حوارات في أحد القروبات في نسب قبيلة عنزة
الحوار بين أحد الباحثين وعبدالله بن عبار
*- كتب عبدالله بن عبار : سبق وأن حصل في موقع قبائل ربيعة عامه وقبيلة عنزة خاصة حوارات مطوله في مواضيع شتّى تخص نسب وتاريخ قبيلة عنزة وقد لخصت هذه الحوارات والأسألة والردود في منشور تجاوزت صفحاته الألف صفحة سوف احتفظ بتلك التوضيحات لتوضيح نسب قبيلة عنزة الصحيح ونشرته بعنوان القول اليقين في تبصير الجاهلين وتكذيب المفترين و( مقالات في نسب وتاريخ قبيلة عنزة ) ( أسألة وأجوبة عبر النّت نشرت في موقع قبائل ربيعة عامه وقبيلة عنزة خاصة في تصحيح نسب قبيلة عنزة وأثبات أن جدها وائل عنزي وليس مستعار ) وأيراد ما ورد بمصادر التاريخ مما كتبه علماء النسب والتاريخ ونفي الأشاعات الباطلة وأفهام المتوهمين ومحاورة أصحاب المقاصد وردهم إلى جادة الصواب والذود عن حسب ونسب قبيلة عنزة
*- في هذه الأيام طلب أحد أصحاب القروبات اضافتي في القروب ووجهّت لي أسألة من بعض الأخوة عن حقيقة نسب قبيلة عنزة وكتبت هذا المقال وهو نبذة محتصره عن قبيلة عنزة
*- كتب عبدالله بن عبار : الأخوة الكرام حسب ما تذكر المصادر فأن قبيلة عنزة بن أسد بن ربيعة نشأت في مطلع القرن الثاني الميلادي ومؤسسها جدها الذي يرد اسمه بالمصادر عامر بن أسد بن ربيعة بن نزار وأحيان عمرو على اختلاف الكتابات وذكر أنه طعن رجلاً بالعنزة وهي العكّاز التي يتوكأ عليها كبار السّن وقتله فلّقب ( عنزة ) وأطلق هذا اللّقب على قبيلة عنزة ومنذ اشتهار جدها بهذا الأسم وهي عنزة لم يتغيّر اسمها ولا نسبها في جميع القرون ولا تزال محتفظة باسمها ونسبها ولم يختلط نسبها مع أي قبيلة من قبائل ربيعة كما يدعي البعض ولم تكن حليفه لبكر بمعنا الحلف الحقيقي الذي هو الأندماج ولم تنتحل نسب غير نسبها ولا جد غير جدها وفي هذا الوقت صدرت مقالات وكتيبات تدعي أن قبيلة عنزة حليفة لبكر بن وائل من قبل الذين تنقصهم الدرايه عن نسب عنزة الصحيح وهم يرون أنها تعد بكرية بموجب دخولها في جمع اللهازم الذي يشمل بني عجل بن لجيم من بكر وبني قيس بن ثعلبة من بكر وبني تيم بن ثعلبة من بكر ولكن الثابت أن عنزة دخلت في جمع اللّهازم عندما كانت بين بكر وبين قبائل معادية صدامات وحروب ودخول عنزة مع جمع اللّهازم لقصد الفزعة وكان يقال لها عنزة بن أسد وهي ضمن الجمع حيث أن اللّهازم ليس نسب ولا يوجد من نسب عنزة لبكر حيث قبيلة عنزة من أقدم قبائل ربيعة العدنانية وكانت تسكن في الحجاز ثم انساحت إلى تهامة وبعد أن دارت بين ربيعة وبين قضاعة حرب بسبب قتل خزيمة القضاعي ليذكر العنزي وهو القارض الذي ضرب المثل في غيابه فانحدرت عنزة إلى نجد وكانت تنجع إلى سواد العراق وموطنها الأساس شرق اليمامة في نعام وبرك وبريك وماوان والمجازة والهدار والأفلاج وتخالط قبيلة بكر وتفزع لبكر ضمن جمع اللّهازم ثم هاجر قسم من عنزة وسكن في عين التمر بمنطقة الأنبار بالعراق وعندما حدثت الحرب بين عنزة وقبائل من الأزد في جسر شمعون بالعراق عام 257هـ هاجرت إلى المدينة المنورة وخيبر وورثت بلادها غزية من طي كما ذكر القلقشندي وأبن خلدون والراجح أنها رحّلت بأمر من الخليفة العباسي حيث بحكم أتساع رقعة الخلافة العباسية إذا حصل شر بين قبيلتين متجاورتين يرحّل أحداهما ويبعدها عن الأخرى وعندما هاجرت عنزة أورد الهمداني خبر وجود عنزة في منطقة تسمّى قدس قرب المدينة المنورة عام 322هـ ومنذ ذلك التاريخ وهي في منطقة المدينة المنورة وخيبر وذكر شارح ديوان أبن المقرّب العيوني طبعة الهند أن قبيلة عنزة سكنت في خيبر وأثناء وجودها هناك ورد عنها اخبار كثيرة وبقيت في موطنها إلى بداية القرن السابع الهجري حيث تكاثرت وتوغلت في منطقة الجبلين والقصيم وأواسط نجد ثم في مطلع القرن الثاني عشر الهجري هاجر من عنزة موجات إلى العراق وسوريا وإلى حدود تركيا ولبنان وبقي منها قبائل في منطقة خيبر ومناطق أخرى وتحضر منها عوائل في نجد وأثناء تواجدها في أماكن متفرقة من نجد دارت بين عنزة وبين الكثير من القبائل حروب ومعارك ذكرها مؤرخي نجد ولم يذكرون الرواه ألا القليل منها لأنها بعيدة عن حفظ الرواه
