الإهداءات

 

 

   

 

    
  

 


    -  تعديل اهداء
العودة   موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه الركن العلمي البحث العلمي في وائل جد قبيله عنزه
البحث العلمي في وائل جد قبيله عنزه كل مايخص وائل جد قبيله عنزه من أسئله ونقاشات
 

 
 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 02-05-2008, 12:50 PM   #1
.:: مدير الموقع ::.
 
الصورة الرمزية موقع العبار
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
الدولة: السعوديه
المشاركات: 408
افتراضي من أهم وقائع قبائل ربيعة وقعة ذي قار

( موقعة ذي قار كما يرويها المؤرخين )
موقعة ذي قار من أهم أيام العرب في الجاهلية وقد بسطت بإسهاب في عدد من الكتب منها العقد الفريد وتاريخ الطبري وبن الأثير والأغاني والنقائض ومعجم البلدان وديوان الأعشى وأيام العرب في الجاهلية وهي من مفاخر قبائل ربيعة وهي حرب ضروس دارت رحاها في ذي قار بين فرع من قبائل ربيعة ممثلة في بطون من بكر بن وائل وعنزة بن أسد وبعض من شارك من ربيعة وقد انتصرت ربيعة على قوات الهامرز فبلغ الخبر رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال ( اليوم أول يوم انتصفت به العرب من العجم وبي نصروا ) وحيث أن مفاخر قبائل ربيعة كثيرة نكتفي بقصة حرب ذي قار فهي مفخرة للعرب عامه وأسباب الحرب كما تقول المصادر : عندما قتل النعمان بن المنذر عدي بن زيد بن أيوب وكان من خواص كسرى بدأ أبنه زيد بن عدي يوغر صدر كسرى على النعمان فعرّض بحسن نساء المناذرة وشوّق كسرى على أن يخطب أبنة النعمان فأرسل كسرى ملك الفرس ، زيد إلى النعمان ليخطب له أبنته أو من قريباته ولكن النعمان أعتذر لزيد عن تزويج الملك كسرى فنقل زيد لكسرى كلام من النعمان ينطوي على مكيدة وصدّقه كسرى وكتب كتاب يطلب حضور النعمان فعلم النعمان أنه يريد قتله ولما أتاه كتاب كسرى حمل سلاحة وما قوى على حمله من محتويات قصره ولحق بجبلي طي وكان متزوجاً إليهم فأراد النعمان من طيئاً أن يدخلوه الجبلين ويمنعوه فأبواعليه خوفاً من كسرى وقالوا له لولا صهرك لقتلناك فأنه لاحاجة بنا إلى معاداة كسرى ولا طاقة لنا به ، فأقبل يطوف على قبائل العرب ليس أحد منهم يقبله غير أن بني رواحة بن قطيعة بن عبس قالوا إن شأت قاتلنا معك لمنه كانت له عندهم قال ما أحب أن اهلككم فأنه لا طاقة لكم بكسرى ثم أقبل حتى نزل في ذي قار في بني شيبان سراً فلقى هاني بن مسعود الشيباني وكان سيداً منيعاً فاستجار به فأجاره وقال له قد لزمني ذمامك وأنا مانعك مما أمنع نفسي وأهلي وولدي منه ما بقي من عشيرتي الأدنين رجل وإن ذلك غير نافعك لأنه مهلكي ومهلكك وعندي رأي لك لست أشير به عليك لأدفعك عما تريده من مجاورتي ولكنه الصواب فقال : هاته فقال: إن كل أمر يجمل بالرجل أن يكون عليه إلا أن يكون بعد الملك سوقه والموت نازل بكل أحد ولأن تموت كريماً خير من أن تتجرع الذل أو تبقى سوقه بعد الملك هذا إن بقيت فأمض إلى صاحبك وأحمل إليه هدايا ومالاً وألق بنفسك بين يديه فأما أن صفح عنك فعدت ملكاً عزيزاً وأما أن اصابك فالموت خير من أن يتلعب بك صعاليك العرب ويتخطفك ذئابها وتأكل مالك وتعيش فقيراً مجاوراً أو تقتل مقهوراً فقال كيف بحرمي ؟ قال هاني : هن في ذمتي لا يخلص إليهن حتى يخلص إلى بناتي فقال : هذا وأبيك الرأي الصحيح ولن أجاوزه ثم أختار النعمان خيلاً وحللاً من عصب اليمن وجواهراً وطرفاً كانت عنده ووجه بها إلى كسرى وكتب إليه يعتذر ويعلمه أنه سائر إليه ووجه بها مع رسوله فقبلها كسرى وأمره بالقدوم عليه فعاد إليه الرسول فأخبره بذلك وأنه لم يرى له عند كسرى أي سوءاً فمضى إليه بعد أن استودع هاني بن مسعود حلقته وأهله وولده وألف شكة حتى إذا وصل إلى المدائن لقيه زيد بن عدي على قنطرة ساباط فقال له : أنج نعيم أن استطعت النجاة فقال له أفعلتها يا زيد ؟ أما والله لئن عشت لك لأقتلنك قتله لم يقتلها عربي قط ولألحقنك بأبيك فقال له زيد أمض لشأنك نعيم فقد أخيت لك أخيه لا يقطعها المهر الأرن ( الأخية العروة تربط إلى وتد مشقوق وتشد فيها الدابة والأرن النشيط ) فلما بلغ كسرى أن النعمان بالباب بعث إليه فقيده وبعث به إى سجن كان له فلم يزل به حتى وقع الطاعون هناك فمات فيه وفي رواية لابن الكلبي القاه تحت أرجل الفيلة فوطئته حتى مات ورثوه كبار شعراء العرب فمن قصيدة للنابغة الذبياني يقول :
مـن يطلـب الدهـر تـدركـه مخالبـه ** والدهـر بالوتـر ناج غيـر مطلـوب
ما مـن أنـاس ذوي مجـدٍ ومكرمـة ** إلا يـشـد عـلـيـهــم شــدة الــذيــب
حـتى يـبـيـد عـلى عـمـد سـراتـهـم ** بالنـافـدات مـن الـنبـل المـصايـيـب
أني وجدت سهام المـوت معـرضة ** بـكـل حتـف مـن الآجــال مكـتــوب
وقال الشاعر زهير بن أبي سلمى المزني من قصيده :
ألـم تـرى لـلـنعـمـان كـان بـنـجـدة ** مـن الشـر لـو أن أمـرأ كـان بـاقـيـا
فـلـم أرى مخـذولاً لـه مـثـل ملكـه ** أقـل صـديـقـاً أو خـلـيـلاً مـوافـيــــا
خـلا أن حيـاً مـن رواحـة حافظـوا ** وكـانـوا أنـاس يـقـون الـمـخـازيـــا
فـقـال لـهـم خـيـراً وأثـنـى عليهـم ** وودعــهــم تــوديــع ألا تــلاقــيــــا
فلما قتل كسرى النعمان أستعمل أياس بن قبيصة الطائي على الحيرة وما كان عليه النعمان وبعث إليه أن يجمع ما خلفه النعمان ويرسله إليه من الدروع وغيرها فبعث أياس إلى هاني بن مسعود يأمره بأن يرسل له ما استودعه النعمان من الدروع وغيرها وقال له لا تكلفني أن أبعث إليك ولا إلى قومك بالجنود تقتل المقاتله وتسبي الذرية فبعث إليه هاني يقول أن الذي بلغك باطل وما عندي قليل ولا كثير وإن يكن الأمر كما قيل فأنا أحد رجلين أما رجل أستودع أمانة فهو حقيق أن يردها على من أودعه أياها ولن يسلّم الحر أمانته أو رجل مكذوب عليه فليس ينبغي أن تأخذوه بقول عدو أو حاقد ، فلما منعها هاني غضب كسرى ثم أخذت بكر بن وائل تغير على السواد فوفد قيس بن مسعود بن خالد بن ذي الجدين على كسرى فسأله أن يجعل له أكلاً وطعمه على أن يضمن له بكر بن وائل ألا يدخلوا السواد ولا يفسدوا فيه فأقطعه الأبلة وما والاها وقال : هي تكفيك وتكفي أعراب قومك فكانت له حجرة فيها مائة من الأبل للأضياف إذا نحرت ناقة قيدت أخرى ، فكان يأتيه من آتاه من بكر فيعطيه جلّة تمر وكرباسة حتى إذا قدم الحارث بن وعلة والمكسر بن حنظلة اعطاهما جلتيّ تمر وكرباستين فغضبا وأبيا أن يقبلا ذلك منه وخرجا واستغويا ناساً من بكر ابن وائل ثم أغارا على السواد فلما بلغ ذلك كسرى أشتد حنقه عليهم وأرسل إلى قيس بن مسعود وهو بالأبلة وقال له لقد غررتني من قومك وزعمت أنك تكفينيهم وأمر به فحبس في ساباط ثم أرسل إلى أياس بن قبيصة وأستشاره في الغارة على بكر فقال له : ماذا ترى ؟ وكم ترى أن نغزيهم من الناس ، فقال له أياس : أن الملك لا يصلح أن يعصيه أحد من رعيته وأن تطعني لم تعلّم أحداً لأي شيء عبرت وقطعت الفرات فيروا أن شيئاً من العرب قد كربك ولكن ترجع وتضرب عنهم وتبعث عليهم العيون حتى ترى غـّرة منهم ثم ترسل حلبة من العجم فيها بعض القبائل التي تليهم فيوقعون بهم وقعة الدهر ويأتونك بطلبتك ، فقال له كسرى أنت رجل من العرب وبكر بن وائل أخوالك فأنت تتعصب لهم ولا تألوهم نصحاً فقال أياس رأي الملك أفضل فقام إليه عمرو بن عدي بن زيد العبادي وكان كاتبه وترجمانه بالعربية وفي أمور العرب فقال له أقم أيها الملك وأبعث إليهم بالجنود يكفوك 0 وكان عنده النعمان بن زرعه التغلبي وهو يحب هلاك بكر فقال لكسرى : يا خير الملوك أدلك على عدو يطلبهم وعلى غـّرة بكر ؟ قال : نعم قال : أمهلنا حتى نقيظ فإنهم لو قد قاظوا تساقطوا على ماء يقال له ذوقار تساقط الفراش في النار فأخذتهم كيف شئت وأنا عندك إلى أن أكفيكهم ومع ذلك فأن مطالبهم في ذلك الوقت كثير وذلك مما يوهن كيدهم ويكون أيسر على الملك هلاكهم فوافقه كسرى وأقرهم حتى قاظوا وجاءت بكر بن وائل فنزلت بالحنو حنو ذي قار ، ولما بلغ كسرى نزولهم عقد للنعمان بن زرعه التغلبي على تغلب والنمر وعقد لخالد بن يزيد البهراني على قضاعة وأياد وعقد لأياس بن قبيصة الطائي على العرب ومعه كتيبتاه الشهباء والدوسر فكانت العرب ثلاثة آلاف وعقد للهامرز على ألف من الأساورة وعقد لخنابزين على ألف وبعث معهم باللطيمة وقد كانت تخرج من العراق فيها البز والعطر والألطاف توصل إلى باذان عامل كسرى باليمن وأمر عمرو بن عدي أن يسير بها وكانت العرب تخفرهم وتجيرهم حتى تبلغ اللطيمة اليمن وعهد كسرى إليهم إذا شارفوا بلاد بكر ودنوا منها أن يبعثوا النعمان بن زرعة يخيرهم بين ثلاث خصال : إما أن يعطوا بأيديهم فيحكم فيهم الملك بما يشاء وإما أن يعروا الديار وإما أن يأذنوا بحرب ، وكان كسرى قد أوقع قبل ذلك ببني تميم يوم الصفقة فالعرب وجلة خائفة منه وكانت هند بنت النعمان في بني سنان فلما علمت بمسير جموع كسرى قالت تنذر العرب :
ألا أبـلـغ بـنـي بـكـرٍ رســـــولاً ** فـقـد جـد الـنـفـيـر بـعـنـقـفـيـر
فـلـيـت الجـيـش كـلهـم فـداكـم ** ونفسي والسريـر وذا السريـر
كـأنـي حـيـن جـد بـهـم إلـيـكـم ** مـعـلـقـة الـذوائـب بـالـعـبـــور
فـلـو أنـي أطـقـت لـذاك دفـعــاً ** إذاً لـدفـعــه بـدمـي وزيـــــري
فلما بلغ الخبر بكر بن وائل سار هاني بن مسعود حتى أنتهى إلى ذي قار فنزل به وأقبل النعمان بن زرعة حتى نزل على أبن أخته مرة بن عمرو فحمد الله النعمان وأثنى عليه ثم قال : أنكم أخوالي وأحد طرفي وأن الرائد لا يكذب أهله وقد أتاكم مالا قبل لكم به أحرار فارس وفرسان العرب والكتيبتان الشهباء والدوسر وإن في الشر خياراً ولأن يفتدي بعضكم بعضاً خير من أن تصطلموا أنظروا هذه الحلقة فأدفعوها وأدفعوا رهناً من أبنائكم بما أحدث سفهاؤكم فقال القوم ننظر في أمرنا ، ثم بعثوا إلى من يليهم من بكر وبرزوا ببطحاء ذي قار بين الجلهتين وأخذوا يرتقبون من يأتي من قبائل بكر لا ترفع جماعة إلا قالوا سيدنا في هذه فرفعت لهم جماعة فقالوا : سيدنا في هذه فلما دنوا إذا هم بعبد عمرو بن بشر بن مرثد فقالوا لأ ثم رفعت لهم أخرى فقالوا : سيدنا في هذه فإذا هو جبلة ابن باعث بن صريم اليشكري فقالوا : لأ فرفعت أخرى فقالوا في هذه سيدنا فإذا هو الحارث بن وعلة بن المجالد الذهلي فقالوا : لأ ثم رفعت لهم أخرى فقالوا : في هذه سيدنا فإذا فيها الحارث بن ربيعة بن عثمان التيمي في تيم الله فقالوا : لأ ثم رفعت لهم أخرى أكبر مما كان يجي فقالوا لقد جاء سيدنا وإذا رجل أصلع الشعر عظيم البطن مشرب حمرة هو حنظلة بن ثعلبة بن سيّار العجلي فقالوا : يا أبا معدان قد طال انتظارنا وقد كرهنا أن نقطع أمراً دونك وهذا أبن أختك قد جاءنا والرائد لا يكذب أهله وهذا هاني بن قبيصة يهم بركوب الفلاة ويقول لنا لا طاقة لكم بجموع الملك قال حنظلة