الإهداءات

 

 

   

 

    
  

 


    -  تعديل اهداء
العودة   موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه الركن العلمي البحوث العلميه الموثقه
البحوث العلميه الموثقه نتاج المؤرخين والباحثين من رواد هذا المنبر
 

 
 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 05-09-2015, 10:19 PM   #1
عضو منتديات العبار
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 39
افتراضي نسب أسرة السعدون الأشراف – الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق وشيوخ مشايخ قبائل المنتفق

أرجو التكرم بعدم الرد حتى أضع القسم الأخير من البحث (المصادر).



محتويات البحث:



1- مقدمة.
2- لمحة عن حكم أسرة السعدون (الأشراف) لمملكة المنتفق.
3- لمحة عن مشيخة أسرة السعدون (الأشراف) لإتحاد المنتفق القبلي.
4- هجرة أسرة السعدون الأشراف من الحجاز.
5- مسمى الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق تاريخيا.
6- أصول الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق وعمود نسبها.
7- بعض النصوص التاريخية عن نسب أسرة السعدون الأشراف منذ القرن الثامن عشر:
(1) مؤرخ عثماني من بغداد - الشيخ محمد رشيد بن داود السعدي (ولد قبل عام 1877م).
(2) مؤرخ عثماني من البصرة - الشيخ عثمان بن سند الوائلي (ولد عام 1765م – 1180هـ).
(3) عالم الأحساء - الشيخ محمد بن فيروز التميمي (ولد عام 1729م – 1142هـ).
(4) أحد أبرز مؤرخين ونسابة نجد - الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى (ولد عام 1854م - 1270هـ).
(5) أحد أشهر شعراء النبط - عبدالله بن ربيعة آل وطبان (توفي عام 1857م – 1273هـ).
(6) ملك الحجاز - الشريف الحسين بن علي (ولد عام 1854م – 1270هـ).
(7) من علماء الأحساء - الشيخ عبدالعزيز آل مبارك التميمي (ولد عام 1862م – 1279هـ).
(8) مؤرخ وباحث عراقي من أصل حلبي - يعقوب سركيس (ولد عام 1876م – 1293هـ).
(9) نسابة من العراق - السيد رضا بن علي الغريفي (ولد عام 1878م – 1296هـ).
(10) مؤرخ ووكيل سياسي بريطاني - هارولد ديكسون (ولد عام 1881م – 1299هـ).
(11) قاضي من القصيم - الشيخ محمد بن مانع التميمي (ولد عام 1882م – 1300هـ).
(12) مؤرخ من الحجاز ومدرس في الحرم المكي - الشيخ محمد بن العلامة الشيخ خليفة النبهاني الطائي (ولد عام 1883م – 1301هـ).
(13) مؤرخ وقاضي من العراق - الشيخ علي الشرقي (ولد عام 1890م – 1307هـ).
(14) مؤرخ من الشام - خير الدين الزِّرِكْلي (ولد عام 1893م – 1310هـ).
(15) مؤرخ من الكويت - خالد الفرج الدوسري (ولد عام 1898م – 1316هـ).
8- ملحق: عادات وتقاليد الحكم لدى الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق أسرة السعدون الأشراف.
9- المصادر.



1- مقدمة:



آل سعدون هي أسرة من الأشراف (بني هاشم من قريش) هاجرت من الحجاز الى العراق في القرن العاشر الهجري (القرن السادس عشر الميلادي) وأصبحت أبرز أسرة عربية فيه على مدى الأربعمائة عام السابقة للحرب العالمية الأولى ... فأسرة آل سعدون هي الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق في الفترة (1530م - 1918م)، وهي الدولة التي أسسها آل سعدون واتسعت في عصرها الذهبي حتى شملت أكثر من نصف مساحة العراق.



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



وأسرة السعدون هي أسرة المشيخة تاريخيا (مشيخة المشايخ) في اتحاد قبائل المنتفق الذي كان أكبر اتحاد للقبائل والعشائر (مختلفة الأصول) شهده العراق تحت مشيخة شيخ مشايخ فعلي ، وأسسته أسرة السعدون في الفترة (1500م – 1530م)، وهو الإتحاد القبلي الضخم الممتد من شمال وشمال شرق الجزيرة العربية الى وسط العراق والذي كان يشكل جزءا هاما من مملكة المنتفق. عرفت الأسرة بعد هجرتها الى العراق بآل شبيب نسبة الى ثاني حاكم لمملكة المنتفق ثم أشتهرت الأسرة لاحقا بآل سعدون نسبة لحاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف سعدون بن محمد بن مانع آل شبيب.



