قصيدة الشيخة : للشيخ مشعان بن هذال ( جمع وشرح وترتيب )

اعداد :الشاعر نايف عقيلي المجلاد

منقولة من منتديات قبيلة الدهامشة


مقدمة:
يقول العرب الشعر ديوان العرب وهو كذالك لأنه يحفظ مآثرهم وتاريخهم وبطولاتهم وهو رسالة إعلامهم ، وشاهد على حياتهم بكل ألوانها وأطيافها، وهو كذالك ناقل لإخبارهم ومبلغ لأحداثهم
وأمامنا نموذج واضح لذلك، وهو قصيدة الشيخ / مشعان بن هذال والمسماة ( الشيخة ) والتي شاع ذكرها
وعلا شانها لما فيها من الحماس والفخر والعزة , وهي بلا شك من القصائد الخالدة
والتي تعتبر من معلقات الشعر الشعبي وعيونه ,ودرره الفريدة.
ونظراً لأهمية هذه القصيدة وشهرتها ولوجودها في أكثر من موقع ومصدر أحببت إن أساهم
بما يحافظ على هذه القصيدة النادرة من حيث ترتيبها وشرحها وتلافي بعض الملاحظات في
طريقة كتابتها وصياغتها في كثير من المصادر التي وردت بها, حيث صاحبها كثير من الخلل
في ترتيب أبياتها وحذف البعض منها وتغيير بعض كلماتها ، حيث عملت جاهدا على تصحيحها
وترتيبها وشرحها شرحاً وافياً وذلك بحدود استطاعتي وأرجو التوفيق من الله في ذلك.

التعريف بالشاعر: هو الشيخ / مشعان بن مغيليث بن منديل بن هذال . وآل هذال (أخوات بتلا) هم شيوخ قبيلة عنزة
وهم من الحبلان من الجبل من العمارات من بشر من عنزة .
وشاعرنا هو فارس شجاع وبطل من إبطال قبيلة عنزة ورمز من رموزها الخالدة ومن ابرع الشعراء وأقدرهم على صياغة ألقصيده ,كما إن هذه ألقصيده قد اكتسبت شهرتها من علو مكانة قائلها ، بالإضافة لجودتها وموافقة القول فيها للفعل . وقد عاصر الشيخ مشعان الإمام تركي بن عبدا لله آل سعود وابنة الإمام فيصل بن تركي (رحمهم الله جميعا) وتوفي في عام (1240)هـ ، حيث ذكرت عدة مصادر ظروف وفاته( رحمه الله )ومختصرها :

اجتمعت لحربة قبيلة مطير بقيادة فيصل الدويش وابن مضيان من حرب وجمع كبير من عسكر الأتراك والمغاربة ، وبعد قتال شديد حلت الهزيمة بالدويش وأعوانة وانهزموا من مكان المعركة, وغنم منهم العمارات بقيادة مشعان بن هذال غنائم كثيرة, وبعد الهزيمة اخذ فرسان العمارات وعلى رأسهم مشعان يطاردون فلول العسكر المنهزمة بعد قتل قائدهم (البقيشي) حيث أصاب احد الأتراك المنهزمين الشيخ مشعان ببندقيته وهي على كتفه وتوفي رحمه الله ودفن بالقرب من الشماسية في مكان يعرف( بخل مشعان) .