فما الذي أجمع عليه رأيكم وأتفق عليه ملؤكم قالوا : إن اللخى أهون من الوهى وإن في الشر خياراً ولأن يفتدى بعضنا بعضاً خيراً من أن نصطلم جميعاً 0 فقال حنظلة : قبّح الله هذا رأياً لا تجّر أحرار فارس أرجلها ببطحاء ذي قار وأنا أسمع هذا الصوت ثم أمر بقبته فضربت بوادي ذي قار ثم نزل ونزل الناس فأطافوا به ثم قال : لا أرى غير القتال فإنا إن ركبنا الفلاة متنا عطشاً وإن أعطينا بأيدينا تقتل مقاتلنا وتسبى ذرارينا ثم قال لهاني بن مسعود يا أبا أمامة إن ذمتكم ذمتنا عامة وإنه لن يوصل إليك حتى تفنى أرواحنا فأخرج هذه الحلقة ففرقها بين قومك فإن تظفر فترد عليك وإن تهلك فأهون مفقود فأمر بها هاني فأخرجت وفرقـّت في القوم ثم التفت حنظلة إلى النعمان بن زرعة رسول كسرى فقال له لولا أنك رسول لما أبت إلى قومك سالماً فرجع النعمان إلى أصحابه فأخبرهم بما رد عليه القوم فباتوا ليلتهم مستعدين للقتال وبكر يتأهبون للحرب فلما أصبحوا أقبلت الأعاجم نحوهم يسيرون على تعبية ومعهم الجنود والأفيال عليها الأساورة وكان مرداس السلمي مجاوراً في بكر بن وائل يومئذ فلما رأى الجيوش قد اقبلت إليهم حمل عياله وخرج عنهم وقال يحرضهم :
بـلـغ سـراة بـني بـكـر مـغـلغــلــة ** أنـي أخـاف عـليكـم سربـة الـواري
أني أرى الملك الهامـرز منصلتـاًً ** يـزجـي جيـاداً وركبـاً غيـر اعـياري
فـأن أبـيـتـم فـأنـي رافـع ظـعــنـي ** ومنشب فـي جبال اللـوب أضفـاري
وجـاعـلاً بـيـنـنـا ورداً غـواربــــه ** تـرمـي إذا مـا رمـى الـوادي بتيـاري
وكتب لقيط الأيادي إلى بني شيبان في يوم ذي قار شعراً يقول فيه :
قـومـوا قياماً على أمشاط أرجـلكـم ** ثم أفزعوا قد ينال الأمن من فزعا
وقــلــدوا أمــركــم الــلــه دركــــم ** رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا
لا متـرفـاً إن رخـاء العيش ساعـده ** ولا إذا عـض مـكـروه بـه خـشـعـا
مـا زال يحلـب هـذا الـدهـر أشطـره ** يـكـون مـتـبـعـاً طـوراً ومـتـبـعـــا
حـتى أستمـر عـلى شـزر مـريرتـه ** مستحكم الرأي لا قحم ولا ضرعـا
وكان نازلاً في بني شيبان ربيعة بن غزالة السكوني ثم التجيبي هو وقومه فقال : يا بني شيبان أما أني لو كنت منكم لأشرت عليكم برأي مثل عروة العلم فقالوا : أنت والله من أوسطنا فأشر علينا فقال : لا تستهدفوا لهذه الأعاجم فتهلككم بنشابها ولكن تكردسوا كراديس فإذا أقبلوا على كردوس شد الآخر فقالوا : قد رئيت رأياً ، ولما تقارب الزحفان قام حنظلة بن ثعلبة فقال : إن النشاب الذي مع الأعاجم يفرقكم فإذا أرسلوه لم يخطئكم فعاجلوهم اللقاء وابدؤهم بالشدة ثم قام إلى وضين راحلة أمرأته فقطعه ثم تتبع الظعن يقطع وضنهن فسقطن على الأرض فقال : ليقاتل كل رجل منكم عن حليلته ثم ضرب قبه على نفسه ببطحاء ذي قار وآلى ألا يفر حتى تفر القبة وقطع سبعمائة رجل من شيبان أيدي أقبيتهم من مناكبها لتخف أيديهم لضرب السيوف وقام هاني بن مسعود فقال : يا قوم مهلك مقدور خير من نجاء معرور وإن الحذر لا يدفع القدر وإن الصبر من أسباب الظفر المنية ولا الدنية وأستقبال الموت خير من استدباره والطعن في الثغر أكرم من الطعن في الدبر يا قوم جدوا فما من الموت بد فتحلوا كان له رجال أسمع صوتاً ولا أرى قوماً ويا آل بكر شدوا واستعدوا وإلا تشدوا تردوا وقام شريك بن عمرو بن شراحيل فقال : يا قوم إنما تهابونهم أنكم ترونهم عند الحفاظ أكثر منكم وكذلك أنتم في أعينهم فعليكم بالصبر فإن الأسنة تردي الأعنة يا آل بكر قدماً قدماً وجعل الناس يتحاضّون ويرجزون فقالت امرأة من عجل :

