الإهداءات

 

 

   

 

    
  

 


    -  تعديل اهداء
العودة   موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه ركن الأنساب ( منتدى مغلق:للأطلاع فقط) [في حاله وجود أستفسار توجه الى قسم استفسارات الأنساب أنساب قبايل عنزة في هذا العصر
 

 
 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 05-26-2020, 04:08 PM   #1
صاحب الموقع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 10,350
افتراضي بحث في قبيلة بني هزان وجوارها لقبيلة بني حنيفه

بحث في قبيلة بني هزّان من قبائل عنزة

على الذين صدّقوا الأقوال الكاذبة حول ما كتب عن قبيلة بني هزان من عنزة الأطلاع على هذا المبحث
من العرب البائدة قبيلتا طسم وجديس ذكر المؤرخين سبب فناء القبيلتان حيث جار ملك طسم على جديس واغتالوه جديس وقتلوا طسم فهرب رجال من طسم وذهبوا للتبابعه ملوك حمّير في اليمن وأرسل معهم تبّع جيش قوي من قبائل حمّير وهجموا على جديس وأفنوهم ولم تبقى لهم بقية وكان من قبائل حميّر المهاجمة قبيلة تسمّى بني هزّان ورد لهم ذكر في محاربة جديس وهم بني هزان بن جعفر بن سكسك بن وائل بن حمير ويذكر المؤرخين ان قبائل ربيعه ، كثرت وانتشرت، وتفرقت في البلاد، فسارت عنزه بن اسد بن ربيعه، تتبع مواقع الغيث، يتقدمها عامر بن عبد العزى العنزي حتى هجم على اليمامه، فراى بلادا واسعه، ونخلا وقصورا، وإذا هو بشيخ قاعد تحت نخله سحوق يرتجز،ويقول :
تقاصرى، اجني جناك قاعدا *** انى ارى حملك ينمى صاعدا
فقال عامر بن عبدالعزي للرجل من أنت ؟ فقال أنا من بني هزان يقصد هزان حمير وذكر بالخبر أن عبدالعزي لم يطيب لقبيلته عنزة المقام في بلاد طسم وجديس فرحلوا إلى الجنوب واستوطنوا مناطق وأسسوا بلدة نعام والمجازة وجاء بنو عبيد بن ثعلبة من بني حنيفة وفي خبر آخر عن الرجل الذي يخرف النخله وهو سعدانه الهزاني العنزي حيث بقي عندما رحلوا قومه وكان يخرف النخلة وهو جالس وباغته عبيد بن ثعلبة الحنفي عندما استولى على ثلاثين حوطة من نخيل طسم وجديس بعد أن أبيدوا وأهوى عليه بالسيف فشاهد الرجل ضلال السيف وقال : اعتقني وأحالفك ( وهو سعدانه بن العاتك بن المخارق بن حمّار بن سعد بن وائل بن هزان العنزي) وقد دخلت ذريته في بني حنيفة والقصة مشروحة في كتب المؤرخين حسب ما ذكر في كتب التاريخ والأنساب .

والذي أود توضيحه هو أن هناك بعض الذين يكتبون طعن في قبيلة بني هزّان ويحوّرون هذا الخبر على أن بني هزّان القبيلة العنزية التي سلسل نسبها جميع نسّابة العرب فقد نسبوها أصحاب المقاصد والغايات الخبيثة من طسم وهذا كذب وأفتراء وبني هزان في جميع كتب الأنساب هم عقب وائل بن هزان بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة والذين ينفون نسب بني هزّان حسبهم الله عندما وجدوا جد عنزي اسمه وائل وهم قد كذبوا في كتاباتهم واستعاروا لعنزة وائل بن قاسط فقد طعنوا في بني هزّان وصاروا يحقرّون بجدهم وينفون أنه ليس جد عنزة ويفخمون وائل بن قاسط وينسبون عنزة له وكل ما أدعّوا به كذب وزيف وأفتراء فوائل بن هزان ووائل بن قاسط كلاهما جدود وليس عمود نسب ولا يوجد لهم ميزة ولا بينهم أي فرق وهم عاشوا في عصر واحد والغريب كيف عرفوا يميزوّن الجدين واحد يدعّون أنه مشهور والآخر يدعوّن أنه مغمور بعد سبعة عشر قرن من وفاتهم والذي دعاني إلى ذكر هذا الموضوع وتكراره هو لأبراء الذّمة والدفاع بالحق عن قبيلة من أشهر قبائل عنزة الثمانية بالعصر الجاهلي وجدها وائل عنزي أصل وفصل سواء هو الجد الذي تعتزي به عنزة المعاصرة أو أن لهم جد آخر المهم أن وائل بن قاسط ليس له علاقة بعنزة والذي يدعي أنه هو عزوة عنزة فهو لم يستند إلى أي مصدر وهذا بحث كتبه أحد رجال بني هزّان وأورد المصادر مما يوقف كل مفتري عند حدّه وقد أضفت له بعض الأضافات التي لم يذكرها الدكتور سعد0
بحث في قبيلة بنو هزان من عنزة وبنو حنيفة الحلف والجوار


هذا البحث منقول مما كتبه الدكتور / سعد بن حمد الهزاني :-
تناول علماء البلدانيات الحديث عن اليمامة وتحديد موقعها باعتبارها قسمًا مهمًّا من أقاليم الجزيرة العربية، حيث تمثّل جزءًا كبيرًا من إقليم نجد في قلب الجزيرة .
وترجع أهمية موقع اليمامة إلى عوامل منها : موقعها الجغرافي المتوسط الذي تجتازه طرق متعددة تصل بين أطراف الجزيرة، حيث كانت ملتقى للقوافل التجارية، إضافة إلى توافر مواردها الاقتصادية؛ فلقد كانت تمير الحجاز، وكذلك ما تتمتع به جبالها وأوديتها من حصانة طبيعية، كل ذلك جعل منها مكانًا مأهولاً بالسكان والعمارة حيث عاشت فيها قبائل متعددة وكثيرة من العرب على مرّ التاريخ، كان لهم دور في تشكيل المجتمع العربي .
ومن القبائل الأوائل التي استوطنت اليمامة قبل الإسلام وبعده: قبيلة بني هزان ( واحدهم هزاني ) وقبيلة بني حنيفة ( واحدهم حنفي ) (1)، فكان بينهما علاقة تاريخية يحسن بسطها والإشارة لها لكون المتأمل لتاريخ بني هزان وبني حنيفة يلاحظ ما بينهما من أواصر القربى والنسب حيث يجمعهما الأصل الربعي (2).
فبنو هزان هم أبناء وائل بن هزان بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنـزة بن أسد بن ربيعة، وبنو حنيفة هم أبناء حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل (ثم) أسد بن ربيعة، وبينهما مصاهرة وحلف قديم - كما سيأتي -، فما يجري على الهزاني يجري على الحنفي، وما يجري على الحنفي يجري على الهزاني .
وعلاوة على ما سلف ... الجوار المكاني في " اليمامة " حتى اختلطت مساكنهما فتجد الهزاني في بلاد حنيفة، وتجد الحنفي في بلاد هزان .
فهذه العوامل اجتمعت في هاتين القبيلتين لتمثّل ما بين القبائل العربية العريقة من الإخاء والوحدة والتعاون والتكافل، فاستفاضت بذلك النصوص الدالة على تلك العلاقة الوثيقة التي سنورد طرفًا منها .
بنو هزان في اليمامة :-
استوطنت قبيلة بني هزان اليمامة منذ القدم فبعد فناء سكان اليمامة الأقدمين ( طسم وجديس ) من العرب البائدة بقيت اليمامة ليس بها أحد إلى أن كثرت ( ربيعة ) وانتشرت وتفرقت في البلاد، فسارت قبيلة عنـزة بن أسد بن ربيعة تتتبَّعُ مواقع الغيث حتى استقرت باليمامة (3)، لكن استقرارها فيها كان خفيفًا، إذ انتقلوا إلى البحرين، سوى بني هزان الذين بقوا في اليمامة ثم جاورهم بنو حنيفة .
وقد اختصر صاحب " معجم اليمامة " ما ذكره المتقدمون عن ذلك حيث قال : " قامت حروب طاحنة بين طسم وجديس تفانوا فيها وبادوا، فسكنت اليمامة قبيلة عنـزة بن أسد، وكان لها فيها نفوذ وقوة؛ ولما تضعضعت قوّتهم زاحمهم على اليمامة بنو حنيفة، فبقيت هزان في اليمامة إلى جانب حنيفة، وذلك ما يقدّر بقرنين قبل الإسلام ... " (4).
وأكد العلاّمة / حمد الجاسر تلك الأقدمية لبني هزان في سكنى اليمامة بقوله : " كان بنو هزان من عنـزة يسكنون اليمامة الجبل المعروف من وادي العرض ( الباطن ) عرض - أو وادي - بني حنيفة إلى نهاية الجبل من الجنوب قبل سكنى بني حنيفة، مما يدل على تحضرهم وقدم استيطانهم " (5).
أمّا مساكن بني هزان في اليمامة فهي متفرقة في شمالها وجنوبها، وكثيرًا ما ترد عبارة ( ديار هزان ) أو ( أمصار هزان ) دلالة على كثرة وتعدد مساكنهم . قال الشاعر الجاهلي / عمرو بن الأحزّ الجلاني العنـزي يستنصر الهزانيين (6) :-
فأبلـغ بـني عـوف وأبـلـغ مـحـاربـا = وأبلغ بني جـلان ما الحَـقَّ تسألُ
و ( هِزّانَ ) بلّغ حيث حلّت ( ديارها ) = فـمـا مـن أخ إلا عـليـه معـوّلُ
وقال / المختار بن وهب القشيري يصف وقعة الريب بين بني هزان وبني قشير - في القرن الثالث الهجري - من أرجوزة طويلة (7) :-
سارت لنا (هزان) من (أمصارها) *** محشـدة جرمـا على أوتارهـا
وخـيمـت بالخـرج فـي عسكـارهـا
ففي شمال اليمامة، يردُ ذِكر بني هزان ولهم حصن (ملهم) (8)، بل يرد لهم سيادة هناك، فعلى سبيل المثال خبر قتال / عرفطة بن عرفجة الهزاني - سيّد بنيهزان - مع بني عكل، ومنازل عكل ما بين الوشم وسدير (9).
وكذلك ما ورد لبني هزان من ذِكر في وادي الرَّداع (شمال شرق حجر) وخبر قتلهم / لحيان بن عتبة العامري، الذي رثاه ابن عمه الشاعر الشهير / لبيد ابن ربيعة في قصيدة عدّ فيها مشاهير قومه فقال :- وصاحب ملحوب فجعنا بيومه وعند الرَّدَاع بيـت آخَرَ كَوثـر أولئك فابكـي لا أبا لك واندبي أبا حـازم فـي كـل يـوم مـذكـر قال / البكري : "صاحب ملحوب : عوف بن الأحوص، وصاحب الرَّداع / حيان بن عتبة بن مالك بن جعفر، قتلته بنو هزان من عنـزة، فقبره باليمامة، والرّداع : موضع بها " (10). وفي جنوب اليمامة، الموطن الرئيسي لقبيلة بني هزان، كانت ديارهم تشمل : نعام والمجازة وبرك وبريك وماوان وغيرها . قال / أحمد بن محمد بن الفقيه الهمداني (ت290هـ) : " أول ديار ربيعة باليمامة، مبدأها من أعلاها، أولاً : (دار هزان) وهو واد يقال له (برك)، وواد يقال له (المجازة) أعلاه (وادي نعام) ... " (11).
وقال العلاّمة / الهمداني صاحب كتاب " صفة جزيرة العرب " (ت بعد 340هـ) : " ومن جانب اليمامة الآخر قرية يقال لها ( المجازة )، بها بنو هزان من عنـزة، وإلى جانبها قرية يقال لها( ماوان ) بها بنو هزان وبنو ربيعة من النمر بن قاسط )
وقال / الهمداني أيضًا - نقلاً عن / الجرمي -: " و ( نعام ) يعرف لــ / آل راشد من بادية بني عبيد " (12).
وقد علّق / الجاسر على ما سبق فقال : " لعل / عبيدًا المذكور هو / عبيد بن يربوع الحنفي، فله صلة ببني هزان حين قدمت بنو حنيفة إلى اليمامة، فحالف رئيس بني حنيفة / سعدانة بن العاتك من بني وايل من هزان، وقويت الصلة بينهم وبين بني حنيفة، إذ يجمعهم أصل واحد " (13).
قلت : ولا غرابة في ذلك إذا علمنا مدى العلاقة بين القبيلتين أن يسكن أقسام من حنيفة مع إخوتهم هزان في مساكنهم مثل قرية نعام التي ارتبط اسمها بـ (هزان ) منذ الأزل؛ قال الشاعر في القرن الثالث الهجري (14) :-
أتتك هزانك من نعامهـا *** ومن علاتها ومن آكامها
قدوم بني حنيفة اليمامة *** والحلف مع بني هزان :-
بعد خروج بني حنيفة من عالية نجد وأطراف الحجاز مع قبائل ربيعة يتبعون الريف ويرتادون الكلأ ( على السمت الذي كانت عنـزة سلكته لمّا قدمت اليمامة وعبد القيس لمّا قدمت البحرين )، يرأس بني حنيفة في ذلك / عبيد بن ثعلبة بن يربوع الحنفي، قدموا إلى اليمامة وجاوروا بني هزان من عنـزة وتحالفوا معهم وقويت الصلة بينهم وأصبحوا يدًا واحدة ضدّ الأعداء (15).
وذكر النسابة / ابن الكلبي ( ت204هـ ) - في سياق نسب بني وائل بن هزان - أنّ / عبيد بن ثعلبةَ بن يربوع الحنفي أدرك / سعدانة بن العاتك بن المخارق الهزاني وهو جالس تحت نخلةٍ سحُوق يخرف رُطبها وهو قاعد يقول :-
تقاصري آخُذْ جناك قَاعداً *** إني أَرى حملك ينمى صاعدا
فحالف / سعدانة / عبيدًا وصار فيهم إلى اليوم (16).
ويبدو أيضًا أنّ / عبيدًا هذا تزوج من بني هزان، فهم أخوال أولاده على ما أشار إليه / ياقوت في رسم ( المحرقة ) من بقاء / الأرقم بن عبيد الحنفي عند أخواله من عنـزة واقتسام إخوته حجرًا دونه، ولعل في هذا ما يبرر سكنى بعض ( بني عبيد ) هؤلاء عند أخوالهم في نعام (17).
وذكر / ياقوت الحموي في رسم ( حجر ) أنّ / عبيدًا الحنفي بعد أن طاب له المقام في اليمامة أخذ يبتغي له مكانًا رحبًا ومرتعًا خصبًا حتى وصل ( قاع حَجر ) فرأى قصورًا ونخلاً كانت لطَسم وجديس ( فاحتجر ) لنفسه ولأولاده من بعده طائفة وحلّ بها وبثّ ومكث وجعل يقول :-
حـلـلـنـا بـدار كـان فـيهـا أنـيسهـا *** فبادوا وخلوا ذات شيد حصونها
فـصـاروا قـطـينًـا للفـلاة بـغـربـة *** رميماً وصرنـا في الديار قـطينهـا
فسوف يـليهـا بعـدنـا مـن يحـلهـا *** ويسكن عرضًـا سهلها وحزونها
وتسامع بقية حنيفة ومن كان معهم من بكر بن وائل بما أصاب عبيد فأقبلوا فنـزلوا قرى اليمامة (18) وكثر بنو حنيفة في اليمامة وانتشروا فيها، وكان لهم النفوذ والقوة والعدد والعدة، وقد بسطوا نفوذهم على أكثرها وعمروها وأوجدوا فيها حضارة وعمرانًا، ومساكنهم في واديهم ( وادي بني حنيفة ) من أعلاه إلى أسفله، وهي قلب بلادهم، ولهم مساكن غيرها يقول الشيخ / عبد الله بن خميس : " مساكن بني حنيفة من منطقة ( الشعيب ) أو وادي قران وما حوله شمالاً إلى منطقة الخرج، وما حولها جنوبًا من ( الدهناء ) شرقًا إلى ( الوركة ) غربا " (19).
ثم انتشرت قبائل مضر في اليمامة فسكنت تميم في شمالها وشرقها، وقيس عيلان، ممثلة ببني عامر بن صعصعة في جنوبها، وفيهما يقول الشاعر الجاهلي / موسى بن جابر الحنفي الملقب بـ( أزيرق اليمامة ) (20)، ( الأغاني 11 / 297 ) :-
وجـدنـا أبـانـا كـان حـلّ بـبـلـــــــــدةٍ *** سُوًى بين قيسٍ قيس عيلان والفِزْرِ
فـلـمـا نـأت عـنـا الـعـشـيـرةُ كـلُّـهــا *** أقمنا وحالفنـا السيوف عـلى الـدهـرِ
فـمـا أسلمتـنـا بـعـد فـي يـوم وقـعـةٍ *** ولا نحـن أغمدنا السيوف عـلى وتـر
فهو يصف توسطهم بين هذه القبائل، وأنهم استطاعوا أن يكونوا بمأمن من إغارتها عليهم رغم ابتعاد عشيرتهم عنهم، إذ لمّا استقرت بنو حنيفة في اليمامة انقطعوا عن قومهم فكانوا لا ينصرون بكرًا ولا يستنصرونهم كما ذكر صاحب " الأغاني "(21)، باستثناء من انضم إليهم في اليمامة من بطون بكر ابن وائل من : بني قيس بن ثعلبة (قبيلة الأعشى)، وبني عجل بن لجيم - إخوة حنيفة - وبني سدوس وبني يشكر وغيرهم .
حيث يربط الجميع من قبائل ( ربيعة ) باليمامة رابطة النسب والحلف والجوار والمصاهرة؛ ومن الطريف في هذا ما رواه / سفيان الثوري (22) : أنّ الشاعر / الأعشى تزوج امرأة من بني هزان، لكن قومها أرغموه على طلاقها حين ضربوه فطلّقها وقال :-

