لا إله إلا الله علام الغيوب ، الخالق الماجد المتين ذو القوى له الملك والأمر والسلطان ، يعلم مايكون وعلم ما كان ، إليه يرجع أمر الدنيا والأخرة ومابينهما ، قدر المقادير وسبب الأسباب .. له الحمد كما بعث فينا النبي المجتبى والهادي المقتدى عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم بأكمل دين ، وأنبل رسالة ، وأطهر شرع وخير نبراس وأقوم ملة ... فأوصاه ووصى أمته على لسانه بلزوم الجماعة والطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر ،، والتمسك بالمنهج القويم وحبل الله المتين ، فليس بغيرهما سلامة مما سبق في علمه ومضى في مقاديره من الفتن ... ولطالما أشارات المناذير والمحاذير على اللسان النبوي الشريف الصادق المصدوق عما وقع وسيقع من المحن الماحقة والفتن الحالكة الذاهلة فكانت الوصفة النبوية للنجاة من كل ذاك هي لزوم الجماعة والسمع والطاعة في أحسن وصف وأبلغ تصوير ، مشتملةً على شروط لنزع اليد بما يعيه ذوي العلم الخلص الربانيون ، مقيدةً بأقصى الضمانات .. وأسلك سبل السلامة والنجاة وحفظ الخمس الضروريات ...
واليوم كما لايخفى على مدرك ، ولايغيب عن بصيرة موفق .. أنهمار الفتن من مقارع المحن فهدرت سيول الويلات والغي ، فتلقاها الذين رضاهم بأعطائهم وبمنعهم السواخط المدلهمات ، فعبوا كالضامي الهجير ، ونهلوا نهل الغازي للمغنم ، وكان بعض سلاطين أوائل هذا القرن إرهاصاً لكل هذا .. ومنذ هم بدئت الفتن واندعت الملاحم ، وتكالب الناس على حطام الدنيا ، مقفين ظهورهم للشرع الحنيف وحملته من الربانيين ، وهذه هي الثمار اليوم تجنى ، والألام آن حصادها ..............!!
وهذه البلاد قيض الله لها ولاةً صالحين مصلحين .. ليسوا ملائكةً معصومون ، يأزرهم علماء ربانيون مجاهدون وهم كذاك ليسوا أنبياء بالوحي مؤيدون فلم يزل الناس بخير وعافية ..
فأبتلينا بتكالب أقطاب الأرض من الداخل والخارج ، وجائتنا الطعنات من أبناء جلدتنا وما كان يفترض أنهم إخوان ملتنا ، فتحقق على أيديهم ما عجزت وتعجز عنه ملل الكفر والطغيان كافة فعاثوا ولاثوا وافسدوا مازعم ساعيهم بإصلاحه ... ومكنوا للصليب درباً سالكاً وثغرةً عراء ، فلا حيلة لا .. ولا عزاء !!
فلم نفق إلا على صيحات الماديين ، وخوافق الظلاميين والمتظالمين التغريبيين التقليديين ،طلاب الفتن وأذرعة الشر مناديب الأبالسة ، قتلة الفضيلة والقيم والوطنية ووحدة الصف ...
فزعموا الإصلاح وبذل الإستصلاح .. فهبت أبواق الويل والفرقة (ثورة حنين) الأثمة المدلسة والملبسة المدنسة لكل فضيلة ، فأذاعوا الكذب وأمتهنوا المبالغات ... وأشاعوا المهيجات وضربوا على بعض أوتار المجتمع المنجرف للمدنية البغيضة ... والماديات الزائلة لا محالة بسبب سوء مخطاطاتهم ، وإنحراف غاياتهم وتشوه مقاصدهم , وغباء تقليدهم , وعجز تقلدهم .
ولكن كما غاب عنهم الحق والمنهج القويم .. غابت عنهم قوة بلاد الحرمين الشريفين وتماسك أطرافها .. وترابط ولاتها وولاياتها وشعبها الواعي بجد لما يدور حوله وفيه .. غيبهم الطمع والغي عن رسوخ الحاكمية الشرعية لأبن سعود ، ونفوذ سلطانه الشرعي الوسطي القويم ,, وتمتعه بنسيج مجتمع قبلي متين .. يعرف حق المعرفة ما يحاك في الخفى ، ويحسن النظر جيداً لبواطن الأمور ، يحيل أختراق تركيبته المتوازنة من ضروب المستحيل وبثوابت لا تقبل المزايدة .. مهما بدى للرائي وتصور من البساطة الفكرية أو المادية ، فمن هذه البساطة تنبع القوة والإخلاص ، وتلاحم الإنتماء ، والتفاني الوطني والعقدي .
إذاً ليخسئ الشواذ المقلدون ... وليخرس المزايدون وأبواق الفتنة والتغريب والتخريب ، وليحذر حمير الصفوية من مقبرة البحر الأحمر ...
فكلنا للوطن ووحدته فداء وإن عدنا للبن والتمر .. وكل بني وائل وربيعة قاطبة تروس دون ولي أمرها وأمر المسلمين وإن تكالبت أطراف الأرض قاطبة .
محمد الصلال العنزي
1 ربيع الأخر 1432هـ