أن تهزموا نعانق ونفرش النمارق ** أو تهزموا نفارق فراق غير وامق

وقال حنظلة بن ثعلبة :

قـد جـد اشـيـاعـكـم فـجــدوا ** مـا عـلتي وأنـا مـودٍ جـلـد

والـقـوس فـيـهـا وتـرٍ عـرد ** مـثـل ذراع البـكـر أو أشـد

قد جعلت أخبار قومي تـبـدو ** إن المنـايـا ليس منهـا بـد

هــذا عـمـيــر حـيــة ألــــــد ** يـقــدمـه لـيـس لــه مـــرد

حـتى يـعـود كالكميت الـورد ** خلـوا بني شيبان فاستبدوا

روحي فـداكم وأبي والجـد

وقال يزيد بن حنظلة :

من فـر منكم فـر عـن حـريـمـه ** وجــاره وفــر عــن نـديـمـه

أنـا أبـن سيـّار عـلى شـكـيـمـه ** إن الـشـراك قــد مـن أديـمـه

وكـلـهـم يـجـري عـلى قـديـمـه ** من قارح الهجنـة أو صميمه

وقال عمرو بن جبله اليشكري :
يا قـوم لا تـغـرركـم هـذي الخـرق ** ولاوميض البيض في الشمس برق
مـن لـم يـقـاتـل منكـم هـذا العنـق ** فـجـنـبــوه الـراح وأسـقـوه الـمـرق
ووقف الجيشان متقابلين فكانت بنو عجل في الميمنة بأزاء خنابزين وعليهم حنظلة بن ثعلبة وبنو شيبان في الميسرة بأزاء كتيبة الهامرز وعليهم بكر بن يزيد بن مسهر وأفناء بكر في القلب وعليهم هاني بن مسعود فخرج أسوار من الأعاجم في أذنيه درتان من كتيبة الهامرز يتحدى الناس للبراز فنادى في بني شيبان فلم يبرز إليه أحد حتى إذا دنا من بني يشكر برز له ابن حارثة فشد عليه بالرمح فطعنه ودق صلبه وأخذ حليته وسلاحه وخرج الهامرز يدعوا إلى البراز فخرج إليه الحوفزان فقتله وفي ذلك الحين أرسلت أياد وكانت في جيوش كسرى سراً إلى بكر وقال رسولهم أي الأمرين أعجب إليكم أن نطير تحت ليلتنا فنذهب أو نقيم ونفر حين تلاقون القوم قالوا بل تقيمون فإذا التقى الناس أنهزمتم بهم ، وقال يزيد بن حمّار السكوني وكان حليفاً لشيبان أطيعوني وأكمنوا لهم كميناً ففعلوا وجعلوا يزيد رأسهم وكمنوا في مكان يقال له الخبي واجتلدوا وحملت ميسرة بكر وعليها حنظلة على ميمنة الجيش وحملت ميمنة بكر وعليها يزيد بن مسهر على ميسرة الجيش وخرج عليهم الكمين من الخبي وعليهم يزيد بن حمّار فشدوا على قلب الجيش وولت أياد منهزمة كما وعدتهم وأنهزمت الفرس وتبعتهم بني بكر0 ولحق مرثد ابن الحارث النعمان بن زرعة فأهوى له طعناً فسبقه النعمان بصدر فرسه فأفلته ولكن أسود بن بجير العجلي وضع يده في يده ثم جز ناصيته وخلى سبيله ، ثم أتبعت بكر الفرس وأحلافهم من العرب يقتلونهم بقية يومهم وليلتهم حتى أصبحوا من الغد وقد شارفوا السواد ودخلوه في طلب القوم أما أياس بن قبيصة فكان أول من أنصرف إلى كسرى بالهزيمة وكان لا يأتيه أحد بهزيمة جيش إلا نزع كتفيه فلما أتاه أياس سأله عن الخبر فقال هزمنا بكر بن وائل فأتيناك بنسائهم فأعجب ذلك كسرى وأمر له بكسوة ثم أستأذنه أياس فقال : إن أخي قيس بن قبيصة مريض بعين التمر فأردت أن آتيه ثم أستأذنه فأذن له كسرى فركب فرسه الحمامة ولحق بأخيه ثم آتى كسرى رجل من أهل الحيرة وهو بالخورنق فسأل : هل دخل على الملك أحد ؟ فقيل : نعم أياس بن قبيصة فقال ثكلت أياساً أمه وظن أنه قد حدثه بالخبر فدخل عليه وحدثه بهزيمة القوم وقتلهم فأمر به فنزعت كتفاه وهكذا انتصرت قبيلة بكر بن وائل على العجم ويوم ذي قار من أهم أيام العرب بالجاهلية وكان قد بعث النبي صلى الله عليه وسلّم وخبّر أصحابه بها فقال : ( اليوم أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم وبي نصروا ) وذو قار بير ماء لبكر بن وائل قرب من الكوفة ويعد هذا اليوم من مفاخر العرب وقد قيل بهذا اليوم الكثير من الشعر ونظراً لكثر ما قيل نلخص بعض القصائد قال الأعشى بن قيس من قصيدة :
وجند كسرى غداة الحنـو صبحهـم ** مناغطاريف ترجو الموت وأنصرفوا
لـقـوا مـلـمـلـمـة شهـبـاء يـقـدمـهـا ** لـلـمـوت لا عـجـزٍ فـيـهـا ولا خـرف
فـرع نـمـتـه فـروع غـيـر نـاقـصــة ** مـوفـق حـازم فـي أمــره أنـــــــــف
فـيـهـا فـوارس مـحـمـودٍ لـقــاؤهـم ** مـثـل الأسـنـة لا مــيـل ولا كـشــــف
بيض الوجوه غداة الروع تحسبهم ** جنـان عيـن عـليها البيض والزغـف
لـمـا رأونـا كشفـنـا عـن جمـاجـمنـا ** لـيـعــمـوا أنـنـا بـكـرٍ فـيـنـصـرفـــوا
قـالـوا البقيـة والهـنـدي يـحصدهـم ** ولا بـقــيـة إلا الـسـيـف فـانـكشـفـوا
لـو أن كـل مـعــدٍ كـان شـاركــنـــــا ** في يـوم ذي قار ما أخطاهم الشـرف
لـمـا أتـونـا كـأن الـلـيـل يـقـدمـهـــم ** مطبـق الأرض تغشاهـا بهـم سـدف
بـطـارق وبـنـو مـلـك مـرازبـــــــــة ** مـن الأعـاجـم فـي آذانـها الـنـطـــف
من كل مرجانة في البحـر أحـرزهـا ** تـيـارهـا ووقـاهـا طـيـنهـا الـصـدف
وضعـنـنـا خـلـفـنـا تجـري مدامعهـا ** أكـبـادهـا وجـلا مـمـا تـرى تـجــــف
كـأنـمـا الحـال فـي حـافـات جمعـهـم ** والبيض برق بـدأ في عارض يكـف
يحسرن عن اوجه قـد عاينت عـبـراً ** ولاحـهـا عـبـرة ألـوانـهـا كـســــف
ما في الخدود صدوراً عن وجوههم ** ولا عـن الطعن في اللبـات منحـرف
لـمـا أمـالـوا إلـى الـنـشـاب أيـديـهـم ** مـلـنا بـبـيـض فـظـل الهـام يقتطـف
وخـيـل بـكـرٍ فـمـا تـنفـك تـطحـنهـم ** حـتى تـولـوا وكـاد الـيـوم يـنتـصـف
وقال الأعشى يمدح بني شيبان :
فـدى لبني ذهـل بن شيبـان نـاقـتي ** وراكـبـهـا يـوم الـلـقـاء وقـــلــــت
كفـوا إذ أتـى الهامرز تخفق فـوقـه ** كـظـل الـعـقـاب إذ هـوت فـتـدلــت
أذاقـوهـم كـأسـاً مـن الـمـوت مـرة ** وقـد بـذخـت فـرسـانـهـم وأذلــــت
فـصبـحـهـم بـالحـنـو حـنـو قـراقـر ** وذي قـارهـا منهـا الجنـود فـقـلـت
عـلى كـل مـحـبـوك الـسـراة كـأنـه ** عـقـاب سرت مـن مرقـب إذ تدلـت
فجاءت على الهامرز وسط بيوتهم ** شأبـيـب مـوت اسبـلـت فاستهـلـت
تناهـت بنو الأحزاب إذ صبرت لهم ** فـوارس مـن شيبـان غـلب فولـت
وروى هذا البيت في لسان العرب :