2- لمحة عن حكم أسرة السعدون (الأشراف) لمملكة المنتفق:



تاريخيا كانت أسرة السعدون من الأسر العربية القليلة التي أستطاعت أن تجمع بين المشيخة القبلية وبين حكم الدولة. حيث كان آل سعدون شيوخ مشايخ لإتحاد المنتفق القبلي (أكبر اتحاد للقبائل والعشائر مختلفة الأصول شهده العراق تاريخيا). كما كان آل سعدون حكاما لمملكة المنتفق وهي الدولة التي أسستها أسرة السعدون (الأشراف) واتسعت في عصرها الذهبي حتى شملت أكثر من نصف مساحة العراق. وقد حكمت أسرة السعدون (الأشراف) مملكة المنتفق منذ تأسيسها وحتى سقوطها نهاية الحرب العالمية الأولى في الفترة (1530م - 1918م). المؤرخ العثماني محمد رشيد بن داود السعدي البغدادي (المعاصر لمملكة المنتفق)، في كتابه غاية المراد في الخيل الجياد (الصادر عام 1896م)، يتحدث عن الحدود التاريخية لدولة آل سعدون في عصرها الذهبي.. موضحا أنها أبرز أسرة حاكمة ظهرت في العراق بعد العباسيين، وأنها كانت تجمع بين الحكم (لمملكة المنتفق) والمشيخة (لإتحاد قبائل المنتفق) بنفس الوقت ، ص: 43 (((اما مشايخهم الشبيب والسعدون فهم من بني هاشم من أشراف العرب ، ويقال انهم من اولاد سيدنا الحسن رضي الله عنه ، وبعد انقراض الدولة العباسية ملكوا اغلب العراق حتى وصلت حدود مملكتهم من الفاو الى قرب بغداد))).



ويعود تأسيس اتحاد المنتفق القبلي ثم تأسيس مملكة المنتفق الى جد أسرة السعدون (الشريف حسن بن مانع) الذي عرفت الأسرة بآل شبيب نسبة لإبنه ثم عرفت الأسرة لاحقا بآل سعدون نسبة لحفيده سعدون بن محمد. حيث أسس اتحاد المنتفق القبلي بعد عام(1500م) واستنادا على هذا الإتحاد القبلي استطاع تأسيس مملكة المنتفق (عام 1530م). وكان اتحاد المنتفق القبلي يشكل جزءا مهما من مملكة المنتفق، وهو أكبر اتحاد للقبائل والعشائر مختلفة الأصول شهده العراق تاريخيا تحت مشيخة شيخ مشايخ فعلي، ومعظم الثقل العسكري تاريخيا لمملكة المنتفق يستند عليه، حيث كانت الوحدة العظيمة بين قبائل هذا الإتحاد سببا رئيسيا لصمود مملكة المنتفق لعدة قرون أمام الحملات العسكرية العثمانية والفارسية. المدير العام للتعليم المهني في العراق المؤرخ جعفر الخياط (ولد عام 1910م )، يتحدث عن بدايات مملكة المنتفق في الثلث الأول من القرن السادس عشر الميلادي (1500م – 1530م ) ، في كتابه صور من تاريخ العراق في العصور المظلمة، ص: 35 (((وإلى غرب البصرة الفيحاء وشماليها الغربي كانت تمتد باتساع الى ما يقرب من موقع الديوانيه اليوم، وتتوغل في بادية الشام والأهوار معا، ديرة المنتفق المستظلة بظل امرائها الشرفاء من آل شبيب))).



بدأ بروز ممكلة المنتفق تاريخيا وبشكل كبير بعد إنتزاعها عسكريا لميناء العراق الوحيد وأحد أبرز المراكز التجارية بالمنطقة (مدينة البصرة) من العثمانيين (عام 1690م)، حيث ظهرت كقوة اقليمية فرضت على الدول الكبرى التي كانت تمارس التجارة في مدينة البصرة (مثل بريطانيا وهولندا وغيرها) التعامل معها كبديل للعثمانيين. لذلك وضعت الدولة العثمانية كل ثقلها لإسقاط مملكة المنتفق وحاربتها سياسيا وإقتصاديا وعسكريا على مدى عدة قرون. المؤرخ عبدالله بن محمد البسام التميمي (المولود عام 1858م والمعاصر لمملكة المنتفق) ، في كتابه تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق ، يذكر عجز والي بغداد أمام الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق وأسرة المشيخة في اتحاد المنتفق القبلي أسرة آل سعدون (الأشراف) وذلك عند حديثه عن قبائل المنتفق في البصرة وتواجدهم بالمنطقة الواقعه في وسط مملكة المنتفق (بين البصرة وسوق الشيوخ) ، ص: 338 (((وصار كل قبيلة منهم لهم نخيل معروفة وقرى معلومة من البصرة وأيديهم عليها. واستمرت بعدهم في أيدي أولادهم ثم أولاد أولادهم , وجعلوها ملكا لهم وعجز عنهم صاحب بغداد , وكانت الرئاسة على المنتفق لآل سعدون من آل شبيب وصاروا ملوكا وملكوا البصرة وسوق الشيوخ ومابينهما من باد وحاضر فهو تحت ايديهم))).



وكنتيجة لعجر الدولة العثمانية عن الإستيلاء على مملكة المنتفق فقد لجأت الى سياسة دعم الإصطدام بين أبناء الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق (آل سعدون) وتشجيع التنافس بينهم على الحكم، حيث أبدت استعدادها لتقديم الدعم العسكري والسياسي لأي فرد من أبناء الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق مقابل خروجه على الحاكم الفعلي من أبناء عمه وتعهده بدفع ضرائب للدولة العثمانية بعد وصوله للحكم، وهو ماأدى الى كثرة الطامحين الى الوصول للحكم، وتسبب في الكثير من المعارك الداخلية في مملكة المنتفق في تلك الفترة . العالم والمؤرخ والنسابة الشيخ إبراهيم بن عيسى، وهو أحد أبرز مؤرخين ونسابة نجد والجزيرة العربية (ولد عام 1854م وعاصر مملكة المنتفق)،يذكر ابن عيسى أحد هذه المعارك وهي معركة داخلية بين أبناء أسرة السعدون (الأشراف) على الحكم في القرن التاسع عشر، أنتهت بإنتقال الملك في مملكة المنتفق والمشيخة (الرئاسة) في اتحاد قبائل المنتفق من فرع آل محمد من أسرة آل سعدون الى ذرية راشد من أسرة آل سعدون ، كتاب تاريخ ابن عيسى ، المقتطع من خزانة التواريخ النجدية ، حوادث سنة 1268هـ، ص: 131 (((وفيها حصل وقعة شديدة بين عيال راشد بن ثامر السعدون ومن تبعهم من المنتفق وبين عيال عبد الله العقيل بن محمد بن ثامر السعدون ومن تبعه من المنتفق فقتل عبد الله آل عقيل بالمعركه، وانهزم اصحابه - ابن سعدون بن محمد بن مانع بن شبيب، وصارت الرياسة لعيال راشد على المنتفق وصار لهم الملك والرئاسة))).