*- وكتب عبدالله بن عبار : أود أن الفت نظر الأخوة الكرام أبناء عنزة الذين يبحثون عن الحقائق أنه بين ضهرانينا حالياً رجل باحث مجد وصادق وبعيد عن الهدف ويذكر الحقائق دون زيادة ودون مبالغة وهو رجل محايد لا يشجع فلان ولا يشجع فلان ولا يجاري الجهلاء بل يترفع عن الجدال وهو ملم في أنساب وتاريخ القبائل عامة وعنزة خاصة ومطلع وهو الباحث الشيخ جمال بن مشاري بن محمد الرفدي أبو مشاري وله بحوث عن قبيلة عنزة كتبها بصدق وأمانة وهو ليس ممن يحلقون بالفضاء ويتخيلون ولا ينتحل جد مزوّر ولا يبحث عن الشبهات وهو واثق من صحة نسب عنزة وتاريخها وأني أنصح الذين يريدون الحقائق أن يأخذون من بحوث هذا الرجل
*- كتب عبدالله بن عبار : وفي هذا الوقت اجتهد بعض الكتاب وكتب روايات لم تذكر بأي مصدر فشاعت وانتشرت وصدقها بعض الذين لم يطلعون على مصادر تاريخ وأنساب عنزة ومن هذه الروايات روايه عن تاريخ ( لعبة الدحّة ) حيث ربطت في معركة ذي قار وخصصت لعنزة وهي عبارة عن لعبة شعبية تلعبها عنزة وقبائل أخرى وليس لها تاريخ والكل يعلم أن تاريخ هذه القبيلة مشرّف ولا يحتاج إلى إضافات غير مسنده والأخوة الذين يدعّون أن لعبة الدّحة بدايتها في ذي قار لم يشيرون لأي مصدر ذكر ذلك علماً أن معركة ذي قار قد نشرت في جميع المصادر العربية وشرحت ولا أحد يستطيع يضيف لها اضافات جديدة والمعروف أن الأفتخار ليس في لعبة بل في الفعل وقد اشرت لكتاب عشائر العراق للعزاوي حيث شرح عن الدّحة وهو قد طبع قبل سبعين سنة ولو وجد تاريخ للدّحة لذكره وكانوا رواة عنزة الذين نقل عنهم آنذاك أحياء عندما كتب كتابه لذلك لا داعي أن نتناقل خبر ما ورد في مصدر ولا ورد على لسان الرواة القدامى
*- وهذا مقال رديت به على أحد الأخوه في القروب فقلت : ليس في نسب عنزة شكّه وليس في نسب عنزة قولين والذين ينسبونها لبكر وتغلب مجرد أقوال مالها مصدر ولا سند ولا دليل والذي مشكك عليه أن ينظر للمستند الذي يحمله هل هو عنزي أو بكري أو تغلبي ثم عليه أن يسأل عنزة من ادناها لأقصاها هل يوجد من عنزة من عرف أنه بكري أو تغلبي عبر العصور وعليه أن يسأل جيران عنزة من القبائل فهم يعرفون أنهم عنزة ثم عليه أن يبحث بوثائق خيبر القديمة وأقوال النسابين والمؤرخين والرحّالة والمستشرقين هل يوجد اسم غير عنزة أما بكر وتغلب فهم قبائل موجوده بالعراق وأيران وتركيا وبلدان أخرى ولم تنقرض هذه القبائل بل برز فروع من جذوع وعرفت باسماء ولم يدخل أحد منهم مع عنزة
*- كتب أحد الأخوة يقول : أن الدّحة من رقصات الحرب التي تهدف إلى بث الرّعب في قلوب الأعداء وهي عبارة عن أهازيج وأصوات تشبه إلى حد كبير لزئير الأسود أو هدير الجمال إلى آخر المقال وذكر أن بدايتها في معركة ذي قار