وهـم ضـربـوا بالحنـو حنـو قـراقـر ** مـقـدمـة الـهـامـرز حـتـى تـولــت
قال أبو عبيدة : سئل أبو عمرو بن العلاء وقد تنافر إليه عجلي ويشكري فزعم العجلي أنه لم يشهد يوم ذي قار من بكر غير شيباني وعجلي وقال اليشكري : بل شهدتها قبائل بكر وحلفاؤهم فقال أبو عمر : قد فصل بينكما التغلبي حيث يقول :
ولـقـد رئـيـت أخــاك عـمـراً مـــرة ** يـقـضي وضيـعـيـه بـذات العـجـرم
فـي غمـرة الموت التي لا تشتـكي ** غـمـراتـهـا الأبـطـال غـيـر تـغـمغـم
وكـأنـمـا أقـدامـهــم وأكــفـهـــــــم ** سـرب تـسـاقـط فـي خـليـج مـفـعـم
ولمـا سمعـت دعـاء مـرة قـد عـلا ** وأتـى ربـيـعـة فـي العـجـاج الأقـتـم
ومحـلـّم يـمشـون تـحـت لـوائـهـم ** والـمـوت تـحـت لـواء آل مـحــلــّّـم
لا يصرفون عن الوغى بوجوههم ** فـي كـل سـابـقـة كـلـون الـعــظـلــم
ودعـت بـنـو أم الـرقاع فـاقـبـلــوا ** عــنـد الـلـقـاء بـكـل شـاك مـعــلـــم
وسـمعـت يـشكـر تـدعي بحـبـّيـب ** تـحـت العجاجـة وهـي تقطـر بالـدم
يمشون في حلق الحديد كما مشت ** أسـد العـريـن بـيـوم نحـس مـظـلـم
والجمـع مـن ذهـل كـأن زهـاءهـم ** جـرب الجمـال يقودهـا ابنـا قـشعـم
والخيـل من تحت العجاج عوابساً ** وعـلى مـنـاسجهـا سحائـب مـن دم
وقال العديل بن الفرج العجلي :
مـا أوقـد النـاس مـن نـار لمـكـرمـة ** إلا اصطـلينـا وكنـا موقـدي النـار
ومـا يعـدون مـن يـوم سـمعـت بـه ** للنـاس أفـضـل مـن يـوم بـذي قـار
جـئنـا بـأسلابهـم والخـيـل عابسـة ** لـمـا استـلـبـنـا لكسرى كـل أسـوار
وقال أبو كلبة التيمي مجاوباً العديل :
لـولا فـوارس لا مــيـل ولا عــــزل ** مـن اللـهـازم مـا قـظـتـم بـذي قـار
أن الفوارس مـن عجـل هـم أنفـوا ** من أن يخلوا لكسرى عرضة الدار
لاقـوا فوارس مـن عجـل بشكـتهـا ** لـيـس إذا قـلـصـت حـرب بأغـمـار
قد احسنت ذهل بن شيبان ماعدلت ** في يوم ذي قـار فرسان بن سيـار
ونحـن أتـيـناهـم مـن عـند أشملهم ** كــمــا تــلــبــس ورّاد بــصـّـــــدار
وقال الأعشى القيسي يلوم قيس بن مسعود الشيباني :
أقيس بن مسعود بن قيس بن خالد ** وأنـت امرؤ تـرجـو شبابـك وائـل
أطـوريـن فـي عـام غـزاة ورحـلــة ** ألا لـيـت قـيس عـرفـتـه القاتل
لقـد كـان في شيبان لـو كنت عالماً ** قـبـاب وفـيـهـم رحـلـة وقـبـائـــــل
رحـلت ولـم تـنظـر وأنـت عميدهـم ** فـلا يبلغـني عـنـك مـا أنـت فـاعـل
فـعـريّـت مـن أهـل ومـال جـمعـتـه ** كـمـا عـريـت مـمـا تـمـر المـغـازل
لـعـلـك يـوم الـحـنـو إذ صبحــتهـم ** كـتـائـب مـوت لـم تـعـظـك العـواذل
وقال بكير أصم بني الحارث بن عباد يمدح بني شيبان :
أن كـنـت سـاقـيـة الـمـدام أهـلـهــا ** فـأسـقـي عـلـى كـرم بـنـي هــمــام
وأبـا ربـيـعـة كـلـهـا ومـحــلــــــــم ** ســبــق بــغــايــة أمــجــد الأيــــام
ضربـوا بـني الأحـرار يـوم لقوهـم ** بـالـمـشـرفـي عـلـى مـقـيـل الـهـام