منذ العام 1853م بدأت مملكة المنتفق الدخول في أضعف فتراتها التاريخية وذلك عندما بدأت مرحلة الإفراز (المرحلة الأخطر والأكثر تأثيرا في السياسات العثمانية ضد مملكة المنتفق)، وتتلخص هذه المرحلة بدعم العثمانيين لأحد أفراد الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق (آل سعدون) ضد الحاكم الفعلي من أبناء عمه, وهذا الدعم يكون بالقوات العسكرية العثمانية والسلاح والإعتراف السياسي بحكمه، وذلك مقابل تخلي الحاكم الجديد عن أراضي من دولته (بكل قبائلها وعشائرها) للدولة العثمانية، وكان أول إفراز هو إفراز لواء السماوة كاملا بكل عشائره وقبائله والتنازل عنه للدولة العثمانية . الشيخ والمؤرخ علي الشرقي (ولد عام 1890م وعاصر مملكة المنتفق) ، في كتابه ذكرى السعدون (الصادر عام 1929م)، يذكر مرحلة الإفراز وتدرج العثمانيين بإقتطاع أراضي مملكة المنتفق في القرن التاسع عشر، ص: 28 (((وتم للعثمانيين ماارادوه في بلاد المنتفق وكانوا يعملون عليه منذ قرون تقريبا فقد جاؤا على البنيان بالهدم حجارة حجارة حتى اتوا عليه وقد تدرج العثمانيون ينقصون مملكة المنتفق من السماوة والعمارة ومن أنحاء البصرة))). ومن السياسات التي بدأت الدولة العثمانية في هذه المرحلة تطبيقها في محاولة لإستمالة آل سعدون ، هي سياسة منحهم ألقاب رسمية عثمانية، حيث كان الأمير الشريف منصور السعدون أول من حصل على لقب (باشا) من آل سعدون عام 1860م. وأنتهت هذه الحقبة التاريخية (عام 1881م) بسقوط مملكة المنتفق أمام الدولة العثمانية لأول مرة منذ 350 سنة وذلك في معركة (كون الريس).



بعد عام 1884م تمكن آل سعدون من إعادة تأسيس مملكة المنتفق مرة أخرى، ولكن مملكة المنتفق انقسمت الى قسمين متصارعين، ونتيجة لعجر الدولة العثمانية عن إيقاف نمو نفوذ آل سعدون فقد لجأت الى أسلوبها القديم بدعم الإصطدام بين أبناء الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق (آل سعدون). الجاسوسة البريطانية جيرترود بيل (التي جاءت الى العراق في الحرب العالمية الأولى) تصف أوضاع الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق أسرة السعدون (الأشراف) قبل الحرب العالمية الأولى، وتوضح جيرترود بيل أن الدولة العثمانية كانت سياستها داعمة لحالة الإنقسام داخل الأسرة الحاكمة وذلك بهدف تفكيك وحدة القبائل في مملكة المنتفق، كتاب فصول من تاريخ العراق القريب، ص: 71 (((وقد تضاءلت سطوة السعدونيين في السنين الأخيرة كأسرة مالكة بالنظر للانشقاق الذي حصل بينها وللخصومات الداخلية التي استفحل أمرها، فكانت المنتفك بذلك خير حقل تزرع فيه الحكومة العثمانية بذور سياستها الرامية الى تفكيك القبائل))).



وبهذا الوضع دخلت مملكة المنتفق الحرب العالمية الأولى وهي في أضعف حالاتها، حيث سقطت الدولة في نهاية الحرب العالمية الأولى (عام 1918م) بعد قتال لمدة أربع سنوات ضد بريطانيا العظمى. المؤرخ والمستشرق الألماني البارون ماكس فرايهير فون أوبنهايم ، في كتابه البدو ، يذكر سقوط مملكة المنتفق المشرف في الحرب العالمية الأولى وذلك عند بداية حديثه في قسم المنتفق عن الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق أسرة السعدون الأشراف (والتي كانت تعرف سابقا بـ آل شبيب)، ج:3 ، ص:590 (((عائلة سعدون - شبيب التي أسست في أواخر القرن السابع عشر مملكة المنتفق على الفرات الأدنى والتي جلبت في الحرب العالمية الأولى - عندما كانت تلك المملكة قد سقطت - لاسم المنتفق الفخر والاعتزاز مرة أخرى))).