أيـا جـارتـا بـيـني فـإنـك طـالـقـه *** كـذاك أمور الناس غـاد وطارقه
وما ذاك عندي أن تكـوني دنيئـةً *** ولا أن تكوني جئت عندي ببائقه
لقـد كـان في أهـل اليمامة منكح *** وشبـان هـزان الطـوال الغـرانقـه
وذكر / ابن حبيب : أنهم أرغموه على طلاقها ثلاثًا فكرر ( بيني ) ثلاث مرات في قصيدته والطلاق ثلاثًا من أمور الجاهلية التي أقرها الإسلام (23).
ولا مجانفة للحقيقة بالقول : إنّ قبائل ربيعة في اليمامة كانوا أهل مَدَرٍ، أي حاضرة، والعلاقة التي تجمعهم تختلف عن الأحلاف التي كانت بين قبائلهم الأمّ مثل حلف اللهازم الذين دخلوا في قبيلة بكر بن وائل، ذلك أنهم كانوا أهلَ وَبَرٍ، أي بادية (24)، بينما العلاقة في اليمامة بين بكر بن وائل ممثلة ببني حنيفة ومن معها من بكر وبين بني هزان، مع بقاء كل قبيلة منهم تحت اسمها .
ولشهرة هذه العلاقة بين ( بكر بن وائل ) و ( هزان )، قال / المختار الثقفي عندما عدّد قبائل الأمصار في سجع أوله : ( أما والذي أنزل القرآن ) إلى أن قال : " لأقتلنّ العتاة من أزد عمان، ومذحج وهمدان، وبهز وخولان، وبكر وهزان ... " (25).
وقال / القحيف العقيلي عندما افتخر بانتصارهم على ( ربيعة ) في اليمامة (26) :-
لـقـد لـقيـت أفـنـاء ( بـكـر بـن وائـل ) *** و( هزان ) بالبطحاء ضرباً غشمشما
ويصف كذلك علاّمة الجزيرة الشيخ / حمد الجاسر العلاقة بين بني هزان وبني حنيفة " بالقوة " حيث قال في مقال له عنوانه ( بنو هزان " الهزازنة " ) ما نصه : " إنّ بني هزان العشيرة التي تسكن وادي نعام وما حوله من أصرح القبائل نسبًا فهم من بني وائل بن هزان بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنـزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، باتفاق النسابين لا يماري في هذا أحد، وكانت الصلة بينهم وبين قبائل ربيعة المنتشرة في أودية اليمامة كبني حنيفة وغيرهم قوية ... " (27).
نماذج من نفوذ القبيلتين في اليمامة :-
استقرت السيادة في اليمامة لبني حنيفة ومعها بقية قبائل ربيعة بالمناصرة والتأييد، فأصبحوا يشكلون كتلة واحدة في الدفاع عن أملاكهم وأراضيهم، وعرفوا بالبأس والشجاعة التي مرنوا عليها لكثرة احتكاكهم بالقبائل المجاورة، ولذلك عدّت بنو حنيفة من القبائل المحاربة لكثرة أيامها الحربية (28)؛ وقد أشار القرآن الكريم إلى ما يتحلّون به من شجاعة في قوله تعالى : چ ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ?چ (29)، فعلى رأي بعض المفسرين أنّ أولي البأس المعنيين بهذه الآية هم بنو حنيفة أهل اليمامة (30).
ولما اشتهروا به من تلك الصفات، ودّ الإمام / علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حينما خذله قومه وقعدوا عن نصرته، أن يلوذ بركن اليمامة، كناية عن نصرة أهلها، فقال (31) :-
ولو أني أُطِعتُ عصبت قومي *** إلى ركـن اليمامة أو شمـام
ولـكـنّـي إذا أبـرمـت أمـــــــرا *** مُنِيْتُ بخـلـف أراء الطغـام
وقد بلغ من أمرهم أن جعلوا من اليمامة مأمنًا لمن يلتجئ بهم بحيث كانوا يجيرون على ملوك المناذرة، فحين قتل أحد الحنفيين ( شمر بن عمرو السحيمي الحنفي ) المنذر بن ماء السماء يوم عين أباغ وجد في اليمامة مكانًا آمنًا (32).
وكان لسراتهم نفوذ قويّ حتى إنّ أحدهم يجير فلا تخفر جيرته، وقد جاء في " الكامل " للمبرِّد (33) : أنّ السواقط كانت ترد اليمامة في الأشهر الحرم لطلب التمر، ( والسواقط : من ورد اليمامة من غير أهلها ) فإن وافقت ذلك، وإلا أقامت بالبلد إلى أوانه، ثم تخرج منه في شهر حرام، فكان الرجل منهم إذا قدم يأتي رجلاً من بني حنيفة فيكتب له على سهم أو غيره : " فلان جار فلان "، وقد كان / النعمان بن المنذر أراد أن يجليهم منها، فأجارهم / مرارة بن سلمي الحنفي، فسوّغه الملك ذلك، أي أجازه، فقال / أوس بن حجر يحض / النعمان عليه (34) :-زعـم ابـن سَـلْـمِـيٍّ مـرارةُ أنـه مولى السواقط دون آل المنذر منع اليمامة حـزنها وسهولهـا من كـل ذي تاجٍ كريم المفخـر
وقد استجار أحد السواقط من بني كلاب بــ / عمير بن سلمي الحنفي، فقتل أخو / عمير أخا الكلابي، وأبى الكلابي قبول الدية، فما كان من / عمير إلا أن دفع أخاه إليه فقتله، وفي ذلك قال / عمير :-
قتلنـا أخانـا للوفـاء بجارنـا *** وكان أبونا قد تجير مقابره
وعمير هذا قائد الجرباء وهي كتيبته، وكان يعدّ أحد أوفياء العرب الثلاثة ... (35).
واشتهر قادة اليمامة بالكرم والشجاعة، وهي الصفات العربية الأصيلة المؤهلة للقيادة، ومن أبرز قادتهم الكرماء : قتادة بن مسلمة بن عبيد الحنفي، و / أثال بن حجر بن النعمان الحنفي، فهما جراري ربيعة باليمامة ( والجرار : رتبة لا يصلها القائد إلا بعد أن يرأس ألف فارس )، وبهما يضرب المثل أيضًا في الكرم (36) ... وفي كرم حنيفة عامة يقول الشاعر (37) :-
حـنـيــفـة عـزّ مـا يـنـال قــديــمــــه *** بـه شرفـت فـوق البـنـاء قصـورهـا
هُمُ في الذرى من فرع بكر بن وائل *** وهـم عـنـد إظـلام الأمـور بـدورهـا
يطيـب تـراب الأرض إن نزلـوا بهـا *** وأطيـب منـه فـي الممـات قـبـورها
إذا أخـمد النيـران مـن حـذر القـرى *** هدى الضيف يوماً في حنيفة نورها
وفي الجانب الهزاني، قال الشاعر / أبو الجويرية العنـزي ( عنـزة ) يمدحهم ويصفهم بنفس الصفات التي ذكرهم بها /أعشى بني قيس حيث قال (38) :-
مـتـى تغـلـق الأبـواب دوني يكفني *** نـدى العنـزيـين الطـوال الشقاشقِ
هـم من نـزارٍ حين ينسب أصلهـم *** مكان النواصي من وجوه السوابقِ
عـلى موسريهم حـق من يعتريهم *** وعـنـد المقـليـن اتـسـاع الخـلائـقِ
بـهـم يجبـر الـلّـه الكسـير ويطلـق *** الأسيـر وينجي من عظام البوائـقِ
وكان بنو هزان أيضًا تلتجئ إليهم القبائل وتسكن في جوارهم مثل : بني جشم من قريش، الذين قال عنهم / البلاذري ( ت279هـ )
(39) : هم بنو الحارث بن لؤي بن غالب، كانوا زمانًا في بني هزان من عنـزة، وهم أشراف عنـزة، وكان بنو جشم هؤلاء في جوار بني هزان كأنهم منهم . فلمّا حصلت مهاجاة بين / جرير و / جفنة بن جعفر الهزاني، أراد / جرير أن يفكك مجتمع الهزانيين بأن يؤلّب عليهم من في جوارهم فقال :-
بـنـو جشم لستم لـهـزان فـانـتـمـوا لأعلى الروابي من لؤي بن غالب فقالت امرأة من بني جشم تحثّهم على التمسك بالبقاء في جوار هزان :-
ألا إنـنـي أنـذرت كـل غـريــبــة *** بـنـي جـشم يا شـر مأوى الغـرائـب
فـإنـكـم مـن مـنصـب تعـلمـونـه *** سوى أن يقولوا من لؤي بن غالب
فعـودوا إلى هزّان مولى أبيكـم *** ولا تـذهبـوا فـي التـرهات السباسب
وممن نزل أيضًا في جوار بني هزان قبيلة جرم القضاعية؛ قال / ابن الكلبي عن بني سلي من جرم : " وهم باليمامةِ مع بني هِزَّان "،وأورد قول بعضهم (40) :-
لقد كان في أَهلِ الغبيبِ وراسبٍ *** وأَعـجـب فـي حـاقـاتـهِ وطـــرودُ
محـلٌ لسليّ غيـر ضيقٍ وناصـرٍ *** يساوى بمن قاسَ الحصى ويزيدُ
ومـا نـزلـت سلـي بـهـزَّان قـلّـة *** ولـكـن أَحـاظٍ قُـسـمـت وجُـــــدود
يقول الشيخ / عبد الله بن خميس في رسم ( الحريق ) : " لقوة بني هزان ومنعتهم، التجأت إليهم بعض القبائل الأخرى، كبني الحارث بن لؤي من قريش، وقبيلة جرم من قضاعة، فقد اختلطت معها في مساكنها وجاورتها " (41).
الحارث بن ظالم أسره الهزانيون وأجاره الحنفيون :-
ومما يؤكد التلاحم والاندماج بين القبيلتين ما جاء في قصة / الحارث بن ظالم، أحد فتاك العرب، الذي أسرته بنو هزان وأجارته بنو حنيفة؛ ذلك أنّ / الحارث بن ظالم فتك بــ/ خالد بن جعفر بن كلاب أحد سادة العرب، وهو إذ ذاك نازل على/النعمان بن المنذر بالحيرة. وبعد قتله، جعل / الحارث يطوف في البلاد خوفًا من ملوك الحيرة، حتى سقط في ناحيةٍ من بلاد ربيعة، ووضع سلاحه وهو في فلاةٍ ليس فيها أثر