شـد أبـن قـيـس شـدة ذهـبـت ** لـهـا ذكــراً لــه فــي مــعــرق وشــــــام
عـمـرو ومـا عـمـرو بـقـحـم دالـف ** فــيــهــا ولا غــمــر ولا بــغـــــلامٍ
هذا ملخص ما حدث في معركة ذي قار وهي من أشهر أيام العرب في الجاهلية وتسمى يوم ذي قار ويوم الحنو ويوم قراقر ويوم تقطيع الوضن وقد مر ذكرها بجميع كتب التاريخ وقد تتبعت أحداث هذه الحرب بحثاً عن مصداقية روايه للعوام يشيرون أن عنزة سميت عنزة بسبب تعنز ابنة النعمان لها فلم أجد ما يشير لما يدعيه العوام وحيث أن قبيلة عنزة قبيلة معروفة قبل هذا التاريخ وهي قد حالفت بطون من بكر قبل الإسلام ومنهم بنو قيس بن ثعلبة رهط الأعشى الشاعر وبنو تيم الله وبنو عجل بن لجيم وسمي هذا الحلف حلف ( اللهازم ) واللهازم في اللغة أصول الحنك وقد انظمت قبيلة عنزة بموجب هذا الحلف لقبيلة بكر وشاركت بكر في حرب البسوس ضد تغلب كما شاركت بكر في يوم الوقيط من أيام العرب بين بكر وتميم ويوم ثيتل بين بكر وتميم وهو موضع في النباج المعروف بالأسياح حالياً قال قرة بن قيس بن عاصم من قصيدة :
أنـا الـذي شـق الـمــزاد وقـــد أرى ***بـثيـتـل أحـيـاء الـلـهـازم حـضــرا
كما شاركت عنزة في يوم الشيطين حيث قال الشاعر رشيد بن رميض العنزي قصيدة ناقضة المكعبر الضبي وقد مر ذكر بعض أبيات القصيدتان في هذا الكتاب لذلك فلا صحة للرواية القائلة أن أسم عنزة نتج بسبب تعنز أبنة النعمان وأن ما لعنزة من الفخر الصحيح يغنيها عن التلفيق والتزوير وقد أنفض حلف اللهازم عندما جاء الإسلام وبرز أسم عنزة بن أسد إلى وقتنا الحاضر وأما عزوتها وائل فهو جد ثابت ومعروف ولم تستعير قبيلة عنزة وائل ليس جد ليس هي من صلبه وفي حال أعتزاء عنزة بوائل بن قاسط أبو بكر وتغلب وعنز فالجميع من ربيعة ولا حرج في ذلك
__________________
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 11-29-2022 الساعة 07:21 PM
موقع العبار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الامير ربيعة محمد الحبيب التغلبي امير قبائل ربيعة بالعراق جاسم الركابي الأنساب العام واستفسارات الأنساب 13 09-26-2013 07:33 AM
قبائل ربيعة في الجنوب الباحث العربي الأنساب العام واستفسارات الأنساب 3 06-15-2013 02:19 PM
كيف انكمشت قبائل ربيعة عبدالله بن عبار البحث العلمي في وائل جد قبيله عنزه 4 11-01-2012 08:06 AM
تحالف قبائل ربيعة ابن تغلب سوالف التعاليل 15 08-13-2012 02:52 AM
[ ملخص انساب قبائل ربيعة ] بشر العنزي البحث في الأنساب 12 05-10-2009 06:39 PM
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

 
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

 
 
 

الساعة الآن 08:30 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd 
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009