3- لمحة عن مشيخة أسرة السعدون (الأشراف) لإتحاد المنتفق القبلي:



اتحاد قبائل المنتفق كان يشكل جزءا مهما من مملكة المنتفق، وهو أكبر اتحاد للقبائل والعشائر مختلفة الأصول شهده العراق تاريخيا تحت مشيخة شيخ مشايخ فعلي، ومعظم الثقل العسكري لمملكة المنتفق تاريخيا يستند على هذا الإتحاد القبلي،وقد أسس هذا الإتحاد القبلي جد أسرة السعدون (الشريف حسن بن مانع) في الفترة (1500م – 1530م). والأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق أسرة السعدون (الأشراف) هي أسرة المشيخة فيه (شيوخ مشايخ قبائل المنتفق). يذكر تأسيس هذا الإتحاد القبلي ... السيد النسابة حليم حسن الأعرجي (ولد عام 1943م) ، في كتابه آل الأعرجي - أحفاد عبيدالله الأعرج , ص: 289 (((لقد أستطاع الشريف حسن , ومن بعده أبنائه واحفاده, من انشاء أتحاد عشائري ضخم سمي " المنتفق " أو " المنتفج " تحت رئاسة وقيادة آل سعدون))).



وقد كانت الوحدة العظيمة بين قبائل هذا الإتحاد القبلي سببا رئيسيا لصمود مملكة المنتفق لعدة قرون أمام الحملات العثمانية والفارسية وحملات الدول الإقليمية. وهذه الوحدة (التي أوجدتها أسرة السعدون الأشراف بين قبائل المنتفق) جعلت مملكة المنتفق وقبائلها وحكامها اللاعب الرئيسي في تاريخ العراق، وجعلت معظم أحداث العراق التاريخية مما يخصهم. مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي (ولد عام 1890م)، يتحدث عن الوحدة العظيمة بين قبائل المنتفق والتي يرجع الفضل فيها (بعد الله) الى أسرة آل سعدون الأشراف، وذلك في كتابه عشائر العراق ، المجلد الرابع ، ص27 (((كانت بينها وحدة عظيمة يرجع الفضل فيها إلى أمراء المنتفق، ومواهب القدرة والجدارة فيهم بادية وغالب وقائع العراق مما يخصها))). وكنتيجة لهذه الوحدة بين قبائل اتحاد المنتفق أصبح هذا الإتحاد أقوى كيان قبلي في العراق، ويشير الى هذه الحقيقة (معجم شبه الجزيرة العربية) الذي يشمل كل ما أعدته المخابرات العسكرية البريطانية عن المنطقة (الصادرعام 1917م) حيث يصف هذا المعجم اتحاد قبائل المنتفق بأنه أقوى كيان قبلي في العراق، كما يوضح ضخامة هذا الإتحاد القبلي وكثرة فروع قبائله. معجم البلدان والقبائل في شبه الجزيرة العربية والعراق، المجلد العاشر، ص: 27 (((لا يعين مصطلح (المنتفق) في الواقع قبيلة واحدة، بل تجمع من عدة قبائل، وهي الأقوى في العراق ... لايمكن تحديد أعداد تجمع قبائل المنتفق، كما أن فروعها لا تعد ولاتحصى))).



وتتنوع أصول قبائل المنتفق بشكل يثير الدهشة بحيث أنه يوجد في هذا الإتحاد قبائل وعشائر من معظم الأصول العربية، ويرجع السبب في ذلك الى تشجيع الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق أسرة السعدون الأشراف (التي كانت تعرف سابقا بـ آل شبيب) لسياسة الهجرة للقبائل والعشائر العربية الى مملكة المنتفق. وقد ضم اتحاد المنتفق قبائل كان لها دول وإمارات تاريخيا في العراق، وضم اتحاد المنتفق بداخله أيضا اتحادات قبلية أو عشائرية. ونظرا لكون أسرة السعدون (الأشراف) هي الأسرة المؤسسه لإتحاد قبائل المنتفق فإن الحاكم لمملكة المنتفق من آل سعدون الأشراف يحمل لقب (شيخ مشايخ المنتفق) ويعتبر شيخ مشايخ فعلي لكل القبائل والعشائر في هذا الإتحاد القبلي الضخم. خورشيد باشا (والي أنقرة) الذي اشترك بلجنة الحدود العثمانية الفارسية ما بين 1848م - 1852م في تقريره الذي أعده للدولة العثمانية ضمن تلك اللجنة، يذكر كثرة شيوخ القبائل تحت سيادة شيخ مشايخ المنتفق، كتاب ولاية البصرة - من كتاب (سياحة نامة حدود) جولة بالمناطق الحدودية بين الامبراطورية العثمانية وفارس، ص: 59 (((هناك عدد كبير من الشيوخ الثانويين تحت سيادة شيخ مشايخ المنتفق، كل هذا العدد من الشيوخ تحت أمرة شيخ المنتفق، وعن طريق كل منهم تصل تعليمات الشيخ الرئيسي الى افراد قبائلهم وعليهم ان ينفذوا هذه الاوامر طوعا لا اكراها))). ولمعرفة ضخامة اتحاد المنتفق القبلي وكثرة قبائله وتنوعأصولها يمكن الرجوع لحديث الجاسوسة البريطانية جيرترود بيل (التي جاءت الى العراق في الحرب العالمية الأولى) والتي تصف ضخامة اتحاد قبائل المنتفق وتنوع أصول قبائله وكثرة القبائل فيه في منطقة واحدة فقط من مناطق انتشار قبائل المنتفق في العراق وهي منطقة لواء المنتفق، كتاب فصول من تاريخ العراق القريب، ص: 69 (((فإن المنطقة الممتدة من القرنة الى الناصرية , ومافيها من مستنقعات وأهوار الشلب وبساتين النخيل والبادية , تسكنها الآن حوالي خمسين قبيلة مختلفة ذات أصل مختلف كانت كل منها تؤلف في وقت من الأوقات جزءا من مجموعة قبائل المنتفك في ظل الأسرة الحجازية الجبارة, أسرة السعدون))).