ونام، فمرّ به ابنا حلاكة الهزاني ومعهما نفر من بني قيس بن ثعلبة، فأخذوا فرسه وسلاحه ثم أوثقوه فسألوه عن خبره فلم يخبرهم، فضربوه ليقتلوه على أن يخبرهم من هو ؟ فلم يفعل، فاشتراه ( القيسيون ) من ( الهزانيين )، ثم انطلقوا به إلى بلادهم فتركوه في قيده حتى انفلت ليلاً، فتوجّه نحو ( حجر )، وهي قريب منه، حتى انتهى إلى نادي بني حنيفة وفيه / قتادة بن مسلمة الحنفي فأجاره . فقال / الحارث بن ظالم في ابني حلاكة الهزاني اللَّذَين أسراه وفيما كان من أمره (42) :-
أبـلـغ لديـك بـني قيـسٍ مغلغلـة *** أني أقسّم في ( هزان ) أرباعـا
ابـنـا حـلاكـة باعـاني بلا ثـمـنٍ *** وباع ذو ( آل هزانٍ ) بما باعـا
يا ابني حلاكـة لما تأخذا ثمنـي *** حـتـى أقـسّـم أفـراسًـا وأدراعـا
قـتـادة الـخـيـر نـالتنـي حذيّتـه *** وكان قـدماً إلى الخيرات طلاعـا
وتجدر الإشارة أنّ / خالد بن جعفر بن كلاب بن عامر بن صعصعة هو زوج / السواء بنت الأعسر بن معاوية بن وائل الهزاني، من النسوة اللاتي كان طلاقهن إليهن لشرفهن وقدرهن (43)، قلت : وربما كان أسر الهزانيين لــ / الحارث انتقامًا لصهرهم . وقد قال / عباية بن شكس الهزاني مفتخرًا بأسر قومه لــ / الحارث بن ظالم (44) :-
أنا العنـزي ابن الأُسُودِ الذي بِهِم أُسَـامِـي إذا سَـامَـيـتُ أو أَتَـبَجَّـحُ هم أسروا يوم العـروب ابن ظالم وأردوا مريئًـا فهو للشـق مجنحُ وافتخر الشاعر / رشيد بن رميض العنـزي بفعل أبناء عمه من بني هزان فقال (45) :-
ونحـن أسرنـا حاتمًا وابن ظالـم *** فكل ثـوى في قيدنا وهو يتخثع
اليمامة في عصر النبوة :- لمّا ظهر نور الإسلام وبدأ ينتشر في الجزيرة العربية كان في اليمامة قادة وزعماء من بني حنيفة يتنازعون السلطة ويتبارون في السيادة مثل: هوذة بن علي الحنفي (وهو أول معدي لبس التاج وخوطب بأبيت اللعن)، وثمامة بن أثال الحنفي (وهو أول من دخل مكة ملبِّيًا، وقصة إسلامه شهيرة) فكتب إليهما رسول الله r حين كتب إلى ملوك العرب والعجم، وقد أسلمت طائفة من أهل اليمامة وتتابعت وفودهم إلى المدينة (46). وبعد وفاة النبي r ، ارتد من ارتد من أهل اليمامة، قيل إنّ عددهم بلغ أربعين ألفًا من بني حنيفة بزعامة مسيلمة الكذاب، فجهّز لهم أبو بكر الصدّيق t جيوشًا لمحاربتهم بقيادة خالد بن الوليد t فهزمهم وقتل مسيلمة حتى جرى الصلح على يد مجاعة بن مرارة الحنفي (47). وقد ثبت جماعة من بني حنيفة على الإسلام بل إنهم حاربوا قومهم مثل : ثمامة بن أثال الذي أمره النبي r على قتال مسيلمة، وعبد الرحمن بن مطرح الحنفي الذي
كتب إلى أبي بكر t يخبره بعورتهم، وله أبيات يمدح فيها خالد بن الوليد، وصهبان بن شمر بن عمرو الحنفي كتب إلى أبي بكر يقول: "إنّ الناس قبلنا ثلاثة أصناف: كافر مفتون، ومؤمن مغبون، وشاك مغموم)، ومنهم كذلك : سبيع بن قتادة الحنفي والبطين بن عبد الله الحنفي. والذين ثبتوا من بني حنيفةقُدِّرت أعدادهم بثلاثة آلاف (48).
وذكر صاحب كتاب " الإصابة في تمييز الصحابة " : " أنّ أبا الأسود الهزاني كان نازلاً في بني حنيفة، فلمّا قتل مسيلمةُ رسولَ أبي بكر الصدِّيق، وهو حبيب بن عبد الله، أنكر الهزاني قتل الرسول الآمن، وعدّ ذلك عيبًا كبيرًا فقال :-
إن قتل الرسول من حادث الدهـر *** عـظـيـم فـي سـالـف الأيـــام
بئس من كان من حنيفـة إن *** كان مضى أو بقـي على الإسـلام
وأظهر / أبو الأسود الهزاني إسلامه حينئذ " (49). ولعل / أبا الأسود هذا فارس بني هزان / عباية بن شكس بن الأسود الهزاني الذي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني ربيعة (50)، قال / ابن الكلبي في ترجمته : " كان فارسًا شاعرًا " (51). وذكر / ابن الأعرابي ( ت231هـ ) في كتاب " أسماء خيل العرب وفرسانها " : أنّ أشهر خيول عنـزة كانت لفارسين من بني هزان هما / عقبة بن سابق الهزاني و / عباية بن شكس الهزاني، ومن الخيل المنسوبة إليه ( الحِمَالة ) قـال فيها (52) :- نصبت لهم صـدر ( الحِمَالة ) إنها إذا خامت الأبطال قلت لها اقدمي كـأن الشـراعـيـَّات حـول عـذارهـا خوافي غـدافيّ من الطير أسحـمِ وبعد حروب الردة، ثاب أهل اليمامة وغيرهم من القبائل التي ارتدت في الجزيرة العربية وأنابوا، ومضوا أعضاء عاملين في الإسلام، وصارت اليمامة ولاية يرتبط واليها بالخليفة مباشرة. ومن أبرز نتائج تلك المعارك : توطين بعض بطون القبائل العربية من بني تميم وغيرهم في بلدان بني حنيفة باليمامة خاصة قرى الوشم وسدير وهدار اليمامة (53).
أمّا قبيلة بني هزان فهم في ديارهم المجازة ونعام وما حولها، إلا أنّ لهم مساكن قريبة من ( حجر )، قاعدة حكم اليمامة، مثل : قرية المصانع حيث أورد / ياقوت عن / الحفصي أنّ المصانع : قرية من قرى اليمامة، وهو نخل لبني ضور بن رزاح (54)، وهم بنو / ضور بن رزاح بن سعد بن مالك بن وائل بن هزان، أحد فروع قبيلة بني هزان؛ قال / ابن دريد ( ت321هـ ) : بنو ضور بطن من هزان باليمامة، منهم المحدِّث / أبو عمرو الهزاني (55)، وأيضًا من مساكنهم القريبة لديار بني حنيفة : وادي ( لِحاء ) الذي يصبّ في الحائر، وادٍ من أودية اليمامة، كثير الزرع والنخل، لا يخالطهم فيه أحد (56).
اليمامة في عهد الخلفاء الراشدين :-
بعد رسوخ الإسلام في جزيرة العرب، اتجه رجال من أهل اليمامة إلى التفقه في الدين والتزود من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم, فرفدوا الثقافة الإسلامية بما نالوه ونقلوه من صحابة المصطفى حتى وصف بعضهم بأنهم شيوخ يمامية ثقات (57)، وفي عهد / عمر بن الخطاب رضي الله عنه أذن لهم بالمشاركة في جيوش الفتوح، واستعمل بعضهم / عثمان بن عفان (58).
أمّا في عهد الخليفة الرابع / علي بن أبي طالب فقد انطلقت جماعة من القبيلتين لمناصرته في العراق ( والإمام / علي رضي الله عنه قد صاهر بني حنيفة، فهم أخوال ابنه / محمد المعروف بــ / محمد بن الحنفية ).
وقد انضمت تلك الجماعة إلى جيش قبيلتهم الأمّ ( ربيعة )، وقد أثنى عليهم عليّ لما عرفه عنهم من صدق المناصرة والتضحية، وكان ذلك عندما بعث واليه على البصرة / حكيم بن جبلة العبدي في سبع مائة من ربيعة إلى الزابوقة، فقتل هناك وقتل معه / ابن المحترش الحنفي (59)، و / حنظلة الهزاني (60)، فلمّا بلغ / عليّ بن أبي طالب خبر مقتل / حكيم ومن معه أثنى عليهم وقال (61) :-
يا لهف نفسي على ربيعة *** قد سبقتني فيهـم الوقيعة
ربـيعـة السامعة المطيعـة *** دعـا عليّ دعوة سميعـة
حلوا بها المنـزلة الرفيعة
دفاعهم عن الحرم سنة 64هـ :-
بعد تولي / يزيد بن معاوية سنة 60هـ، لم تستقم له أمور الدولة، وكثر معارضوه؛ فلمّا قتل / الحسين بن علي - رضي الله عنهما - سنة 61هـ، ثار / ابن الزبير في الحجاز وثار / نجدة بن عامر الحنفي باليمامة (63)، وعندما عزم / يزيد على قتال الذين امتنعوا عن مبايعته في المدينة ومن ثم مكة، هبّ فرسان من (حنيفة وهزان) للدفاع عن الحرم . قال / البلاذري (64) : لمّا بلغ أهل اليمامة مسير أهل الشام إلى المدينة لقتال أهلها، قال / رجاء النمري لجماعة من أصحابه : إنّ أهل الشام قد ساروا إلى المدينة، ولا شك أنهم يأتون مكة، إن ظهروا وغلبوا على المدينة فاخرجوا نمنع مكة ونقاتل عن حرم الله وكعبته، إن أتوا مكة، فأجابه ثمانون منهم : ( نجدة بن عامر الحنفي وأبو الأخنس الهزاني )، فقدموا مكة قبل أن يأتيها أهل الشام فقاتلوا مع / ابن الزبير، حتى انقضى الحصار الأول وجاء موت / يزيد بن معاوية، وذلك في سنة أربع وستين .
وأصيب في قتال أهل الشام / رجاء النمري وناس من أصحابه، فبكاهم / حجية بن أوس العطاردي من بني تميم فقال :-

