04-27-2011, 03:05 PM
|
#1
|
باحث
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 34
|
الرد على ما جاء في كتب التاريخ في مقتل أسد الله حمزة
الرد على ماجاء في كتب التاريخ في مقتل أسد الله حمزة
بقلم
أحمد بن سليمان ابوبكرة الترباني
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
لقد انتشرت قصة مقتل حمزة ـ رضي الله عنه ـ في كتب التاريخ والرسائل وكذلك الدراما التلفزيونية ( فلم الرسالة ) وفيها أخطاء كثيرة , ساعد في نشرها ( الروافض ) قاتلهم الله , ولحقدهم على بني امية نشروا عنهم الأكاذيب والخرافات كي يحرضوا الناس على سبهم وبغضهم .
ومن هذه الأكاذيب التي وضعوها الروافض هو مقتل سيد الشهداء حمزة ـ رضي الله عنه ـ فقاموا بالكذب وقالوا : أن الذي امر حبشي بقتل حمزة هي ( هند زوج ابا سفيان ) ـ رضي الله عنها ـ
وهذا كذب وباطل وهي من اكاذيب الرافضة لتحريض الناس على شتم بني امية .
( من الذي أمر حبشي بقتل اسد الله حمزة )
أخرج البخاري في ( صحيحة ) عن جعفر بن عمرو الضمري قال :
(خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار ،فلما قدمنا حمص ،قال لي عبيد الله بن عدي :هل لك في وحشي نسأله عن قتل حمزة ؟قلت نعم . وكان وحشي يسكن حمص ، فسألنا عنه ،فقيل لنا : هو ذاك في ظل قصره كأنه حميت .قال :فجئنا حتى وقفنا عليه بيسير،فسلمنا،فرد السلام ،قال عبيد الله متجر بعمامته ما يرى وحشي إلا عينه ورجليه فقال عبيد الله يا وحشي أتعرفني ؟ قال : فنظر إليه ثم قال :لا والله قال ، إلا أني أعلم أن عدي بن الخيار تزوج إمرأة
يقال لها أم قتال بنت أبي العاص ، فولدت له غلاما بمكة فكنت استرضع له ، فحملت ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه ، فلكأني نضرت إلى قدميك . قال : فكشف عبيد الله عن وجهه فقال : ألا تخبرنا بقتل حمزة قال : نعم ، إن حمزة قتل طعمية بن عدي بن الخيار ببدر فقال لي مولاي جبير بن مطعم :إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر . قال : فلما أن خرج الناس عام عينين ، وعينين جبل بحيال أحد ، بينهما واد - خرجت مع الناس إلى القتال ، فلما اصطفوا للقتال خرج سباع فقال : هل من مبارزة ؟ قال : فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب فقال : يا سباع ، يا أبن أم أنمار مقطعة البظور ، اتحاد الله ورسوله ؟ قال ثم شد عليه ، فكان كأمس الذاهب قال وكمنت لحمزة تحت صخرة ، فلما دنى مني رميته بحربتي في ثنّته حتى خرجت من بين وركيه ، قال : فكان ذاك العهد به . فلما رجع الناس رجعت معهم فأقمت بمكة حتى فشا فيها الإسلام ثم خرجت إلى الطائف فأرسلوا إلى رسول الله رسلاُ ، فقيل لي : إنه لا يهيج الرسل ، قال : فخرجت معهم حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رآني قال لي : أنت وحشي ؟ قلت نعم . قال أنت قتلت حمزة ؟ قلت : قد كان من الأمر ما بلغك . قال : فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني ؟ قال : فخرجت . فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج مسيلمة الكذاب قلت لأخرجن لعلي أقتله فأكافئ به حمزة قال : فخرجت مع الناس فكان من أمره ما كان قال : فإذا رجل قائم في ثلمد جدار كأنه جمل أورق ثائر الرأس ، قال : فرميته بحربتي . فوضعتها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه . قال ووثب رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته قال : قال عبد الله بن الفضل : فأخبرني سليمان بن يسار أنه سمع عبد الله بن عمر يقول (( فقالت جاريه على ظهر بيت : وا أمير المؤمنين قتله العبد الأسود )) .