وتنتشر قبائل المنتفق على مساحة جغرافية واسعة من العراق وأجزاء من عربستان. مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي(ولد عام 1890م)، يذكر الرقعة الجغرافية لإنتشار قبائل اتحاد المنتفق تاريخيا في حواضر وأرياف وأهوار العراق وعربستان، وذلك في موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين، المجلد السابع، ص: 227 (((ان قبائل المنتفق من أعظم عشائر العراق. يمتدون من الحلة والديوانية والسماوة حتى البصرة وأراضي الحويزة، وكذا لواء العمارة غالبه منهم))). وعلى الرغم من السياسات العثمانية (التي تم الإشارة لها في القسم السابق من هذا البحث) والتي تسببت في هجرة الكثير من القبائل من مملكة المنتفق الى ولاية بغداد أو الى عربستان في القرن التاسع عشر الميلادي ، إلا ان اتحاد قبائل المنتفق حافظ على كونه أكبر اتحاد للقبائل والعشائر مختلفة الأصول في العراق. يذكر قبائل اتحاد المنتفق بعد هذه الفترة .. الكسندر أداموف القنصل الروسي في البصرة في نهاية القرن التاسع عشر، في كتابه ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها، ص: 178 ((( يعتبر هذا الاتحاد أقوى الاتحادات العراقية وأكثرها عددا ، فهو يعد ما لا يقل عن 250000 نسمة، وفي مقدوره أن يقدم الى ساحة المعركة ما يقرب من 50000 مقاتل))).



ونختم هذا القسم بنص للمؤرخ والشاعر خالد الفرج (ولد عام 1898 م)، في كتابه الخبر والعيان في تاريخ نجد، يتحدث فيه عن قبائل المنتفق ومكانتها التاريخية وعن بعض القبائل والحواضر (في القرن الثامن عشر الميلادي) التابعه لحاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف ثويني بن عبدالله بن محمد بن مانع آل شبيب – الذي أشتهرت الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق لاحقا بـ آل سعدون نسبة لعمه الأمير الشريف سعدون بن محمد بن مانع آل شبيب، ص: 203 (((عرب المنتفق وشمر العراق، وأهل نجد المقيمون في العراق والزبير ومتولي كبرهم ثويني بن عبد الله بن محمد بن مانع الشبيبي، وهو هاشمي النسب، ورئاسة قبائل المنتفق ترجع إلى بيتهم من قديم، لأن المنتفق خليط من قبائل شتى تجمعهم رابطة التحالف والمجاورة والمصاهرات، إلى أن كونوا قبيلة كبيرة تحكمت في نواحي العراق، وكادت تستقل بحكمه))).



4- هجرة أسرة السعدون الأشراف من الحجاز:



هاجر جد أسرة السعدون (الشريف مانع بن مالك) من الحجاز الى نجد في وقد كانت هجرته الى منطقة الشبيبية (لازالت تحمل نفس الاسم اليوم) في القصيم بنجد، حيث أستقر في تلك المنطقة بعد خروجه من المدينة المنورة التي كانت تشهد صراعا بين أمراؤها آل مهنا (الأشراف) أجداد أسرة السعدون.



والشبيبية كانت منطقة زراعية ذكر ابن عيسى (أحد ابرز مؤرخين ونسابة نجد في القرن التاسع عشر الميلادي) ان جد أسرة السعدون هو أول من بعثها، وأنه في أحد السنين مر به ضيوف من أحد قبائل المنتفق (قبل تأسيس هذا الحلف القبلي) فأكرمهم غاية الكرم، فطلبوا منه مرافقتهم وهناك ولوه أميرا عليهم بعد أن رأوا عقله وفضله، فصارت امارة المنتفق في ذريته ... وحسب الموروث الشعبي الذي نقله القاضي الشيخ علي الشرقي (مؤرخ وقاضي ووزير عراقي في العهد الهاشمي ولد في القرن التاسع عشر الميلادي) عن القبائل في العراق فأن جد أسرة السعدون (الشريف حسن بن مانع بن مالك) قد ترك الشبيبية بعد أن توفي ابنه شبيب وابنته نورة بالطاعون هناك، وقد سميت المنطقة بالشبيبية نسبة لذلك الابن قبل ان يغادر الى العراق ويحل بضيافة قبيلة بني مالك، وقد أخذ آل سعدون نخوتهم (أخوان نورة) نسبة الى نورة التي توفيت بالطاعون في الشبيبية.