إذا ذكـرت نـفسي رجـاءً وصحـبـه *** أكاد على بعض الأمور ألومها
فلـلـه عـينـا من رأى مثـل عصبـةٍ *** أقـام بضبع ابن الـزبير مقيمها
ترى عافيات الطير يحجلن حولهم *** يقـلبـن أجساماً قـليـلاً لحومها
فـوا حَـرَبَـا ألا أكـون شـهـدتـهــــم *** بمكة والخيـلان تدمى كلومهـا
وقال أيضًا :-
ندمت على تركي رجاء وصحبه *** فتلك لعمـري هفـوة لا أقالهـا
يوم المجازة سنة 66هـ :-
من أقوى الشواهد على عمق الترابط وامتداد التحالف بين القبيلتين : وقعة المجازة سنة66هـ، والمجازة وادٍ وقرية لبني هزان ( في حوطة بني تميم الآن ) بعد أن يلتقي الواديان الكبيران ( بريك ونعام )، وهي قاعدة بلاد هزان حيث استمر نزولهم فيها حتى القرن الحادي عشر الهجري، وبقيت فيها قصورهم ومزارعهم (65)؛ يقول الشاعر / محسن بن عثمان الهزاني ( ت1220هـ ) يصف بلاد هزان (66) :
لنـا ديـرة من حـلّ في ربعهـا أمـن *** ولا بـات فـي قلبه من خوف رامع
جـنـوبيهـا بـرك وشـمـال يـحـدهـا *** نساح ولها ( وادي بريك ) مزارع
وكانت المجازة بلادًا عامرة ذات شأن، وفيها منبر لبني هزان، أحد المنابر المشهورة في اليمامة، كما ذكر صاحب كتاب " المناسك " بقوله : " وبالمجازة منبر لبني هزان من ربيعة " (67)، أي أنها كانت بلدة كبيرة يجمّع فيها، ولها إمارة، ومنبر المجازة عناه / أبو تميمة السَّليِّ ( ت95هـ ) عندما أسرته الترك فقال (68) :- ألا ليـت شعـري هـل أبـيتـن ليلـة وساديَ كـفٌّ في السوار خضيبُ وبين بني سَليِّ و(هزان) مجلس عـلـى نـأيِـهِ مـنِّـي إلـيَّ رحـيـــبُ كرام المساعي يأمن الجار فيهُمُ وقـائلهـم يـوم الخـطـاب مـصيـبُ وفي المجازة هذه يوم من أيام العرب يعرف بيوم المجازة أو يوم شعارى، أثناء ثورة / نجدة بن عامر الحنفي في اليمامة، وكان سبب هذه الوقعة أنّ / نجدة الحنفي وجماعة من أصحابه استولوا على عير خرجت من البصرة محملة أموالاً وجهتها إلى / عبد الله بن الزبير في الحجاز، حيث أورد / ابن الأثير (69) : ( أنّ عيرًا خرجت من البحرين، وقيل من البصرة، تحمل أموالاً فاعترضها نجدة - ومعه ستون راكبًا - وهي في طريقها إلى مكة، فأخذها وساقها حتى أتى / أبا طالوت في الخضارم فقسمها بين أصحابه ... ). قلت : والراجح أنها خرجت من البصرة كما ذكر / البلاذري عن سجن / نجدة فيها، بحيث يكون استولى عليها بعد عودته من البصرة، ويعضد ذلك قول / أعشى بني هزان :-
أباح لنا ما بين بُصْرَى ودومةٍ *** كتائبُ منا يلبسون السنَورَا
وبعد أن قام / نجدة بأخذ العير، عزم / ابن الزبير على الانتقام، واستمال بعض القبائل من المنضمين لولائه، مثل قبيلة قيس عيلان، التي منها قبيلة كعب بن ربيعة من بني عامر ( من فروعها بنو عقيل وقشير وجعدة وغيرهم ) وكانوا سكان جنوب اليمامة ( العقيق والأفلاج )، وقد أراد بنو كعب هؤلاء الهجوم على ما يليهم من البلاد التي لها صلة ببني حنيفة كالمجازة التي كان أهلها من بني هزان، ويجمعهم بحنيفة الحلف والقرابة، فحدثت معركة المجازة سنة 66هـ . قال / ياقوت (70) : المجازة وادٍ وقرية من أرض اليمامة، ساكنه بنو هزان من عنـزة بن أسد بن ربيعة ... وكان به يوم لــ / نجدة الحروري في أيام / عبد الله بن الزبير حين هزم عسكر / ابن الزبير، فقال / عبد الله بن الطفيل :-
ولا تـعـذلـيـنـي فـي الفـرار فـإنـنـي *** على النفس من يوم المجازة عاتب
ويوم المجازة من أيام العرب، قال بعضهم :- ويـومـا بالمجـازة والكـلـنـدي ويوما بين ضنك وصومحان
وكان / نجدة الحنفي قد وجّه جيشه إلى البحرين، كما أورد / البلاذري، فلمّا علم بتحركات بني كعب نحو المجازة ردّ جيشه نحوهم، واشتركوا مع بني هزان في الدفاع عن أرضهم، فهزموا بني كعب وقتلوهم قتلاً ذريعًا، وبذلك وطّد / نجدة بن عامر الحنفي ملكه في اليمامة، حيث انتصر فيها على أشهر القبائل وأكثرها فروعًا في ذلك العهد وهي قبيلة كعب بن ربيعة (71).
وفي هذه الوقعة، قال الشاعر / جفينة بن قرة القشيري يحرّض / ابن الزبير، ويذكر ما حصل من مناصرة الحنفيين للهزانيين :-
على أي شيء أنت بالركن واقف *** مقيـم وقـد سـارت بهـن الركائـب
ولا شيء إلا الموت إذ برزت لنا *** حنيفة أربـاب السيوف القـواضب
وكان الشاعر / أعشى بني هزان / عبد الله بن ضباب الهزاني قد فصّل أخبار هذه الوقعة في قصيدة عدّد فيها أخبار قومه من بني هزان ومواقفهم مع / نجدة الحنفي فقال (72) :-
أبـاح لـنـا مـا بـيـن بصرَى ودومـةٍ *** كتائـب منا يلبسـون السنَـورَا
إذا نحـن سامنـا عـلى الملـك واحـدٌ *** من النـاس خلّى ملكه وتفطرا
ويوم الشعارى قـد أثـارت خيـولنـا *** عجاجًا تهاداه السنابـك أكدرا
وبالسوط من بطن المجازة لم ندع *** بها عامريًا أو يبايع أصـورا
ونحن ضربنا المَلْك إذ جاء باغيًـا *** فولّى وأشبعنا ضباعًا وأنسرا
ولـولا حـرام الـلـه أن نـسـتـحـلّـه *** للاقى بنـو العـوّام يوما مذكـرا
نفَت مُضـرَ الحمـراءَ عنا سيوفُنُـا *** كما طـرد الليلُ النهـارَ فأدْبَرَا
الأعشى الهزاني يرثي / نجدة الحنفي :-
بعد مقتل نجدة بن عامر الحنفي سنة 72هـ على يد بني زمان وبعض الذين اختلفوا عليه من قومه، حفظ له الهزانيون موقفه معهم ومناصرته لهم حيث رثاه شاعرهم أعشى بني هزان فقال :-
لقـد غـادرت أسيـاف زمّـان غـدوةٍ *** فـتى بالحجيريّـات حلو الشمائـلِ
هزبرا هريت الشدق يخشى صياله *** وشـدّاتـه بـيـن الـقـنـا والقنـابـلِ
ومـا رام حـتى أقـصـدتـه رماحهـم *** وعـفّـر خـدّا أريـحـيٍّ ٍحُـلاحِــــلِ
وجاء عند / ياقوت أنّ ( الحجيريات ) لبني سعد، وأورد البيت الأول لــ / أعشى هزان، وبنو سعد من تميم هم أخوال نجدة، وقد قتل عندهم، ذكر ذلك البلاذري والمبرِّد (73).
جفنة الهزاني والشاعر / جرير :-
جفنة بن جعفر بن عباية بن شكس الهزاني، أحد شعراء بني هزان، كان وجيهًا، بعثته ( هزان ) وافدًا إلى الخليفة الأموي في الشام، وهناك اتصل بــ / جرير فمدحه واستحسن منه، فطلب / جفنة منه أن يكسوه حلة - كان الخليفة / الوليد بن عبد الملك كساه إياها - فبخل بها / جرير، فأتى / المرّار بن منقذ ( أحد بني العدوية من تميم ) فحمله وأرضاه، فقال / جفنة الهزاني يهجو / جريرًا ويمدح /المرار (74) :-
لـعـمـرك لا الـمـرّار يـوم لـقـيـتـه *** على النأي خير من جرير وأكرم
فسلّ / جرير لسانه في الهجاء وقال من قصيدة يردّ فيها عليه :-
لقـد بعثت هـزان جـفنـة وافـدا *** فآب وأجـدى قومه شر مغنـم
إلا أنّ / جريرًا قال :-
أهـزان لولا ابنـا لجيم كلاهمـا *** لكنتم سـواء قسمة بين أسهمي
وفي هذا البيت يلاحظ امتناع الشاعر / جرير عن التمادي في هجاء ( وافد هزان ) لعلمه المسبق بأنّ ذلك سيقوده إلى عداء حتمي مع ( ابنا لجيم ) وهما بنيحنيفة وإخوتهم من عجل، فــ / جرير من أهل اليمامة، ولا يخفى عليه ما بينهم من أواصر القرابة والحلف والجوار. قال شارح ديوان / جرير د . يوسف عيد : " ابنا لجيم هما عجل وحنيفة، يريد أنّ هزان يد مع عجل وحنيفة " (75).
ثورة اليمامة سنة 126هـ :-
لما قتل / الوليد بن يزيد سنة 126هـ، قامت ثورة في اليمامة، قام بها / المهير ابن سلمي بن هلال الحنفي حيث جاء إلى والي اليمامة، / علي بن المهاجر الكلابي فقال له : أخل لنا بلادنا، فأبى الوالي الأموي ذلك، فجمع له / المهير، والتفّ حوله قومه من بكر بن وائل ومناصروه بنو هزان، وسار إلى / ابن المهاجر وهو في قصره بقاع حجر، فالتقوا بالقاع بسوق حجر، فهزمه / المهير حتى هرب إلى المدينة، وقتل / المهير ناسًا من أصحاب / ابن المهاجر؛ ويسمَّى هذا اليوم بيوم القاع . وكان / يحيى بن أبي حفصة أشار على / ابن المهاجر أن لا يقاتل فعصاه فقال :-
بـذلـت نصيـحتي لـبـني كـلاب *** فلم تقبل مشوراتي ونصحي
فـدًى لبني حنيفة من سواهـم *** فـإنـهـم فـوارس كـل فـتـــح
وقال / شقيق بن عمرو السدوسي :-
إذا أنـت سالمـت المهـيـر ورهـطـه *** أمنت من الأعداء والخوف والذعر
بـه دفـع الـلـه الـنـفـاق وأهـــلـــــه *** وأحـيـا بـه أهـل المجـاعـة والفقـر
فـتـى راح يـوم القـاع روحة ماجـد *** أراد بـهـا حسن السماع مع الأجـر
أمنت من الأعداء والخوف والذعر *** أراد بـهـا حسن السماع مع الأجـر
وتأمّر / المهير على اليمامة ثم مات واستخلف على اليمامة / عبد الله بن النعمان - أحد بني قيس بن ثعلبة - فاستعمل / المندلث بن إدريس الحنفي على الفلج ( قرية من قرى بني عامر بن صعصعة )، وأمره أن يأخذ صدقات بني عامر، فجمعوا له فقاتلهم / المندلث وقتل، وقتل أكثر أصحابه وظفرت بنو عامر، وهو ما يعرف بيوم الفلج الأول .
فلمّا أتى / عبد الله بن النعمان خبر قَتل / المندلث، جمع جمعًا بلغ ألفًا من بني حنيفة وبني هزان وغيرهم من الربعيين، فغزا الفلج على بني عامر، وقتلوهم .
وقال / الإسوار بن عمرو من بني هزان مفتخرًا بانتصارهم (76) :-
سلوا الفلج العـادي عنا وعنكم *** وأُكمة إذ سـالت مدامعها دما
عشيّة لو شئنـا سبينا نساءكـم *** ولكـن صفحنـا عـفّـة وتكـرّما
وعرف هذا اليوم باسم يوم الفلج الثاني أو الفلج العادي . وبعد هذا الانتصار، قال / عمر بن الوازع الحنفي : لست بدون / عبد الله بن النعمان وغيره ممن يغير، وهذه فترة يؤمن فيها السلطان، فمضى يريد ( أضاخ )، فلمّا كان بأرض ( الشريف )، بثّ خيله فأغارت وأغار فملأ يده من الغنائم، وأقبل ومن معه حتى نزلوا ( النشاش )، وأقبلت بنو عامر حاشدة حتى أغارت ففاجؤوهم، وهزمت حنيفة ومن معها وجاءت عكل وسلبتهم، وهو ما يعرف بيوم النشاش .