*- كتب عبدالله بن عبار يوضح للكاتب : أخي موقعة ذي قار حدثت قبل الهجرة بعشر سنين في العصر الجاهلي ومضى على حدوثها 1459سنة ولم تذكر الدّحة بأي مصدر يشير لحدوثها بذي قار ولا يوجد راوي يحفظ خلال هذه المدّة ؟ ولا يصدّق خبر دون مصدر ؟ وجميع المعارك التي حصلت لعنزة مع قبائل أخرى في عصرنا القريب ما ذكر أن القبيلة دحّوا دحّة حرب بل هي لعبة فرح فقط ومن يريد يجعلها دحّة حرب هو وشأنه أما الأسود فأن الأصوات تختلف والفرق واضح بين النحيط والزئير ولا يعقل أن صوت الدواحيح يخوّف والذين يدحون عادة يكونون في وقت أمن وهم عزّل غير مسلحين ويصفقّون بالكفوف والحقيقة أن هذه الأشاعة ما تليق بمقام قبيلة عنزة وهزيمة الأعداء تكون بالسلاح والشجاعة والأقدام وليس بالدحيح أما أهازيج الحرب فهي الحداء على الخيل أو النخاوي والعزاوي أثناء الألتحام والذين يرون أن افيال الفرس نفرت من الدّحة فأن ما ذكروا يعتبر تصنيف ولا يمكن أن الفرس يقبلون في حالة هجوم على بكر وهم يدحّون بذي قار ثم تجفل أفيال الفرس من أصوات الدّحة والمؤكد أن الذي جفّل الفيلة الفرسان الذين يضربون خراطيم الفيلة بالسيوف حسب ما ذكر في شرح المعركة
*- ثم أورد أحد الأخوة مقال ينسب لشخص يدعى أبن الصحراء حيث ذكر أن الدحة نشأت من فكرة قيام بني بكر في ليلتهم السابقة لصباح بداية المعركة بتشكيل مجموعات كل مجموعة تشكّل نصف دائرة ويوقدون نار أمامهم ويمارسون الدّحه التي هي عبارة عن النشيد ثم التصفيق واظهار صوت زئير الأسود وهدير الزّمل وكان الهدف منها اثارت الحماس وبعد هذه المعركة اصبحت رقصة حرب تمارسها قبائل بني بكر ومن ثم انتشرت لدى القبائل المجاورة وأخذت بالأنتشار فترة طويله حتّى كادت أن تندثر إلى أن قامت فرقة القريات والتي كانت مشكلّة من أحد قبائل الجلاس من عنزة وهي قبيلة العبادله من أحيائها وذلك في بداية مهرجان الجنادرية للتراث فأخذت تعود إلى الساحه الشعبية كرقصة حرب هكذا ذكر أبن الصحراء
*- كتب عبدالله بن عبار تعليق على مقال أبن الصحراء : الأخ أبن الصحراء تحدّث بهذا الحديث وهو لم يرد في شرح معركة ذي قار الذي ذكروه المؤرخين لأن التعبئة للحرب في خطب وقصائد نشرت كامله في شرح المعركة والدحّة مجرد لعبة ليس لها مكان في الحرب ولذلك فأن ما ذكره الأخ هو ليس له أي مصدر وقد أخذ مما اشيع في هذا العصر ومع الأسف أن مثل هذه الروايه قد تساهم في ترسيخ هذه الخرافة بأذهان العوام ونقلها وتصديقها ما يجوز وهي تشويه لسمعة قبيلة عنزة وليس فيها فخر مع أنها غير صحيحة لم تلعب بذي قار فالدحّه لعبة شعبية تعتبر من التراث تلعبها قبيلة عنزة وقبائل غير عنزة وقد عايشناها ونعرفها وكانوا يلعبونها بالمصنّع والراية وفي الطهر والعرس لذلك هي لست رقصة حرب كما يقال وكيف يتحدّث أخينا أبن الصحراء عن معركة حدتث منذ خمسة عشر قرن دون أن يشير لمصدر وأنصح الأخوة بنفي هذه الرواية لأن نفيها يدخل ضمن تنقية تاريخ قبيلة عنزة من الشوائب وليت أخينا تمعّن في شرح معركة ذي قار وذكر ما حدث دون زيادة لأن أي حدث يتعدى 200 سنه ما تحيط به صدور الرواه ؟ وأقول أن الحرب ليس لها رقصة ولا دحّة فالحرب قتال بالسّلاح والمعارك بالمبارزة ونطح الخصوم وقبائل بكر ما تعرف الدحّة لا قديماً ولا حديثاً وهي لا يزال منها فروع بالعراق وايران وتركيا ولا أحد من أبناء بكر من يعرف الدّحة البتة منذ أن خلقهم الله إلى وقتنا الحاضر وهم يعرفون ( الهوسه ) وقد حاربت قبائل بكر الفرس ومعها عنزة في ذي قار دون دحّه وعنزة وبكر ليس فخرهم بالدحه بل فخرهم بالفعل
( هلا هلابه يا هلا لا يا حليفي يا ولد ) هذه انشودة الدحّة التي يكررها الرواديد وهي كلمات شعبية بينما في عصر معركة ذي قار كان شعر بكر بالفصحى وشاعر بكر ميمون بن قيس الأعشى له قصائد في ذي قار من الشعر العربي الفصيح وهو القائل :
لمّى أمالوا إلى النشّاب أيديهم *** ملنا ببيض فضل الهام يقتطف
هذا البيت من قصيدة طويله وهو ما قال نطحناهم بالدّح والتصفيق
يتبع
الإهداءات
06-11-2018, 01:09 AM
حوارات في أحد القروبات
العرض الشجري