وتوضح اللوحة المعلقة على مسجد الشبيبية في منطقة القصيم تاريخ أجداد الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق أسرة السعدون الأشراف (التي كانت تعرف بآل شبيب سابقا)، وتحكي اللوحة خط سير هجرتهم من المدينة المنورة (التي كان أجدادهم أمراؤها لأكثر من خمسة قرون) الى نجد ثم العراق حيث أسسوا هناك مملكة المنتفق التي شملت في عصرها الذهبي أكثر من نصف العراق، كما أسسوا في العراق اتحاد المنتفق القبلي (أكبر اتحاد للقبائل والعشائر المختلفة الأصول شهده العراق تاريخيا تحت مشيخة شيخ مشايخ فعلي) ... الصورة التالية من تصوير الشيخ عبدالله السليمان أباالخيل وقمت بنقلها هنا مع تغريدته:



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



وقد تمكن الشريف المهاجر الى العراق من تأسيس أكبر اتحاد للقبائل والعشائر شهده العراق تاريخيا وهو اتحاد قبائل المنتفق، وهذا نص من تقرير للأستخبارات البريطانية طبع في كلكتا (عام 1917م) أثناء الحرب العالمية الأولى، يتحدث النص عن نسب أسرة السعدون الأشراف وهجرتها الى العراق مطلع القرن السادس عشر الميلادي (عام 1500م) وعن تأسيسها لـ اتحاد قبائل المنتفق في الفترة القريبة اللاحقة. وقد قامت دائرة الأستخبارات البريطانية بترجمة التقرير للغة العربية. ونقل هذا التقرير المترجمأ.د. علي بن ناصر الشمري، في كتابه: شيوخ وعشائر المنتفق، ص: 44 (((في اوائل القرن السادس عشر تشكل تحالف عشائري يمكن ان يقال عنه بانه فرض سيطرته على منطقة الفرات الادنى من منطقة الجبايش الى الدراجي ونهر الفرات وصولا الى الكوت والحي وهو التحالف الذي اصبح يعرف فيما بعد بتحالف او اتحاد المنتفق. وتعد أسرة السعدون حلقة الوصل الرئيسية في هذا التحالف، والتي تعود في نسبها الى الرسول الكريم محمد (ص) وعلى هذا الاساس فانها كانت ترتبط بشريف مكة بعد ان نزحت الى القسم الجنوبي من العراق في مطلع القرن السادس عشر الميلادي))).



وقد ظهر اتحاد المنتفق الى الوجود بتوحيد ثلاث قبائل كبيرة وهي بني مالك والأجود وبني سعيد. يذكر الكسندر أداموف القنصل الروسي في البصرة في نهاية القرن التاسع عشر, في كتابه (ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها) ، وذلك عند حديثه عن أول ثلاث قبائل في اتحاد المنتفق ، ص: 178(((واسم المنتفقيون نفسه جاء كما يذكر خورشيد أفندي الذي اشترك في لجنة الحدود العثمانية - الفارسية في عام 1849م في كتابه، من الكلمة العربية (متفق) التي تعني (متحد) ذلك أن هذا الأتحاد تكون من اتحاد ثلاث قبائل رئيسية هي بنو مالك والأجود وبنو سعيد حيث توصلت هذه القبائل الثلاث بعد منازعات وخلافات طويلة إلى الأتفاق على انتخاب شيخ مشترك واحد. وقد وقع اختيارها على عائلة الشبيب التي كان جدها قد نزح من الحجاز قبل مايقرب من مائتي سنة واستقر مع أسرته بين القبائل المذكورة. ومنذ ذلك الوقت أصبح شيوخ المنتفقيون ينتخبون من هذه الأسرة فقط))). وعندما زارت المس بيل (جيرترود بيل) العراق أواخر الحرب العالمية الأولى كانت قبائل اتحاد المنتفق تقارب الخمسين قبيلة مختلفة الأصول. الجاسوسة البريطانية جيرترود بيل (التي جاءت الى العراق في الحرب العالمية الأولى) تصف ضخامة اتحاد قبائل المنتفق وتنوع أصول قبائله وكثرة القبائل فيه في منطقة واحدة فقط من مناطق انتشار قبائل المنتفق في العراق وهي منطقة لواء المنتفق.، كتاب فصول من تاريخ العراق القريب، ص: 69 (((فإن المنطقة الممتدة من القرنة الى الناصرية , ومافيها من مستنقعات وأهوار الشلب وبساتين النخيل والبادية , تسكنها الآن حوالي خمسين قبيلة مختلفة ذات أصل مختلف كانت كل منها تؤلف في وقت من الأوقات جزءا من مجموعة قبائل المنتفك في ظل الأسرة الحجازية الجبارة, أسرة السعدون))).



ولم تنسى أسرة السعدون الأشراف مسقط رأسهم وهي المدينة المنورة .. فمن الأوقاف المشهورة تاريخيا لأسرة السعدون الأشراف عندما كانوا يحكمون مملكة المنتفق وقف أرض زراعية كبيرة في العراق على فقراء المدينة المنورة ، وهو وقف للأمير الشريف راشد بن ثامر السعدون على فقراء المدينة المنورة في القرن التاسع عشر (1800م – 1900م ) وهي المدينة التي كان أجداده أمراؤها لأكثر من خمسة قرون. حيث يذكر إبراهيم فصيح الحيدري ، في كتابه عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة (الذي كتبه بعد منتصف القرن التاسع عشر) ، وذلك عند حديثه عن الأمير الشريف راشد بن ثامر السعدون ووقفه الخيري على فقراء المدينة والأرض الزراعية التي أهداها لشيخ الكويت، ص: 181 (((ووقف البهادرية على فقراء المدينة المنورة وأكرم الفاو على شيخ الكويت، والفاو – وهو أخر العمران – يمتد الى البحر))).