ويظهر أنّ هذا اليوم هو الذي عناه / القحيف العقيلي - شاعر بني عامر في تلك الوقائع - عندما ردّ على أبيات الهزاني فقال (77) :- لـقـد لـقيـت أفـنـاء ( بـكـر بـن وائـل ) و( هزان ) بالبطحاء ضربًا غشمشما إذا مـا غـضـبـنـا غـضـبـة مـضـريــة هتكنـا حـجـاب الشمس أو قـطـرت دما ثم أغار بنو عامر أيضًا على مَن كان من بني حنيفة بمعدن الصحراء، غرب بلدة
أضاخ، فقتلوا مَن وجدوا من بني حنيفة، وافتخر / القحيف العقيلي بانتصارهم على بني حنيفة ومن معهم من بني هزان، فقال :-
ورثـنـا أبـانـا عـامـرًا مـشـرفـيــةً *** صفائح فيها اليوم أنصاف ما بها
ضربـنا بهـا أعنـاق بكر بن وائـل *** جهـارًا وجاوزنـا بها من ورائهـا
وهو يوم معدن الصحراء . ثم تلاه يوم حلبان، وكان لبني حنيفة على بني عامر وعكل .. ولهذه الأيام أخبار وأشعار أطول مما ذكر، أوردها / البلاذري في كتابه " أنساب الأشراف " (78)، و / ابن الأثير في " الكامل "، ووصفها بالحرب بين أهل اليمامة وعاملهم (79)، كما وصفها / ابن خلدون بانتفاض أهل اليمامة (80).
مناصرة القبيلتين الدولة العباسية :-
وكما أنّ القبيلتين يدٌ واحدة ضد الأعداء، فهما كذلك في نصرة الأصدقاء حيث بلغت قوة القبيلتين إلى الخروج خارج اليمامة لنصرة العباسيين في البصرة، يلاحظ ذلك في نص / البلاذري عندما ذكر مجيئهما وكأنهما جيش واحد .
وكان ذلك في بداية ظهور شأن الدولة العباسية ونشاط دعوتهم، حيث ولي أمر البصرة من قبل العباسيين / سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب، فعزم على قتال / سلم بن قتيبة بن مسلم -وكان واليًا عليها في عهد مروان بن محمد -، فأرسل سلم إلى أصحابه وجاءته: قيس، وتميم، وبنو مسمع من بكر بن وائل، واجتمع إلى سفيان أصحابه: الأزد وبكر بن وائل وعبد القيس، ثم انضمّ إليهم بنو حنيفة وبنو هزان، حيث قال / البلاذري ما نصه : ( وصار سفيان في أصحابه إلى موضع بالبصرة يعرف بسقاية ابن برثن، وأتته بنو حنيفة، وبنو هزان من عنـزة بن أسد بن ربيعة ) (81)، ولكن الحظ لم يحالف سفيان فهرب إلى ميسان، ثم عاد وولي أمر البصرة ثانية .
الدولة العباسية وما بعدها :-
في عهد الدولة العباسية انبسط نفوذهم على اليمامة وتتابع عليها الولاة، ثم شملها الضعف الذي شمل الخلافة العباسية، وكثرت فيها الفتن والأحداث حيث استولى على اليمامة بنو الأخيضر العلويين، مما أدّى إلى رحيل ( بعض ) أهل اليمامة منها سنة 253هـ (82)، كما رحل بعض بني حنيفة إلى البصرة سنة 310هـ (83).
وكان رحيلهم للجور الذي لحقهم من بني الأخيضر، إضافة إلى أنّ العراق هي حاضرة بلاد المسلمين في تلك الفترة، فربما خرج بعضهم طلبًا للعلم، حيث ظهر من القبيلتين هناك علماء وشعراء ورواة للحديث الشريف منهم :-
مسند البصرة الثقة المعمر أبو روق أحمد بن محمد الهزاني ( ت332هـ ) (84) حدّث هو وأبوه وجدّه وابن أخيه أبو عمرو محمد الهزاني الذي توفي في القرن الخامس الهجري تقريبًا (85)، وكذلك الشاعر محمد بن جعفر الحنفي كان راوية وأديبًا، انتقل إلى بغداد وتوفي هناك سنة 290هـ (86).
وبعد تلاشي قوة بني الأخيضر أمام القرامطة ( حتى سنة 467هـ )، لم تقم بعدهم في اليمامة ولاية قوية، بل انتقلت السلطة والسيطرة إلى شرق الجزيرة ( الأحساء وما حولها )، ويرى الجاسر وابن خميس أنّ بني الأخيضر بقوا في اليمامة في جوار بني هزان بنعام في القرن الخامس الهجري وما بعده (87).
أمّا اليمامة فظلت تحكم حكمًا مترنحًا، وأصبح كثير من حلقات تاريخها مفقودة قرونًا متعاقبة، وشحّت المصادر في ذِكْر تفاصيل تلك الفترة سوى بعض النتف الإخبارية والإشارات الشعرية كما عند الشاعر / علي بن المقرب العيوني ( ت630هـ ) الذي عاش صباه في حجر اليمامة، ذلك أنّ أمه من بني عبيد من حنيفةأهل حجر، قال مفتخرًا (88) :-
فـمـا ولـدتـنـي حـاضـن حـنـفـيـــة *** عبيدية تسمـو إلى الحسب الجزل
وذكر أيضًا في أشعاره بعض بلدان اليمامة كحجر وماوان وإجلة وأشيء وملهم ونعام .
وفي القرن الثامن الهجري، زار اليمامة الرحالة الشهير / ابن بطوطة سنة 732هـ، ومرّ على ( حجر اليمامة ) فقال : " ثم سافرنا إلى مدينة اليمامة، وتسمَّى أيضًا بحجر مدينة حسنة، خصبة ذات أنهار وأشجار، يسكنها طوائف من العرب، أكثرهم من بني حنيفة، وهي بلدهم قديمًا، وأميرهم / طفيل بن غانم، ثم سافرت منها في صحبة هذا الأمير برسم الحج، وذلك في سنة اثنتين وثلاثين .. " (89).
وفي تلك الفترة أيضًا يتناقل الرواة أخبارًا عن حروب لسكان المجازة من بني هزان بقيادة أميرهم / راشد الوايلي الهزاني، ومعهم العبادل من تميم ضد بني عقيل العامريين (90).
يعضد ذلك ما رواه الشيخ / قاسم بن محمد آل ثاني أمير قطر (ت1331هـ) مشيرًا إلى حلفهم مع قبيلة الهزازنة حيث قال : " إنّ المعاضيد نزلوا وادي نعام في نجد، ولا تزال بعض الآثار تدلّ على هجرتنا، ويقال للموضع الذي استقرّ فيه أجدادنا ( وادي المعاضيد )، وهو بين الحوطة ونعام، وفي هذه الفترة تحالف أجدادنا مع الهزازنة من عنـزة، وحصلت لنا وقائع مع قبيلة عقيل العامرية " (91).
وتجدر الإشارة إلى أنّ لفظة (الهزازنة) المشتقة من (هزان) انتشرت في القرون المتأخرة، ومثلهم كثير في قبائل العرب حيث عرفت قبيلة (غسان) بالغساسنة، والمرجع في هذا هو أصل اشتقاق الكلمة، فالأصل في الجمع هو المفرد، ومفرد الهزازنة (هزاني).
بقاء القبيلتين في مساكنهم القديمة :-
من أبرز أخبار بني حنيفة عند مؤرخي نجد في العصر الحديث ما ذكروه عن وفود / ربيعة بن مانع المريدي ( الجدّ الثاني عشر للملك / عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل ) على ابن عمه / ابن درع صاحب ( حجر ) و ( الجزعة )، وكلاهما من بني حنيفة (92)، فمنحه أرضين في نواحي الدرعية فعمرها ربيعة وبنوه، وما زالوا في قوة وعدد حتى انتقل إلى الدرعية الإمام المجدّد الشيخ / محمد بن عبد الوهاب فوجد في كنف أميرها الإمام / محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع، وجد في كنفه المؤازرة والرعاية، فقامت بذلك الدولة السعودية المباركة على أساس الكتاب والسنّة، وذلك عام 1157هـ، ولا زال الحنفيون في منازلهم .
يشير إلى ذلك الشاعر النسابة / جبر بن سيار (ت1085هـ) قال : " كل أهل الدرعية من بني حنيفة بن وايل، والهزازنة " (93). قلت : ولعلّ في عطف الهزازنة على بني حنيفة شاهدًا آخر على مدى الترابط بين القبيلتين .
أمّا عن بقاء قبيلة بني هزان فهم في ديارهم القديمة . يقول نسابة نجد / ابن لعبون : " الهزازنة بنو هزان أهل الحريق ونعام .. " (94)، بل وحتى المؤرخين غير العرب حيث قال المستشرق الألماني / ماكس أوبنهايم في كتابه الشهير " البدو " : " كان بنو هزان القبيلة الرئيسة من عنـزة في جزيرة العرب، وكانت منطقتهم تقع جنوب المكان الذي يخترق فيه وادي حنيفة جبل طويق، بين واحة الخرج الحالية وحريق، وبقي بنو هزان تحت اسم الهزازنة في منطقتهم القديمة " (95).
ومن أبرز أخبار بني هزان في العصر الحديث هو استعادتهم للسلطة في الحريق ونعام سنة 1040هـ حيث ذكر / ابن بشر في سوابقه ما نصه : ( وفي عشر الأربعين بعد الألف استولوا " الهزازنة " على الحريق ونعام أخذوه من القواودة من سبيع .. ) (96).
علّق على هذا النص كل من الشيخ / عبد الله بن خميس عند حديثه عن بلدة (نعام ) بقوله : " معنى هذا أنهم استردّوه، وإلا فإنّ هذا الوادي وما حوله كله من ديار الهزازنة منذ العهد الجاهلي " (97).
وكذلك الشيخ / حمد الجاسر حيث قال ما نصه : " ما وقع في تواريخ نجد من أنّ الهزازنة استولوا على نعام والحريق في أول القرن الحادي عشر غير صحيح من كل وجه . وأنّ الصواب أنهم استعادوه، فهو بلادهم منذ القدم، كما تؤيد النصوص التي ذكرها المتقدمون " (98)، وذكر مثل ذلك / فليكس مانجان (99)، و / المغيري (100)، و / الزركلي (101)، و / عمر كحالة (102)، و / ابن بليهد (103)، وغيرهم الكثير مما تركناه خشية الإطالة .
وختامًا، لعلنا في هذا البحث نكون قد بيّنا ما يتصف به أهل اليمامة من خلال صفات كريمة ونبيلة تجلّت في علاقات القربى والحلف والجوار في الأنموذج الحنفي - الهزاني من مشاهد كانت حاضرة، ومواقف خالدة بين القبيلتين منذ العهد الجاهلي وحتى عصرنا هذا .
الهوامش :-
* الخرج، المملكة العربية السعودية .
(1) السمعاني، أبو سعيد عبدالكريم، الأنساب، تقديم: محمد أحمد حلاّق، دار إحياء التراث العربي ( الهزاني - الحنفي )، وعند اللباب في تهذيب الأنساب لابن الأثير، وعجالة المبتدي وفضالة المنتهي في النسب للحازمي .
(2) ابن الكلبي، محمد بن السائب، نسب معد واليمن الكبير، تحقيق محمود فردوس العظم، دمشق، دار اليقظة العربية 1988م، 1/51 و23 (أبناء عنـزة بن أسد) و(أبناء لجيم بن صعب).
(3) الدينوري، أبو حنيفة أحمد بن داود، الأخبار الطوال، تحقيق عمر الطباع، بيروت، دار القلم، ص21.
(4) ابن خميس، عبدالله بن محمد، معجم اليمامة، مطابع الفرزدق، ط1، سنة 1398هـ، 1/38.
(5) مجلة العرب، السنة الثالثة، محرم 1389هـ، 7/662.
