قلت آه لو قول آه يجمع عمامـــه - اللي وراء سنجار يسمع عياطـي
اللي مقادمهم رجال الندامــــــــه - أهل شمات وبرع وريح الشواطي
يا حيف يا خطو الغلام الفدامه - ما يروح العطبه وريح الشواطـي
يرعى كما يرعى الجمل من رمامه - ويبرك على النمله وسيع الاباطي
يا دهام يا صياد فرخ النعامــــــــه - توكر على دسم العلف بالرباطــي
ليا ضربت الراس تنثر عظامــــه - يا مودع ريش الحباري شطاطـي
يا دهام دونك مرقدي ذق منامــــه - جنة نعيم بين شط وشاطـــــــــي
عند الشيوخ مزودين الكرامـــــــه - لاهبت النكبه بليالي شباطــــــــي
كم حايل جاها البلا من سنامـــــــه - تذبح لدسمين الشوارب تلاطــــي
وكم منسف يركز وحطوا ايدامــه - ان صكوا البيبان حمر الحناطـــي
فرحان هو فرحان ساس الشهامه - وعبدالكريم أطيب أساميه غاطـي
يا ما عطوا ويا امعطو من جهامـــــه - صوارم فتخان الايدي سواطــــي
نافوا على بيت الشعر والعمامـــه - بعطي الركاب والمهار المعاطـي
وان ثار من عج السبايا كتامـــــه - والجو به غبرةِ سواة الغطاطـي
نعمين لاجت خيلهم بالتمامـــــــه - حمرٍ وصفرٍ لونهن بغتلاطـــــــي
وحنا واياهم من قديمٍ رحامـــــه - سلقا وسنجاره بنات العلاطـــــي
هذه قصيدة للشاعر سليمان اليمني المضياني رحمه الله قالهاَ فى حق الشيخ عبدالكريم الجربا عندما سأله الشيخ دهام بن قعيشيش عن سبب مجاورته للجربا طول هذه المده وما الى ذلك من أمور كان يستنكرها ابن قعيشيش على الشاعر وقتها وسليمان اليمني حاله كحال غيره من المقيمين والمجاورين للشيخ عبدالكريم الجربا كعادة العرب في ذلك الوقت ولنا أن نقول أولاَ: واضح من سياق القصيدة أنها جائت رداَ على إستفسار من الشيخ دهام عن سبب طول هذا الجوار وانها قيلت بنفس المجلس على سبيل الحوار لاأكثر ولاأقل لا كما قيل في بعض الروايات المتهافته المكذوبة أنها بسبب الغدر والخيانة التى صدرت من الشيخ عبدالكريم بحق غيره ممن جاوره؟ ولكن كما قيل: من لايقرأ المقدمات يفاجأ بالنتائج؟ بدليل أن اليمني في قصيدته كذب تلك المقدمات للقصة المتهافته التى تقول أن القصيدة ماهي إلا إنذار وتحذير للشيخ دهام من مجاورته للشيخ عبدالكريم ثانياَ: ممايدل على كذب هذه الرواية وبطلان صحتها هي ذكر الصفات الحميدة للشيخ عبدالكريم الجربا التي جائت على لسان الشاعر ولجيرته الطيبة وكرمه المشهور المعروف عنه في سيرته فلا يمكن بحال من الأحوال أن القصيدة فيها من الغمز واللمز بحق الشيخ عبدالكريم الجربا لبيان غدره وخيانته كما يصوره البعض من قاصري النظر وعديمي المعرفة! فالذي يريد أن ينذر شخصاَ ويحذره من مجاورة شخصاَ اَخر لايعدد مكارم الشخص المضيف أوصفاته الطيبة الحميدة المحببه للنفوس فهذه من البديهيات التى لايخالفها إلا من ليس له ذرة من عقل؟ فهل يعقل أن من يريد أن يذم رجلاَ ويذكر سوء أخلاقه أن يمدحه ويثني عليه بكل محاسنه وصفاته التى تستهوي القلوب؟! والأدهى من هذا أنهم يقولوا أن الشاعر أراد عكس ماقال تماماَ فسبحان الله ماهذا الكلام الفارغ هل الشيخ دهام يعلم مافي النفوس؟! ثالثاَ: يبدوا لي أن سليمان اليمني قال هذه القصيدة مرتجلاَ مباشرةَ وبحضور الشيخين عبدالكريم ودهام في نفس المجلس وعلى أريحيته لا على ناقته كما يشاع ويقال؟ وذكره لفرحان أخ الشيخ عبدالكريم مما يثبت أنها قصيدة ثناء بحقهما وليست ذم وتحذير وإلا ماعلاقة ذكر الشيخ فرحان إذا كان المقصود هو الشيخ عبدالكريم بالمقام الأول دون غيره؟! رابعاَ: اما مايُذكر ان الشيخ ساجرالرفدي هو من بعث سليمان اليمني لينذر الشيخ دهام بن قعيشيش من مجاورة الشيخ عبدالكريم الجربا كما ذكرنا هو قول مكذوب منحول لا اساس له من الصحة إطلاقاَ؟! فهي رواية مكذوبة متهافته ظهرت على لسان العامة بدليل أنهم لم يذكروا ماهية هذه الخيانه والغدر على وجه التحديد! فهناك رواية قيلت في بعض المنتديات لاصلة لها بالحقيقة لامن قريب ولا من بعيد وأنا بالطبع لا أعني هذه الرواية بعينها التى قيلت في المنتديات فالذي بالشبك أكبر من العصفور؟! والرواية التى أعنيها قد سألت عنها فيما بعد بعض العارفين الملمين بالقصص والروايات وأغلبهم لم يأكدوها بشكل يقيني يقطع الشك؟ واكثر ماقيل أنهم يسمعون بها بإستثناء شخص ذكر أسبابها عرضاَ دون تاكيدها بشكل جازم! فالقول أنها رواية مشهورة ومتواتره أي الرواية الأولى هو قول لايثبت بالضرورة صحتها فليس كل مشهور ومتواتر هو صحيح فقد يكون العكس هو الصحيح وقد تكون الغرابة أحيانا إشارة للصواب! فكثيراَ من الروايات والأحداث والقصائد المخترعة المنحولة نُسبت لشعراء ورجال رواة ذوي شهرة في الرواية حيكت وقيلت على لسانهم من بعض أناس أدركوا أواخر الأحداث والمغازي من الثلث الأول من القرن العشرين وماذاك إلا من باب التعمد المقصود للتغطية على بعض الإسقاطات التاريخية ورواسب الماضى التى لم يجدوا لها تخريجاَ إلا من باب التدليس والتلبيس على العامة أمثالنا؟! والشواهد كثيرة على روايات وقصائد لم تكن معروفة او متواتره من قبل بدأنا نسمع بها خلال الخمسين السنة الماضية وماقبلها بقليل فخلاصة القول: أن الخيانة والغدر ليست من شيم الكرام والرجال الذين إجتمعت فيهم صفات الكرم وخصال الشهامة والمروءة ومكارم الأخلاق فالرجل لاشك فيه الكثير من الجوانب الأخلاقية المميزة خصوصاَ في الأمور الشخصية والإنسانية التى تميز بها اثناء حياته رحمه الله وقديماَ قيل الصدق امانة والكذب خيانه.

بقلم: أبومشاري الرفدي