مناسبة القصيدة وظروفها:
بعد إن نزح جزء كبير من العمارات بقيادة الشيخ مشعان بن هذال إلى الشمال بحدود عام( 1238) وتركهم لديارهم في نجد وجدت بعض القبائل فرصتها للنزول في تلك الديار, وكان الوضع في نجد مضطربا ويتنازع السلطة فيها عدة أطراف وفيها صراعات مختلفة . وكان حاكم الإحساء في زمانه ماجد بن عريعر شيخ بني خالد قد تضايق من وجود هذه القبائل في مناطق القصيم وعلى حدود الإحساء , وأرسل إلى صديقه مشعان بن هذال يستفزعه على هذه القبائل ويبين أنها استحلت مواطن عنزة بعد نزوحها ,وخصوصا قبائل(حرب ومطير) وكذالك مضايقتها لمن بقي من عنزة في نجد حيث إن العمارات هم أخر من هاجر من نجد بعد موجات النزوح المتتالية من قبل عنزة , بسبب القحط والجدب والسنين العجاف التي مرت بها نجد حيث وجدوا بارتحالهم شمالاً مناطق الرعي الخصبة والمياه الوافرة .
أما قصيدة الشاعر محمد بن عثمان الزناتي التويجري : التي يقول عنها الرواة أنها أرسلت لشيخ مشعان بن هذال مع كتاب ماجد بن عريعر فهذا القول غير صحيح حيث أنها قيلت في مرحله تلت مرحلة مشعان بن هذال حيث يقول التويجري (الزناتي ):




هذي ألقصيده قالها التويجري بعد وفاة الشيخ مشعان( رحمه الله) بأكثر من 30عام حيث قالها عندما رحل جميع العمارات من نجد وآخرهم الدهامشة حيث ذكر بالقصيدة ( قاعد بوسط القبر) والمقصود فيه هو الشيخ قاعد بن مجلاد شيخ قبيلة الدهامشة الذي ذكرت مصادر التاريخ بأنه اشترك في موقعه بقعاء الشهيرة عام 1257 أي بعد وفاة مشعان بأكثر من 17 عام كما أن الشاعر المذكور كان من أصدقاء الشيخ برجس بن قاعد بن مجلاد (غدير الموت) والذي كان صغيرا في عهد مشعان وهو الذي يقول فيه :



وقد قال قصيدته التي ينخى فيها العمارات بعد نزوح الشيخ /برجس بقبيلة الدهامشة من الاسياح إلى الشمال بحدود عام 1278هـ وهذا ما يؤكد بان هذه ألقصيده قيلت بعد مده زمنية طويلة بعد وفاة الشيخ مشعان بن هذال رحمه الله .
وكان قد سبق هذه ألقصيده قصائد أخرى للشيخ مشعان يبين سبب نزوحه عن نجد ويتوعد بالعودة ، وهذه قصيدة قالها الشيخ مشعان عندما بلغه أن أحد شيوخ حرب قال ( والله ما راح تشوف عين مشعان نثيله وجاره) (الوجار) مكان عمل القهوة :



وفعلا أوفى بما وعد به وعاد إليها وفر من كان بها .
وهناك قصائد أخرى قالها مشعان يصف بها معركة حصلت عند جبال ابانات المشهورة بعد عودته إلى نجد حيث انتصر بهذه المعركة وهذه المعركة لم تتضمنها الشيخة وذالك لكونها حصلت فيما بعد حيث كان قد توعد بقصيدته الشيخة انه سياتي لابانات وفعلا حصل ذالك :



وهناك العديد من القصائد حول نفس الموضوع لا يتسع المجال لذكرها ، كما انه تم ذكر عدة مواقع ومعارك أخرى بالقصيدة على مطير بالصمان حول الثمامي وكذالك على الظفير في معركة الدجاني المشهوره.
ومما يجدر ذكره إن الشيخ مشعان الهذال خاض جميع هذه المعارك وحقق انتصارات ساحقه بالعمارات وليس كل العمارات كذالك ويذكر بالمصادر انهم (عنزة) , فلو اجتمعت كل العمارات لتضاعفت القوه بشكل كبير ولو اضيفت لهم بعض قبائل عنزة فكيف سيكون الأمر؟!!! مع العلم بان أخر من هاجر من نجد لاحقا هم العمارات وآخر من هاجر من العمارات قبيلة الدهامشة الذين بقوا بنجد بعد رحيل العمارات بحوالي عشرين عاما, حيث إن الفارس الشجاع الشيخ / برجس بن مجلاد (غدير الموت) عندما راى فرسان عنزة عند التقائة ومشاركة لهم بأحد المعارك بهم بالشمال قال : (اثريني اقاتل بنجد لحالي). !!!!