(6) المرزباني، أبو عبيد الله محمد، معجم الشعراء، تحقيق عبدالستار أحمد فراج، ص43.
(7) الهجري، هارون، التعليقات والنوادر، تحقيق حمد الجاسر، ط1، سنة 1413هـ، 2/998.
(8) ابن ماكولا، علي بن هبة الله، الإكمال، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 2/125 باب (جميل)
(9) الميداني، أبو الفضل أحمد النيسابوري، مجمع الأمثال، تحقيق محمد أبو الفضل، بيروت، المكتبة العصرية، ط1، سنة 1428هـ، 2/95، الباب الحادي والعشرون (ق). (10) البكري، أبو عبيد، معجم ما استعجم، القاهرة، مكتبة الخانجي، ط3، 1417هـ، 3/1031. (11) الهمداني، ابن الفقيه أحمد بن محمد، كتاب البلدان، بيروت، عالم الكتب،
ط1، سنة 1416هـ، ص86؛ وياقوت الحموي، معجم البلدان، رسم (نعام).
(12) الهمداني، صفة جزيرة العرب، تحقيق: محمد بن علي الأكوع، القاهرة، دار الآفاق العربية، طبعة 1423هـ، ص273، 275.
(13) الجاسر، حمد بن محمد، جمهرة أنساب الأسر المتحضرة، الرياض، دار اليمامة 1401هـ 2/890.
(14) الحموي، ياقوت، معجم البلدان، بيروت، دار صادر، ط3، 2007م، 4/145 رسم (العلاة والعلية).
(15) الجاسر، حمد بن محمد، مدينة الرياض عبر أطوار التاريخ، الرياض، دارة الملك عبدالعزيز، 1422هـ، ص29 (سكنى عنـزة في اليمامة).
(16) ابن الكلبي، هشام بن محمد، مصدر سابق، 1/51.
(17) الحموي، ياقوت، مصدر سابق، 5/61 رسم (المحرقة).
(18) الحموي، ياقوت، مصدر سابق، 2/222 رسم (حجر).
(19) ابن خميس، عبدالله بن محمد، مصدر سابق، 1/348، رسم (وادي حنيفة).
(20) المرزباني، أبو عبيدالله محمد، مصدر سابق، ص285.
(21) الأصفهاني، أبو الفرج، الأغاني، بيروت، دار الكتب العلمية، 11/317.
(22) الأصفهاني، أبو الفرج، مصدر سابق، 9/143.
(23) ابن حبيب، أبو جعفر محمد، كتاب المحبر، بيروت، منشورات المكتب التجاري، ص210.
(24) اللهازم: بنو قيس بن ثعلبة وبنو تيم الله بن ثعلبة وبنو عجل بن لجيم وبنو عنـزة بن أسد، انظر: ابن عبد ربه، العقد الفريد، 2/67، أبو عبيدة، النقائض، 2/728، الجوهري، الصحاح، 5/238.
(25) الزركلي، خير الدين، الأعلام، ط3، 9/79، (هزان بن صباح).
(26) الآمدي، أبو القاسم الحسن بن بشر، المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء وكناهم وألقابهم وأنسابهم وبعض شعرهم، بيروت، دار الجيل، ط1، سنة 1411هـ، ص117.
(27) جريدة الجزيرة العدد 4753 تاريخ 19/محرم/1406هـ، مقال: (بنو هزان الهزازنة)
(28) كحالة، عمر رضا، معجم قبائل العرب القديمة والحديثة، ط5، 1/312 (حنيفة بن لجيم).
(29) سورة الفتح، الآية: 16.
(30) على ما رواه ابن إسحاق، في جامع البيان وتفسير ابن كثير وغيره.
(31) ابن خميس، مصدر سابق، 1/301، رسم (حجر).
(32) أوس بن حجر، ديوان أوس بن حجر، تحقيق محمد بن يوسف نجم، بيروت، دار صادر، ط3، ص47.
(33) المبرِّد، محمد بن يزيد، الكامل، دار الفكر العربي، 1/244
(34) ابن حجر، أوس بن حجر التميمي، ديوان أوس بن حجر، بيروت، دار صادر، ط2، ص48.
(35) أبو عبيدة، معمر بن المثنى، الديباج، ص46، وابن دريد، الاشتقاق، ص348.
(36) الأصفهاني، حمزة بن الحسن، الدرة الفاخرة في الأمثال السائرة، القاهرة، دار المعارف 2/35 (غيث الضريك).
(37) الآمدي، أبو القاسم، مصدر سابق، ص226.
(38) الآمدي، أبو القاسم، مصدر سابق، ص99.
(39) البلاذري، أنساب الأشراف، ط. دار الفكر، 1/52.
(40) ابن الكلبي، مصدر سابق، 2/456.
(41) ابن خميس، مصدر سابق، 1/ 313.
(42) الأصفهاني، أبو الفرج، مصدر سابق، 11/120و121و122.
(43) ابن حبيب، مصدر سابق، ص399.
(44) الوزير المغربي، الحسين بن علي، أدب الخواص في المختار من بلاغات قبائل العرب وأخبارها وأنسابها وأيامها، الرياض، دار اليمامة، 1400هـ، 1/103.
(45) أبو عبيدة، معمر بن المثنى، أيام العرب قبل الإسلام، بيروت، عالم الكتب، ط1، 1424هـ، 2/296.
(46) ابن هشام، عبدالملك بن هشام، السيرة النبوية، تحقيق: مصطفى السقا، بيروت، 1391هـ، 4/205.
(47) الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك، بيروت، دار الكتب العلمية،
ط3، سنة 1426هـ، 2/275.
(48) الوشمي، صالح بن سليمان الناصر، ولاية اليمامة، الرياض، مكتبة الملك عبدالعزيز، 1412هـ، ص87.
(49) ابن حجر العسقلاني، شهاب الدين أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق علي محمد البجاوي، القاهرة، دار نهضة مصر، 7/27.
(50) الهجري، مصدر سابق، 4/1901 (الحاشية).
(51) جريدة الرياض العدد 11323 مقال (عباية بن شكس الهزاني طرف من أخباره) للأستاذ أحمد العريفي.
(52) الأعرابي، أبو عبدالله محمد، أسماء خيل العرب وفرسانها، تحقيق: د.محمد عبدالقادر أحمد، مكتبة النهضة المصرية، ط1، 1404هـ، ص146.
(53) الحموي، ياقوت، مصدر سابق، 5/378-394.
(54) الحموي، ياقوت، مصدر سابق، 5/136 رسم (المصانع).
(55) ابن دريد، محمد بن الحسن، جمهرة اللغة، بيروت، دار صادر، ج1 مادة (ر- ض- و)، والاشتقاق.
(56) الحموي، ياقوت، مصدر سابق، 5/14 رسم (لحاء).
(57) الرازي، أبو محمد عبدالرحمن بن أبي حاتم، الجرح والتعديل، الهند، 1373هـ، القسم الرابع، 3/101.
(58) الطبري، مصدر سابق، ج3.
(59) التميمي، سيف بن عمر، الردة والفتوح، تحقيق: د. قاسم السامرائي، الرياض، دار أمية، ط2، 1418هـ، ص296.
(60) الطبري، مصدر سابق، ج3.
(61) ابن خياط، خليفة بن خياط العصفري، تاريخ خليفة بن خياط، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1415هـ، ص110.
(62) الطبري، محمد بن جرير، مصدر سابق، 3/40-41.
(63) الطبري، مصدر سابق، 3/350.
(64) البلاذري، مصدر سابق، 5/423 و424.
(65) ابن خميس، مصدر سابق، 1/313 رسم (الحريق).
(66) الهزاني، خالد بن عبدالله، طيور القلب، الرياض، دار الوطن، 1412هـ، ص114.
(67) الحربي، أبو إسحاق، المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة، تحقيق: حمد الجاسر، الرياض، دار اليمامة، ص367.
(68) السمعاني، الأنساب، المجلد الثالث، ص51، ط. دار إحياء التراث العربي، تحقيق محمد حلاق.
(69) ابن الأثير، علي بن محمد، الكامل في التاريخ، بيروت، دار الفكر، 1398هـ، 5/313، حوادث سنة خمس وستين.
(70) ياقوت الحموي، مصدر سابق، 5/56.
(71) الجاسر، حمد، ابن عربي موطد الحكم الأموي في نجد، الرياض، دار اليمامة، ط1، 1414هـ، ص51 و52 و53.
(72) الأعشى، ميمون بن قيس، الصبح المنير في شعر أبي بصير، الكويت، دار ابن قتيبة، ط2، 1993م، ص311.
(73) جريدة الرياض، العدد 14340، الجمعة 16/رمضان/1428هـ.
(74) حمد الجاسر، مجلة العرب، السنة الثالثة، محرم 1389هـ، 7/666.
(75) جرير، ديوان جرير، شرح د. يوسف عيد، بيروت، دار الجيل، بيروت، 1425هـ، ص648.
(76) البلاذري، مصدر سابق، 9/209.
(77) الآمدي، أبو القاسم، مصدر سابق، ص117.
(78) البلاذري، مصدر سابق، 9/208-211.
(79) ابن الأثير، علي بن محمد، مصدر سابق، 4/262.
(80) ابن خلدون، عبدالرحمن بن محمد، العِبَر وديوان المبتدأ والخبر، بيروت، 1979م، 5/234.
(81) البلاذري، مصدر سابق، 4/231.
(82) ابن حوقل، أبو القاسم، صورة الأرض، القاهرة، دار الكتاب الإسلامي، ص38.
(83) الحموي، ياقوت، 4/319 رسم (قران).
(84) الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد، سِيَر أعلام النبلاء، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط8، 15/285-286.
(85) ابن حجرالعسقلاني، شهاب الدين أحمد بن علي، لسان الميزان، بيروت، دار الفكر، ط1، 1/279.
(86) المرزباني، أبو عبيد الله، مصدر سابق، ص401.
(87) مجلة العرب، السنة الثالثة، 7/665، وابن خميس، مصدر سابق، 1/39و313.
(88) الخضيري، علي بن عبدالعزيز، علي بن المقرب العيوني حياته وشعره، الرياض، ط2، 1418هـ، ص67.
(89) رحلة ابن بطوطة، ص280.
(90) عبدالرحمن الحوتان، مجلة العرب، السنة السابعة، محرم وصفر1411هـ 7،8/553
(91) الشريفي، إبراهيم ابن دخنة، المعاضيد وقطر تاريخ ونسب وحضارة، الكويت ط1، سنة 1420هـ، ص147.
(92) ابن عيسى، إبراهيم بن صالح، تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد ووفيات بعض الأعيان وأنسابهم بعض البلدان من 700هـ إلى 1340هـ، ط1، 1386هـ، ص36.
(93) ابن سيار، جبر، نبذة في أنساب أهل نجد، تحقيق راشد بن محمد بن عساكر، الرياض، درة التاج، ط1، 1424هـ، ص126.
(94) ابن سيار، جبر، مصدر سابق، ص132 الحاشية نقلاً عن القسم المخطوط من الأنساب، ص39.
(95) ابن بِشر، عثمان بن عبدالله، عنوان المجد في تاريخ نجد، تحقيق عبدالرحمن آل الشيخ، الرياض، دارة الملك عبدالعزيز، ط4، 1403هـ،2/320.
(96) ماكس ف. أوبنهايم، البدو، تحقيق ماجد شبر، الوراق للنشر، 1/121.
(97) ابن خميس، مصدر سابق، 2/20 رسم (نعام).
(98) مجلة العرب، السنة الثالثة، محرم 1389هـ، 7/669.
(99) فليكس مانجان، تاريخ الدولة السعودية الأولى، ترجمة محمد خير البقاعي، الرياض، دارة الملك عبدالعزيز، ص387.
(100) المغيري، المنتخب في أنساب العرب، ص401.
(101) الزركلي، خير الدين، الأعلام، بيروت، دار العلم للملايين، 9/79-80.
(102) كحالة، عمر رضا، معجم قبائل العرب القديمة والحديثة، بيروت، دار الرسالة، ط8، 3/1218.
(103) ابن بليهد، محمد بن عبدالله، صحيح الأخبار عمّا في بلاد العرب من الآثار، ط3، 3/232.