5- مسمى الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق تاريخيا:



كانت الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق - أسرة السعدون - تعرف بآل شبيب نسبة إلى الأمير الشريف شبيب الأول وقد تحول الاسم إلى آل سعدون في منتصف القرن الثالث عشر الهجري وهو نسبة إلى الأمير الشريف سعدون بن محمد بن مانع آل شبيب .. حيث أصبح اللقب يطلق على ذرية الأمير الشريف سعدون وعلى كل ذرية أقاربه من آل شبيب الأشراف. يذكر المؤرخ والمستشرق الألماني البارون ماكس فرايهير فون أوبنهايم ، عند حديثه عن الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق ، في كتابه البدو, ج3, ص: 282 (((بني شبيب أو آل السعدون، كما أصبحوا يسمون لاحقا))). ويقوم بعض المؤرخين بالجمع بين الإسمين القديم والجديد للأسرة (آل شبيب – آل سعدون) عند حديثهم عنها لتوضيح أنها أسرة واحدة ، على سبيل المثال ماذكره أحد مؤرخين القرن التاسع عشر الميلادي وهو المؤرخ العثماني محمد رشيد بن داود السعدي (البغدادي) في كتابه غاية المراد في الخيل الجياد (الصادر عام 1896م) عند حديثه عن الحدود التاريخية لدولة آل سعدون في عصرها الذهبي.. وتوضيحه بأنها أبرز أسرة حاكمة ظهرت في العراق بعد العباسيين ، وأنها كانت تجمع بين الحكم (لمملكة المنتفق) والمشيخة (لإتحاد قبائل المنتفق) بنفس الوقت ، ص: 43 (((اما مشايخهم الشبيب والسعدون فهم من بني هاشم من أشراف العرب ، ويقال انهم من اولاد سيدنا الحسن رضي الله عنه ، وبعد انقراض الدولة العباسية ملكوا اغلب العراق حتى وصلت حدود مملكتهم من الفاو الى قرب بغداد))). وأيضا ماذكره المؤرخ والمستشرق الألماني البارون ماكس فرايهير فون أوبنهايم ، عند حديثه عن الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق ، في كتابه البدو, ج3, ص: 590 (((عائلة سعدون - شبيب التي أسست في أواخر القرن السابع عشر مملكة المنتفق على الفرات الأدنى والتي جلبت في الحرب العالمية الأولى - عندما كانت تلك المملكة قد سقطت - لاسم المنتفق الفخر والاعتزاز مرة أخرى))).



ومسمى آل سعدون في الأصل كان لأحد أفخاذ أسرة (آل شبيب) .. يذكر المؤرخ الحجازي الشيخ محمد بن العلامة الشيخ خليفة بن حمد بن موسى النبهاني الطائي (كان هو ووالده مدرسين بالمسجد الحرام وسبق له تولي القضاء في البصرة)، في كتابه التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية ، قسم المنتفق ، ص: 392 (((أما آل شبيب فإن آل سعدون فخيذة منهم ، وكانت الإمارة فيهم ، والكل سادة من بني هاشم أتوا من الحجاز إلى بادية العراق فاستوطنوها))). وقد أشتهر مسمى هذا الفرع من أسرة آل شبيب حتى أصبح اسما لكامل الأسرة منذ منتصف القرن الثالث عشر الهجري. يذكر القاضي الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن آل بسام (ولد عام 1927م )، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، المجلد الثالث ، ص: 575 (((وآل سعدون كانوا يسمون سابقا آل شبيب نسبة الى أحد أجدادهم ... فلما نبغ فيهم سعدون بن محمد ، أحد ذريته ،اشتهروا بهذا الاسم وهم في الأصل يرجعون الى أصل عريق ، فهم فرع من الشجرة النبوية الطاهرة ، فهم من الهاشميين العلويين ، توارثوا مشيخة المنتفق حتى الآن))).حيث عرف القاضي الشيخ البسام نسب أسرة السعدون بــ الهاشميين (نسبه لبني هاشم) والعلويين (نسبه لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه والذي يعرف نسله بالأشراف). ويذكر الشيخ أحمد العامري الناصري ، في كتابه القاموس العشائري العراقي ، الجزء الأول ، ص: 162 (((الاسم القديم للأسرة هو آل شبيب نسبة الى شيخ عشائر المنتفق شبيب بن الشريف حسن المهاجر الى المنتفق من المدينة المنورة مرورا بالقصيم ، وفي القرن الثالث عشر الهجري بدأ هذا الاسم بالتحول الى (آل السعدون) لاشتهار الشيخ سعدون بن محمد بن مانع بن شبيب بن مانع الصخا بن شبيب بن الشريف حسن الحسيني ، وفي الوقت الحالي يضم اسم آل السعدون (عرفا واصطلاحا) جميع فروع آل شبيب سواء ذرية سعدون أو ذرية أعمامه أو أبناء عمه من آل شبيب))).



