10-12-2014, 10:09 PM
|
#1
|
مؤرخ قبائل السلقا
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 1,143
|
خاطرة!
يحدثنا التاريخ وتجارب الأمم السابقة, إن أغلب الحروب والنزاعات القديمة وحتى الحديثة بما فيها الصراعات الدينية, نجد أن أسبابها الحقيقية هى تجارية أوإقتصادية بحته, فالصراعات القبلية على سبيل المثال التى كانت سائدة فى الجزيرة قبل قرن من الزمن, هى فى حقيقة الأمر صراعات قائمة على العنصر الإقتصادى بالمقام الأول, كأن يكون هذا الصراع على موارد الماء والمرعى, أو يكون على مواقع إستراتيجية كأراضى ومناطق يمكن أن تعزز من قوة القبيلة الإقتصادى من خلال تحصيل الجباية والحماية وما الى ذلك, إذن فالقوة لم تكن مجرد فورة متنقلة من أعمال العنف والقتل كما يعتقد البعض, بل هى فى الأساس ثقافة منضبطة وأعراف لها إستراتيجيات وقواعد محددة تمليه ظروف المصلحة أو المنفعة التى تراها كل قبيلة أو كيان مما يحفظ مصالحها, فمن يعتقد أن القوة تقاس بكثرة الغزوات أو بالمصادمات المسلحة ذات الطبيعة الخاصة الضيقة فهذا لاشك إعتقاد خاطىء, فالقوة التى لاينتج عنها نشوء مشروع سياسي, كمناصب دائمة أوأنظمة سياسية مركزية, هى قوة لاتلبث أن تختفى وتتلاشى بأسرع من وميض البرق! فأي قوة مهما كان حجمها إن لم تتحلى بالحنكة والذكاء وبُعد النظر, فطبيعى لن ينتج عنها سوى الأثر السلبى المدمر على المدى البعيد! فالأقوياء الأذكياء هم من تستحث قوتهم وحكمتهم الى نشوء مثل تلك الزعامات القيادية المركزية, فهناك كيانات قد خسرت حاضرها بسبب سياسة ماضيها, الذى لم يجلب لها سوى الخراب والدمار والحسرة, حتى أصبح حال هذه الكيانات كحال ذلك العاشق الحزين, الذي يحمل فى جيبه صورة حبيبته المتزوجة يخرجها بين الحين والاَخر كي يروى للناس عن مأساته وسوء حظه العاثر؟! فحال هؤلاء هو تماماَ كحال ذلك العاشق الذى لايريد أن يقر بالحقيقة! فالحق أقول: إن العقول المغيبة لاتستطيع أن تترجم المعالم التى من حولها مالم تتخلص أولاَ من تلك الأفكار السطحية التى لازالت تعشش فى أذهان من يعيشون سكرة الماضى! فالعبرة هى بالنتائج التى خلفها ذلك الماضى, فمن يزيفون التاريخ ويدلسون فى سرد وقائعه سوف لن يغفر التاريخ لهم, وإلا فهم يسيرون على خطى أؤلئك الذين جلبوا على كيانهم هذه الاَلام والماَسى, التى يدفع ثمنها اليوم من لاحول له ولاقوة,إذن:لاقداسة للماضى فمن يخشى ماضيه قد لايهنأ بحاضره ولا يامن مستقبله!!
التعديل الأخير تم بواسطة ابو مشاري الرفدي ; 10-14-2014 الساعة 03:26 PM
|
|
|