وفي ختام هذا البحث نشكر الدكتور سعد بن حمد الهزاني على بحثه المفيد

وأضيف بعض أعلام بني هزان من عنزة أضافة إلى ما ذكره الدكتور سعد

( من أعلام ومشاهير قبيلة بني هزان من عنزة بن أسد بن ربيعة في العصر الجاهلي وصدر الأسلام ) :
1- أبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني العنزي قال السمعاني حدّث هو وأبوه وروى عنه جماعة
2- إبراهيم بن إسحاق بن بشير بن عبد الله بن ديسم بن بكير بن ثابت بن سلمه بن مكروه الهزاني العنزي المشهور بإبراهيم (الحربي) نسبة للحربية : محلة ببغداد ، وجده عبدالله بن ديسم هو من قال عنه بن الكلبي : كان من أهل خرسان يعني في زمانه من شيوخه الامام أحمد بن حنبل ، وجاء عنه ان امه تغلبية من نصارى تغلب الجزيرة ، كما جاء ذلك في ترجمته عند السمعاني وغيره
3 - عباية الهزاني العنزي رضي الله عنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلّم مع وفد ربيعة 0
4- أبو الأسود الهزاني العنزي صحابي رضي الله عنه من بني هزان من عنزة ذكره وثيمة في الردة وقال إنه كان نازلا في بني حنيفة فلما قتل مسيلمة حبيب بن عبد الله رسول أبي بكر الصديق انكر أبو الأسود ذلك وقال إن قتل الرسول من حادث الدهر عظيم في سالف الأيام ... بئس من كان من حنيفة إن كان ... مضى أو بقي على الإسلام وأظهر أبو الأسود إسلامه حينئذ استدركه بن فتحون .
5- - عرفجة بن عرفطة الهزاني العنزي كان سيد بني هزان في العصر الجاهلي ، وكان حصين بن نبيت االعكلي سيد بني عكل، وكان كل واحد منهما يغير على صاحبه، فإذا أسرت بنو عكل من بني هزان أسيراً قتلوه، وإذا أسرت بنو هزان منهم أسيراً فدوه، فقدم راكب لبني هزان عليهم فرأى ما يصنعون فقال لبني هزان: لم أر قوماً ذوي عدد وعدة وجلد وثروة، يلجؤن إلى سيد لا ينقض بهم وتراً، أرضيتم أن يفنى قومكم رغبة في الدية، والقوم مثلكم تؤلمهم الجراح ويعضهم السلاح، فكيف تقتلون ويسلمون ؟ ، وأعلمهم أن قوماً من بني عكل خرجوا في طلب إبل لهم فخرجوا إليهم فأصابوهم، فاستاقوا الإبل وأسروهم، فلما قدموا محلتهم قالوا بني عكل : هل لكم في اللقاح، والأمة الرداح، والفرس الوقاح ؟ قالوا: لا. فضربوا أعناقهم، وبلغ عكلاً الخبر فساروا يريدون الغارة على بني هزان، ونذرت بهم بنو هزان فالتقوا فاقتتلوا قتالاً شديداً حتى فشت فيهم الجراح، وقتل رجل من بني هزان وأسر رجلان من بني عكل، وانهزمت عكل. وأن عرفطة قال للأسيرين: أيكما أفضل لأقتله بصاحبنا؟ وعسى أن يفادي الآخر. فجعل كل واحد منهما يخبر أن صاحبه أكرم منه، فأمر بقتلهما جميعاً،.
6- السوار الهزانية العنزية هي أحدى النساء التي قال عنهن أبو حمزة إذا تزوجت الواحدة منهن رجلا وأصبحت عنده كان أمرها إليها إن شاءت أقامت وإن شاءت ذهبت0
7- محمد بن بكر الهزّاني العَنزِيّ من رواة الحديث .
8- مزيد بن عبدل الهزاني العنزي من بني حلاكة كان شريفاً
9- الحسن بن علي الهزاني العنزي من رواة الحديث وهو من الثقات .
10- عبدالله بن حماد الزيادي العنزي ذكر الرشاطي أن زياد هو ابن بكر بن أياس بن روق بن العاتك بن عمرو بن كليب بن ضور بن رزاح بن مالك بن سعد بن وائل بن هزان بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة
11- ميمـون بن أستاذ الهـزاني العَـنَـزِيّ تابعي
12- الشاعر عبدالله بن ضباب بن سفيان الهزاني العنزي وهو اعشى هزان شاعر من بني ضور بن رزاح من بني هزان من اهل اليمامة من عنزة أورد له صاحب المكاثرة قصيدة رائية قالها أيام نجدة الحروري وأبياتاً قالها في المنذر ظئر بني سعد بن قيس بن ثعلبة وكان لقومه خبر مع بني ( العوام) أشار عليه بقوله من قصيدته : وذكر وقائع ومفاخرات توفي نحو عام ( 70هـ )
أبـاح لـنـا مـابـيـن بصـرى ودومـة *** كـتـائـب مـنـا يـلـبـسـون السـنـورا
بـعـزٍ ضّـبـراة عـظـيـم قـمـاقـــــــم *** إذا الحـرب هـمـّت لاقحاً أن تـشذرا
إذا نحن سامانا عـلى الملـك واحـد *** مـن الـنـاس خـلى مـلـكـه يتـقـطـرا
ويـوم الشعـارا قـد أثـارت خيـولنـا *** عـجـاجـاً تـهـاداه السـنـابـك أكـدرا
وبالسوط من بطن المجازة لم ندع *** بـهـا عـامـراً أو مـن يبايع أصـورا
ونحن ضربنا الملك إذ جـاء باغيـاً *** فـولـى وأشبعـنـا ضبـاعـاً وانـسـرا
إذا نحن سامانا على الملك واحداً *** مـن الـنـاس خـلا مـلـكـه وتـفـطّـــرا
ونحن استقينـا مـن تبالـة بعـد ما *** ربطنا بهـا مـن بين أحـوى واشعـرا
يخـضـدن سـدراً مـن تـبـالـة آنـيـاً *** وأثـلاً طوال السوق فيها وعـرعـرا
وبالطائف المعمور جـرّت خيولنـا *** ونـخـلاً صبـحـنـا دارعـيـن وحسـرا
ولـولا حـرام الـلـه أن نـسـتـحـلـه *** لـلاقـى بـنـو الـعـوام يـوماً مـذكــّرا
متى ترجع الجرد العناجيج والقـنا *** إلـى سائـب لـم نـنـتـظـر أن نـؤمـرا
تلـصّـه بـاكـنـاف الـمـديـنـة كـلـهـا *** فيلـقى قـتـيـلاً أو يـلاقـون حـمـيـرا
ولـم يـك بـعـد العـدم إول من طغى *** ولا أول الأحــرار عـبـداً تـحـــــررا
أبـوك أبـو سـؤ وأمـك لـئـيـمـــــة *** تغـني وتـدعـي بـالـمـديـنـة حـمـزرا
نـفت مضـر الحمراء عنا سيوفنـا *** كـمـا طـرد الـلـيـل الـنـهـار فـأدبــرا
وجاء في كتاب أسماء خيل العرب وفرسانها تأليف أبو عبدالله محمد بن زياد بن الأعرابي
المتوفي سنة 231هـ قال خيل عنزة بن أسد
13 - عقبة بن سالم الهزاني العنزي فارس مياح قال فيه :
داويـت مـيـاحـاً لـهـا وصنعـتـه ***فداويت ملء العين ما فيه مزعـم
أما إذا استـدبـرتـه فهـو حشـور *** وأمـا إذا استـقـبلـتـه فهـو سلجـم
وأما إذا استعرضته فهو جرشع *** ولـه ثـبـج حـابي الضلوع محـزم
لـه قـصـر يـا ظـبي وساقا نعامة *** وأنـسـاء سـيـد لـحـمـه مـتـخـذم
يقول: ليس شيء من خيل العرب يطمع أن يسبقه. الحشور : الواسع
الجوف. والسلجم : طويل الخدين طويل العنق. حابي: سابغ طويل الضلوع.
14- عباية بن شكس الهزاني، العنزي فرسه : الحمالة، قال فيها :
نصبت لهـم صـدر الحـمالـة إنـهـا *** إذا خامت الأبطال قلت لها أقدمي
وكأن الشراعيات حـول عـذارهـا *** خـوافي غـدافي مـن الطير أسحم
وذكر الأمدي في المؤتلف والمختلف والمرزباني في معجم الشعراء من شعراء عنزة الشاعر
عمرو بن مالك بن القرار العنزي ومن شعره يقول لحاتم الطائي وكان أسيراً هو فيهم :
أحـاتـــم إنــا لا نجــيــع أسـيــرنا *** فـأنت طليق الجـوع إن كـان نـالكـا
أحـاتـم قــد جـربـتـنـا فــوجـدتـنـا *** ليوثـاً لـدى الهيـجـاء إنـا كـذالـكـا
هذه الشخصيات من بني هزان من عنزة تكذّب الذين يطعنون في بني هزّان ويدعّون كذبا أنهم
من طسم وجديس من العرب البائدة وليس مصادر الذين يأخذون الخبر على علاّته لكي ينفون هذه القبيلة العريقة التي سلسل نسبها جميع نسّابة العرب ومؤرخيهم والذين يطعنون بنسب بني هزّان كذباً وزوراً وبهتاناً حسيبهم الله ونعم الوكيل فأن مقصدهم مخالفة أبن عبار ومعظم هدفهم مكائد