القصيدة(الشيخة)




شرح أبيات القصيدة:
2.1يبدا الشيخ مشعان قصيدة بطلب الله سبحانة وتعالى إن يكون ماقدره فيه الصالح حيث انه المتصرف بالاقدار والمعتني بالخلق وهذا شعور ديني واضح في كل قصائده حيث يبدأها بذكر الله سبحانه وتعالى .
3-يبين انه لم ينم ليلة وهو قلق , وقلبه يتوقد من الالم (كنه فوق حامي المجامير)
4-يوضح سبب قلقه بانه وصول الاخبار اليه بان نجد ديرته استولى عليها الاجانب
واصحاب البقر (الفلاليح)
7,6,5,: يوضح بهذا الابيات إن ذالك حصل بعد ما كان قبيلة (عنزة) حامينها ولا احد يستطيع إن يقترب منها وهم المتصرفون بامورها (نامر وننهى ونحمي الجار ونجير).
8- يوكد الشيخ مشعان في هذا البيت بانه سياتي لنجد وبالتحديد لابنات وهي مواقع جبال معروفه غرب الرس بحدود 50كم , وعلى وجه السرعه عبر اسلاف غفيرة وجموع كبيرةو(السلف ) هم اصحاب الخيول والجيوش التي تكون بمقدمة الظعاين , من الفرسان وحاملي السلاح ، وجبال أبانات ذكرت في كثير من الشعر والوقائع وهما معالم كبيرة في نجد وهما أبانان (أبان الأحمر) و (أبان الأسمر) ويفصل بينهما وادي الرمة المعروف ..
تقول الشاعرة مويضي الدهلوية في زوجها الشيخ جديع بن هذال :

مودع على المطران كدرا عجاجه
............................... هجيجهم ما بين أبانات واسـواج

ويقول الشاعر ابن سبيل :

يوم الركايب عقبن خشم أبانات
................................ذكرت ملهوف الحشا من عنايه

10,9 يؤكد بان هذه الاسلاف بعيدات المغازي والاسفار ويقطعن القفار والبراري ويفاجئن الاعداء بالاغاره سرا وجهارا , وهن سريعات في حالة تحركهن 0
11 - ويبين بان هذه القوة الضاربة اصبح لها ملك ومنازل حول (سنجار) وسنجار هو جبل مشهور في جزيرة شمر بالعراق قرب الموصل : يقول الشيخ ساجر الرفدي :

من حد حال لين سنجار والدير
................................... كم خيرن بارما حنا جادعينـه

كذالك تنزل هذه الاسلاف والظعاين حول (نهر الخابور) وهو نهر ينبع من جنوب شرق تركيا ويتجه جنوبا إلى سوريه شمال الحسكه , ويصب بالفرات قرب الميادين بطول 320كم حيث مزارع الحنطه والمراعي الوفيره
يقول الشاعر عوده بن زله الصقري:

البعد والخابور ماهو لنـا جـد
................................... الـجد وايـــل والــمنـازل نزلنـاه
لا يذرب الرجال بعده ليا مـد
................................... ياكل قفر غيره ويرجع على ماه
لوالغلا بالقلب وسم على الخـد
.................................. والله مع الويلان ياغيـر تلقـاه

