[الحضارة النجدية الثانية]


في إطلالة جديدة لمجلة الدرعية وضمن بحوثها الجادة، التي اشتملت على مواضيع شتى منها التاريخية والحضارية.
فقد حمل عددها الجديد (ذي الحجة 1427ه، يناير 2007، س 9، ع 36) والتي يرأس نائب تحريرها الدكتور النشط عبداللطيف الحميد. مواضيع تاريخية مميزة نختار منها هذا الموضوع على أمل مواصلة التعليق بما حوته هذه المجلة. ومن مواضيعها المميزة ما كتبه كل من الأستاذين الدكتور خالد الوزان والاستاذ عبد الله البسيمي المهتمين بتاريخ بلادنا خصوصاً منطقة نجد.
جاء موضوعهما بعنوان (الحضارة النجدية الثانية).
وقع في سبع وثلاث صفحات. صدر بمقدمته عن منطقة نجد وتوطئة عنها والحديث عن بعض أخبارها التاريخية، مع تعليل لأسباب اندثار الحضارة النجدية الأولى من وجهة نظرهما ليدخلا بالتالي للحديث عن حضارتها الثانية - المقصودة بهذا الحديث - وهو جهد مميز استخدما فيه صفة التحليل والتفسير والتعليل،
حسب ما هو متوفر من المصادر المتاحة ومن العناوين التي أورداها وتحدثا عنها هي الإشارة إلى:

أسباب اندثار حاضرة النجدية الأولى. بقولهما: لو سلمنا أن نجداً كانت خالية من الحضارة إبان القرون المجهولة وبالتالي انعدمت المعلومات التاريخية,وأن مظاهر الحضارة برزت في القرن الثامن ثم تطورت بطيئاً فما أسباب ذلك؟ في نظرنا أن هناك سببين رئيسين محتملين لعدم قيام حضارة نجدية إبان القرون المجهولة، تبرز دورهما دلائل وإشارات عدة. ولعلنا قبل أن ندخل في تفاصيل ذكر الأسباب نعرض مقدمات جعلت الآثار المترتبة على هذين السببين ذات طابع قوي.... وهذان السببان المحتملان لعدم قيام حضارة نجدية إبان القرون المجهولة:...
السبب الأول:
إن المجتمع النجدي خلال تلك القرن كان مجتمعاً يفتقد الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي، أقرب إلى البداوة بالرغم من وجود بعض المجتمعات المدينة، وأن أغلب سكان المنطقة يمارسون حياة البداوة فعلاً والتي تعتمد على الرعي حرفة رئيسة، وبالتالي التنقل المستمر؛ لتتبع المراعي وموارد الماء. ومثل هذه الحياة لا تسمح بقيام حركة علمية؛ فضلاً عن إنشاء تعليمية؛ فذلك يتطلب بالدرجة الأولى حياة مدينة آمنة مستقرة اقتصادياً وسياسيا. ومن يتوجه لطلب العلم منهم لا يجده إلا في الحواضر الإسلامية خارج نجد كدمشق والبصرة وغيرهما، وغالبا ما يطيب له المقام ولا يرجع إلى حياة الشظف والخوف
ولعلنا نطرح هنا تصورا قد يستحق التأمل وهو أن الضغط الذي واجهته الحواضر النجدية قبيل القرون المجهولة من دولة بني الأخيضر من جهة والبوادي من جهة أخرى حدا بمن لم يهاجر من بلده إلى العودة إلى حياة البداوة مرة أخرى، ولذا بعد استقرار الأوضاع في نجد مرة أخرى استقرت أفخاذ متعددة من القبائل في مناطق لم تكن معهودة لها في السابق، وفي المقابل اختفت تلك القبائل التي كانت لها سيطرة على الأماكن نفسها، ولعل ما يقوي هذه النظرة هو نزعة القبائل المختلفة في فترة القرون المجهولة إلى التحالف فيما بينها، مما نتج عنه ظهور مسميات لقبائل جيدة تكونت من تكتلات بقايا القبائل القديمة، وذلك بعد عودة الحياة إلى نجد من جديد......
السبب الثاني:

إن نجداً كادت تندثر حاضرتها إبان القرون المجهولة، وربما سبب ذلك الهجرات المتتابعة لأهل نجد إلى الأحساء والعراق والشام ومصر، فخلت المنطقة من العناصر الفاعلة التي تستطيع الاضطلاع بالدور الحضاري، ولذا وجدنا: أن الكثير من بلدان نجد صارت خاوية من أهلها وخربت، ولذا عندما ذكر الحازمي(ت 584هـ) أنساب العرب في زمانه ذكر أماكن وجودهم، والملفت للنظر أن معظم من ذكرهم أكثرهم موجود في الكوفة والبصرة، مما يشير إلى تركهم لمواطنهم الأصلية في نجد. وهناك إشارات تدل على أن بعض القبائل النجدية قد توجه جنوباً أيضاً ، فقد أشار الشريف البركاتي (ت 1358هـ) مثلا إلى وجود أعداد كبيرة من بني تميم، مر عليهم في عدة مواضع خلال طريق رحلته من مكة إلى أبها سنة 1329هـ.. ومن أسباب تلك الهجرات:

1- عنف الدولة الأخيضرية والقرمطية مع سكان المنطقة.. .
2- ومن الأسباب المحتملة للهجرات هو أنه بعد الحروبالصليبية والحروب مع التتار لم يوجد بتقدير الله سبحانه دولة إسلامية قوية تفرض نفوذها على المنطقة الإسلامية، وتؤدب من يخرج عن الطاعة، فربما ازدادت مطامع البادية فطفقوا يقطعون السبيل ويهاجمون البلدان ويعيثون في الأرض فسادا، مما هو من عادة البوادي في كل عصر ومصر، فخربت القرى وجلا أهلها، وهجرت المزارع والبساتين.....
3- وسبب آخر للهجرات وهو موجات الجفاف والجدب التي ربما مرت على نجد قبيل وأثناء الفترة المجهولة.....
4- ومن الأسباب التي تخلي البلد من أهلها، الأوبئة الجائحة التي ربما تهلك جميع أهل البلدة. وقد دون لنا مؤرخو نجد أثناء فترة التدوين عددا من تلك الأوبئة وفتكها في الناس.....
5- وربما كل هذه الأسباب مجتمعة، فإن كل سبب من الأسباب السابقة كفيل لوحده أن يكون له آثاره السيئة على سكان المنطقة، فكيف لو اجتمعت تلك الظروف جميعاً وكيف لو تكررت وطالت فترة تأثيرها,ونحن لا نقرر هنا أن كل الحواضر النجدية خلت تماما من أهلها خلال القرون المجهولة، ولكن من بقي فيها قلة لا يمتلكون ملكات ولا إمكانات إنشاء الحضارات فالإنسان وإن كان هو الذي يصنع الحضارات؛ إلا أنه بدون توفر مقوماتها، فإنه يبقى عاجزاً عن صنعها. ولا أدل على وجود الناس في المنطقة من أن أعداداً كبيرة من المسميات القديمة للبلدان والمعالم الجغرافية احتفظت بأسمائها ولو بتحريف قليل ,ونخلص من هذا العرض بأنه لا يتوقع ظهور تدوينات عن المنطقة من أبنائها في تلك الفترة المجهولة.. ومع ذلك علينا أن نستمر في البحث خاصة فيما دون في المناطق المجاورة.... ثم ينتقل الباحثان إلى الحديث عن: مؤشرات نشوء الحضارة النجدية الثانية: - بقولهما -
هناك إشارات عدة تدل على ما ذهبنا إليه من عدم وجود حضارة ذات بال في نجد إبان القرون المجهولة ، وأن بدايات النهوض كانت في القرن الثامن الهجري، فمن هذه الإشارات:
1- انتشار العلم:
العلم من أبرز مظاهر الحضارة، ولا يحس الناس بأهمية العلم والحاجة إليه؛ إلا مع الاستقرار، كما لا يتوجه الطلاب لطلب العلم؛ إلا مع توافر الأمن وأسباب المعيشة، وبداية ظهور العلماء في منطقة نجد من خلال المصادر المتوافرة كان في القرن الثامن الهجري، مما يشير إلى أن أو ضاع المنطقة قبل ذلك لم تسمح بظهورهم ومما يدل على وجود العلماء في منطقة نجد في القرن الثامن الهجري الأوقاف والوصايا التي تشعر بوجود علم وعلماء، فكتبت أقدم وقفية في نجد عثر عليها حتى الآن وهي وقفية صبيح في أشيقر عام 747هـ من قبل عالم مجهول، وهناك الشيخ أحمد بن علي بن زامل الذي كتب وقفية محمد بن بكر في القرن الثامن...... وهناك مؤشر علمي آخر يدل على تمكن الحركة العلمية في القرن التاسع وهو وقف الكتب على طلبة العلم والذي تبرزه لنا وقفية بسام بن منيف من الوهبة في أشيقر في الربع الأول من القرن التاسع تقريبا..........