كتب هذه الأضافات عبدالله بن دهيمش بن عبار الفدعاني العنزي


وكتب الباحث الكويتي المعروف جمال بن مشاري الرفدي أبو مشاري ما يلي :
( قصيدة قديمة فى ذكر بني هزان )
هذه قصيدة قديمة قيلت فى بني هزان منذ عدة قرون جائت فى كتاب ( لمحات عن تاريخ حوطة بني تميم المجازة قديماَ تأليف عبدالرحمن بن عبدالله اَل حوتان) ويذكر المؤلف أن القصيدة قد قيلت منذ عدة قرون ويبدو أنها قيلت باللغة العربية الفصحى ولكن بواسطة تناقلها بين الرواة العاميين حوروها مع مرور الزمن الى اللغة العامية لأنها وصلتنا بواسطتهم وقد ذكر بها بعض أحداث تلك الفترة مازالت معروفة لدى أهل الحوطة كانتقال بني هزان الى نعام؟ ثم يذكر أن قصر اَل خويطر الوارد فى القصيدة مازال موجوداَ فى منطقة تُدعى أسفل الباطن فى حوطة بني تميم وكذلك بعض أحداث فى كتب التاريخ كحادثة غزو أشراف مكة لنجد وكحادثة غزو بنى عقيل وحروبهم مع بنى تميم وحلفاؤهم من بنى هزان فلهذه القصيدة أهمية فى قيمتها التاريخية لاقيمتها الأدبية, ونشر هذه القصيدة التاريخية ربما يزيل بعض العوائق وسوء الفهم الذى علق بتاريخ وموروث هذه القبيلة التى نالها الكثير من الأذى والإساءة وذلك بسبب المشككين والمتأولين بعضهم ينم عن جهل والبعض الاَخر هي أهواء ودوافع شخصية وذلك بالطعن والتشكيك بأصول ونسب هذه القبيلة التى تُعد فرعاَ أصيلاَ من أصول قبيلة عنزة بن أسد كما أجمع على هذا مؤرخي وعلماء الأنساب دون خلاف ولقد فات على الناشر هنا الاشارة والتعريف عن شخصية قائل هذه القصيدة التى يبدو أنها لرجل من تميم حلفاء بنى هزان كما هو واضح من الشطر الأول، كانت حوطة بني تميم تسمى ( المجازة ) وهي من أملاك قبيلة بني هزان من عنزة منذ العصر الجاهلي ثم بعد أن هاجرت قبائل عنزة من ديارها القديمة نعام وبرك والمجازة وماوان والهدار والأفلاج وسكنت في عين التمر بالعراق ثم عاد جزء منها وسكن خيبر في أواخر القرن الثالث الهجري بقي من عنزة في بلادها القديمة في شرقي نجد ممثلة في عوائل من قبيلة بني هزّان العنزية وقد قدم إلى ديار عنزة بطون من قبائل وزاحموا بني هزّان في القرون الماضية ويبدو أن بني هزان تحالفوا مع العبادل من تميم ضد بني عقيل ونتج عن هذا التحالف استخلاص المجازة لبني تميم حيث أطلق عليها اسم ( حوطة بني تميم ) ولا تزال تعرف بهذا الاسم ولا يزال سكانها معظمهم من بني تميم ثم اختلطت عناصر من القبائل في تلك المنطقة من حاضرة وبادية ونظراً لقلة التدوين فقد أورد المؤلف عبدالرحمن بن عبدالله الحوتان في كتابه ( لمحات عن تاريخ حوطة بني تميم المجازة قديماَ ) هذه القصيدة عن أحداث بني هزان والعبادل ويذكر أن القصيدة قد قيلت منذ عدة قرون وهاهي القصيدة بعد وزنها وتصويب الأخطاء بها وتعديل العجز الذي كان قد وضع صدر وهي تدل على بعض الأحداث في تلك المنطقة التي مازالت معروفة لدى أهل الحوطة
الـراشـدي الـلـي مـن تـمـيـم تـحــدَر *** يـبـريـن وسـيـع الحـمـى مـرعـانـا
نــرعـى بـذود كـمــا غــيــم تــّزبـــر *** نـرعى بـالـقـفـر ولانـخـاف عـدانـا
جـنـبْـهـا مـن تـميـم مـدابيـل خيلهـا *** رعـي القـفـر هـو شّفنـا ومـبتـغـانـا
دارِ مـا مـثـلـهـا لـولا الـكـثـر بــهــا *** تـسقـي ظـوامـينـا وتـروي ظـمـانـا
من الـزحـام صدور الأجـواد فايضة *** والـلـه فرجهـا بإبن الأبيَضْ دعـانـا
دعـانـا العـبـدلى إبـن الأبيَضْ راشد *** راشـد هـو الـلـى مـن تـميـم نـخـانا
يـقـول بـنى عـقيـل كثـروا أعوانهم *** وحـنـا وبني هـزان ننخـى عـونـانـا
واعواننا إنتم صلب جدى وعزوتى *** نـنخـى القـرايـب فـي لـزومِ شـعَـانـا
يقول أهـل يبرين هـل الخيل ياهـلي *** يـاعـيـال عـبـدل قـبـل تِـسبـا نـسانـا
يـا طـارشـي صِـحْ فـى تـميـم كلهـا *** هـم فـزعـتـى كـان ضـهـدونـاعـدانـا
حـذراكم مـن الهـمـز عـنـد القبـايـل *** كـان اقـهـرونـا بـالـديـار اقـصـرانـا
ظهـرنـا عـلى الـداعي ملبيـن كـلنـا *** ظهـرنـا وهـدفـنـا ننظـح مـن نـوانـا
وجـمـعـنـا بـاَل راشـد أولاد عـمـنـا *** وبـالـوايـلـي مـا يـوم لـلـضـد لانــــا
وزمـا جمْعنا حول المجازة واشتهر *** نـاويـن بـالـسُـوه لـمـن هـو غـزانـا
وتـلاقـينـا مـع بـنى عقيل الأشاوس *** وطـاحـوا عـدد مـنَـا ومـن اقـبـلانـا
ثـمـان أيــام فـي مــنــاوخ وغـــارة *** عـفـنـا لـقـاهـم وهـم عـافـوا لـقـانـا
اَل معـضاد واَل سعيـد بـانْ فـعـلهـم *** أولاد دارم شـيـوخـنـا وزعـمـانـــــا
وبـني هـزان أولاد وايل هـل الفخـر *** الـلـي بـديـرتـهـم تـحـقـق مـنـانــــا
وعـلى بـنى عـقيـل نصـر مـن الـلـه *** غـطّى المجـازه عـجهـم يـوم جـانـا
ولبْست غـبْـرا المجازة ثوبها الحمرْ *** وبـني عـقيل أبـعـدوا عـن حِـمـانـا
وطردناهم من فروع المجـازة كلهـا *** وسـالـت دمـاهـم ثـم سـالـت دمـانـا
وحَـلْ ابـن رهميـة بـقـربْ المجـازة *** ونسـوانـهـم لَـجْـت ولـجـت نْـسَـانـا
وبـاقـي العـبادل يـمْ يـبـريـن نكسوُا *** وحـمـايـلـه حـلًـوا بـنـفس الـمـكـانـا
وبـني هـزان مـع راشـد أمـيـرهــم *** مـن يـحـتـمـي بـديـارهـم مـا يـهـانـا
وبني الأبيِضْ فـيـه بـنـو قصورهـم *** ثـم اسـتـقـروا بـالـمـجـازة حـذانــــا
تـومـر ابـن رهمية مـن بـعـد راشـد *** عـلـى بـنـى هــزان والـعـلـم جـانــا
واَل خـويــطـر بـعــد ذلــك تـومـــرُوا *** مـقـاديـم عـبـدل في نهـار الطعانـا
يـثـنـون مـن دون الـدخيـل بخـيلهـم *** ولا ثـقـْلـت الـقـالات هـم اومـرانـــا
وتـعـاهـدوا الـهــزازنـــه والـعـبـادل *** بتشكيل جمع من الشريف ايحمَانـا
حـارب تـميـم ولاطـرا الصلح بينهـم *** وأنـكـف وهـاب ديـارنـا مـا ودانـــا
1- بني عقيل يبدوا أنهم البطن المشهور من عامر بن صعصعة
2- اَل معضاد بطن من تميم واليه يُنسب اَل ثاني حكام قطر وبعض الأسر النجدية الشهيرة
3- بني دارم أيضا من البطون المعروفة فى تميم ويقال للمنتسب اليها بالدارمى
4- راشد كما فى أول القصيدة يبدوا أنه تميمي ويُعرف بابن الأبيضْ بدليل قول الشاعر- دعانا العبدلى ابن الأبَيضْ راشد - راشد العبدلي من تميم نخانا وقوله - وجمعنا باَل راشد بنى عمنا- وبالوايلي اللي بالضد مالانا - يدل أن راشد والوايلي المذكور شخصيتين منفصلتين عن بعض وإن لم يذكر الشاعر إسم هذا الوايلي إلا أنه واضح أنه من بنى هزان ثم يعود وينسب راشد الى بنى هزان مرةَ أخرى ويقول أنه أميرهم! لقوله – وبني هزان مع راشد أميرهم – استقروا بالمجازة حذانا - وبعدها يذكر أن ابن رهمية تأمر على بنى هزان وأن بنى هزان وابن رهمية هم فى راشد؟ لقوله – حيث هم وابن رهمية فى راشد – مقاديم عبدل نهار الطعانا وعبدل هم العبدلي كونهم من تميم كما جاء فى أول القصيدة ورغم هذا الخلط الواضح والتباين فى القصيدة ولكن قوله - وبنى هزان مع راشد أميرهم - تدل بشكل واضح أن راشد من أمراء بنى هزان المتقدمين وكون هذه القصيدة قديمة جداَ لايعرف لها تاريخ ولم تُذكر فى المصادر التاريخية تعذر علينا التوسع أكثر وذلك لعدم الاستدلال بالواقعة ومعرفة الحدث!
ملاحظة:-
فاتني أن أذكرأن ُمسمى الوايلي كانت تُطلق على رجال قبيلة بنى هزان قديماَ؟ وهذا النص ينفى نفياَ قاطعاَ القول أن بنى هزان لايشتهرون بالعزوة الوائلية بل بالهزاني فقظ! وأعتقد أن الأمرهنا أكثر وضوحاَ من ذي قبل فوائل هنا هو قطعاَ وائل بن هزان الجد المباشر لهذه القبيلة وليس وائل بن قاسط المتهم البرىء!وبناء عليه فلاعبرة إذن للقائلين بأن العزوة الوائلية لاتشمل بنى هزان وأنها حصرية فقط لقبيلة عنزة ذرية بشر ومسلم تحديداَ! ولكن تبقى هناك مسألة غاية فى الأهمية وهي : هل العزوة الوائلية لبني هزان لها علاقة وارتباط مباشر بالعزوة الوائلية لقبيلة عنزة اليوم؟! أم أن المسألة هي تشابه بالعزوتين لاأكثر ولاأقل؟بمعنى أن هناك وائلان وائل بن هزان ووائل جد بشر ومسلم!!هذا مالانستطيع أن نثبته أو ننفيه دون أن تتوفر لدينا قرائن وأدلة يمكن الاستدلال بها لنفي هذا الأمر أو إثباته!!

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 01-08-2024 الساعة 06:40 PM
عبدالله بن عبار متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بخصوص قبيلة بني حنيفه العريقه قحطان الأنساب العام واستفسارات الأنساب 1 09-24-2012 09:11 PM
مقاله خالد الزبيني: بنو هزان ليسوا اصل قبيلة عنزة ولا عزوتها مشعل العبار البحث العلمي في وائل جد قبيله عنزه 36 09-10-2012 10:54 PM
أجتماع قبيلة بنو هزان الهزازنة السنوي عبدالله بن عبار الأنساب العام واستفسارات الأنساب 2 09-01-2012 05:13 PM
بنو هزان اصل قبيلة عنزة وعزوتها فجحان البحث العلمي في وائل جد قبيله عنزه 7 11-18-2010 07:59 AM
تفرعات قبيلة الهزازنة بني هزان من قبائل عنزة موقع العبار أنساب قبايل عنزة في هذا العصر 0 02-05-2008 03:58 PM
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

 
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

 
 
 

الساعة الآن 08:15 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd 
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009