12- وكذلك يصلن إلى مدينة (الزور) وهي مدينة بشرق سورية على الفرات تمتاز بالمراعي والبساتين ويعبرن الفرات وانهاره عبر (البطين )وهو موقع بسوريا على نهر الفرات وكذالك( الرها ) وهي مدينه تقع بشمال غرب سوريا بالجزيره الفراتية ، (معابير ) وهي أماكن عبور النهر
13- يذكر يأنهن نزلن منطقه (الشنبل) وهي منطقة حمص وحماه في سوريا ريفها وباديتها وسميت بالشنبل لان اهلها يكتالون الحب بأداة تسمى الشنبل وهي 12 مد من القمح أو الشعير ،ويذكر أنهن جعلن العاصي يطيع بسهوله كناية عن قوتهم 0
14- كتّن أي احدرن والحاوي جانب النهر وهن بطريقهن يأخذن (الخاوه ) او الخفاره بكل تدبر وهي مايدفعه اهل المدن او البوادي نظير حمايتهم ، وهذا مما يدل غلبة وسطوة عنزة في كل موقع يصلون اليه0
15- ثم عبرن الشط واخذن يسرحن ويمرحن فوق التلال الخصبة والمراعي الوافره0
16-حطن أي انزلن في منطقة( السلمان) وهي منطقة جنوب العراق قرب حدود السعودية وهي منطقة فيها موارد مياه ومراعي خصبة ,ويذكر بانهن وقت نزول الامطار اى في بداية فصل الشتاء.
17- ثم يذكر إن هذه الظعاين اكتالن من( شثاثا) أي تزودن بالارزاق وشثاثا وهي بلدة تقع قرب كربلاء بحدود 70كم وتسمى (عين التمر ) لكثرة التمور تمتاز بوفرة المياة والعيون والبساتين , ويذكر أن هذه الظعيان ( اقحطن به بالاسعار ) اي زادات اسعار المواد بسبب كثرة الكميات التي اشترتها هذه الجموع الغفيرة لكثرتها 0
يقول مشعان في قصيدة اخرى:

ماكولها تمرة شثاثا إلى الديـر
...................................... وشربه حليب مبرد في صحونه

ويقول مسعود عبد بن هذال:

ادنى منازلهم شثاثا ولملـوم
..................................... واقصى منازلهم ودي النعامي

ولملوم هو المقصود شعيب الابيض بشمال المملكه لان كل الاودية تصب فيه (يلمها) وينطلق من حدود حزم الجلاميد ويصب بالعراق
18- بعد ذالك يواصل الشيخ مشعان مسيرة هذه الظعاين ويقول انهن اتجهن جنوبا إلى السهول والمناطق الرعوية الخصبة ( الخطايط والاقفار) التي لايوجد بها احد سوى اجوال الحباري (المختبئه)
19- ثم يوضح في هذا البيت بانهن راجن على رجم( الهيازع) وهو رجم مشهور جنوب شرق لينه وكذالك( سنار ) موقع جبل مشهور بالمحوى جنوب شرق لينه , ولينه بلده معروفه جنوب محافظة رفحاء وهي بلده تاريخيه على طريق الحاج القديم وفيها موارد مياه تاريخيه وكانت مركزاً للتجارة قديماً ، وكذالك خضرا مورد مياه على نفس الطريق .
يقول الشاعر سليمان اليمني( شاعر الشيخ / ساجر)

صبح اربعه من جو خضرا شربنا *** تشاوروا بالراي صلبين الاشوار
والصبح من فوق الركايب ركبنا *** ومرن على رجم الهيازع وسنـار