لقد بلغ بفضل الله النمو الحضاري في نجد خلال القرن التاسع الهجري مبلغا أحس فيه بعض أهل نجد بضرورة القيام بالبعثات العلمية لتعلم العلوم غير الموجودة في نجد، أو أنها موجودة ولكن على ضعف، فرغبوا في الأخذ من مواردها الأصلية، وبلوغ المراتب العلمية العالية، وهذا إنما يعكس مكانة العلم في نجد باعتبارها مؤشرا حضاريا مهما. فهناك عدد من العلماء رحلوا في طلب العلم إلى الشام ومصر، فمنهم من عاد وكان له أثر كبير في بدايات انتشار العلم في البلدان النجدية، ومنهم من طاب له المقام في البلدان التي ذهب إليها فكانت له موطنا بعد موطنه الأصلي......

ومما يشير إلى صحة ما رجحناه من أن الحركة العلمية قد تكون وليدة القرن السابع وتطورت ببطء: أن الشيخ أحمد بن محمد المنقور التميمي (ت1125هـ) اطلع على مئات الوثائق والمسائل والرسائل والمجاميع والكتب، ونقل في مجموعه الفقهي كثيرا من محتوياتها، وأقدم من نقل عنه من علماء نجد هو الشيخ أحمد بن عطوة.

لقد كان لهذه الحركة الثقافية في نجد التي تطورت شيئاً فشيئاً منذ القرن الثامن الهجري أثر في ظهور التدوين النجدي من مخطوطات ووثائق، الذي بدأ ضعيفا ثم تطور، وكان لهؤلاء العلماء الرواد أثر كبير في تدوين كثير من المعلومات التي نعتمد عليها في تحليلاتنا لتلك الفترات التاريخية , وأما في القرن المجهولة فلم يكن هناك علماء، وبالتالي لا ينبغي أن نتوقع أن يكون هناك تدوين. وقد رأينا بعض المهتمين يتوقع أن هناك تدوينات نجدية في القرون المجهولة لكن لم تصل إلينا، والذي يظهر أن هذا أمر مستبعد؛ إلا أن تكون كتابات من مهتمين خارج منطقة نجد.
2-إعمار المدن:

إن ظاهرة بناء المدن على ضفاف وديان نجد أو إعادة إعمار ما اندثر منها وشراء أطلالها، مؤشر آخر يدل على بداية النهضة في القرن الثامن الهجري فما بعده، مما يدل على النمو والاستقرار في المنطقة التي كانت تفتقدهما قبل ذلك، كما يدل أيضاً على هجرات معاكسة سببها ازدهار المنطقة لخصوبتها وتزايد فرص العمل فيها، ويدل من ناحية أخرى على تحضر بعض البوادي
ثم يسوق الباحثان نماذج من الأمثلة للتدليل على صحة ما أشارا إليه....
3- الوصايا والأوقاف