6- أصول الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق وعمود نسبها:



يرجع نسب أسرة آل سعدون الى الأشراف وتحديدا الى الأشراف آل مهنا أمراء المدينة المنورة لأكثر من خمس قرون ، ويتفق جميع المؤرخين الذين ذكروا تاريخيا نسب أسرة آل سعدون على كونها ترجع في نسبها للأشراف، سواء كان هؤلاء المؤرخين عثمانيين أو عرب أو أجانب، هذا بالإضافة إلى الشهرة التاريخية للأسرة بهذا النسب بين القبائل في العراق والجزيرة العربية والشام، وأيضا الموروث الشعبي المتفق عليه لدى كافة القبائل والعشائر التي حكموها. يذكر مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي (ولد عام 1890م)، في كتابه عشائر العراق ، عند حديثه عن نسب أسرة السعدون (آل شبيب سابقا) ، المجلد الرابع ، ص17(((اتفق الكل على أن آل شبيب من الشرفاء))).



يذكر عمود نسب الأمير الشريف سعدون بن محمد .. المؤرخ الحجازي الشيخ محمد بن العلامة الشيخ خليفة بن حمد بن موسى النبهاني الطائي (كان هو ووالده مدرسين بالمسجد الحرام ، وسبق له تولي قضاء البصرة)، في كتابه التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية ، قسم المنتفق ، ص: 393 (((سعدون هو ابن الشريف محمد بن الشريف شبيب بن مانع بن شبيب بن مانع بن مالك ابن سعدون بن إبراهيم (الملقب بأحمر العينين) ابن كبشة بن منصور بن جماز بن شيحة بن هاشم بن قاسم (المكني بابن فليتة) ابن مهنا بن حسن (المشهور بابن أبي عمارة) ابن مهنا الأعرج (المكني بابن أبي هاشم) ابن داود بن قاسم بن عبد الله بن طاهر بن يحيى النسابة بن الحسن بن جعفر الحجة بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما))). وينبغي ملاحظة سقوط اسمين (مانع - حسن) من عمود النسب الذي ذكره النبهاني. ويذكر المؤرخ والنسابة يونس الشيخ إبراهيم السامرائي ، في كتابه القبائل والبيوتات الهاشمية في العراق , عند حديثه عن نسب أسرة السعدون الأشراف والأمير الشريف سعدون بن محمد الذي عرفت الأسرة بإسمه ، ص: 177 (((آل السعدون أصلهم من الحجاز فقد هاجروا إلى العراق في أوائل القرن العاشر وحكموا المنتفق، وهم ينتسبون إلى جدهم الأعلى سعدون بن الشريف محمد وينتهي نسبهم إلى الأمام علي زين العابدين ابن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه))).



وهذا عمود نسب حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف سعدون بن محمد الذي عرفت بإسمه الأسرة مضافا اليه توضيح لمن حكم مملكة المنتفق ومن تولى امارة المدينة المنورة أو امارة مكة المكرمة من أجداده:



الأمير سعدون (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها والذي سميت الأسرة به) بن الأمير محمد (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها) بن الأمير مانع الثاني (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها) بن الأمير شبيب الثاني (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها) بن الأمير مانع الأول - الصخا (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها) بن الأمير شبيب الأول (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها) بن الشريف حسن (مؤسس مملكة المنتفق واتحاد قبائل المنتفق) بن الشريف مانع بن مالك بن سعدون الأول بن إبراهيم (أحمر العينين) بن الأمير كبش (أمير المدينة المنورة) بن الأمير منصور (امير المدينة المنورة) بن الأمير جماز (أمير المدينة المنورة + أمير مكة المكرمة 687هـ + أول من سك عمله بإسمه في مكة من أمراء المدينة المنورة) بن الأمير شيحة (أمير المدينة المنورة+أمير مكة المكرمة عام 637هـ) بن الأمير هاشم (أمير المدينة المنورة) بن الأمير قاسم (أبو فليته) (أمير المدينة المنورة + أمير مكة عام 571هـ) بن الأمير مهنا الأعرج (أمير المدينة المنورة) بن الأمير الحسين (شهاب الدين) (أمير المدينة المنورة) بن الأمير مهنا الأكبر (أبو عمارة) (أمير المدينة المنورة) بن الأمير داود (أبو هاشم) (أمير المدينة المنورة) بن الأمير القاسم (أمير المدينة المنورة) بن الأمير عبيد الله (أمير المدينة المنورة+ أمير العقيق) بن طاهر بن يحي النسابة بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله (الأعرج) بن الحسين (الأصغر) بن علي (زين العابدين) بن الحسين - رضي الله عنه - ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه.
__________________
آل سعدون الأشراف وأول إعلان تاريخي ومحاولة لإستقلال العراق بأكمله عام 1787م:


أبرز قضاة مملكة المنتفق وأشهر مساجدها ومدارسها وأوقاف حكامها - أسرة السعدون الأشراف:

ولد الأشراف متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

 
الكلمات الدلالية (Tags)
السعدون الأشراف, نسب أسرة السعدون الأشراف, نسب السعدون الأشراف
 

 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أبرز قضاة مملكة المنتفق وأشهر مساجدها ومدارسها وأوقاف حكامها (أسرة السعدون الأشراف) ولد الأشراف البحوث العلميه الموثقه 11 11-15-2014 04:40 PM
تعاون الدولتين العثمانية والصفوية ضد مملكة المنتفق وحكامها أسرة السعدون الأشراف 1698م ولد الأشراف البحوث العلميه الموثقه 8 05-09-2013 06:49 PM
معركة بين قبيلة العمارات وقبيلة المنتفق ابو فواز الوايلي استفسارات القصص والقصائد القديمه 3 10-21-2012 05:20 PM
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

 
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

 
 
 

الساعة الآن 08:09 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd 
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009