20- ويذكر في هذا البيت أنهم أقاموا في فيضة الحيرا وهي فيضة معروفة قرب لينة وأخرى قرب محافظة رفحاء ، والأقرب للظن أنها الأولى حيث تبادلوا الرأي والمشورة فيها ، وبعدها اتجهوا شرقاً على قب الأمهار 0
21- يذكر الشيخ مشعان بأنهن اتجهن إلى (البشوك) وهي موارد مياه بلغف النفود غرب شعيب حفر الباطن ويذكر هنا انهن غنمن كثير من الابل( المغاتير) بعد إن ثار عج الخيل فيها كنايه عن الهجوم
22- يذكر بهذا البيت بان هؤلاء القوم والابطال اغارو على العربان التي ترد على مورد مياه (الدجاني) وهم بالتحديد من قبيلة الظفير ، والدجاني مورد ماء في شعيب الدجاني الذي يصب في شعيب حفرالباطن من الشرق من موارد الصمان حيث جرت فيه معركه مشهوره اشار لها الشيخ مشعان بن هذال وذالك سنه 1239هـ بين العمارات بقيادته والظفير وانتصر فيها مشعان وقتل اعداد كثيرة وغنم حلالا وسيطروا عليها بحيث اصبح فرسان الويلان وكانهم يبحثون عن ذواهبهم( المداوير).
23 - ذكر هنا نتيجه المعركه السابقه بمقتل ابا اذراع وهو شيخ فخذ الصمده من الظفير وذكر هنا انه اخذوا حلالا وابلا كثيرة من الظفير بالتحديد من فخذي( المحمره والمسامير ) من الظفير
24- يذكر الشيخ مشعان بانها كسيره عظيمه أي (هزيمه ) لم يذكر مثلها من قبل حيث إن غنائمها من الخيل والابل كثيرة جدا (فيها القلايع مثل روس الخنازير)
25- ثم تواصل هذه الظعاين مسيرها بحيث أنها حطت الثمامي وهو مورد مياه بالصمان ويصب بشعيب الباطن من الشرق حول ام عشر وبه اغاروا على قبيلة مطير كالأعاصير السريعة في هجمات خاطفة 0
26- وهنا يوضح أنه يريد أن يحل بهم كهذه الهزائم ويقتل من نوادر رجالهم ويكسب من ابلهم (الخواوير)0
28.27بعد ذكر المناطق والامصار اللتي استوطنتها او مرت بها هذهِِِ الظعاين وكذلك الجولات المختلفه بين الامصار والديار وكذلك ذكر المعارك والغارات التي سبقت وصول رسالة الشيخ ابن عريعر ,يعود ليوضح بان الحركه مستمره على ظهور الخيل الاصيله والابل النجيبه (الزرفات) بين مناطق الرعي الخصبه والمباه الوفيره (غوطة الفيحاءو قشله الدير) يوضح هنا بعد وصفه للحالات السابقة بأنهم يجولون على قب الامهار بكل حرية ويفرضون الخوة بالسيوف الشطيرة, والزرفات هي الخيل الاصيله وكذلك الابل الجميله المنظر البهيه
يقول الشاعر داني المطوطح :

شالوا على الزرفات زينات الاولام *** مع السلآمه يـآ حمـاة الونيـات

وذلك عندما رحل الدهامشه من نجد.
ويقول الشيخ سعدون العواجي:

ان كان ابن فرهود يطلـب لقانـا *** جينا على الزرفات خيل الصحابه.

31,30.29-يذكر هنا بأنهم كانوا على هذه الحالة حتى جائتهم رسالة من الشيخ ماجد بن عريعر حاكم الإحساء ويذكر فيها بأن ديار العمارات بنجد تم الاستيلاء عليها من قبل بعض القبائل ويطلب المساعدة لطردهم ، ومحيف على البيض المقصود به المحافظ عليه بحيث لا يستطيع احد الاقتراب منه ، حيث كان الشيخ ابن عريعر شيخ بني خالد حاكمأً مهاب الجانب وذا سطوه بالغه (والمناعير )هم الرجال الذين لا يقبلون الضيم.
34.33.32-هنا يذكر في هذه الابيات بأنهم جاؤا كالسيل الهادر ملبين نداء الشيخ ماجد بن عريعر ,حتى هربت عنهُ القبايل وتفرقت عن طريقهم ,ويذكر بأنهم اولاد عمٌٌٌ للشيخ ماجد وبني خالد وهو يجلهُ ويقدره وهم رفاقه وليسوا بجيران بل هم اكثر من ذالك ونحن واياه نحمي الجار ونجير غيرنا ويحدد هنا مدى علاقتهم الوثيقه ببني خالد وشيخهم اب عريعر .
38,37.36.35-في هذه الابيات يفخر الشيخ مشعان بقبيلته بني وايل ويعدد مناقبهم وصفاتهم الحميده ,ويذكر بأنهم اصحاب رأي سديد وهم شجعان واصحاب بطولات وان جموعهم تهزم الاعداء وتتركهم طعام للسباع والطيور الجائعه .
39-يتساءل هنا عن الذي ضاعت بصيرته وتجرأ على ديار عنزه ويذكره بأنهُ جاءوه من ديار بعيده ويبحثون عنهُ (جيناك حوله من شثاثا وابا القير).
ابا القير :مورد مياه بالقرب من شثاثا يقول الشاعر..