الوصايا والأوقاف تتضمن مؤشراً حضاريا يدل على المستوى العلمي والاقتصادي والاجتماعي الذي يعيش الناس فيه زمن الوقف، كما يشير من جهة أخرى إلى الاستقرار والنماء. وأقدم ما وصل إلينا علمه من الأوقاف كان في القرن الثامن، فوقفية صبيح دونت عام 747هـ في أشيقر بخط كاتب مجهول ، وشهد الربع الأخير من هذا القرن تدوين وقفية محمد بن بكر ... ثم يتابعان بإيراد بعض الشواهد العلمية من وثائق لتلك الفترة.
4- النمو الاقتصادي:

مما يستأنس به في الإشارة إلى التطور الحضاري في المنطقة وجود الوثائق الدالة على التبادل الاقتصادي المتمثل في بيع وشراء العقارات والسلع الأخرى، فنجد علماء القرن العاشر يتكلمون عن مقاييس الكيل والوزن في تلك الفترة....
ومما يشير إلى النمو الاقتصادي في المنطقة في القرن التاسع ظهور القوافل التجارية التي تحمل البضائع المستوردة من العراق والاحساء وغيرها، والتي تتعرض لتعدي البادية وقطاع الطريق. لقد ذكر البسام حوادث تشير إلى وجود التعامل التجاري مع مناطق خارج نجد كالعراق والاحساء...
5- اهتمام الدول المجاورة بالسيطرة على المنطقة
لقد جاء طبياً اهتمام دولة آل جبر في الأحساء ومن ثم أشراف مكة بنجد في القرنين التاسع والعاشر بعد أن ازدهرت المنطقة؛ لتكون أحد الموارد لدولهم، فتاريخياً تعتبر اليمامة بلداً زراعياً يغذي مكة كما جاء ذلك في قصة إسلام ثمامة بن أثال، حيث قال لقريش بعد إسلامه: "ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله".....بالإضافة إلى خصوبة منطقة نجد، فإن أهميتها تستمد أيضاً من موقعها المتوسط في جزيرة العرب وسهولة اتصالها بالمناطق الأخرى في شبه الجزيرة العربية، وكذلك توافد القبائل على منطقة نجد التي أخذت بالتعدي على مصالح تلك الدول والاعتراض لحملات الحج المخترقة لمنطقة نجد، مما حدا بحكام تلك الدول إلى إرسال الحملات العسكرية لإخضاع تلك القبائل..... ويختم الباحثان بقولهما: كل ما مضى دلائل على أن الحضارة دبت في نجد ابتداء من القرن الثامن؛ بعضها قوي الدلالة إلى ما ذهبنا إليه، وبعضها يدل بالإشارة المحتملة. وأيا كان الأمر فلابد أن نذكر هنا أن التقدم الحضاري كان بطيئا في المنطقة، حيث أخذت العملية قرونا؛ فمن القرن السابع حتى العاشر تكاد التغيرات تكون طفيفة، وذلك أن الاضطرابات السياسية في المنطقة أخلت بالأمن وأثرت على استقرار الاقتصاد، هذا بالإضافة إلى قلة الإمكانات، ولذا جاء التقدم الحضاري بطيئاً جدا، حتى أذن الله سبحانه وتعالى بظهور دعوة الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالتعاضد مع حامل لوائها الإمام محمد بن سعود في منتصف القرن الثاني عشر الهجري، حيث ناديا بفكرة الحكومة المركزية التي تعنى بتجديد ما اندرس من معالم الدين الإسلامي الحنيف عقيدة، وشريعة، وسلوكا، فتوحدت الكلمة وقامت الدولة السعودية الأولى عام 1157ه فتسارعت في المنطقة - بوقت قياسي - خطى الحضارة بأوجهها المختلفة: العلمية، والأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية، والعمرانية، والعسكرية، وغيرها.
من ارشيف جريدة الرياض: الجمعة3ربيع الأخر1428هـ20ابريل
2007م العدد14179




ابو مشاري الرفدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
:: تغطية : حفل مدغش الشمري بمناسبة الفوز بالمجلس البلدي للمره الثانية :: محمد بن دوهان المنتدى العام 3 10-07-2011 07:30 PM
أجمل أمثلة الحضارة الإنسانية مشعل العبار المنتدى العام 2 04-14-2009 02:15 AM
 


 
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

 
 
 

الساعة الآن 06:20 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd 
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009