قلت : الذي امر وحشي بقتل حمزة هو ( جبير بن مطعم ) حيث كان وحشي مولى لجبير , فقال جبير لحبشي : إن قتلت حمزة فأنت حر .
( أكذوبة الروافض أن هند أكلة كبد حمزة )
يستشهدوا الرافضة بحديث ابن مسعود في وصف معركة احد حيث قال ابن مسعود في حديثة : فنظروا : فإذا حمزة قد بقر بطنة , واخذت هند كبدة فلاكتها فلم تستطع أن تأكلها .
قلت : اخرجه الواقدي وابن اسحاق والحديث ( ضعيف ) لإنقطاع سنده ونكارة متنه , فإن في سندة الشعبي , والشعبي لم يسمع من ابن مسعود , قال ابن ابي حاتم في ( المراسيل ) (133) : سمعت ابي يقول : لم يسمع الشعبي من عبدالله بن مسعود .
وقال الهيثمي في ( المجمع ) ( 6/122) : رواه احمد وفية عطاء بن السائب وقد اختلط .
وهذا الحديث فية علتان : الإنقطاع والإختلاط .
ومن عجائب مراوغة الرافضة انهم يكفرون كل الصحابة , فكيف يستشهدون بحديث ابن مسعود ( المنقطع ) وابن مسعود عندهم كافر !
ومن فضائل هند بنت عتبه شرف الرؤيا والصحبة وأم كاتب الوحي , قال النووي في ( شرح صحيح مسلم ) (7/55) : وفضيلة الصحبة ولو لحظة لا يوازيها عمل ولا تنال درجتها بشيء .
وأخرج ابن عساكر ( 12/312) : أنها لما اسلمت جعلت تضرب صنمها في بيتها بالقدوم فلذة فلذة وهي تقول : كنا منك في غرور .
وكذلك اخرج ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) (12/311) عن ابي هريرة قال : رأيت هند في مكة وكأن وجهها فلقة قمر .
ومن فضائلها ما اخرجه مسلم في ( صحيحة ) عن ابي هريرة عن النبي ـ علية الصلاة والسلام ـ : نساء قريش خير نساء ركبن الإبل أحناه على الطفل وارعاه على زوج في ذات يده .
وهذه البيان كي يتضح لكل عاقل اكاذيب الروافض وحقدهم على بني امية ونشر هذه الأكاذيب في كتب التاريخ . واعلم رحمك الله أن في كتب التاريخ الرطب واليابس والصحيح والضعيف , فيجب التأكد من صحة الأخبار التي يذكرها أهل التاريخ وذلك لأن أغلب اهل التاريخ لايميزون بين الصحيح والسقيم فيذكرون في مصنفاتهم الأخبار الموضوعه والأحاديث المنكرة , ولهذا وجب على الباحث ان يغرف من علم اصول الحديث و الجرح والتعديل , كي يتسنى له التمييز بين السقيم والصحيح وخاصة في مسائل التاريخ لكثرة الروايات الضعيفة .
وأعيد لكل باحث في الأنساب والتاريخ يجب عليه ان يعلم ( اصول الحديث والجرح والتعديل ) كي يميز بين الصحيح والسقيم , وعلم الحديث فضله مشهور وكفاهم انهم (( حراس العلوم )) .
قال سفيان الثوري كما في ( شرف أصحاب الحديث ) (80) للبغدادي :
" الملائكة حراس السماء ، وأصحاب الحديث حراس الأرض" .
قلت : حراس الارض لأنهم يبينوا الصحيح من السقيم من الأخبار .
وقال الامام احمد كما في ( العلل ) (90) للخلال : أهل الحديث أفضل من تكلم بالعلم .
وفي الختام وأسأل الله ان يجعل هذه الرسالة في الذب عن عرض الصحابية الجليلة هند بنت عتبة ـ رضي الله عنها ـ في ميزان حسناتي يوم القيامة .
كتبه :
أحمد بن سليمان ابوبكرة الترباني
|
|
|