وردت ثميل وابا القير *** وتبدع بالشط إحسيـه

41,40- ويذكر هنا الشيخ مشعان بأنهم صاحو عليهم أي هجمو عليهم حتى فرو عن الديار والمقصود هنا القبايل اللتي تعدت على ديار عنزه و انهم اجبروهم على الفرار ويذكر انهم لم يجدوهم بالديار وان بعضهم تحصن بجبال الحره الوعره والتي التجأ اليها لتحميه من سطوة اولاد وايل .
44,43.42-يوضح هنا محبته لنجد ويقول لولا محبتي لك يانجد لم افعل كل ذالك ولم اشغل نفسي ولم آتِِِِِِِِِ إليك من هذه المسافات ,وعسى ان يكون خاتمة ذلك خيراًًًََ .
45-يبين هنا سبب ذهابهم عن نجد هو الجوع والدهر الذي حل بنجد فأصحبت طارده لمن يسكن بها ولديه المقدره على الذهاب ومشاركة الآخرين مالديهم.
48,47,46-يصف هنا تجوالهم في رحلتهم خارج نجد بحثاًًََ عن المراعي والمياه وذلك على ظهور الابل و صهوات الجياد ويذكر بأن نتيجة ذلك ان اكتنزت ظهور ابلهم بالشحم .
49- يقول هنا قد اعتضنا اعن نجد التي جار عليها الدهر بلآداًًََ تعيش فيها الفقراء (المفاقير) وهذهِِِِ البلآد تسمى ديد العسل (وهي سوريا وضفاف نهر الفرات)وسميت بذلك لكثرة خيراتها ووفره مراعيها وجودة بساتينها ومياهها العذبه.
50-يشبه الشيخ مشعان هذه الديار بالناقه المسوح أي التي تدر بمجرد لمسها.
كنايه عن كثرة خيراتها ومراعيها المريه.
51-وهذه الديار حتى في فصل الصيف توجد بها مياه وانهار وغدران لا تنضب ويوجد بها الارزاق الاخرى( كالتمن )وهو الرز و(الجواخير )هي اماكن خزن حبوب .
53,52-يختم الشيخ مشعان قصيدة بالصلآه على النبي صلى الله عليه وسلم كما بدأها بذكر الله سبحانه وتعالى وهذهََََ سمه واضحه في شعره تدل على ايمان عميق وشعور ديني واضح .
خاتمه:
وبعد هذا ما استطعت توضيحه وكتابته حول هذهِِ القصيدة التي تتعتبر من عيون الشعر الخالده والتي تدلُُُ بشكل واضح على ماتتمتع بهَِِِ قبيله عنزه من العزه والشموخ اينما حلت واينما وجدت كما تدل ُُ على عظمة وشهامة الشيخ مشعان الهذال رحمه الله وفزعتهِِ ونصرته لأصدقائه وسمو اخلآقه وشعوره الديني مما ينفي ما قاله بعض المؤرخين مثل (ابن بشر) الذين يرمون كل من خالفهم بعدم الايمان,كما تدل هذهِِِ القصيده بشكلٍٍٍٍِِِِ دقيق على ان ما نسب للشيخ مشعان من قصائد اخرى ليست صحيحه الا ما وافق منها هذهِِ الاخلاق الحميده والمكانـه العاليه والمميزه لهُُ رحمه الله مثل القصيدة التي مطلعها ( هنيت منهو ما سرى الليل حشاش = عقب العيا يصبر على كل منقود ) هذه ليست للشيخ مشعان ولا تليق بمقامه ، وكذلك غيرها من القصائد المشابهه .


وتقبلوا تحيات الشـاعـر / نـــآيـــف المجـــلآد ,,,